13240628_531140100391835_539446425858804900_n

الباحث والروائي دريد عودة يستحضر أسطورة أدونيس وعشتروت
العدد:
14862
التاريخ:
الثلاثاء, أيار 23, 2017
من خلال كتابه الأول عشتار ومن ثم كتابه الثاني ادونيس في محراب الحب والقيامة استطاع الروائي والباحث دريد عودة أن يبلور العناصر والأبعاد التي تحيط بكل من عشتروت التي تعتبر الرمز الأكمل للحب وادونيس الذي يمثل الرمز الاسمي للتجدد ومن خلالهما يكتب دريد عودة الأدب الملحمي الجديد من وجهة نظره سواء في كتاب عشتار أو كتاب ادونيس في محراب الحب والقيامة ليس هناك عودة فعلية إلى الوراء ولا نبش للأزمنة الغابرة ،هناك عودة إلى القيم الخالدة وليس عودة إلى الوقائع التاريخية انه محاولة ولوج إلى قيم راسخة على مر العصور هي قيم الجمال و إلى الفضيلة والحقيقة والحكمة والشعور الديني الذي فيه كل حق وخير وجمال إذا هذه القيم هي قيم مطلقة وليست محصورة في حقبة زمنية أو مرحلة حضارية معينة على العكس تماما هي القيم الإنسانية المطلقة والرفيعة التي هي أساس كل حضارة ومن دونها ما كانت الحضارة الإنسانية لتستمر ومن دونها لا تقوم المجتمعات وتتقدم على المستويين الوجودي والروحي .
من هنا عشتار لا تمثل شخصية تاريخية بحد ذاتها بالنسبة للباحث دريد عودة وعلى أهمية هذه الشخصية التاريخية بل تمثل الرمز الأكمل للحب تمثل قيمة الحب المطلقة بكل ما فيها من جلال وجمال وحق تمثل عشتار بهذا المعنى الرمز الاسمي للمرأة الكاملة الأنثى الكاملة التي هي حب وحب فقط تمثل عشتار مقياسا قيميا لكل ما يتعلق بالحب كقيمة إنسانية عليا وبالمقابل يمثل ادونيس الإبداع في الإنسان فكل امرأة تعيش حالة الحب السامية هي عشتار وكل رجل يعيش حالة الإبداع هو ادونيس وهنا يعود الباحث عودة إلى مسألة الأساطير فيقول إن الميثالوجيا هي أحد المكونات الرئيسية لشخصية الفرد وللشخصية الحضارية للجماعة .
قد ينظر البعض إلى الأسطورة بمعناها السحري أو الغيبي لكنها بالحقيقة أحد المنابع الرئيسية للحضارة الإنسانية في الميثولوجيا هناك وجهان الوجه الأسطوري الشعبوي الموجه للعامة من الناس وهناك الوجه الروحي الحكمي الذي كان علم الخاصة من القوم من هنا فالأسباب التي جعلت الباحث عودة يختار موضوعاً لكتابه الجديد هو ادونيس وعشتروت هو لرسم معالم طريق للتحقيق الذاتي للإنسان ادونيس كما قال يرمز إلى طاقة الخلق والإبداع في الإنسان وعشتار ترمز إلى طاقة الحب من هنا طريق الخلاص الذاتي أو طريق اكتشاف الذات العميقة التي طرحها في مؤلفاته كيف يمكن للحب أن يتحول إلى طريق لبلوغ الكمال الإنساني بمعنى آخر هو طريق للكشف عن الوجدان البشري وعن الصفات الإلهية للروح البشرية ادونيس وعشتار معا متحدان يمثلان الحب كطاقة حياة كطاقة فاعلة في الوجود مشكلة له كفعل لتغيير الواقع البشري البائس من هنا نقول أن عصر الملامح انتهى بالنسبة لادونيس وعشتار

الكاتب:
علي ابراهيم عباس

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.