م. يونس العلوي / أكادير /المغرب

مساء يوم السبت 22 يونيو 2019 بدار الشباب الحي الحسني بأكادير نظمت  الجمعية المغربية لهواة التصوير الفوتوغرافي بشراكة مع الجماعة الحضرية لمدينة أكادير و مركز سوس ماسة لتنمية الثقافية ، الجلسة الثانية من سلسلة مشروع الجلسات الفوتوغرافية لموسم 2019. الذي دأبت الجمعية على تنظيمها بهدف خلق فضاء للتلاقي والتعارَف و تبادل الأفكار و النقاش البناء كصلة وصل بين محترفي الصورة الفوتوغرافية و الهواة عن طريق نقاشات مفتوحة في مجال التصوير الفوتوغرافي.

جلسات فوتوغرافية لهذا الشهر إستضافت المخرج المغربي الشاب أحمد بايدو البلغ من العمر  40 سنة وهو من أبناء مدينة ميراللفت إقليم سيدي افني جنوب المغرب ،والذي أكد خلال هذا اللقاء أن البداية كانت بمسقط الرأس من خلال توثيق معالم المنطقة خاصة بالموسم الثقافي الذي ينظم كل سنة ويحتوي على معرض للتراث قبل الانتقال إلى مدينة الدشيرة في أواخر سنة 1999 ، والإنخراط بجمعية تماينوت حيث كانت الإنطلاقة الأولى على خشبة المسرح ، دون أن يخفي إهتمامه وعشقه للريشة وألة التصوير ، حيث كانت مرافقته لأحد أفراد الأسرة – خاله- الفنان التشكيلي الذي كان يستقبل مجموعة من الفنانيين والمبدعين الأجانب بمنزله وهي الفرصة الثمينة التي جعلت المخرج الشاب أحمد بايدو يلامس سحر الألوان ،

وعن الفوتوغرافيا فكان للمصور الفوتوغرافي ” بايير” من مدينة تزنيت  الفضل الكبير لتلقين أحمد بايدو تقنيات وأساليب هذا الفن ، ليجد نفسه خلال الأعمال المسرحية يتجه إلى جانب التوثيق أكثر من التمثيل ، حيث كانت البداية من خلال مهرجان المسرح الجامعي سنة 2001 الذي اشتغل فيه كفوتوغرافي لتوثيق جل العروض المسرحية المشاركة فيه .

ورغم ضعف التكوين وصعوبة الوصول إلى المعلومة لم يتوقف الفنان أحمد بايدو أمام هذا العائق بل استطاع من خلال توضيف امكانيات بسيطة إلى خلق مختبر صغير بإحدى غرف المنزل من أجل تحميض واستخراج الصور .

” إلى حد الآن أنا لست محترف “

أمام صعوبة الوصول إلى المعلومة بدأت رحلة البحث من خلال حضور جميع الورشات واللقاءات التي تتطرق لمجال الصورة والسينما وخاصة حضور التداريب التي كان ينظمها المعهد الفرنسي بأكادير وذلك للإستفادة وتطوير مهاراته الذاتية . وقد كان التدريب الذي أطره مجموعة من المحترفين من هولندا من بينهم أطر مغربية الإنطلاقة إلى العمل السينمائي . بالإضافة إلى اللقاء بالفنان المسرح المقتدر محمد خميس في مجال التكوين المسرحي بعد عودته من أوربا والذي فتح المجال لي لضبط مجموعة من التعاريف التقنية حيث كنت خلال التداريب على خشبة المسرح أعمل على حمل الكاميرا لتوثيق لحظات التداريب

” الأهم ليس الإحتراف وإنما الوصول إلى المعلومة “

 

كانت أول أعمال المخرج أحمد بايدو  ” عرائس من قصب ” الذي إعتبره  إهداء لتكريم  المخرج المغربي المقتدر الجيلالي فرحاتي الذي كانت له الفرصة للاشتغال معه في أحد الأفلام  سنة 2004 . لينتقل العمل إلى مستوى التكوين الأكاديمي من خلال التسجيل بأحد المؤسسات الكندية التي تعمل في التكوين عن بعد .

