الفرشاة لا تصنع فنا …. الكومبيوتر لايصنع إبداعا 

الجزء الثاني

خاص لعرب فوتو

كتابة : زهير شعوني 

 تحدثت إليكم أيها الأصدقاء في البدء بشكل عام وماذا كانت ملامح الفن الجديد اثر الثورة الرقمية التي اجتاحت العالم في حينه ومن ضمنها التصوير الفوتوغرافي الذي اصبح امر مهما لكل سكان الارض دون استثناء لانه ما من  عمل توثيقي للحياة. الا ووثق عن طريق الفوتوغراف وكلمة الفوتوغراف هي كلمة يونانية تعني انا ارسم بالضوء  … دعوني اتحدث عن اعمالي الفوتوغرافية في البدء والتي سبقت اعمالي الرقمية والتي اعتقد البعض انها اعمال رقمية من ضمن  تجاربي الرقمية الجواب لا ليس ما تشاهدونه ينتمي الى الفن الرقمي إنما هي اعمال فوتوغرافية أنجزتها بحدود عام١٩٩٢كما في الشكل (٤،٣،٢،١) هي اعمال فلمية أنجزتها لمعرضي الشخصي المقام في قاعة (تربل الي ) مبنى قديم  في مدينة ديترويت القديمة او بالأحرى مركز المدينة يعود تاريخيه الى اكثر من (130) عاما  تم تحويله بحدود عام ١٩٣٥ الى مكان ترفيهي بعد ان كان خان لبيع الجلود الثمينة وابقوا مالكيه على حاله دون تغيير في شكليه العام . ان التجارب الفوتوغرافية أعلاه هي في الحقيقة امتداد الى تجاربي  القديمة في مدينة بغداد قبل ان اهاجر الى الولايات المتحدة وكانت تلك التجارب ذو مناخا تجريديا في هذا المعرض قدمت ٣٦ عملا متنوعا استفدت من الأقداح الملونة الكثيرة بعد ان قمت بكسرها والاستفادة منها والحقيقة جاءت تلك الاعمال جميلة مستخدما الظل والضوء معا  مستخدما كأميرة بنتاكس من النوع الاحترافي قياس الفلم فيها ١٢٠ ملم ونتائجها باهرة اذا عرفنا كيف الاستفادة من امكانياتها أضف اني استخدمت بعض المناشير الضوئية وحصلت على نتائج لم أتوقعها. اذا التجريب المستمر مهم للغاية والتضحية ببعض الوقت من اجل الوصل الى الهدف المطلوب له أهمية هو الاخر، لقد انقضى زمن الصور الفوتوغرافية وتكدست عند كل العاملين الكثير من الأدوات والملحقات التي  لن يستفاد منها وحل محلها أدوات قلية يمكن استخدامها باي مكان من المنزل او مكان العمل  وهذا الامر ينطبق على الجميع ان هواة ام محترفين للتصوير .

هنا يتبادر الى الذهن هل الفن الرقمي ضرورة من ضروريات العصر الذي نعيشه…؟

جوابي نعم .  اذا كان بوسعنا إنجاز اعمالا رقمية تثير المتلقي وتاخذ مكانها المناسب في المنزل او العمل او الأماكن العامة واقتنائها من قبل الاخرين نعم مرة ثانية . وهذا يعود من اجل رقي المجتمع الإنساني الذي ينشد الى تطور  حركة الاشياء لكن الامر ليس بهذه السهولة ان ننتج فنا رقميا كما قلت في البدء يجب ان تكون لنا معرفة ثقافية عامة وان ندرك ما نقوم به ، الا انني انا اتسال كم منا له سمع بالفن الرقمي او بالرسم الرقمي لان هذا الامر مهم ومتى ما  وعينا وأدركنا اننا امام مسؤولية جديدة هي الفن الرقمي آنذاك سنعرف أهمية ما نقوم به …. لكن هنا اود ان أقول من خلال ما اقدمه بين فترة واُخرى من نشر بعض اعمالي الرقمية على صفحات الفيس بوك  أتلقى الرسائل وأحيانا تصل تلك الرسائل الى مئة رسالة فيها ألحوار والنقد الجميل والبناء وهناك بعض يسألني ان اشرح كل عمل أقوم بنشره وبكل الاحوال انا اشكر الجميع من كل قلبي لهذا الاهتمام الذي يصل الى حد الإعجاب  وبلا شك هناك الكثيرين من الذين لايهتمون بالفن الرقمي ربما هم مسحورون بالفن التقليدي وهذا من حقهم ولا أنكر اني معجب بأعمال الفنانيين من عصر النهضة وكفنان رقمي علي ان أوضح لهؤلاء الاحبة عن هذه التجربة التي اجتاحت الكثير من المتاحف المهمة التي حملت لنا الكثير مما لم نكن نحلم به ابدا ..!!!!!

