تعرفوا على مسيرة الشاعر #إبراهيم_ ناجى.مواليد عام – 1898م – 1953م..وهو شاعر مصريً يميل للرومانسية.وهو صاحب قصيدة الأطلال..

إبراهيم ناجي

إبراهيم ناجي
معلومات شخصية
الميلاد 31 ديسمبر 1898
القاهرة
تاريخ الوفاة 27 مارس 1953 (54 سنة)
مواطنة Flag of Egypt.svg مصر  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة شاعر  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية[1]  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
 مؤلف:إبراهيم ناجي  – ويكي مصدر

إبراهيم ناجي شاعر مصري ولد في 31 ديسمبر 1898م في حي شبرا في القاهرة، وتوفي عام 1953م، عندما كان في الخامسة والخمسين من العمر.[2] كان طبيبا وكان والده مثقفاً، مما ساعده على النجاح في عالم الشعر والأدب.

إبراهيم ناجي بعد التخرج

إبراهيم ناجي شاعر مصري ولد في 31 ديسمبر 1898م في حي شبرا في القاهرة، وتوفي عام 1952م، عندما كان في الخامس والخمسين من العمر.

تخرج ناجي في (مدرسة الطب) عام 1922, وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات، ثم في وزارة الصحة، وبعدها عيّن مراقباً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.

عاش في بلدته -أول حياته- المنصورة[؟]

وفيها رأى جمال الطبيعة وجمال نهر النيل فغلب على شعره -شأن شعراء مدرسة أبولو-الاتجاه العاطفى. أصيب بمرض السكر في بداية شبابه فتألم كثيرا لذلك وتوفي عام 1953.

المصادر التي أخذ منها ناجي

نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.

حياته الشعرية واتجاهاته الفنية

بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية، وانضم إلى مدرسة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة. كان ناجي شاعراً يميل للرومانسية[؟] ، أي الحب والوحدانية، كما اشتهر بشعره الوجداني. وكان وكيلا لمدرسة أبولو الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين.

ترجم إبراهيم ناجي بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان “أزهار الشر“، وترجم عن الإنجليزية رواية “الجريمة والعقاب” لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية “الموت في إجازة”، كما نشر دراسة عن شكسبير وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل “مدينة الأحلام” و”عالم الأسرة”. وقام بإصدار مجلة حكيم البيت. ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها المغنية أم كلثوم. ولقب بشاعر الأطلال.

نقودات

واجه ناجي نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول، من العقاد[؟]

وطه حسين معاً، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهسته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج[؟] وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في 24 مارس 1953.

إبراهيم ناجي في أذهان الأدباء

صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها:” مع ناجي ومعها” للدكتور الأديب غازي القصيبي و ناجي حياته وشعره للشاعر صالح جودت، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، وشعر ناجي الموقف والأداة للدكتور طه وادي, وناجي حياته وأجمل أشعاره لوديع فلسطين, وإبراهيم ناجي للدكتور علي الفقي كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية منها:

من دواوينه الشعرية وأعماله الأدبية

  • وراء الغمام، 1934م.
  • ليالي القاهرة، 1944م.
  • في معبد الليل، 1948م.
  • الطائر الجريح، 1953م.
  • صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.

جمع له حسن توفيق مجموعة من القصائد التي لم تنشر, وجعلها في كتاب أسماه: إيراهيم ناجي ـ قصائد مجهولة.

له العديد من المؤلفات الأدبية وبخاصة في الفن القصصي منها: مدينة الأحلام, وأدركني يادكتور, وقد أحصى له أحد الباحثين خمسين قصة نشرت في المدة الواقعة بين عامي 1933, 1953م, وإلى جانب هذا له مؤلفات أخرى في مجالات متعددة كعلم النفس, وعلم الاجتماع, وفن التراجم والسير, والخواطر العامة, والترجمات عن الإنجليزية والفرنسية والروسية ذكر ذلك كله الباحث الشاعر عزت محمود علي الدين في رسالته (ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبد الله الفيصل).

كتب ودراسات عنه

من شعره

قصيدة صخرة الملتقى:

سألتك يا صخرة الملتقى متى يجمع الدهر ما فرقا
فيا صخرة جمعت مهجتين أفاء إلى حسنها المنتقى
إذا الدهر لج بأقداره أجدا على ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتاب الحياة وفض الهوى سرها المغلقا
نرى الشمس ذائبة في العباب وننتظر البدر في المرتقى
إذا نشر الغرب أثوابه وأطلق في النفس ما أطلقا
نقول هل الشمس قد خضبته وخلت به دمها المهرقا
أم الغرب كالقلب دامي الجراح له طلبة عز أن تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب رأينا بها همنا المغرقا
لنا الله من صورة في الضمير يراهاالفتي كلما أطرقا
يرى صورة الجرح طي الفؤاد ما زال ملتهبا محرقا
ويأبي الوفاء عليه اندمالا ويأبي التذكر أن يشفقا
ويا صخرة العهد أبت إليك وقد مزق الشمل ما مزقا
أريك مشيبَ الفؤاد الشهيد والشيبُ ما كلَّل المفرِقا
شكا أسره في حبال الهوي وود علي الله أن يعتقا
فلما قضي الحظ فك الأسير حن إلي أسره مطلقا

قصيدة الأطلال التي تغنت بها سيدة الغناء العربي أم كلثوم.

