ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

Mostafa El Shershaby 

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نظارة‏‏‏

مصطفى الشرشابي فنان مصريٌ

يُقدمُ نفسه قرباناً على مذبح حب الفوتوغرافيا

بقلم المصور : فريد ظفور

  • من صفرة الأوراق التي بعثرها وتركها الخريف ..فكانت كنثار الدنانير على بساط من السندس في عرس أمير..خيوط ذهبية مغزولة من قرص الشمس المودعة نهارها..وهذه غوطة دمشق وهي تميس في حلل الزهر ..وتختال في أفراح الشرفات الدمشقية  المعربشة عليها أزهار الياسمين الشامي..لتشكل عقداً جمان فريداً من البياض لتضعه على عنق فناننا القادم من ضفاف نهر النيل حيث صوت أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وكل المبدعين والملحنين من أم الدنيا مصر..
  • شمعة فوتوغرافية تذوب في إضاءة طريق القاصدين للفن الضوئي..أمضى جلى وقته وعمره في تعليم وتدريب الناشئة نقنيات التصوير..فقد طال المطر الذي يغيث الأرض الضوئية العطشى لفنه..إنه بدر ينير للسائلين ولمحبي فن التصوير طريقهم..إنه الفنان القائد الفذ الذي يربى طلبته على حب الفوتوغرافيا..إنه الأستاذ المتألق الخلوق الطيب مصطفى الشرشابي ..فتعالوا معنا نرحب بالنجم العربي الضوئي..

– دون التدخل في تفاصيل اللحظات الإبداعية التي عاشها الفنان مصطفى..بأن ماقدمه في حب الفوتوغرافيا يعتبر الأول عربياً للإبداع الضوئي والفني ..الذي إتخذ قضايا الإبداع والهوية القومية المصرية قاعدة أساسية لفريقه ولأعمالهم ..ومايزال الطموح وقوة الأمل والحلم هو المحرك لهذا الكروب ومع ذلك نقول..بأن الأستاذ مصطفى وكروب في حب الفوتوغرافيا أكد بالشيء الملموس بأن مسألة الإبداع في ثقافة الصورة وفي الحياة اليومية المصرية ..هي مسألة راهنة وحيوية للعمل يتقاطع فيها التعليمي بالتوثيقي والفني بالفكري…وأن كل حديث عن الإبداع وتفجير طاقات الشباب يفترض خلق شروط مادية ومعنوية وظروف موضوعية تسمح للطاقات الخلاقة من تفجير صورها ورموزها والتعبير عن أفكارها وحدوسها لأن الإبداع يقتضي حساً فنياً حضارياً متميزاً في التعامل بين الفريق ومحيطه..مع ملاحظة بأن الإبداع العربي بالعموم بمختلف تعبيراته وأشكاله مازال يتحرك داخل ثقافة عربية تتجاذبها إشكالية الذات والغرب..وأن كروب في حب الفوتوغرافيا قد جمع حشد كبير من الهواة والمحترفين وعشاق الفن الضوئي..بهدف كسر الحواجز النفسية والفكرية بين أعمال الدراسة النظرية والممارسة الإبداعية الميدانية للتصوير..وقد ساهم في حب الفوتوغرافيا في خلق فرص التواصل والتفاعل بين الأجيال الإبداعية العربية ومن الجنسين..كما شكل إطاراً للتعارف بين مصورين عرب ومصريين لم تسمح لهم ظروفهم باللقاء والتبادل والتعاون مع الآخرين ..وساهم أيضاً في تعريفنا على الكثير من المواهب الجديدة وتسليط الضوء عليها وكذلك عرفنا ببعض جهابذة ومبدعي الفن الضوئي من صحفيين وتشكيليين فوتوغرافيين وسنمائيين ..وساهم في حب الفوتوغرافيا في طرح الأسئلة الأساسية على صعيد كل فرع أو جنس من أنواع التصوير ..كتصوير الشارع وتصوير الناس والعائلة والآثار والبورترية والأبيض والأسود والتصوير السينمائي والفيديو والتعريف برواده..وأيضاً لعب في حب الفوتوغرافيا الأول عربياً للإبداع الفني الضوئي ..والذي كان بحد ذاته عملاً إبداعياً ضمن الظروف والمناخات العربية ..التي قد تحّد من زخم الإبداع ولا تحفز اللقاء بسبب المناخات التي تعم المنطقة العربية..وهكذا حقق فناننا الرائد مصطفى فكرته الإبداعية التي كانت تسكنه كحلم تحول بالتدريج إلى حقيقة ثقافية ضوئية ساهم بقيادة أعضاؤها بصبره وجلده وخياله الفني إلى إثراء الحقيقة الفوتوغرافية  وإعطائها أبعادها الإنسانية والثقافية والحضارية..وهذه الظاهرة تستوقفنا لتؤكد لنا بأن الفن الضوئي هو ككل الفنون والآداب يشكل جانباً مهماً من الثقافة البصرية الإنسانية في الحاضر القريب وفي المستقبل..ويشكل عنصراً هاماً في البناء الثقافي المصري..

