تيسير مهدي  TEASIR MEHDI ..

مصور عراقي يعشق توثيق العادات و الثقافات عند الشعوب..

ويحب سبر أغوار المجهول ..

بقلم المصور : فريد ظفور

  • على وسادة يحلم بالكثير مثل معظم المصورين..رسم صوره على زجاج شاشات العرض ..وحين توهج الفيلم والحساس ..قذف صوره في البحر المعرفي الضوئي..فكانت صوره مثل سفينة من غير شراع ومع إختلاف إهتماماته وتوجهاته الضوئية وشهقات الأمل الأفضل ..صارت أحلامه موجاً ضوئياً فوتوغرافياً..وتعبت صوره من الإنتظار على عتبات المسابقات والجوائز التي تأبى المجيء..ولكن عازف لحن التصوير و العمل والإرادة يدوس الفوز متى شاء الحظ والقدر ..لتبقى أعماله تحلق في عباب بحور الفن الضوئي..فهل عرفتم من هو المسافر على متّن سفينتنا الضوئية لهذه الليلة..إنه المصور والصحفي العراقي..تيسير مهدي ..
  • منذ شَمَّر عن ساعديه وتقدم وحيداً ليعلن التحدي ويخوض تجربته وحربه الضروس لكتابة سفر من التاريخ العراقي موثقاً بالصور ومسجلاً ومؤرشفاً العادات والتقاليد من اللباس والمأكل والأفراح والأتراح..ولم يقف طموحه في بلده الجريح العراق بل تجاوز الحدود ليرفع سيف التوثيق والأرشفة المادية في وجه من يحاول طمس تاريخ وثراث الحضارات القديمة كما هي في بلاد الرافدين وبلاد الشام وفي بلاد الحجاز وفي بلاد فارس..وفي مربع تحركه التوثيقي قاسم مشترك واحد ألا وهو عمر تلك الحضارات الكبير والذي يمتد لآلاف السنين قبل الميلاد..ومع ذلك يمكن النظر والقول بأن أعماله ومشروعه القائم على الكشف والإبحار وسبر أغوار المجهول في التسفار والولوج إلى عمق التاريج لإستخراج وإستنباط مكنوناته وكنوزه المعرفية المتنوعة والغنية وهذه الحضارات هي سلسلة من المدن التي تراكمت معارفها بعضها فوق بعض فأخذت وأعطت  للإنسانية فهي مدن مبدعة يتحرك فيها الزمن في كل الإتجاهات بحرية مدهشة ففي أي من المدن والحاضرات التي زارها الفنان تيسير يمكن أن تتحول قدماه مع قليل من الخيال إلى آلة للسفر عبر الزمن ..فالمدن كانت مهداً لأفكار وفلسفات وثقافات وتجارب إنسانية بالغة الأهمية ..فهي تجر وراءها ركاماً من أحداث التاريخ ..فهي حضارات وجدت لكي تبقى وتشهد وتجمع في قبضة واحدة ..إنها بعدسة الفنان الضوئي تيسير مهدي التي جمعت بعضاً منها ووثقت بعض معالمه ليقدمها للجيل الحالي وليشاهدها العالم فيما بعد ..
  • نؤمن بأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة..وأن طريق المشروع الثقافي الوثائقي النهضوي يبدأ بكلمة أو بصورة..وما أحوجنا نحن شعوب المنطقة إلى مشروع نهضوي ثقافي بصري معلن ومؤرخ ..مشروع التوثيق المادي والأهم التوثيق اللامادي من عادات وتقاليد وأغاني وعادات اللباس والمأكل والمهن وأدواتها والأمثال والأقوال والأشعار والأهازيج والعتابا والأغاني الشعبية في مواسم الحصاد وفي الأعراس والأتراح والحزن..ولكن والحق يقال بأن مجتمعنا العربي لايزال أبعد مايكون عن مشروع توثيقي نهضوي يحمل الثقافة البصرية والضوئية كرسيَّه فوق هامتها ويصنع له موقعاً تحت شمس التحضر والتطور الفني والإجتماعي  العالمي..لأن الثقافة ليست كاميرات ومعدات ولا حتى كتب ومحاضرات وورش وإصدارات ..بل هي أعمق وأشمل من ذلك فهي سلوك حياتي متكامل عند المصورين..والهوية الثقافية ليست لغة بصرية ننطقها أو نبصرها .بل إحساس أعمق من اللغة وفكر يجيط بنا من كل جانب ولذلك من الخطأ بمكان تجزئة الثقافة البصرية أو العادية وتأطيرها وإختزالها في حيز ضيق وأفق محدود أو صور محددة ..