أجمل قصائد الشاعر إبراهيم ناجي

ولد الشاعر إبراهيم ناجى فى 31 ديسمبر عام 1898 بحى شبرا، وكان والده مثقفا جدا مما كان له الفضل فى نجاح إبراهيم بعالم الأدب والشعر، وبالرغم من دراسة إبراهيم ناجى الطب، بدأ فى قراءة دواوين المتنبى وأبى نواس وابن الرومى وقصائد بيرون وشيلى، ودرس العروض والقوافى، حتى اشتهر ناجى بكتابة الشعر الوجداني والرومانسى، وكان رئيس رابطة الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين، وأصبح له الكثير من الدواوين الشعرية والأعمال الأدبية، ونقدم لكم خلال السطور التالية أجمل قصائد الشاعر إبراهيم ناجى.

قصيدة الفراق

يا ساعة الحسرات والعبرات أعصفت أم عصف الهوى بحياتي

ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي وطغى على سُبُلي وسد جهاتي

من أي حصن قد نزعت كوامنا من أدمعي استعصمن خلف ثباتي

حطمت من جبروتهن فقلن لي أزف الفراق فقلت ويحك هاتي

أأموت ظمآناً وثغرك جدولي وأبيت أشرب لهفتي وولوعي

جفت على شفتي الحياة وحلمها وخيالها من ذلك الينبوع

قد هدني جزعي عليك وادعي أني غداة البين غير جزوع

وأريد أشبع ناظري فأنثني كي أستبينك من خلال دموعي

هان الردى لو أن قلبك دار أموت مغترباً وصدرك داري

يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً متهلل الجنبات بالأنوار

اليوم لي روح كظل شاحب في هيكل متخاذل الأسوار

لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت منهارة تبكي على منهار

لا تسألي عن ليل أمس وخطبه وخذي جوابك من شقي واجم

طالت مسافته علي كأنها أبد غليظ القلب ليس براحم

وكأنني طفل بها وخواطري أرجوحة في لجها المتلاطم

عانيتها والليل لعنة كافر وطويتها والصبح دمعة نادم

قصيدة عتاب

هجرت فلم نجد ظلاً يقينا أحلماً كان عطفك أم يقينا

أهجراً في الصبابة بعد هجرأرى أيامه لا ينتهينا

لقد أسرفت فيه وجرت حتى على الرمق الذي أبقيت فينا

كأن قلوبنا خلقت لأمر فمذ أبصرن من نهوى نسينا

شغلن عن الحياة ونمن عنها وبتن بمن نحب موكلينا

فإن ملئت عروق من دماءٍ فإنَّا قد ملأناها حنينا.

تحليل قبلة

ولما ألتقينا بعد نأي وغربة شجيين فاضا من أسى وحنين

تسائلني عيناك عن سالف الهوى بقلبي وتستقضي قديم ديون

فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي وأن من الكتمان أيّ أنين

يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل أجود له بالروح غيرَ ضنين

إذا كنت في شك سلي القبلة التي أذاعت من الأسرار كل دفين

مناجاة أشواق وتجديد موثق وتبديد أوهام وفض ظنون

وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح وتسهيد أجفان وصبر سنين.

موضوعات متعلقة

تعرف على قصة “قصيدة الأطلال” لإبراهيم ناجى

كتب الشاعر إبراهيم ناجى قصيدة الأطلال بعدما عام من دراسته للطب عام 1922، وعلم أن حبيبته تزوجت من رجل أخر، وفى أحد الأيام طرق بابه رجلا يطلب المساعدة لأن زوجته فى حالة ولادة متعسرة، فاخذ ناجى حقيبته وذهب مع الرجل إلى بيته حيث فؤجى بانها حبيبته، وعالجها ناجى واطمأن عليها وعلى مولودها ثم كتب قصيدة الأطلال بعد هذه الواقعة الغريبة، التى سوف نعرضها لكم من خلال السطور التالية.

قصيدة الأطلال:

يَـا فُؤَادِي لَا تَسَلْ أَيْنَ ٱلْهَوَى ……. كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى

اِسْقِنِي وَٱشْرَبْ عَلَى أَطْلَالِهِ …….. وَٱرْوِ عَنِّي طَالَمَا ٱلدَّمْعُ رَوَى

كَيْفَ ذَاكَ ٱلْحُبُّ أَمْسَى خَبَرًا …….. وَحَدِيثًا مِنْ أَحَادِيثِ ٱلْجَوَى

لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِنِي ……….. بِفَمٍ عَذْبِ ٱلْمُنَادَاةِ رَقِيقْ

وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوِي كَيَدٍ …………… مِنْ خِلَالِ ٱلْمَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيقْ

وَبَرِيقٍ يَظْمَأُ ٱلسَّارِي لَهُ ………… أَيْنَ فِي عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ ٱلْبَرِيقْ

يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْكَهُ ………… طَائِرَ ٱلشَّوْقِ أُغَنِّي أَلَمِي