  • باذخة هي نهاية القرن الماضي بالنسبة لثقافة الصورة وللتطور التكنلوجي والتقني للمعدات..فقد تربعت كاميرات الديجيتال الرقمية عصرنا وأضحت الصورة سيدة المائدة الثقافية ..وباتت أجهزة الإتصال من الأجهزة النقالة كالموبايل وغيره والمزودة بأحدث تقنيات الكاميرات وأجهزة الصوت والصورة الثابتة والمتحركة..وإمكانية الإتصال والتواصل مع الوسط القريب والبعيد عبر السيشول ميديا بمواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والأنستغرام والواتس آب وغيرها والتي أضحت في متناول كل أفراد الأسرة ..وأضحت الصورة تشكل سلاح ذو حدين كما هي السكين نستخدمها لتحضير الطعام وتكون في نفس الوقت أدات قتل وكذلك الديناميت يكون لتفجير صخرة لكي يمر طريق ويكون أداة لقتل الأبرياء..بإختصار أضحى عصرنا عصر التكنلوجيا وثورة المعلوماتيه ..وباتت المصفوفات والخوارزميات من صفر واحد وواحد صفر ..تغير وجه العالم وتطوره لحظة بلحظة..
  • فيما كان معظم المصورين يهتمون بجانب كسب رزقهم ومورد عيشهم عبر تصوير الحفلات والأعراس..يتمسحون بأذيال الطبقات الراقية مديحاً ووقوفاً بأبوابهم..كان الفنان مصطفى يغوص في أعماق الفوتوغرافيا وفي البحث عن علم الضوء وفلسفة التصوير..رائياً حاجاته المادية والمعنوية والروحية ..ومصوراً إياها أبلغ تصوير..ولئن كان التصوير في بعض الفترات من الزمن الغابر قد وقف في معظمه على تصوير الشارع والبلاط وتصوير البورتريه..فقد إلتفت الأستاذ مصطفى إلى هموم الناس وهموم المصورين والهواة منهم..ماداً يده ليعلمهم ويجيب عن تساؤلاتهم ومشيراً بالبنان للمبدعين والمميزين منهم ..ومسلط الضوء على الرواد وعلى الزملاء المتعاونين في رفع شأو فن التصوير والأخذ بيده ليصبح في مصافي الفنون الراقية  محلياً وعربياً وعالمياً.
  • التصوير فن والفن جمال يتوقف سعيه على إحداث الإنفعال والتفاعل في النفس والنفوس وإثارة الدهشة والإستغراب على كل من إبداع المصور الجمالي وعلى تذوق المتلقي للصورة المنتجة..وعلى إستمتاعه بإكتشاف النواحي الفنية والتكوينية والجمالية في فكرة الصورة ومن ثم يجب أن ننظر إلى العمل الفني من منطلقات عديدة كالمسوى البصري والإتجاه المدرسي ودرجات الإضاءة المنعكسة والمتدرجة وتدرجات الرمادي من اللون الأحادي مابين الأبيض والأسود وتضاد وتدرجات الألوان الطيفية السبعة من ألوان جذابة وأخرى ساخنة و باردة وأساسية وثانوية..ومستوى الإهتزاز الموسيقي والضوئي لإحداث الإيقاع الفني البصري بالصورة..فعبر اللغة البصرية تكون الرموز والرموز تثير فينا الصورة الذهنية والصورة الذهنية في الخارج يتلقاها الإنسان بحواسه ..يلملمها من عناصر شتى وتأتلف من خلالها الكلمات في تركيبية جمالية ذات طاقة إنفعالية تسقطها الكلمات من جراء مشاهدة العمل الفني الضوئي في الصورة الفوتوغرافية التي قدمها الفنان المصور..أسواء بقصد أم من دون قصد..أم رغبة منه في التحرر من القيود أو في المخالفة الشكلية ..لوجود دوافع حقيقية لدى المصور تجعله يضحى بهذه القواعد التكوينية الجمالية الفنية أي الشكل على حساب المضمون..
  • وعندما يصبح الحب كحاجة وجودية للفن الفوتوغرافي عند الفنان المصري مصطفى شرشابي..والواقع اليوم يقدم أمثلة عديدة مشابهة لعلاقات في الحب الضوئي لم يكللها النجاح ..بالرغم من أن الآمال التي تعقد لدى العاشقين المصور والأدوات عند بداية أية علاقة بالمهنة تبدأ كأي علاقة تكون هائلة بإستمرار العلاقة المتبادلة..ولهذ قدم لنا الأستاذ مصطفى نظرة معرفية بصرية أولية كخطوة بإتجاه معرفة تقنية وعلمية وميدانية وذلك بهدف إغناء التجربة الفوتوغرافية المصرية وليس الإستغناء عنها ..أو التقليل من أهميتها لأن المعرفة هي نتاج التجربة في نهاية المطاف..لأن حبه للفوتوغرافيا هو حالة نفسية وبيولوجية وإجتماعية..مركبة منهم..ومن هنا ندلف للقول بأن المبدع مصطفى أبلى البلاء الحسن وقدم نفسه قرباناً للفن الضوئي وضحى بالغالي والنفيس لخدمة الفوتوغرافيا بل قدم نفسه قرباناً على مذبح الفوتوغرافيا العربية والعالمية..من هنا حريٌ بنا بأن نقدر هذا النجم الفني ..بأن نكرمه محلياً وعربياً ونعطيه بعضاً مما يستحق ليكون منارة إشعاع للشباب وقبلة لعشاق الفوتوغرافيا المخلصين..

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق المقالة للفنان مصطفى الشرشابي ــــــــــــــــــــــــــ

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

المصور مصطفي الشرشابي

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.