فوتوغرافيا

الدور الفني للتصوير في تعزيز التعليم ..

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

تكاد المنظومة التعليمية أن تكون من أهم المنظومات الجاذبة لاهتمام وعناية وتركيز صنّاع القرار في أغلب دول العالم، يوماً بعد يوم يتكشّف الدور المحوري للعملية التعليمية في صناعة التنمية وبناء مجتمعاتٍ واعيةٍ منتجةٍ قادرة على لعب دور التأثير والتأثّر الإيجابيين في التواصل مع العالم الخارجي.

ومع تسارع الابتكارات التربوية و تطوّر المدارس والأساليب التعليمية، وتلاقح الخبرات وتبادل التجارب، نجدنا أمام حقيقة لا تقبل الجدل، وهي أن الحقل التعليمي من أسرع الحقول البشرية تطوّراً على مستوى العالم. وإذا دقّقنا النظر في عناصر التعليم الحديث وتجوّلنا قليلاً في دهاليزه نجد الحضور البصري يتوسّع مع الوقت كونه من أساسيات تطوير الاكتساب المعرفي نظراً لارتباطه الوثيق بطريقة عمل الدماغ والجهاز العصبي في استقبال المعلومات وتخزينها.

الصورة صديقة للعين فهي تستدعي اهتمامها أكثر من النص المجرّد فضلاً عن التصاقها بالذاكرة بشكل أكبر ولمدة أطول، كما أنّ مخرجات التجارب التعليمية المعتمدة على الجانب البصري متفوّقة بشكلٍ واضح على تلك التي تعمد لتهميش الجانب البصري أمام سطوة الحضور النصّي المكثّف.

أما بما يخص تناول المعلّم والمعلّمة لمنهجية توظيف الصورة في توضيح تفاصيل المعلومة وترسيخها لدى الطلبة، فنحن نعتبر هذا فناً قائماً بذاته! يعتمد على خصوصية الشخصية ومساحة المخيّلة لديها ونوعية وسائل التواصل التي تفضّلها مع طلاّبها. الصورة وعاءٌ إبداعيّ قادر على استيعابٍ لا نهائيّ للتفاصيل والبيانات والأفكار المباشرة وغير المباشرة، وعلى المعلّم والمعلّمة دور تصميم هذا الوعاء ليفي بمتطلّباتهم وأهدافهم. الصورة صوتٌ مباشر ينفذ للعقل ويخاطب الروح، إلا أن صياغة المحتوى الذي يحمله الصوت هي مهمّة فنية تقع على كاهل المشتغلين بالتعليم في كافة تخصصاته، والمدركين أن للصورة فاعلية ملموسة ومـُجرّبة في نقش انطباعٍ عميقٍ صعب الاندثار.

فلاش:

الصورة قادرة على إهداء التعليم جودة الأداة .. ومتعة التفاصيل ..

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.