لَكَ إِبْطَاءُ ٱلْمُذِلِّ ٱلْمُنْعِمِ ………… وَتَجَنِّي ٱلْقَادِرِ ٱلْمُحْتَكِمِ

وَحَنِينِي لَكَ يَكْوِي أَضْلُعِي ……… وَٱلثَّوَانِي جَمَرَاتٌ فِي دَمِي

أَعْطِنِي حُرِّيَّتِي أَطْلِقْ يَدَيَّا ……….. إِنَّنِي أَعْطَيْتُ مَا ٱسْتَبْقَيْتُ شَيَّا

آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمِي ………….. لِمَ أُبْقِيهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّا

مَا ٱحْتِفَاظِي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا ………….. وَإِلاَمَ ٱلْأَسْرُ وَٱلدُّنْيَا لَدَيَّا

أَيْنَ مِنْ عَيْنِي حَبِيبٌ سَاحِرٌ …………… فِيهِ عِزٌّ وَجَلَالٌ وَحَيَاءْ

وَاثِقُ ٱلْخُطْوَةِ يَمْشِي مَلَكًا ………….. ظَالِمُ ٱلْحُسْنِ شَجىِ ٱلْكِبْرِيَاءْ

عَبِقُ ٱلسِّحْرِ كَأَنْفَاسِ ٱلرُّبَى ………….سَاهِمُ ٱلطَّرْفِ كَأَحْلَامِ ٱلْمَسَاءْ

أَيْنَ مِنِّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ ………… فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى

وَأَنَاْ حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ …………. وَفَرَاشٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا

وَمِنَ ٱلشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا ………… وَنَدِيمٌ قَدَّمَ ٱلْكَاسَ لَنَا

هَل رَأَى ٱلْحُبُّ سُكَارَى مِثْلَنَا ………… كَمْ بَنَيْنَا مِنْ خَيَالٍ حَوْلَنَا

ومَشَيْنَا فِي طَرِيقٍ مُقْمِرٍ ………… تَثِبُ ٱلْفَرْحَةُ فِيهِ قَبْلَنَا

وضَحِكْنَا ضِحْكَ طِفْلَيْنِ مَعًا …………. وَعَدَوْنَا فَسَبَقْنَا ظِلَّنَا

وَٱنْتَبَهْنَا بَعْدَمَا زَالَ ٱلرَّحِيقْ …………. وأَفَقْنَا لَيْتَ أنَّا لَا نُفِيقْ

يَقْظَةٌ طَاحَتْ بِأَحْلَامِ ٱلْكَرَى …………وَتَوَلَّى ٱللَّيْلُ وَٱللَّيْلُ صَدِيقْ

وَإِذَا ٱلنُّورُ نَذِيرٌ طَالِعٌ …………. وَإِذَا ٱلْفَجْرُ مُطِلٌّ كَٱلْحَرِيقْ

وَإِذَا ٱلدُّنْيَا كَمَا نَعْرِفُهَا …………. وَإِذَا ٱلْأَحْبَابُ كُلٌ فِي طَرِيقْ

أَيُّهَا ٱلسَّاهِرُ تَغْفُو …………. تَذْكُرُ ٱلْعَهْدَ وَتَصْحُو

وَإِذَا مَا ٱلْتَامَ جُرْحٌ …………. جَدَّ بِٱلتِّذْكَارِ جُرْحٌ

فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسَى …………. وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحُو

يَا حَبِيبِي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاء ……… مَا بِأَيْدِينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ

رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا ……………. ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ ٱللِّقَاءْ

فَإِذَا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ………………. وَتَلَاقَيْنَا لِقَاءَ ٱلْغُرَبَاءْ

وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ ………….. لَا تَقُلْ شِئْنَا! فَإِن الحظ شاء

تعالوا نتعرف على مسيرة الأديب الهندي المبدع#روبندرونات_ طاغور Rabindranath Tagore..مواليد عام 1861م – 1941م..وهو شاعر و مسرحي و روائي بنغالي.ومبدع فن الرابندرا سانغيت ويتكون من 2230 أغنية..