فهي ممارسة شاملة للمصورين وفكر جمعي لمجتمع كامل لديه واقع يرغب في تطويره وماض يريد توثيقه وتخليده ومستقبل يحلم بصياغته والوصول إليه..فهل نبقى كعرب نعيش على فتات مايقدم لنا من ثقافات وتقنيات وقشور معرفية وحضارية ..بالرغم من أن قدرتنا على الحياة تحتاج إلى وقود لنستمر وما ذلك الوقود إلا مايبدعة ويقدمه فنانينا الضوئيين من صور ويقدمه محترفينا من أفكار وخبرات وما يصنعه قادة إتحاداتنا ومؤسساتنا من رأي وخطط عمل وسياسات وإقتصاد وميزانيات نصنع بها خصوصيات بلداننا ونبني بها واقعنا ..ولكن ماهو مشروعنا التوثيقي الثقافي النهضوي الذي نحتاجه..المعلن والمؤدلج الذي سنطرحه ونتبناه ونطلقه..وما دور المصور فيه..وما الذي يجمعنا تحت مظلة فكر واحدة ونحن نعاني أمراض إنقسام مزمنة صعبت بعلاجها للعلة جهابذة الفكر..ورغم الظلام الدامس وإنعدام في الرؤية الجمعية للعمل ينبري من هنا وهناك مصورين جهابذة وفدائيين يرفعون راية التوثيق والأرشفة عالياً وبمجهود شخصي وتكاليف على نفقتهم كأفراد ..فنجد على سبيل المثال في فلسطين المصور أسامة السلوادي وبالإردن عبد الرحيم العرجان وفي سورية الباحث إياد السليم وغسان القيم وفي مصر محمد حامد سلامة..ويوجد الكثير  غيرهم واليوم نتابع مايقوم به الفنان تيسير مهدي من مجهود لمتابعة مسيرة الأرشفة والتوثيق لبلده من الحجر والبشر والشجر ..ولكن لابد للأمة بأن تنتبه وتبني لنفسها مشروعاً فنياً ثقافياً نهضوياً واحداً  تعمل على ترسيخه في عقول مصوريها ومثقفيها وزرعه في قلوب أبنائها القادمين..وعلى المصورين الرواد والمثقفين أن يكون لهم دوراً لإيجاد المشروع التوثيقي الذي سيقام على أكتافه واقع أكثر قوة للوطن وللشعب..
  • الإعتماد على النفس ورثه الكثير من مصورينا لإنجاز مشاريعهم وأعمالهم الفوتوغرافيا الكبيرة..وهكذا حال مصورنا المبدع تيسير مهدي  الذي نذر حياته ليقدم كل ماهو مستحيل ويبحث في غابات المجهول عن حكاية أو صورة نادرة تصطادها كاميرته..فكانت حياته اليوميه يتمازج فيها التفاؤل بالعنف والظروف التي تمر بها بلاده خاصة والمنطقة العربية عامة..المكتظة بالحروب والويلات ومحاولة طمس هويتها العربية المادية أولاً ومن ثم المعنوية أي اللامادية ثانياً..ولا يفوتنا بأن الفنان تيسير  قد سافر الى بعض الدول  كايران و سوريا و السعودية لكي يكتشف ثقافاتها .. ويسعى الى السفر الى باقي دول العالم لنفس الغرض..وحصل على الكثير من الجوائز والشهادت العربية والعالمية وشارك في الكثير من الأعمال الفوتوغرافية كمثال كتاب عن المصورين العراقيين وأعمالهم وقد ساهم في مجلة ناشيونال جيوغرافيك حيث اثرى المجلة بالكثير من التحقيقات المصورة للآثار والتراث  والتاريخ العراقي لحضارة بلاد الرافدين وأيضاً العمارة الإسلامية  والأهوار، ولايزال يقدم لها ويرفدها بالكثير من الصور والتحقيقات المصورة ..والحق بأن ما أنجزه الفنان تيسير يسجل له..فقد أبدع وتألق على الكثر من أقرانه ..من خلال الجوائز التي نالها سابقاً ولاحقاً ..وهذه الأعمال أنجزها الفنان بتقنية وحرفية عالية وبعيون مبدعة وزاوية إلتقاط مميزة وتكوين بصري ومشهدي ملفت ..وأيضاً كانت أعماله باللون الأحادية أخاذة وآية في الجمال والتشكيل وأمتعنا بتدرجات الرمادي فيها..ولعبت صوره في البورتريه العادية والملونة دوراً بارزاً بأعماله التي رصدت عدسته وجوه الأطفال والمسنين ..وكذلك الآثار والمناظر الطبيعية التي سجلها بشكل أكاديمي وحضور فني ينم عن ثقافة ضوئية بصرية عالية..
