Saad Hashmi | HIPA

فوتوغرافيا 

إتيكيت الصورة .. ثقافةٌ جميلةٌ تتوسَّع 

هل شاهدتَ رجلاً مُسنَّاً في أحد مراكز التسوق يحمل الهاتف المحمول أو الكاميرا في وضعية التصوير ؟ ويحاول التقاط صورٍ لزوجته التي تبتسمُ لزوجها وتحاول تعديل أسلوب وقفتها أمام عدسته مبديةً سعادتها بالمكان الذي يقومون بزيارته .. وبخلفية الصورة التي احتارت كثيراً قبل اختيارها، هل ستواصل طريقك بينهما كالمُعتاد ؟ أم تُجري تعديلاً بسيطاً في خط سيرك تجاه اليمين أو الشمال لتفادي إعاقة التقاط الصورة ؟ نعتقدُ أنك في الغالب ستذهبُ باتجاه الخيار الثاني، وهذا ما يؤكَّدُ انتشار ثقافة احترام الصورة مجتمعياً بشكلٍ ملحوظ، ثقافة تقدير أهمية اللحظة التي يتمُّ فيها التقاط صورةٍ ما. ففي حالِ كنتَ سبباً في فشلِ تلك الصورة تحديداً .. أنتَ تدركُ أن “الالتقاطة الأمثل” من وجهة نظر أصحابها .. قد لا تعود مجدَّداً .. وقد يخرجون من تلك النزهة الجميلة .. بخيبة أمل.

منذ سنواتٍ معدودة، لم تكن ظاهرة إتيكيت التصوير منتشرةً بهذا القدر، وهذا دليلٌ على وعيٍ مجتمعيّ رفيع تمَّ تعميمه عفوياً لينتشرَ جاعلاً عملية التصوير أكثر سلاسة وانسياباً وإمتاعاً لإصحابها، مبتعداً قدر الإمكان عن الحَرَجِ والتوترِ والإزعاج.

في بعض المقاهي والمطاعم والمنتجعات السياحية تجدُ بعض الموظفين يعرضون عليكَ المساعدة لتصويرك مع عائلتك أو لفتِ نظرك لخلفيةٍ أو زاويةٍ معينة في التصوير يُفضِّلها الناس، عَلَّكَ تودُّ استغلالها فنياً. لاحظنا أيضاً بعض الأفراد يُقدَّمون نصائح مجانية سريعة لبعض السُيّاح لتصوير بعض المعالم ويعرضون عليهم المساعدة.

من الأمور الإيجابية التي تسهل ملاحظتها، احترام الجمهور للافتات “ممنوع التصوير” واحترام خصوصية الآخرين، حتى خلال التقاط الصور الذاتية “السيلفي” من حيث الاهتمام بوجود الأشخاص المعنيين فقط في الصورة، وفي حال ظهور آخرين يقومون بالانتظار أو تغيير زاوية الالتقاط حفاظاً على خصوصية الموجودين.

فلاش

شكراً لكل من كان سبباً في إنجاحِ صورةٍ جميلة، وإسعادِ أصحابها بها

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.