 مروة متولي – ٭ كاتبة مصرية

في عالم الموسيقى الكلاسيكية الهندية الشاسع، يوجد فن الرابندرا سانغيت الذي أبدعه الشاعر الهندي رابندرانات طاغور 1861 ـ 1941 ويتكون من 2230 أغنية، وضع موسيقاها وكتب أشعارها وغناها بنفسه في فترات من حياته، هذا الفن رغم حداثته وسط فنون أخرى كثيرة في الهند سبقته بقرون، أضاف للموسيقى الكلاسيكية الهندية، وصار أحد أركانها الأساسية، وقد استمد شهرته بالطبع من طاغور، صاحب المكانة الإنسانية الرفيعة والشهرة العالمية، لا بفضل جائزة نوبل للآداب التي ذهبت إليه عام 1913، وكان أول شرقي غير أوروبي يحصل عليها، وإنما بفضل أدبه وشعره وموسيقاه، وفلسفته وتأثيره العالمي على الإنسان في كل مكان، وكذلك انشغاله بهموم أمته ومصيرها، فقد يعطي طاغور ذلك الانطباع الأولي بأنه ذلك الزاهد الحالم المنفصل عن الحياة، لكنه لم يكن أبداً على هذا النحو، بل كان مشتبكاً طوال الوقت مع الواقع، يدعو الهنود إلى الحياة، ويحثهم على التعلم والحصول على أكبر قدر من الثقافة، ويبذل من ماله الخاص في سبيل ذلك، كما كان يدعوهم إلى التخلص من العصبية الدينية والعرقية ودواعي الفرقة والانقسام، والسعي إلى التطور والنظر نحو المستقبل، ومنافسة الغرب لا محاكاته وحسب، ونقرأ في روايته «البيت والعالم» الكثير من آرائه وتصوراته السياسية، ومن خلال شخصية «سانديــب» نستشعر تحـــذيراته من مثل هذا السياسي، الذي يستطيع منفــــرداً أن يدمر الحياة والعالم بأكمله، وفي قصته الرائعة «كابولي والا» يظهر إحساسه العميق بالفقراء والمظلومين، رغم أنه كان من ذوي الثراء، ونشأ كأمير محاط بالخدم في قصر عائلته العريقة، كما شرح بمهارة شديدة في هذه القصـــة عاطفة الأبوة بأدق معانيها، والرابط القوي بين الأب والابنة تحديداً، سواء كانت ابنته أو طفلة أخرى وجد فيها بعض التعويض العاطفي عن فقده لابنته.

كتب طاغور أغلب أغنياته باللغة البنغالية، ليسمعها الجميع وتتغنى بها ألسنة أخرى غير بنغالية في الهند، وهناك بعض المحاولات في الغرب لتقديم نسخة إنكليزية من الرابندرا سانغيت، لكنها غير جيدة على كل حال لخلوها من الروح الشرقية، أما أغنياته الدينية فهي قادرة على النفاذ إلى قلب كل إنسان، ولا يشعر أصحاب الأديان الأخرى بأن هذه الأغنيات لا تخاطبهم، وقد ألهم بموسيقاه الكثير من مؤلفي الموسيقى في الهند، لأنه أضاف إيقاعات ومقاييس وأوزان إلى الموسيقى الكلاسيكية الهندية، ونظامها المعقد «راغا» ليزداد ثراء وتعقيداً. في الرابندرا سانغيت روح وخيال ومزاج مختلف تماماً، ونغمات ومسافات صوتية وأساليب وتقنيات غنائية فريدة، وهو نوع من الغناء الرفيع الراقي، لا يستطيعه ولا يتمكن منه إلا أجمل الأصوات في شبه القارة الهندية، والحسن في الهند أنه لا استهتار بمثل هذه الكنوز الفنية الثمينة، ولا تطاول عليها من مروجي القبح عديمي الموهبة، المصابين بحالة من السعار تدفعهم إلى نهش كل ما هو جميل وتشويهه.
لطاغور أسلوبه الخاص في كتابة الشعر، فلا وجود لتمرد الشاعر وصدامه المأساوي مع كل شيء في السماء والأرض، بل هناك الكثير من التسامح والانسجام مع الطبيعة وما وراءها والشعور بالسكينة والرضوان، لكن ذلك لا يعني أنه شاعر مفرط في التفاؤل، يمرح طوال الوقت وسط المروج والغدران، يداعب الزهور ويهرول خلف الفراشات، وأن شعره غير عميق المعاني، بل إنه شديد العمق إلى درجة أنه لا يظهر على السطح هكذا بسهولة، ويتطلب التأمل وإعادة التأمل ثم المزيد من التأمل، لنجد أنفسنا عند لحظة ما أمام نهر يفيض بالمشاعر والأفكار والحكم الفلسفية، لكنه لا يطرح ما يدور في عقله ويجيش في نفسه بعنف، وإنما بهدوء بالغ، وفي أكثر أشعاره كآبة وحزناً، لا نشعر بقسوة منه، فهو في كل الأحوال شاعر رفيق بنا، حنون علينا وإن أثار الأشجان في نفوسنا.

صوت كيشور كومار نحس ونسمع ونرى كل كلمة يغنيها، وننتقل في الأغنية الواحدة من حال إلى حال إلى حال، وقد ملك المشاعر واستحوذ على الإحساس وأخذ يتحكم بأسماعنا وقلوبنا، كيفما يشاء

