ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏

الفنان الجميل سمير مزبان Samir Mizban ..

صحفي عراقي ومصور يُغرد خارج السرب العربي في المهجر..

بقلم المصور: فريد ظفور

– الدنيا مملوءة بالبهجة والسرور ..وعشاق التصوير والهواة فرحون بقدوم الربيع الضوئي..تباشير العيد قادمة بكل جديد..مع مدرسة الحياة الأولى مع الأم مع الوطن ..مع مصتع الرجال ..مع الفنانين والأدباء والمصورين والصحفيين .. فنان ينشر نور قدسي يضيء معالم الطريق وينير سبل الحياة الداكنة ..فيبدد ظلام الأمية البصرية وينشر ضياء الفن الفوتوغرافي والخير والجمال ..نشق عباب الليالي التشرينية المدلهمة ..ونناجي شراع السفينة ونحرق المسافات البعيدة ..فيطالعنا وجه فنان بسماره العربي..لنقدم له نرجساً ووروداً وياسميناً دمشقياً..فتعالوا رحبوا معنا بالمتألق الأستاذ سمير مزبان ..

–  الحديث عن الفنان سمير ليس حديثاً عادياً مع فنان وصحفي خبرته وصقلته التجربة وعركته الغربة ..فالحديث العادي يمر مرور الكرام.. ولكن الأستاذ سمير صحفي يصنع الحدث ..فيخلف أثراً عميقاً قادراً على الحياة في الذاكرة الضوئية إلى أمد طويل في مخيلة الأجيال الشابة وفي ساحة المنطق عند عشاق فنه ومتابعيه..فهو ليس كالحدث العابر وإنما كما المنعطف الذي يحدد خطوات المسيرة الفنية البصرية المتتابعة نحو الأمام والأعلى..بإعادة الخلق والإبتكار وبناء صرح فوتوغرافي للهواة والمحترفين..نقول ذلك لأن أرضية ومنبت الفنان من بلاد الرافدين من بلد الحضارات ومنبع الفنون البصرية على يد العالم العربي الضوئي أبو علي الحسن بن الهيثم ..رائد علم البصريات في العالم..نقول لأن أرضية الصحفي لا تتخطى الواقع المرئي وبالتالي فهو يتعامل مع الحدث ومع الواقع بدقة ومصداقية..ومن هنا كانت المسؤولية الملقاة على عاتق الفنان والمصور الصحفي سمير ..مسؤولية كبيرة من ناحية وتاريخية من ناحية أخرى..لأنه يحمل وطنه الحبيب العراق بين جنباته في قلبه..وتتدرج معادلته بين قطبين ..قطب المسؤولية الصحفية بالنرويج وقطب التاريخية..ولآن عملاً مسؤولاً لايمكن أن ينفصل عن التاريخ..وينبع ذلك من التأثير المتبادل بين هذين القطبين..فقد إحتضن الصحفي سمير قيماً معرفية وفنية وخبرات جديدة من بلاد العم سام النروج ..وصولاً إلى هدف محدود..وهو عبور بوابة الخوف والتردد وحتى التزمت في بعض الأحيان والحالات تحقيقاً لشعار التقسيم الذي أجهضت مفاعيله على العراق الحبيب..فماذا عن البراهين التي تؤكد قدرة الصحافة والصورة على الفعل مهما كان حضورها في الزمان والمكان قوياً ومفاجئاً ..وإن عودة الأحداث وكيف ترجمت على ساحة الوطن العربي كفيلة بأن تقنع المواطن بما دبر وخطط للربيع العربي ليتحول إلى خريف أصفر..وشتاء بارد وصيف محرق ..ولأن حضور المثقفين والصحفيين والمصورين ..كان سابقاً ومميزاً فكراً وعملاً معاً ..لذلك لم تعد المعادلة قابلة للفصل أو لإحداث الشرخ بين أطرافها..من مواطنين ونخب مثقفة..ومن هنا كان دور التلاحم بين الصحافة والتصوير وبين الواعين والمواطنين بين النظرية والتطبيق بين التحدي والمواجهة بين الطموح والسعي إليه ..بين الأمس واليوم ..كما بين اليوم والمستقبل ..وبين العمل والأمل..