  • من هنا ندلف للقول بأن فناننا العراقي  المبدع تيسير مهدي يعتبر بحق واحدة من الهامات والقامات الضوئية العراقية التي أثبتت وجودها وحضورها العالمي عبر مجموعة من المشاركات التي حقق فيها إنجازات له ولبلده العراق الحبيب والحزين..وهذا ليس بغريب على بلد تملك إرثاً حضارياً منذ آلاف السنين..أفلا يستحق الفنان  المميز تيسير مهدي التكريم وتسليط الضوء على إنجازاته التي كان آخرها منذ أيامببحصوله على المركز الثالث في مسابقه أهوار الجنوب فردوس العراق الذي أقامه اتحاد المصورين العراقيين...من هنا نثمن ونبارك جهوده ونرفع الصوت وننادي أكرموا مبدعيكم والمميزين في بلادكم ..أحبتنا العاملين في الثقافة العربية..ومع تمنياتنا بالنجاح والتوفيق الدائم لفناننا تيسير وإلى مزيد من الرقي والتطور والنجاح في المستقبل ..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــملحق مقالة الفنان تيسير مهدي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الفوتوغرافي
تيسير مهدي خضير كاظم
من مواليد العراق/ سنة 1985 م/,
حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الاسبانية من جامعة بغداد كلية اللغات
–حاصل على دبلوم في اللغة الانكليزية
* ابتدأ عالم التصوير منذ صغره وهو حلم كان يراوده لاجل فهم الإنسانية واكتشاف أماكن وثقافات لبلدان أخرى ، وكان ضمن احلامه الوصول الى العالمية ورفع اسم العراق في المحافل الدولية احترف التصوير في عام2006 وصب اهتمامه على تصوير – البورترية- وتصوير حياة الناس، وحياة الشارع، عمل لعدة وكالات اخبارية وشارك في عدة معارض في العراق وخارج العراق ومعارض عالمية . واهم ما يطمح اليه هو تصوير ثقافات وعادات شعوب العالم واكتشاف الاماكن المجهولة لينقلها الى شعوب العالم عن طريق عدسته الفتية .
سافر الى بعض الدول منها – ايران – سوريا- السعودية-  لاكتشاف ثقافات هذه الدول ويسعى الى السفر الى باقي دول العالم لتصوير ثقافات وعادات هذه الدول.
وقد شارك في عدة دورات تدريبية وندوات ومحاضرات وورش عمل منها ((التنمية البشرية– دورة في تطوير المواهب– التصوير التلفزيوني– التصوير الفوتوغرافي –دورة في اعداد المراسل)) له خبرة في برامج المونتاج .
العضويات:
* عضو في الجمعية العراقية للتصوير
* عضو في جمعية المترجمين العراقيين
* عضو في الاتحاد المصورين العرب
*عضو تجمع فنانو العراق
*حاصل على العديد من الجوائز و المسابقات الخاصة بالاتحاد العالمي للتصوير الفوتوغرافي FIAP والجمعية الامريكية للتصوير PSA.على المستوى المحلي والعربي والعالمي *نُشرَت له ((مجلة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي)) عدة تقارير مصوره في مجلتها العالمية . عن حضاره وتاريخ العراق .
أبرز ما حققه خلال مسيرته الفوتوغرافية:
*.حصل على الجائزة الكبرى – المركز الأول- في مسابقة النخلة الدولية التي أقيمت في دولة الامارات ، حيث تعد هذه المسابقة من أهم المسابقات في التصوير الفوتوغرافي و شاركت بها عشرون دولة .. عام2017 *.حصل على جائزة الابداع في الصين من ضمن 6387 ( ستةِ الافٍ وثلاثمئة وسبعة وثمانين ) مشاركا من 133 ( مئة وثلاثٍ وثلاثين ) دولة ومنطقة . وهناك دعوة موجة له للسفر الى الصين لنيل الجائزة في عام 2018المقبل
*حصل على جائزة منظمة التعاون الاسلامي في السعودية وهي من المسابقات الكبرى حيث شاركتْ بها 54 ( اربعٌ وخمسون ) دولة ، وتم اختيار عشر فائزين لاداء العمرة وزيارة قبر النبي وكان هو ممثل عن العراق في عام 2017 .