وفي أغنياته يوجد حضور قوي وبارز لآلات موسيقية مثل، الفينا والسارانغي والبانسوري، وبعض الآلات الإيقاعية التي تجعل المستمع يظن أن الإيقاع قائم على التصفيق بالأيدي، في حين أن الأمر ليس كذلك، وكم هي كثيرة ومتنوعة تلك الآلات الموسيقية في الهند، ويمكن القول إن لكل آلة موسيقية في الأوركسترا الغربية أكثر من مقابل في الأوركسترا الهندية، ويزيد عليها آلات موسيقية كثيرة أخرى لا مثيل ولا مقابل لها في الغرب، وهذه الكثرة والفوارق الطفيفة بين بعض الآلات، قد تكون مربكة للسامع غير الهندي، فيخلط في بعض الأحيان بين صوت الفينا وصوت السارانغي على سبيل المثال، وهما من الآلات الوترية التي تتشابه إلى حد ما مع آلة السيتار العتيقة الساحرة، التي اخترعها الشاعر الهندي أمير خسرو في القرن الثالث عشر، أما البانسوري فهي آلة هوائية خشبية تشبه الناي، لكنها أقل منه كآبة وأقوى تأثيراً، وهذا هو الغريب والساحر بشأنها، وهي آلة موسيقية جميلة حقاً ذات إمكانيات صوتية مذهلة.
يمكن الاستماع إلى الرابندرا سانغيت من أصوات عديدة، بداية من صوت طاغور نفسه في بعض التسجيلات، لكنها ليست جيدة فنياً من حيث الجودة، وغير مكتملة أو كافية لتحقيق المتعة المرجوة، ويذهب إليها المرء بدافع الفضول والرغبة في الاستماع إلى صوت طاغور، ومعرفة كيف كان إحساسه والشعور بأجواء الماضي، ويمكن القول إنه كان صاحب أداء شديد الجدية يحتوي على الكثير من الرهبة والخشوع، أما في 2019 فيمكن الاستماع إلى هذا الفن بصوت المغني الهندي أريجيت سينغ، نجم الغناء في بوليوود في الوقت الحالي، فإن هذا الشاب الذي يمثل الأغنية الهندية الأكثر حداثة، نشأ منذ طفولته على الرابندرا سانغيت، وهو فنه الأساسي الذي تعلمه منذ الصغر، وكان له الفضل في جعله مميزاً بين أقرانه من المغنين، فمهما قدم سينغ من أغنيات بسيطة أو تجارية، فإنه قادر دائماً على أن يمنحها الكثير من الإحساس والجمال وكل ما يجعلها تستحق الاستماع، وعلى العكـــس من ذلك، فهو في أدائه لفــــن كلاســـيكي رفيع مثل الرابندرا سانغيت، ومع الحفاظ على قواعـــده وســـلامة الغناء، قادر على أن يمنحه ذلك الحس الحداثي الجاذب للمستــمع من خارج دائرة أصحاب الذوق الكـــلاسيكي، وهذا أمر غاية في الأهمية من أجل نشر هذه الفنـــون، وإعـــادة إحيائها في نفوس كل جيل، ومن أجمل وأشهر ما قدمه بصوته من هذا الفن أغنية بعنوان «ما تريده روحي».
ومن زمن طاغور إلى زمن أريجيت سينغ، كان هناك الكثير من المغنين الذين صدحوا بهذا الفن، لكن يجب التوقف طويلاً عند كيشور كومار 1929 ـ 1987 أحد أهم نجوم الغناء في تاريخ بوليوود على الإطلاق، في أدائه المذهل لفن الرابندرا سانغيت، وبالاستماع إليه نكتشف طوال الوقت مدى جمال وروعة هذا الفن، ونعيد اكتشاف صوت كيشور كومار أيضاً، وكأن كل ما غناه في بوليوود من أغنيات رائعة لم يكن كافياً لإظهار جمال صوته وقدراته الفنية، وتكون المتعة مضاعفة عندما نستمع إليه، وهو يغني أعمال طاغور، بأسلوب لا يعد قديماً ولا حديثاً، وإنما هو أسلوب ساحر وحسب، حيث انسيابية الغناء مع انسيابية الموسيقى، وتلاحق النوتات بشكل يوحي بأنه لا يتوقف أبداً عن الغناء وإن كان هناك بعض الوقفات القصيرة.
مع صوت كيشور كومار نحس ونسمع ونرى كل كلمة يغنيها، وننتقل في الأغنية الواحدة من حال إلى حال إلى حال، وقد ملك المشاعر واستحوذ على الإحساس وأخذ يتحكم بأسماعنا وقلوبنا، كيفما يشاء، وعندما نستمع إليه وهو يغني «دينير شيشي» نرى ذلك الرجل الواقف على ضفة النهر ينظر إلى الضفة الأخرى، وإلى آخر شعاع للشمس وآخر قارب وآخر رحلة وآخر فرصة للعودة، هذا الإحساس بالنهاية ومحاولة إدراك الفائت، ومع اكتمال الظلام يتصاعد الغناء في ما يشبه البكاء والأنين من الأعماق، بدون مبالغة مزعجة، كما نرى هؤلاء الذين لا يزالون في منتصف الرحلة، لا هم عبروا النهر ولا وصلوا إلى مبتغاهم ولا عادوا إلى حيث كانوا.

روبندونات طاغور
(بالبنغاليةরবীন্দ্রনাথ ঠাকুর)‏[1]، و(بالإنجليزية البريطانيةRabindranath Tagore)‏[2][1]  تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
Rabindranath Tagore in 1909.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 7 مايو 1861
كالكوتا، الهند
الوفاة 7 أغسطس 1941 (80 سنة)
كالكوتا، الهند
مواطنة British Raj Red Ensign.svg الراج البريطاني[3][4][5][1]  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
العرق بنغالي [1]  تعديل قيمة خاصية (P172) في ويكي بيانات
الديانة هندوسية[1]  تعديل قيمة خاصية (P140) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المدرسة الأم كلية لندن الجامعية[1]  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة شاعر وروائي ورسام وكاتب
اللغة الأم البنغالية[1]  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات الإنجليزية[1]،  والبنغالية[6][7][1]  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
أعمال بارزة البيت و العالم[1]  تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
الجوائز
Nobel prize medal.svg جائزة نوبل في الآداب 1913
التوقيع
Rabindranath Tagore Signature.svg
المواقع
IMDB صفحته على IMDB  تعديل قيمة خاصية (P345) في ويكي بيانات