كيف كان ظهور الصحافة المكتوبة في أوروبا:يعتبر المؤرخون أن الصين هي مهد الصحافة المكتوبة حيث ظهرت سنة -911-قبل الميلاد صحيفة تتعلق بالأخبار الرسمية وأعمال المحاكم دامت 153سنة..الصحافة في أوروبا : لم تستفد الصحافة المكتوبة من الطباعة إلا بعد مرور حوالي القرن من اختراعها وكانت في بدايتها عبارة عن صحف حكومية حيث يقول “رولان كايرول” أن محاولة إصدار الصحف في النصف الثاني من القرن السادس عشر في إنكلترا باءت بالفشل إلا أن الصحافة في أوروبا بدأت تنتعش بعد مرور نصف قرن أخر رغم الرقابة المفروضة على حرية التعبير..فالصحافة في فرنسا : لقد شهد القرن 18 ازدهار الحوار الفكري وهو ما أدى إلى ازدهار الصحافة المكتوبة حيث نجد في فرنسا ظهور صحيفتين هما لو مار كور دو فرنس و لكزاث واللتان كانتا توزعان على نطاق واسع في فرنسا  بإضافة إلى مجموعة من جرائد أخرى لوجورنال ….. رغم الرقابة الكامل والخضوع التام الذي فرض عليها في عهد نابوليون حيث نجد عدد كبير صودر ومنها مآتم ضمه إلى وزارة الخارجية ومع الثورة الفرنسية والنداءات إلى ضرورة احترام حرية الرأي و التعبير وجد جو من الحرية لكنه لم يدم طويلا فسرعان ما رجعت قضية الرقابة ومصادرة الصحف وكانت جريدة “لو مونيتور من أهم الصحف الناطقة باسم الحكومة وخلال القرن التاسع عشر شهدت الصحافة الفرنسية انتعاشا حيث ظهرت مجموعة من الصحف مثل “لوديبا. لابراس .لوسياكل “والتي كانت تدور حول الغامرات والقصص العاطفية والجري وراء الفضائح ودلك تجنبا لصدام مع الحكومة لدلك اتسم مضمونها بالانحطاط  ومع صدور قانون حرية الصحافة سنة 1881 تضاعف عدد الصحف الصادرة وأصبح جمهورها بالملاين حيث بلغ عدد سحب الصحف اليومية حوالي 12مليون نسخة .والصحافة في إنكلترا : يذكر المؤرخون أن الصحافة المكتوبة في إنكلترا تمتعت قبل القرن 19 بحرية قياسا ما كان سائدا في أوروبا خلال الفترة نفسها حيث لم تكن هناك رسوم تفرض عليها ويذكر المؤرخون أن أول جريدة يومية في إنكلترا كانت “لود يلي كورن ” كما عرفت في هده الفترة جريدة “التايمز” رواجا أيضا وقد تطورت الصحافة الإنكليزية خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث تضاعف توزيعها عدة مرات كما عرفت كذلك تطورا في مل تعلق بمضامين هده الصحافة .والصحافة في ألمانيا :لقد ساهم التطور الاقتصادي الألماني في تطور الصحافة حيث كانت هناك 948 دورية تصدر سنة 1871 ولقد كانت تكاليف لطباعة مرتفعة جدا مدفع الصحف الألمانية إلى اللجوء إلى الإشهار وتعد جريدة “لوتيغر” أول جريدة ألمانية تصدر من الناحية التاريخيةوالصحافة في الإتحاد السوفياتي سابقا :رغم أن الطباعة دخلت روسيا في القرن 16 إلا أن الصحافة لم تنتعش في هده الفترة حيث لم تكن هناك سوى مطبوعات توزع أو صحف غير منظمة الصدور تتميز مواضيعها بالانحطاط ويعتبر لنين أول المنظرين لصحافة الروسية حيث يرى بأن للصحافة دورا كبيرا في بناء المجتمع الاشتراكي وفي سنة 1910 أسس لنين صحيفة اسمها “رايوتشيا جيزيتا” وخلال القرن 19 شهدت وسائل الإعلام السوفياتية تطورا كبيرا إلا أن المعلومات عن هده الوسائل نادر نظرا لسرية التي كانت تحكم هدا المجال ويذكر أن معظم وسائل الإعلام في الإتحاد السوفياتي خلال القرن 20 كانت تخضع لرقابة صارمة ومنة أهم الصحف السوفياتية  نذكر “البرافدا..(الحقيقة )   وإزيفيستا  (الأخبار) وترود ( العمال )……الصحافة المكتوبة في الوطن العربي : يرجع تأخر ظهور الصحافة المكتوبة في الوطن العربي إلى ظاهرة الاستعمار الذي نشر الجهل و الأمية بين الشعوب رغم أن الاستعمار هو من نقل الصحافة المكتوبة إلى العالم العربي ويذكر المؤرخون أيضا تحفظ الخلفاء العثمانيين من استعمال المطبعة لنسخ الكتب فقد كان تخوف العثمانيين من هده الوسيلة سبب من أسباب عدم ظهور الصحافة  وعند طهور الصحافة كانت تمثل الناطق الرسمي للحكومة أو تهتم بمواضيع العامة أو مقالات أدبية تجنبا لصراع مع الاستعمار الذي حرص على أن لا يكون هناك وعي سياسي ويذكر أنه من أهم الجرائد التي كانت تصدر أنداك أي في القرن 19 “مرات الأحوال”  جريدة “المبشر الجزائرية” حديقة الأخبار اللبنانية  الرائد التونسية  وادي النيل المصرية  ..

