E35BFFC6-B146-4CCE-9A71-861F970994E7_cx29_cy11_cw42_mw1024_s_n_r1

 

 

 

كـان الـفــنان الفـوتـوغـرافي والتشكيلي والطباعي الشهير ناظم رمزي مؤرخاً فوتوغرافياً لحركة الرواد، وقريباً منهم، وإن كان الانشغال بالجانب الطباعي قد أغفل أهمّيته التشكيلية، ومن كتابه (من الذاكرة)، نجد لقطات عديدة للنحات والتشكيلي الرائد جواد سليم (1921 – 1961)، منها لقطته الشهيرة (1)، إلاّ ان رمزي، أرّخ لمسألة أخرى، حدثت بعد وفاته بساعات، تحدّث عنها الكاتب حيدر الحيدر قائلاً:” تلك التفاتة بارعة من الفنان خالد الرحال اراد بها أن يوثق لحظة موت صديقه الفنان جواد سليم . إذ ما ان سمع خبر موت جواد سليم حتى اسرع وهو يحمل معه حقيبة سوداء بداخلها كمية من الجبس الخاص بالنحت، وقام بوضع الجبس برفق (2) على وجه جواد فأنجز عملاً نادراً بنحت قناع ٍ لوجه جواد سليم سمي بـ(قناع الموت)، ويذكر الفنان محمد غني حكمت بأنه خلال زيارةٍ قام بها الى روما وجد قناع الموت في حانة (جينو) الايطالية وكان يرتادها خالد الرحال وبعض الفنانين وكان القناع (3) موضوعاً ومهملاً في زاوية من المكان فما كان من محمد غني حكمت الا ان طلبه من خالد الرحال للإحتفاظ به فأعاده الى بغداد مجدداً ووضعه في مشغله شاهداً على مرحلة ثريةٍ من الفن العراقي الحديث”.

يتحدث التشكيليون الباقون على قيد الحياة عن هذه اللحظة بأسى وهم حول جثمانه في المستشفى الجمهوري (4)، وكيف أنها كانت لحظة حزينة بفقدان جواد، بينما يقول نداء كاظم، النحات الرائد لـ”العالم”:”القناع الذي وضعه خالد الرحال لأستاذ جواد بعد وفاته (5) كان مشغولاً بطريقة رائعة، وضع طبقةً قليلة من الجبس، لهذا كان أقرب للحقيقة، لأن ثقل الجبس لم يجعل البشرة تغور أو تنضغط تحته، كان خفيفاً”.

تختلف الروايات عن مكان القناع الآن، لكن على الأقل لدينا صورته، وبعدسة رمزي، مؤرخ الرواد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

جلسة إستذكار للفوتوغرافي الرائد ناظم رمزي

عماد جاسم
“عبقري الظل والضوء”، عنوان لجلسة استذكار لرائد فن الفوتوغراف العراقي المصور والمؤرشف ناظم رمزي الذي توفي مؤخراً في لندن.
وبدأت الجلسة بعرض فيلم وثائقي عن حياة الفنان الراحل، من سيناريو وإخراج سعد الدين الخالدي.

وبينت الفنانة ذكرى سرسم من مؤسسة برج بابل التي نظمت الجلسة ان الاستذكار يأتي في سياق التذكير بقامة إبداعية أسهمت في توثيق التاريخ العراقي منذ أربعينات القرن الماضي عبر صور نادرة للملوك وحياة العراقيين شكلت انعطافة في فن الفواتغراف الحديث.

وتحدث المشاركون في الجلسة عن الراحل باعتباره من مبدعي الصورة الفوتوغرافية والطباعة عربياً، وصاحب مدرسة أسست لجيل من الفنانين الفوتوغرافيين. وأشار الفنان الفوتوغرافي فؤاد شاكر الى ان ناظم رمزي أول من أبدع في مجال المسح الفوتوغرافي عبر تجوله في اغلب المدن العراقية ،وتسجيله حياة أهل الاهوار والمهمشين والملوك وصور الأزياء والمهن القديمة ليضعها بأهم كتاب صوري عن حياة العراقيين.

وبيّن وكيل وزير الثقافة فوزي الاتروشي إن مساهمة الوزارة في حملة استذكارات للمبدعين العراقيين هو نوع من الوفاء للرموز الوطنية والفكرية والإنسانية التي وضعت بصماتها في تأريخ العراق، ومنهم ناظم رمزي الذي تنوي الوزارة إعادة طبع ارشيفه النادر وإقامة متحف كبير لإعماله، مؤكداً وجود تواصل مع المنظمات الثقافية المدنية في تنظيم مثل هذه الفعاليات المعرفية والجمالية.

الفنان المولود عام 1928 في بغداد ودخوله إلى عالم التصوير الفوتوغرافي، وتنقله بين كوردستان العراق وجنوبه وفي دول العالم. ويعد ناظم رمزي من اشهر الشخصيات …

 

وزارة الثقافة بالعراق تقيم ندوة حول الفنان الراحل ناظم رمزي

اقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسة برج بابل الثقافية ندوة حوارية للفنان الراحل ناظم رمزي في مقر المؤسسة على ابو نؤاس، مساء يوم 1/2/2014.
وحضر الندوة وكيل وزارة الثقافة السيد فوزي الاتروشي وعدد غير قليل من المهتمين والفنانين.

بدأت الندوة بعرض فيلم وثائقي تناول سيرة الفنان المولود عام 1928 في بغداد ودخوله إلى عالم التصوير الفوتوغرافي، وتنقله بين كوردستان العراق وجنوبه وفي دول العالم. ويعد ناظم رمزي من اشهر الشخصيات التي ساهمت في تطوير الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي منذ خمسينيات القرن الماضي، كما انه احد ابرز رموز الطباعة في العراق وساهم في تأسيس اضخم مؤسسة طباعية، فيما حمل الفلم عنوان (ناظم رمزي.. عبقري الظل والضوء).