روبندرونات طاغور (بنغاليةরবীন্দ্রনাথ ঠাকুর، تلفظ [ɾobin̪d̪ɾonat̪ʰ ʈʰakuɾ]شاعر و مسرحي و روائي بنغالي. ولد عام 1861 في القسم البنغالي من مدينة كالكتا وتلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه ديبندرانات وأشقائه ومدرس يدعى دفيجندرانات الذي كان عالماً وكاتباً مسرحياً وشاعراً وكذلك درس رياضة الجودو.

درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم وآدابها واللغة الإنجليزية؛ ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913 وأنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالي في عام 1918 في إقليم شانتي نيكتان غرب البنغال.

نشأته

ولد روبندرونات في كالكوتا في الهند في السابع من مايو عام 1861 لأسرة ميسورة من طبقة البراهما الكهنوتية. والده روبندرونات طاغور كان مصلحاً اجتماعياً ودينياً معروفاً وسياسياً ومفكراً بارزاً. أما والدته سارادا ديفي فقد أنجبت 12 ولداً وبنتاً قبل أن ترزق بطاغور. ولعل كثرة البنين والبنات حالت دون أن يحظى طاغور رغم أنه أصغر أشقائه سناً بالدلال الكافي. كانت الأسرة معروفة بتراثها ورفعة نسبها، حيث كان جد طاغور قد أسس لنفسه إمبراطورية مالية ضخمة، وكان آل طاغور رواد حركة النهضة البنغالية إذ سعوا إلى الربط بين الثقافة الهندية التقليدية والأفكار والمفاهيم الغربية. ولقد أسهم معظم أشقاء طاغور، الذين عرفوا بتفوقهم العلمي والأدبي في إغناء الثقافة والأدب والموسيقى البنغالية بشكل أو بآخر، وإن كان روبندرونات طاغور، هو الذي اكتسب في النهاية شهرة كأديب وإنسان، لكونه الأميز والأكثر غزارة وتنوعا، وإنتاجاً.

تعليمه

لم ينتظم طاغور في أي مدرسة فتلقى معظم تعليمه في البيت على أيدي معلمين خصوصين، وتحت إشراف مباشر من أسرته، التي كانت تولي التعليم والثقافة أهمية كبرى. اطلع طاغور منذ الصغر على العديد من السير ودرس التاريخ والعلوم الحديثة وعلم الفلك واللغة السنسكريتية.

طاغور أثناء دراسته في لندن سنة 1879

وقرأ في الشعر البنغالي ودرس قصائد كاليداسا، وبدأ ينظم الشعر في الثامنة. وفي السابعة عشر من العمر أرسله والده إلى إنجلترا لاستكمال دراسته في الحقوق، حيث التحق بكلية لندن الجامعية، لكنه مالبث أن انقطع عن الدراسة، بعد أن فتر اهتمامه بها، وعاد إلى كالكوتا دون أن ينال أي شهادة.

حياته الخاصة

طاغور وزوجته مريني ليني سنة 1883

تزوج طاغور سنة 1883 وهو في الثانية والعشرين من العمر بفتاة في العاشرة من العمر، مرينا ليني، شبه أمية أنجب منها ولدين وثلاث بنات. أحبته زوجته بشدة فغمرت حياتهما سعادة وسرور، فخاض معها في أعماق الحب الذي دعا إلى الإيمان القوي به في ديوانه “بستاني الحب” حتى قال فيها طاغور:

لقد هلت الفرحة من جميع أطراف الكون لتسوي جسمي
لقد قبلتها أشعة السماوات، ثم قبلتها حتى استفاقت إلى الحياء
إن ورد الصيف المولي سريعا قد ترددت زفراته في أنفاسها
وداعبت موسيقا الأشياء كلها أعضاءها لتمنحها إهاب الجمال
إنها زوجتي لقد أشعلت مصباحها في بيتي وأضاءت جنباته

توفيت زوجته وهي في مقتبل العمر، ولحق بها ابنه وابنته وأبوه في فترات متلاحقة متقاربة ما بين عامي 1902 – 1918، فخلفت تلك الرزايا جرحاً غائراً في نفسه.[8]

حياته الأدبية

شهدت الثمانينات من القرن التاسع عشر نضج تجربة طاغور الشعرية، إذا نُشر له عدداً من الدواوين الشعرية توّجها في عام 1890 بمجموعته “ماناسي” المثالي، التي شكلت قفزة نوعية، لا في تجربة طاغور فقط وإنما في الشعر البنغالي ككل. في العام 1891انتقل طاغور إلى البنغال الشرقية (بنغلاديش) لإدارة ممتكلكات العائلة، حيث استقر فيها عشر سنوات.