اذا علينا ان نوجه السؤال لانفسنا كفنانين رقميين لماذا ننجز اعملا رقمية..؟ ما هي الغاية لهذا الإنجاز..؟ متى وأين ستستخدم هذه الاعمال..؟  ماهي المواضيع التي يتوجب علينا العمل عليها هل نفكر كرسامين ام نفكر كمصممين اعلان  ام نفكر باستقلالية في اعمالنا التي تنفرد بخصوصية  هل سترفض اعمالنا  ونسمع انها معمولة بالكومبيوتر  هل سيقابلها  عامة الناس ام طبقة معينة من الناس.  انا اتحدث عن نفسي وعن تجربتي الفنية ان هذه الأسئلة والكثير منها والكثير قد سمعتها وابتسمت بهدوء  وقلت اني اقدم فنا وليس تصميما تجاريا لقد بداءت بتجربتي الفنية قبل ٢٥عاما وعصارة هذه التجربة اقدمها للذين يودون معرفة هذا الفن الذي يسير مسرعا الى جانب الفنون التشكلية وبالذات فن الرسم وفي اللقاءات القادمة اتمنى ان نقدم جميعا ما بوسعنا  تحقيقا كي نكون مع العالم  الرحب المتعدد الثقافات الواسع . لكن هنا اود ان أشير الى امر مهم الا وهو الثقافة المعرفية كما قلت في البدء لان الثقافة مهمة لكل واحد وبالذات للفنان. وسبب تطرقي لهذا الامر  الكثير قد لا يستوعب التطور الحضاري للإنسان ولا يريد ان يحرر نفسك مما هو عليه .. ذات يوم اثر نشري احد اعمالي الرقمية تلقيت رسالتان  او بالأحرى تعليقان  على لوحتي الرقمية احد المعلقين ينصحني بالكف عن هذا العبث والأخر ينصحني بان ما أقوم به لا يرضي الله ورسولة فضحكت على هاتين الرسالتين الطيفتين وكتبت لهم ردا مناسبا شاكرا لهم وكانت كلا الرسالتين من احدى مدن العراق والغريب كلاهما يعملان في مجال الاعلام  …. هنا اود ان أقول ليست العبرة ان امتلك كأميرة من العلامات العالمية إنما متى يكون بوسعي ان استخدم هذه الكاميرة في المجال الإنساني والادهى من هذا  ان اطلق على نفسي كلمة فنان بالوقت الذي يجب ان يمنح المتلقي هذا اللقب للمبدع لاعماله الإبداعية . اذ كان جديرا بهذا اللقب وما دمنا بهذا الصدد وبعد غيبة امتددت احد عشرة  عاما عن بغداد وبقائي أربعة أشهر فيها لم اجد اي تقدم في الفوتوغراف العراقي سوى بعض الأسماء التي حافظت على أعمالها وشخصيتها الفنية منهم عادل الطائي وَعَبَد علي مناحي  وأسماء عراقية اخرى تميزت بأعمال فوتوغرافية ممتازة, التقيهم بين فترة واُخرى عبر الفيس بوك  منهم حيدر الصحاف اديب البيرم فاطمي الربيعي حسن نجم اسامة القصاب واخرين مبدعين. اما الجزء الأعظم منهم  منشغلين بمنح الشهادات والدروع كمكافئة لاعمال الاخرين ، التي لا تستحق ذلك شاءت الصدف ان أزور معرض لأحد  المصورين واقولها مع الاعتذار للأخ صاحب المعرض لم ارا معرضا  اسوء من ذلك المعرض الذي أقيم في قاعة جميلة في حديقة الأمة في بغداد وقد لصق صورة على جدران القاعة وانا اجزم ان المعرض لم يزوره احد وكان الجميع بانتظار أمين بغداد الا ان ازدحام شوارع بغداد  حال دون وصول الأمين الذي كان في انتظار درع جميل سيقدمه للمصور على جهوده الإبداعية وأخذ الصور المناسبة لتحفظ  للاجيال القادمة .وهنا اعود لأركز ان الثقافة المعرفية مهمة جدا  ولا تدرس في معهد او مدرسة وبالذات للمبدعين ومهما كانت تخصصاتهم الإبداعية .فعذرا  ان خرجت عن الموضع قليلا كان يتوجب على الجمعية العراقية للتصوير ان تتحمل هذا الجانب المعرفي لأعضائها وان لا ينشغلون بامور ثانوية وان لا يقتصر تثقيف أعضائها على الدورات التي يقيمها رسول بابل والتي يبذل جهدا بها وهي في كل الاحوال دورات تعليمية لمبادئ التصوير واجزاء الكاميرة بالوقت الذي يتوجب ان يكون هناك اكثر من موضوع  وأكثر من محاضرة مختصة في مجال ألفن  ، اسف لتطرقي الى موضوع  ليس من ضمن حديثنا .

كم من الفنانيين الرقمين في الوطن العربي…؟ وان وجدوا فهم محدودين …  عملهم هو استخدام الفلترات الموجودة في الفوتو شوب  والكل وبشكل عام يستخدمون الفتوشوب  وأعمالهم لا تتجاوز تغيير في الصورة الفتوغرافية إضافة او حذف حسب اهوائهم . ومن خلال معرضي المقام في بغداد لم اجد من يجدون الكتابة في هذا المجال إنما ما كتب عن المعرض شئ بعيد تماما عن الاعمال المعروضة, اضف اعتماد الكل تقريبا على الخبر الذي وزعه المكتب الاعلامي للوزارة. ولم اجد في بغداد من الفنانيين الرقميين الا القليل رغم قناعتي بان هناك مبدعين في هذا المجال  يعملون في صمت وأعمالهم حبيسة الكومبيوتر لا غير . لقد تحدثت بإسهاب في القسم الاول وها  اني اكملت كمدخل الى الفن الرقمي وأهميته في الحياة اليومية وفي اللقاءات القادمة سنتحدث عن أدوات العمل ومعطيات العمل لكن قبل ان اختم اود الإشارة الى شئ مهم له علاقة في تاريخ الفن الرقمي في العراق باني  صاحب اول تجربة رقمية في العراق اذ كنت قد أقمت ثلاث معارض للفن الرقمي الاول في قاعة التحرير في بغداد عام ١٩٩٧والمعرض الثاني في قاعة حوار في الوزيرية جوار كلية الفنون الجميلة عام ١٩٩٩ والثالث عام ٢٠١٤ في مبنى وزارة الثقافة العراقية وافتتح من قبل السيد وزير الثقافة اناب عنه وكيل الوزارة  السيد فوزي الأتروشي . 

رابط الجزء الاول 

http://www.arb-photo.com/news-230.html

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.