من تاريخ حمص الأدبي مراد السباعي و/كاستيجا/
العدد:
14728
التاريخ:
الاثنين, تشرين الأول 31, 2016

  • في أواخر ثمانينات القرن الماضي تعرفت على الأديب القاص والمسرحي مراد السباعي ،رحمه الله .وأول لقاء جمعني به كان في عيادة الشاعر الدكتور شاكر مطلق /طبيب العيون الشهير والمعروف جيداً .فقد اعتاد مطلق أن يستقبل ضيوفه بعد انتهاء عمله في العيادة ،في إحدى غرف العيادة ،وجلّ هؤلاء من الأدباء أمثال :مراد السباعي وياسين فرجاني وأحمد المعلم رحمهم الله ومحمد الفهد ومصطفى خضر وكاتب هذه السطور وغيرهم …

وبعد حديث عن الأدب والقصة والرواية ،دعاني السباعي لزيارته في منزله في طرف المدينة الغربي ،وتوطدت علاقتي معه ،إذ أن ابنه وليد مدرس للغة الانكليزية مثلي .

والسباعي كما هو معروف أحد رواد القصة القصيرة ليس في سورية فحسب ،بل وفي الوطن العربي .فقد صدرت له أول مجموعة قصصية عام 1948 وهي /كاستيجا/ثم “الدرس المشؤوم” 1949 و”هذا ما كان “1952 وله ثلاثة عشر كتاباً في القصة والمسرحية والمذكرات .

وقد أسرّ لي “أبو فريد “أنّه كان يكتب البيانات السياسية في الأربعينات والخمسينات لأخيه النائب والسياسي هاني السباعي .

كما اعترف أمامي بأن سبب شهرته قصة قصيرة كتبها ونشرها في إحدى الصحف الحمصية بعنوان /كاستيجا/وسألته من تكون هذه الـ /كاستيجا /؟فأجاب :إنّها فتاة من الأرجنتين جاءت لزيارة أقاربها وكانت ترتدي الثياب الحديثة التي تكشف عن جمالها الأخاذ ثم نشرت القصة في مجموعة تحمل عنوان “كاستيجا”ونفذت وربحت منها أربعين ليرة ..وكانت في ذلك الوقت “ثروة “تكفيني مصروف ثلاثة أشهر “عام 1948”.

وكانت الفتاة تتمشى مع أقاربها ،الذين يقيمون في حيّ الحميدية ،في شارع السرايا “القوتلي “وكان الشبان يختلسون النظر إليها بإعجاب شديد .وبعدما نشرت قصة /كاستيجا /كما يروي مراد السباعي ،جاء أحد أقاربها إلى السباعي وعاتبه قائلاً “إنّه سبب إحراجاً للفتاة وأقاربها بالكتابة عنها باسمها الصريح ..”واعتذر السباعي من قريب الفتاة .وقد جلبت هذه القصة ،ثم المجموعة التي تحمل اسمها للسباعي شهرة واسعة كما أسلفنا .

وتحدث لي السباعي عن الفكرة التي كان الناس يأخذونها خطأً عنه وأنّه من أسرة ثرية فأكد لي أنه أمضى عمره في مستوى متوسط وربما أقل بالنسبة لحياته المعيشية .وقد عمل موظفاً ….وأنفق الكثير على طباعة كتبه وعمل في المسرح الحمصي في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي ممثلاً وكاتباً ،ومخرجاً مسرحياً .ولولا عمله موظفاً في بلدية حمص لما استطاع إعالة اسرته .

رأس المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب من عام 1972 حتى عام 1983.

وروى لي ذات لقاء أنّه تعرض لنقد شديد من قبل المتزمتين وأصحاب العقول الجامدة لأنّه أول من جمع الرجال والنساء في المسرح في ثلاثينات القرن الماضي وأول من أدى دور امرأة على المسرح الحمصي في تلك الفترة .

ولد مراد السباعي عام 1914 وتوفي عام 2002 م.

الكاتب:
عيسى إسماعيل

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.