هناك كان طاغور يقضي معظم وقته في مركب (معد للسكن) يجوب نهر بادما (نهر الغانغ)، وكان على احتكاك مباشر مع القرويين البسطاء. ولقد شكلت الأوضاع المعيشية المتردية للفلاحين، وتخلفهم الاجتماعي والثقافي موضوعاً متكررا في العديد من كتاباته، دون أن يخفي تعاطفه معهم. ويعود أروع ماكتب من نثر وقصص قصيرة تحديدا، إلى تلك الحقبة الثرية “معنويا” في حياته، وهي قصص تتناول حياة البسطاء، آمالهم وخيباتهم، بحس يجمع بين رهافة عالية في التقاط الصورة وميل إلى الفكاهة والدعابة الذكية، التي ميزت مجمل تجربته النثرية عموما. لقد عشق طاغور الريف البنغالي الساحر، وعشق أكثر نهر باداما. الذي وهبه أفقا رحبا لتجربته الشعرية الغنية، وأثناء تلك السنوات نشر طاغور العديد من الدواوين الشعرية لعل أميزها “سونار تاري” (القارب الذهبي،2010) إضافة إلى مسرحيات عدة أبرزها “تشيترا” (1892).

في العام 1901، أسس طاغور مدرسة تجريبية في شانتينكايتان، حيث سعى من خلالها إلى تطبيق نظرياته الجديدة في التربية والتعليم، وذلك عبر مزج التقاليد الهندية العريقة بتلك الغربية الحديثة، واستقر طاغور في درسته مبدئيا، التي تحولت في العام 1921 إلى جامعة فيشقا-بهاراتيا أو (الجامعة الهندية للتعليم العالمي). وكانت لسنوات من الحزن والأسى، جراء موت زوجته واثنين من أولاده، بين العامين 1902 و1907 أثره البين في شعره لاحقا التي عكست تجربة شعرية فريدة من نوعها، تجلت أوضح مايمكن في رائعته “جينجالي” (قربان الأغاني،1912).

أعماله

قدم طاغور للتراث الإنساني أكثر من ألف قصيدة شعرية، وحوالي 25 مسرحية بين طويلة وقصيرة وثماني مجلدات قصصية وثماني روايات، إضافة إلى عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات في الفلسفة والدين والتربية والسياسة والقضايا الاجتماعية، وإلى جانب الأدب اتجهت عبقرية طاغور إلى الرسم، الذي احترفه في سن متأخر نسبيا، حيث أنتج آلاف اللوحات، كما كانت له صولات إبداعية في الموسيقى، وتحديدا أكثر من ألفي أغنية، اثنتان منها أضحتا النشيد الوطني للهند وبنغلاديش.

الرسم والأغاني

إلى جانب عبقرية طاغور في الأدب فقد بدأ يرسم في مرحلة متأخرة من حياته، وهو في الستين من عمره، وأقام عدة معارض ناجحة أحدها في باريس بناء على نصيحة أحد أصدقائه كان يقول طاغور:”عندما بدأت أرسم لاحظت تغيراً كبيراً في نفسي، بدأت اكتشف الأشجار في حضورها البصري، بدأت أرى الأغصان والأوراق من جديد، وبدأت أتخيل خلق وإبداع الأنواع المخلفة منها، وكأنني لم أر هذه الأشجار مطلقا من قبل أنا فقط كنت أرى الربيع، الأزهار تنبثق في كل فرع من فروعها، بدأت اكتشف هذه الثروات البصرية الهائلة الكامنة في الأشجار والأزهار التي تحيط بالإنسان على مدى اتساع بموه”.[8]

“الراقصة” حبر على ورق لطاغور

لقد جاء الحب.. وذهب
ترك الباب مفتوحاً
ولكنه قال انه لن يعود
لم اعد أنتظر إلا ضيفاً واحداً
انتظره في سكون
سيأتي هذا الضيف يوماً
ليطفئ المصباح الباقي..
ويأخذه في عربته المطهمة
بعيداً.. بعيدا..
في طريق لا بيوت فيه ولا أكواخ”[8]

يقول طاغور: “حين أفكر في الغبطة التي تبعثها هذه الكلمات في عِطْفيّ، أدرك قيمة الدور الذي يؤديه الجرس اللفظي والقافية في القصيدة، إن الكلمات تفيء إلى الصمت، ولكن موسيقاها تظل ممتدةً، ويبقى صداها موصولاً بالسمع، وهكذا فإن المطر ما يزال يهمس وأوراق الأغصان ما تني ترتعش حباً، حتى الآن في ذاكرتي”.[9] ألف طاغور حوالي 2،230 أغنية، ومعظم أغانيه كانت مستقاه من أدبه، من قصائده ومسرحياته وقصصه ورواياته.

جائزة نوبل

كان طاغور الآن قد تجاوز الخمسين من عمره ورغم غزارة إنتاجه وتنوعه، إلا أنه لم يكن معروفا تماما خارج محيطه. بيد أن هذه الحال تغيرت فجأة، وبدا أن الشهرة على الصعيدين المحلي والعالمي، كانت تتحين الفرصة لأن تطرق بابه. ففي عام 1912 سافر طاغور إلى إنجلترا، للمرة الأولى، منذ أن ترك الجامعة، برفقة ابنه. وفي الطريق، بدأ طاغور يترجم آخر دواوينه: “جيتنجالي” إلى الإنجليزية. وكانت كل أعماله السابقة تقريبا قد كتبت بلغته البنغالية، لقد قرر ترجمة المجموعة الأخيرة من باب التسلية، ولقتل وقت السفر الطويل بحرا دون أن يبتغي شيئاً من ترجمته.