-لا مراء في أن تجربة الفنان والصحفي سمير التي تمتد منذ عدة عقود هي تجربة ثقافية غنية بالتكوين والتشكيل والغنى المعرفي وقد أغنت الساحة الضوئية العراقية ورفدتها بالكثير من التجارب والأعمال المميزة..التي تلاحقت وتكاملت في بلد المهجر السويد فقد تعرف على تقنيات ومعدت جديدة ووسائل إتصال وعمل متطورة جداً جعلته يتسابق مع الريح في تقديم أعماله التي نالت الإستحسان في بلده المضيف وفي مسقط رأسه في العراق..فهي المناسبة الأهم والأكثر ملاءمة لفتح ملف العلاقات بين البلدين وتبادل الخبرات الفنية وتلاقح الثقافتين..بل لامراء في أنها التجربة الغنية التي كانت معطياتها ونتائجها العامل الحاسم والأصلي في طرح وتناول العلاقة في الفكر الفني التشكيلي الضوئي الأوروبي المعاصر..سواء نظر إلى تلك النتائج الفنية البصرية من زاوية الدفاع عن تلك التجربة وظروف قيامها وعملها في بلد ذاق ويلات الحرب والدمار منذ ماينيف عن ربع قرن..أو من زاوية نقلها ونقد شروطها ومقارنتها بالبلد المضيف السويد..وتتيح لنا بعض الملاحظات والإنتقادات أن نستنتج جملة من النتائج والمواقف الخاصة بعلاقة الفنان بين وطنه الأم ووطنه الثاني ..تعييناً لجلية هذه العلاقة وجلاء للمضمون الفني الضوئي..وتبريراً للقول بأن الحرية الفنية ينبغي أن تكون عقيدة العمل الضوئي..وبقدر ماينبغي تحرير فكرة الصورة الضوئية من الشخصية الكارزمية القديمة ..وتصييرها شأناً جماهيرياً عاماً..بقدر ما ينبغي أيضاً تحريرها من النظرة الفنية المبسطة ومن التعامل الفني الضيق والمباشر  بأن التصوير ليس من الفنون التشكيلية..كما يراه بعض ضيقي الأفق والمتشددين فنياً ..