وقدم الندوة د.بلاسم محمد ليتحدث كل من الفنان فؤاد شاكر، والكاتب اسماعيل زاير رئيس تحرير جريدة الصباح الجديد، والفنان فهمي القيسي.

ابتدأ الفنان فؤاد شاكر حديثه عن الراحل ناظم رمزي قائلا (عمل ناظم رمزي مصورا عندما كان شابا وركز على محنة الانسان وشدائده وجعل منه منكسرا في كل المعاني والاوجه، وفي عام 1948 عمل كمصور سينمائي في الفلم العراقي المصري المشترك “علي وعصام”.) واشار في حديثه إلى ان صور رمزي ظلت تحمل طابعا سياسيا اكثر منه اجتماعيا، لانه صور الدموع والكدح والمآسي والويلات، واستطاع ان يقدم الكثير من الشواهد والكوارث الحية والفيضانات وما تخلفه من دمار. وقال عن رمزي (انه ارخ لمن لايعرفون السعادة يوما، لكنه اضفى على تلك الصور شيئا من السحر والفن والجاذبية. لقد اجاد ناظم رمزي الكثير من ضروب الفن فهو مصور طباعي ومصمم صفحات ومونتير صحفي وطباعي اول لا يبارى وفي الآخر هو رسام كاريكاتير.).

فيما تحدث الكاتب اسماعيل زاير بمرارة عن الفنان اذ ان الجلسة حملت طابع النعي فقال (اشعر اننا اليوم ننعى جزءا من جسدنا، جسد الابداع العراقي الاصيل). كما اضاف (بدأ رمزي التصوير مبكرا في حياته وكان مبدعا، كان هذا الامر في مطلع الخمسينيات، وكان الفوتوغراف جزءا جوهريا من الحركة التشكيلية العالمية فاذا اردنا ان نقول ان العراق بدأ حداثته مع الغرب وليس مستعيرا الحداثة من الغرب). مشيرا إلى حب الفنان وتعلقه بالحرية ونضاله من اجل ان ينالها كل انسان وهذه الافكار ادخلته إلى دهاليز الاستخبارات رغم عدم انتمائه إلى اي حزب أو تمسكه باي ايديولوجية.

كما كان لصديقه الاستاذ فهمي القيسي شهادة بحق الفنان اعقبتها اخرى للدكتور بلاسم محمد واجمع المحاضرون على تفرد الفنان وريادته في فن الطباعة، وقدرته على تحويل الفن الطباعي من البدائية إلى الحداثوية، وكذلك تطوير ادواتها.

واختتم الجلسة السيد الوكيل فوزي الاتروشي بقوله (تعمدت ان اكون الاخير لكي تتبلور عندنا مقترحات حول الراحل وكل من يجري استذكاره) متناولا الاستذكارات التي اقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، كاستذكار رافع الناصري في قاعة نخلة وقبله استذكار الفنان فؤاد سالم في منتدى بيتنا الثقافي والشاعر الزهاوي في فندق بغداد، وقبل يومين استذكار للراحل زامل سعيد فتاح، اذ قال (رأينا ان يكون التعاون مع منظمات المجتمع المدني وتوزيع اماكن الاحتفاليات وان لاتكون كلها في مقر الوزارة لنضفي لمسة اخرى من التواصل الثقافي والاجتماعي مع المثقفين). واضاف (ان ناظم رمزي هو موثق للعراق، وثق كثيرا من خلال الوعي الوطني ومن خلال ذاكرة غير متخندقة لاحزبيا ولا طائفيا ولا مناطقيا، فهو الكردي الانتماء العراقي التوجه والتفكير). وتحدث عن ذكاء الفنان الراحل في التقاط الصورة وبدقتها دون التفكير باي مكسب مادي أو طموح في شهرة زائفة بل من اجل حرية الانسان، وقد دفع ثمن ذلك اثناء اعتقاله في قصر النهاية لتسعين يوما قائلا (وهذه نقطة تضاف إلى ارثه الوطني والنضالي).

كما تحدث عن اهمية دور الفنان في الفن التشكيلي والفن الفوتوغرافي قائلا (هذا الفنان الموسوعي لانه مصور ومصمم وطباعي ورسام كاريكاتيري فهو يشكل ذاكرة المجموعة من الاستهلالات الثقافية الفنية البصرية. فهو محطة اساسية للفن والثقافة العراقية وهؤلاء المبدعون ندرة في تاريخ الفن العراقي، لذللك هو محل اهتمامنا ونحن مستعدون لدعم اي فعالية أو نشاط ترتأونه يخلد الفنان في الذاكرة الجمعية العراقية).

وقدم الحاضرون مجموعة مقترحات متمنين على وزارة الثقافة تبنيها حيث اقترح الاستاذ في كلية الاعلام والاعلامي هاشم حسن ان يقام مهرجان كبير بالتعاون بين وزارة الثقافة وكلية الاعلام لتسليط الضوء بشكل موسع وبطريقة يفيد منها طلاب الكليات ورفع الوعي الثقافي عند هذه الشريحة. كما اقترح د. بلاسم محمد طبع كتاب للراحل يتناول سيرته بعنوان (بخط يدي) والذي هو عبارة عن مخطوطة محفوظة ولم تر النور لغاية اليوم.

وفي ختام الندوة ابدى الحاضرون شكرهم لهذه المبادرة التي اقدمت عليها وزارة الثقافة.وفقا لما نشر بصحيفة صوت العراق.

 

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.