1498852_477466149026203_602145893_o

وليد فاروق محمد: المليونير المتشرد

ويليام بريستون كينج .. كان واحداً من أغنى أغنياء أمريكا، واشتهر بلقب “محتال البورصات “، وكان أقرب صديق للمستثمر الشهير جوردان بلفورت، الذي تم تجسيد قصته في فيلم The Wolf of Wall Street الذي قام ببطولته ليوناردو دي كابريو في عام 2013 ، وويليام هذا كان في الثمانينات من أشهر أصحاب الملايين ..درس في واحدة من أعرق الجامعات، وكان يتكلم 5 لغات، ويعمل في البورصة، وحقق ثروة ضخمة من السمسرة في الأسهم ، يتجول بأغلى السيارات، ويملك قصوراً ولديه حسابات في أكبر بنوك العالم .. واحتارت الصحف وقتها في تحديد عدد السيارات الفخمة التى يملكها .. وكانت سهراته بكازينوهات لاس فيجاس تتكلف آلاف الدولارات في الليلة الواحدة ، عاش حياته مغامراً.. سواء في البورصة أو صالات القمار .. وكثيراً ما كان الحظ بجانبه رغم قيامه بالتلاعب في مجال السمسرة ،  ومنذ عام تقريباً اختفت كل أخباره .. وكان غير معروف ماذا حدث له ، ومنذ شهر تقريباً نشرت  شرطة نيويورك صورة لمشرد ينام على أرصفة الشوارع لتتعرف عليه عائلته .. موضحةً أن الصورة كانت جزءا من حملة تقوم بها منظمة غير حكومية لحماية المشردين ، وبالتدقيق في ملامح الرجل صاحب العينين الزرقاوين والشعر الأشقر تبين أنه ويليام .. المليونير المعروف ، ومنذ 4 أيام فقط كانت المفاجأة .. نشرت صحيفة ” دايلي ميل ”  البريطانية صورة لويليام .. فقد كان نائماً علي الرصيف بعدما تحول إلي شخص ضال ومتسول، يعيش في الشوارع بلا مأوى ، ورصدت الصحيفة الحالة المزرية التي وصل إليها المليونير المتشرد بعد خسارته لكل ثروته.. وقالوا: إن السبب هو إدمانه للمخدرات ، وجدوه نائمًا على الرصيف مستخدمًا حقيبة جلدية طواها ليجعلها وسادة تحت رأسه..وهي نفسها الحقيبة التى كانت مكدسة بالأموال من قبل ، وحاولت الصحيفة البحث عن إجابة لسؤال يشغل الأمريكان حالياًوهو:أين اختفت ثروة ويليام التى يقال إنها تعدت الـ100 مليون دولار ؟ فقد خسر كل شيء ..لكن لا يوجد تفسير مؤكد سواء لغيابه طوال العام الماضي أو لخسارته لأمواله .. فهو دائم الصمت ويبدو كأن عقله ذهب في رحلة بلا عودة ، وحالياً يقضي نهاره يتسول من المارة في مانهاتن لكي يأكل .. وفي الليل إما ينام علي الرصيف أو يذهب لحديقة مجاورة إذا طاردته عدسات المصورين أو الشرطة ، وفي تصريح لصحيفة “نيويورك بوست” .. قالت شقيقته كريستين: “إنه كان بإمكانه الحصول على أي شيء يريده بسبب ثرائه .. لكنه فجأة اختفي ، وآخر مرة شاهدته فيها كان في شهر يناير الماضي حينما سرق منها مبلغا تافهاً .. وقتها طلبت أن يعتذر ولكنه بكي بشدة ثم اختفي، وأكدت أن والدتهما عندما رأت الصورة التى نشرتها الشرطة اتصلت بها فوراً، لكي تتصل بالصحف وتقوم بحملة كبيرة للبحث عن شقيقها .. وقالت:  ” أين كان فيما مضى؟ .. وأين أصبح الآن؟ ..إنه ينام على علب الكرتون ويأكل من صناديق القمامة .. والمؤلم أنه لا يعرفني، ولا يعرف أمه، ولا يتكلم .. ويرفض أى محاولة لعودته للبيت .. فقط يريد أن يبقي علي الرصيف “.. انتهت القصة ولكن : هل تتخيلون ثروة تقدر بـ800 مليون جنيه مصري- تقريباً- كيف يمكن إنفاقها خلال عام واحد فقط ؟ وحتى ينطق ويليام في يوم ما .. سيظل السؤال بلا إجابة .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.