– وندلف للقول بأن الأستاذ سمير أعطى العطاء المتجدد الذي نفخر به..وأغنى حياتنا الضوئية بفن معبر أصيل ومتميز ..وقد جعلنا نعتز بما قدمه في بلاد المهجر وهو الذي وضع حركة الفن الضوئي في مستوى التحديات التي تواجهها ..ووضعه على سكة القطار الصحيحة لتتماشى مع تطور التكنلوجيا وعصر السوشيال ميديا وعصر الأنترنت وعصر الديجيتال وعصر الصورة التي تربعت كل مرافق الحياة..فقد أخذ الفن التشكيلي والضوئي من الغرب وإستفادوا من كل الإتجاهات الفنية ومدارسها ..أسواء كانت واقعية أو إنطباعية أو تعبيرية أو تجريدية أو مفاهيمية..وقدم هو وزملائه في المهجر مشاهد الحياة اليومية وصوروها مع الإنسان وقدموا رؤيتهم التي دمجت بين ماهو موجود وما يريدون إضافته ..لأن الفن ليس عملية أخذ عن الآخرين ..بل هو بإتقان العمل الفني الضوئي والإضافة المبتكرة وإعاة رسم الواقع وتصويره ورؤيته الرؤية الجديدة..لتعلمنا التحدي لما هو موجود وما هو وافد من التجارب الأوروبية..وهذا ماجعل الفنان سمير في المواقع المتميزة والمكانة المرموقة التي يستحقها عن جدارة..وإننا على ثقة من الإبداع المتجدد والحيوي عنده..بفضل ما إكتسبه من مفاهيم عصرية ..لإنتاج فني متعدد المشارب والجوانب والأوجه ..وهو مايعتبر إختصاراً للزمن ولتجربتة الفنية القيمة التي يقدمها لعشاق الضوء.. وهي بحق ثورة فوتوغرافية بكل المقاييس الفنية البصرية..

  • إن العمل الفني يدل على صانعه لأن الأسلوب وقصد الفنان وغايته واحدة..وبهذا يقدم لنا المبدع سمير بشكل مباشر وجهات نظر خلاقة تحاكي العين المعاصرة ..مشتملة على وجهات نظر و شخصية إعتمدت على جولات تصويرية ولقاءات ميدانية مباشرة قام بها مع الناس..طامحاً إلى تكوين نظرة تعليلية وبرؤية تشكيلية ضوئية ..محاولاً الإشارة إلى بعض الآثار والمظاهر التي غالباً ماتواجهنا وتصادفنا بالحياة ..ملحفة بغموض ..يلفحنا بتساؤلات عديدة نغلق الباب عليها كونها جزء من التراث الشعبي أو بعض من العادات والتقاليد وبدون تعليل..تلك المظاهر التي تزخر بها بلاد الرافدين وتعج بتصرفات أبنائها الطيبين..
  • من هنا ندلف للقول بأن الفنان المتألق الجميل الأستاذ سمير قدم ويقدم رسالته الفنية الضوئية ويحمل راية الوطن خفاقة في المهجر ..مع إحتفاظه بموروثه الثقافي الفني العريق..وبهذا يستحق فناننا كل تقدير وإحترام لما قدمه في سبيل رفع شأو الفن الضوئي وخدمة الصحافة بلغة الصورة وفي المحافل الفنية عبر المعارض التي يقيمها ويشارك بها في بلد إقامته..فألف تحية تقدير ومرحى للأستاذ سمير مزبان الذي تعجز الكلمات عن إيفائه حقه الفني..لأنه شجرة معرفية ضوئية فيها الخير الذي يعم جمالاً وخيراً على الأجيال الشابة.. فلنوله كل رعاية وإهتمام لأنه زرع في كل جرداء قاحلة نبتات ضوئية كبرت وتكبر مع الزمن وإخضرت وأصبحت معطاءه..فإلى الأمام فناننا الغالي وليبارك الله جهودك وألف ألف تحية لما قدمته وتقدمه لخدمة الفوتوغرافيا عربياً وعالمياً..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ملحق مقالة الفنان سمير مزبان  ـــــــــــــــــــــ

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏نظارة شمسية‏‏ و‏كاميرا‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏‏

Samir Mizban

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.