*حصل على المركز الاول والثاني في مسابقة ويكيبيديا العالمية ورُشِحَتْ ثلاث صور له بين افضل عشر صور الاولى لدخولها في المعرض العالمي للمنافسة . *حصل على الميدالية الذهبية من الجمعية الاميركية للتصوير الفوتوغرافي 2015
*حصل على الميدالية الذهبية في ايرلندا2015
*حصل على وسام الشرف في دولة صربيا2015 *حصل على وسام الشرف في ايرلندا2015 *حصل على وسام الشرف في مسابقة للتصوير في دولة ايرلندا ايضا 2015
*حصل على المركز الاول في المهرجان الاردني للتصوير الفوتوغرافي بمشاركة ((128))) ( مئةٍ وثمانٍ وعشرين ) دولة بمشاركة((428)) ( اربعِمئة وثمانيةٍ وعشرين ) مصوراً .
*حصل على المركز الثاني في معرض ( لكل صورة حكاية ) الذي أقيم في بغداد .
*حصل على المركز الثالث في مهرجان منتدى فن الفوتوغراف الذي اقيم في محافظة الناصرية
*حصل على الجائزة التقديرية في السعودية مهرجان القطيف
*حصل على المركز الأول في التصوير في الجمعية العراقية للتصوير المركز العام بغداد مسابقة رمضان
*حصل على أفضل صورة لعام 2013 على المستوى العربي
*حصل على جائزة لجنة التحكيم في مسابقةٍ للصورة الحسينية في ألعبته الحسينية المقدسة
*حصل على المركز الاول في (قناة الفرات) للصورة الحسينية
*أقيم معرض شخصي له في جامعة بغداد بعنوان (تاريخ وحضارة) في كلية اللغات وكُرِم من قبل عميد الكلية .
*تم اختيار صوره من قبل السفارة العراقية في فرنسا لأحوال واوضاع النازحين في العراق كبطاقات تعريفية وتم تكريمه من قبل السفير الفرنسي .
*حصل على الجائزة التقديرية بعنوان السلام في الناصرية
*حصل على وسام شرف من قبل نادي كولا الايطالي
*تغطية ومتابعه أحوال النازحين مع بعض من المنضمات المجتمع المدني
*حصل على الميدالية الذهبية في اليونان
*حصل على المركز الثاني في مسابقة فؤاد شاكر للأبداع على مستوى العراق
*حصل على المركز الاول في الصورة الحسينية للسنة الثانية التي تقيمها وكالة الفرات نيوز
*عمل لصالح بعض المنظمات الانسانية في العراق وتغطية احوال واوضاع النازحين
*كُرِم من قبل مجلس رئاسة الوزراء في يوم الاعلام العربي
*شارك في معرض الصورة الصحفية في فينا
*حصل على شهادة تقديرية من مجلة ناشيونال جيوغرافيك حيث اثرى المجلة بالكثير من التحقيقات المصورة للإثار والتراث العراقي من عمارة اسلامية وحضارية واهوار، ولايزال يرفدها بالكثير .
*حصل على المركز الثالث في المعرض القطري للجمعية العراقية للتصوير المركز العام
*حصل على الجائزة الخاصة كأفضل مشارك ((فياب)) وهي منظمة عالمية ترعى التصوير الفوتوغرافي .في المعرض القطري للجمعية العراقية للتصوير
*حصل على المركز الثاني في مهرجان حبيب الله العالمي
*كُرِم بقلادة التميز لعام 2017 من قبل الجمعية العراقية للتصوير المركز العام
*حصل على المركز الثالث في مسابقة الوليد الخطيب الدولية في فلسطين
*كُرِم من قبل الجمعية العراقية للتصوير فرع كربلاء بدرع الأبداع لعام 2017
*تمت دعوته من قبل تجمع فناني العراق في بغداد لشرح تجربته في التصوير وتم تكريمه بدرع الابداع لنيله جائزة النخلة وجائزة الصين الدولية .
*تمت دعوته لمهرجان شيراز الدولي الذي اقيم في ايران وادرجتْ بعض اعماله التي اشترك بها في المهرجان بكتاب ضخم ومعرض للصور في ايران
*عمل على فكرة طبع كتاب مع تجمع فناني العراق يضم هذا الكتاب جميع المصورين العراقيين تحت سقف واحد يأرشف صورهم الى المستقبل القادم حيث ان هذه الصور تعكس واجهة بلدنا الحبيب . ولله الحمد تم هذا
*حصوله على المركز الثالث في مسابقه اهوار الجنوب فردوس العراق الذي يقيمه اتحاد المصورين العراقيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.