صورة خاصة باليونيسف

  1. التصوير الفوتوغرافي وسيلة للتوثيق ومتنفس للأطفال السوريين اللاجئين في الأردن

يشارك مجموعة من الأطفال السوريين اللاجئين في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن في مشروع للتصوير الفوتوغرافي يستمر لمدة ثلاثة أشهر يهدف إلى مساعدتهم على التعافي من التوتر الشديد.

الزعتري، الأردن، 18 أبريل/نيسان 2013 – عند خزان المياه الواقع على مشارف مخيم الزعتري للاجئين ، يقوم صبيان بملء الأوعية البلاستيكية بالمياه، وبجانبهم يجثم أمجد بليني مع كاميرا في يده. والفتى البالغ من العمر 17 عاماً هو واحد من مجموعة من الفتيان والفتيات يشاركون في مشروع التصوير الفوتوغرافي المستمر لمدة ثلاثة أشهر والذي تديره مؤسسة إنقاذ الطفل بالشراكة مع اليونيسف.

أطفال سوريون لاجئون في مخيم الزعتري للاجئين في شمال الأردن يكتشفون متعة التصوير الفوتوغرافي.   شاهد الفيديو على الـ (RealPlayer)

 

ويقول أمجد: “أريد أن أظهر للآخرين من خلال صوري الأجواء في المخيم، وأن الحياة هنا صعبة جداً.  لقد عانينا في وطننا وجئنا إلى المخيم كلاجئين. والآن علينا تحمل وطأة الحياة هنا”.

تكوين ذكريات

أغنيس مونتاناري، هي مصورة فرنسية، تقوم بتعليم الأطفال كيفية استخدام الكاميرات التي تستخدم لمرة واحدة. وتعلمهم أيضاً تقنيات مثل التأطير واستخدام الضوء ورواية القصص.

وتقول السيدة مونتاناري: “الهدف من البرنامج هو أن يحكي الأطفال عن حياتهم في المخيم كوسيلة يستطيعون بها تكوين ذكريات. هذه أيضاً حياة حتى لو كانوا في مخيم للاجئين. يجب أن تكون حياتهم هنا ذات مغزى”.

الأطفال المشاركون في المشروع تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عاماً. وهم يجتمعون مرتين في الأسبوع لتلقي دروس داخل وحدة سابقة التجهيز. وبين الصفوف، يطبق أفراد المجموعة ما تعلموه، ويلتقطون صوراً في محيط المخيم مع التركيز على موضوع مختلف كل أسبوع.

صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Jordan/2013
طفل يركب في عربة يدوية في مخيم الزعتري. ولقد التقط الصورة أحد الشباب السوريين اللاجئين ضمن مجموعة من الفتيان والفتيات الذين حصلوا على كاميرات وتعلموا كيفية استخدامها.

ومنذ بدء المشروع في فبراير/شباط، شهدت السيدة مونتاناري تقدماً مثيراً للإعجاب في مهارات التصوير لديهم. وتقول، والابتسامة تعلو وجهها: “لقد بدأوا الآن في التقاط صور أكثر إبداعاً وأكثر توازناً وأكثر عفوية، وهذا أمر مثير للاهتمام حقاً”.

التعافى من الصراع والنزوح

ويمثل مشروع التصوير الفوتوغرافي عنصراً واحداً من عناصر استراتيجية اليونيسف الشاملة للدعم النفسي والاجتماعي للعمل مع الأطفال الذين تعرضوا لتوتر شديد.

وتقول أخصائية حماية الطفل في اليونيسف، جين ماكفيل: “ما يحدث عندما يكون عقلك مثقلاً هو أنه يمكنك فقط رؤية ما هو أمامك مباشرة والشعور باحتياجاتك الفورية.” وهي تقود دورات تدريبية في التوعية النفسية والاجتماعية للمعلمين والموظفين المعنيين بحماية الأطفال والذين يعملون مع الأطفال في المخيم الزعتري.

وتقول: “[مشروع التصوير الفوتوغرافي] هذا يعيد تدريب الدماغ على التركيز على شيء وتجربة الفرحة برؤية شيء مختلف. لقد أصبح الاطفال أكثر تركيزاً وأكثر حماساً بشأن الأشياء الصغيرة في الحياة.” وتوضح السيدة ماكفيل إن هذا التركيز الجديد يساعد الأطفال، في نهاية المطاف، على إعادة التواصل مع أسرهم، وهذا، بدوره أمر مفيد للجميع.

صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF Jordan/2013
طفل يقف في مخيم الزعتري. وقد أعطى مشروع التصوير الفوتوغرافي، الذي تديره مؤسسة إنقاذ الطفل بالشراكة مع اليونيسف، الأطفال الفرصة لتوثيق حياتهم في المخيم لمساعدتهم على التعافي من صدمة النزوح.

الانفتاح

أمجد وأسرته يستفيدون بشكل واضح من البرنامج من خلال التفاعل بشكل أفضل مع دارهم المؤقتة. ويقول: “إن أفراد أسرتي سعداء لأنهم رأوا تحسناً في شخصيتي، فأنا أكثر انفتاحاً مع الناس وأتحدث أكثر. ونحن نضحك على الصور وعلى ما يحدث داخل الصفوف”.

وفي حين يمنح مشروع التصوير لأمجد بعض التركيز خلال الوقت الذي يقضيه في الزعتري، فإن الأفكار بشأن المستقبل في وطنه لا تغيب عنه إطلاقاُ. ويقول: “آمل أن نعود إلى سوريا وأن يعود كل شيء إلى طبيعته وأن نستعيد كل ما فقدناه في المستقبل القريب”.

ولقد تم عرض أعمال المصورين الشباب مؤخراً  في معرض في وسط عمان. تحت عنوان “ذكريات الغد: الحياة في مخيم الزعتري بعيون الأطفال” وقد اجتذب المعرض الذي استمر لثلاثة أيام مئات الزوار، بمن فيهم سفراء وأفراد من العامة والسائحين. وهناك الآن خطط لأخذ الأعمال الإبداعية للمجموعة إلى أبعد من ذلك وعرضها على الساحة الدولية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.