فوتوغرافيا معايير الصورة المنافِسة

تم إغلاق باب المشاركات في الدورة الرابعة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، بصراحة تخطّى عدد المشاركات خلال هذه الدورة توقعاتنا، كما تخطّى عدد مشاركات الدورة السابقة! وهذا امتدادٌ طبيعي للخط البياني المتصاعد لانتشار الجائزة وتوسعها حول العالم وسعيها للوصول لكافة مجتمعات المصورين والتعريف بقيمة الفرصة التي تقدّمها لكل موهوبي التصوير.

وكما ذكرتُ في مقالٍ سابق كان بعنوان «عشاق الفرص الأخيرة» فإن آلاف المشاركين خصوصاً من الدول العربية هرعوا للمشاركة في محاور المسابقة في الأيام الأخيرة! ونحن ندرك الفارق الكبير بين السرعة والتسرّع، من الطبيعي أن من يعمل في مشروعٍ فني بدون رويّة وهدوء وتركيز فمستوى النتائج سينحدر بشكلٍ ملحوظ. المشاركة في مسابقة من أكبر مسابقات التصوير الضوئي في العالم هو مشروع بحد ذاته وآلاف المصورين حول العالم يعتبرونه كذلك ويبدؤون خططهم لتنفيذ هذا المشروع باكراً كي تكون فرصهم التنافسية على أعلى مستوى.

الغريب في الموضوع أن العديد من المصورين العرب اعتبروا المشاركة في الأيام الأخيرة «شيئاً طبيعياً» والأسباب التي ساقوها كانت في غاية الغرابة! منها على سبيل المثال «الانشغال» و«وجود الحافز والحماس»! وهم في غمرة ثقتهم بمشاركاتهم وصلنا منهم بعض الاستفسارات التي أترك لكم الحكم على إحداها «لديّ عدد من الصور الجميلة ولستُ قادراً على اختيار الصور المناسبة للمشاركة!

 أشعر بحيرة كبيرة! هل يمكن لكم أن تساعدوني!» هذا الاستفسار طبيعي بالنسبة للهواة، لكن لمن يعتبرون أنفسهم من المحترفين فهذا غير مقبول! من يتجاوز مرحلة الهواية فعلاقته بالصورة يجب أن تصل لمرحلة العين الخبيرة التي تستطيع قراءة المكونات الأساسية والثانوية للصورة والقدرة على التفريق بين الصورة العادية وبين الصورة الأعلى في المستوى بمقدارٍ بسيط، والصورة المميزة المناسبة للمشاركة في المسابقات حسب تناسق الموضوع.

يُفترض بجميع من دخلوا دائرة الاحتراف في التصوير الضوئي أن يعلموا أن الصورة القادرة على الوصول للمراحل المتقدمة في التحكيم والمنافسة على الفوز يجب أن تتمتّع بقدرٍ كبير من الجاذبية البصرية والإبهار الفكري، الصورة الفائزة تصيب من يراها بنوعٍ خاص من الدهشة! وتدفعه دفعاً للتأمّل والتعمّق في تفاصيلها ومحتواها والمعاني المنبثقة منها. معايير الصورة المنافسة موضوع من المواضيع الأساسية لإنضاج الهوية الفنية للمصور، لذا فقد قرّرت إدارة الجائزة تنظيم ورش عمل قريباً جداً عن هذا الموضوع نسلّط من خلالها الأضواء على أهم هذه المعايير وأدعوكم للحضور لاكتساب هذه المعارف والمهارات الضرورية.

فلاش:

عزيزي المصور: بحر التصوير الضوئي كريم بالعطش فلا تحلم بالارتواء.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.