2006 سنة الإلتحاق بمؤسسة “فوزي فزيون” وهي الإنطلاقة الحقيقة في مجال السينما كما عبر أحمد بايدو وهو يشتغل بمكتب المؤسسة بالرباط والذي جعله في تواصل مباشر مع جل الفنانين مباشرة والذي كان اللقاء بهم يوما ما من الأحلام ، الحلم يتحقق ومعه العمل والمثابرة لإقتحام عالم السينما فخلال ثلاثة سنوات من العمل على اعداد ربورطاجات ولقاءات مع مخرجين مغاربة وأجانب في جل التظاهرات السينمائية ،إنتقل بعد ذلك إلى معانقة الكاميرا  في مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة والبرامج التلفزيونية كالسلسلة  الوثائقية ” أمودو ” ثم برنامج “عالم السينما”،” الشاشة الكبرى ” قبل أن يستقر تحت اسم “كاميرا الأولى”و” شاشات” السلسلة الوثائقية ” ألغاز من التاريخ ” لفائدة التلفزة المغربية، قناة ” الأولى”، وإشرافه على إخراج برنامج ” شؤون أمازيغية ” لفائدة القناة الأمازيغية وغيرها من الأعمال .

” جميع أفلامي هي في الأصل صورة فوتوغرافي “

يعتبر المخرج أحمد بايدو الصور الفوتوغرافية هي القاعدة في العمل السنيمائي وهو الشيء الذي نلامسه من خلال جل أعماله ،وهو ما أكده الناقد السينمائي

إنطلاقا من اعتبار التراث الأمازيغي والمغربي غالبيته شفهي جاءت فكرة العمل على اعداد أفلام من وحي هذا التراث لتوثيقه وجعه مادة تاريخية للباحثين من الأجيال القادمة ، بالإضافة أن الإنسان إبن بيئته لذا كانت غالبية الأعمال حول  جنوب المغرب في محاولة لصيانة ذاكرة هذه المنطقة من خلال فيلم ” الذاكرة ” ، ” بوغافر 33 ”  و ” تامغرا أوغرابو/ عرس القارب ” و فيلم ” تاموكتيت / الذاكرة “و شريط “أدور” (الشرف) وهي جلها تحكي عن المقاومة المغربية  وحياة المقاومين .

كما دخل مغامرة فريدة يحكي عنها المخرج الشاب أحمد بايدو في مجال الأفلام القصيرة في غياب تام لجميع الإمكانيات خاصة وجود طاقم تقني متدرب وممثلين هواه من خلال الفلم القصير  ” أراي الظلمة” باللهجة الحسانية، والذي كان له النصيب للفوز بجائزة التحكيم بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2014.

” آلة التصوير تلازمني في حياتي لتوثيق الأماكن “

بينما كان المخرج أحمد بايدو يقوم بحمل الكامرا لتوثيق أحد مهرجانات التبوردة بمنطقة أيت باعمران جنوب المغرب والتي تختلف كثيرا عن باقي فرق التبوردا بربوع المملكة ،  من خلال الزي الصحراوي وكذا طريقة اطلاق دخيرة البناذق في إتجاه الأسفل ، وأمام  سحر هذه اللوحة الفنية يعود الحنين إلى آلة التصوير والقيام بأخد لحظات فنية لهذا الموروث الثقافي ، رغم بعث الصورة في اللحظات الأخيرة دقائق قبل نهاية إغلاق المسابقة سيكون لهذه الصورة الحظ للإنتقاء من بين 5 ألف صورة ل 160 ألف متسابق ضمن تصفيات مسابقة لحظات فوتوغرافية التي أشرفت على تنظيمها  قناة “ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي”.بعد وصله إلى محطة الإختيار قبل الأخير من بين 50 صورة استطاع المبدع أحمد بايدو من إنتزاع الرتبة الثالثة .

قبل نهاية جلسات فوتوغرافية مع المخرج أحمد بايدو كان للحضور المتميز الذي واكب طيلة ساعتين مسار هذا المبدع في تفاعل كبير من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة . لتكون لحظة التكريم بتقديم درع جلسات فوتوغرافية من طرف الأستاذ حسين الوالي رئيس الجمعية المغربية لهواة التصوير الفوتوغرافي بأكادير الذي أكد على إستمرار هذا القاء الثقافي  لإكتشاف خبايا عالم التصوير الفوتوغرافي ، من خلال لقاءت دورية تجمع بين رواد التصوير و الفوتوغرافيا و جيل الشباب العاشق و المهتم بهذا الميدان، وهي مناسبة ايضا لتبادل الخبرات و التجارب بين محترفي الصورة الفوتوغرافية و الهواة لصقل موهبتهم .