عند وصول طاغور إلى إنجلترا، علم صديق مقرب منه ويدعى روثنستاين، وهو رسام شهير التقاه طاغور في الهند، بأمر الترجمة، وطلب منه الإطلاع عليها. وافق طاغور على ذلك، لم يصدق الرسام عينيه، لقد كانت الأشعار أكثر من رائعة، وبدا كما لو أنه وقع على اكتشاف ثمين، فاتصل بصديقه الشاعر دبليو.بي بيتس الذي دهش بتجربة طاغور، فنقح الترجمة وكتب مقدمة لها بنفسه.

ظهر ديوان “قربان الأغاني” باللغة الإنجليزية في سيبتمبر من العام 1912. لقد عكس شعر طاغور حظورا روحيا هائلا وحوت كلماته المنتقاة بحساسية فائقة جمالا غير مستهلك، لم يكن أحد قد قرأ شيئا كهذا من قبل. وجد الغربيون أنفسهم أمامهم لمحة موجزة وإن كانت مكثفة للجمال الصوفي، الذي تختزنه الثقافة الهندية في أكثر الصور نقاءً وبوحاً ودفئاً. وفي غضون أقل من سنة، في العام 1913، نال طاغور جائزة نوبل للآداب، ليكون بذلك أول أديب شرقي ينالها. وفي العام 1915 نال وسام الفارس من قبل ملك بريطانيا جورج الخامس، لكنه خلعه في العام 1919 في أعقاب مجزرة أمريتسار سيئة الصيت، والتي قتلت فيها القوات البريطانية أكثر من 400 متظاهر هندي.

وفاته

أمضى طاغور ماتبقى من عمره متنقلا بين العديد من دول العالم في آسيا وأوروبا والأمريكتين، لإلقاء الشعر والمحاضرات والإطلاع على ثقافة الآخرين، دون أن ينقطع عن متابعة شؤون مدرسته، وظل غزير الإنتاج حتى قبيل ساعات من وفاته، حين أملى آخر قصائده لمن حوله، وذلك في أغسطس من العام 1941 في أعقاب فشل عملية جراحية أجريت له في كالكوتا، وقد توفى طاغور عن عمر يناهز 80 عاماً.

أهم أفكاره

  • نبذه لفكرة التعصب والتي سادت بين كثير من الطوائف والأديان في الهند المقسمة وتجلى ذلك في روايته (جورا) التي فضحت التعصب الهندوسى فتسبب ذلك استياء أهله ، فسافر إلى إنجلترا عام 1909 ليصيب شهرة بعد ترجمة العديد من أعماله للغة الإنجليزية.
  • محبة الإنسانية جمعاء بدلاً من التمسك بالحب الفردى والخاص وكان ذلك بعد فقده لأمه وانتحار شقيقته وكذلك وفاة زوجه وثلاثة من أطفاله ووالده.
  • اختلافه مع الزعيم الروحى الهندى غاندي الذي اعتمد على بساطة العيش والزهد كسلاح لمقاومة الاستعمار الانجليزى وهو ما رآه طاغور تسطيحاً لقضية المقاومة وهو أول شاعر آسيوي حصل على جائزة نوبل.

تعالوا نتذكر مسير ة شاعر الحب، و المراة و الياسمين#نزار- بن توفيق_ القباني Nizar Qabbani..من موليد عام 1923م– 1998م.. وهوالدبلوماسي والشاعر السوري ..

حارة شامية - من روعات نزار قباني رحمه الله... | Facebookأبيات شعر عن الحب نزار قباني | معلومة ثقافية

أسطورة الشعر الحديث السوري (( نزار قباني )) ( 1923 – 1998م ) ..في الذكرى الــ 16 لرحيل شاعر الحب ..

في مثل هذا اليوم من تاريخ سوريا

قبل 16 عاماً
30 نيسان 1998
العالم العربي يودع شاعر دمشق واميرها نزار قباني، الذي توفي في لندن عن عمر 75 عاماً، وشيع في موكب شعبي مهيب في العاصمة السورية. موت نزار يعتبر نهاية مرحلة من الشعر العربي المعاصر، وولادة مدرسة شعرية فريدة استمرت حتى اليوم. بينما عرف أحمد شوقي بامير الشعراء، كان نزار قباني “شاعر الحب، والمراة، والياسمين.”

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

نزار قباني

نزار قباني
Nizar qabbani 01.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 21 مارس 1923[1][2][3]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
دمشق[4]  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 30 أبريل 1998 (75 سنة)[1][2][3]  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
لندن[5]  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
سبب الوفاة نوبة قلبية  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
الجنسية سوري
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة دمشق  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة شاعر،  ودبلوماسي[6]،  وكاتب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية[7]،  والإنجليزية،  والفرنسية،  والإسبانية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
المواقع
الموقع nizarq.com
 مؤلف:نزار قباني  – ويكي مصدر
P literature.svg بوابة الأدب

نزار بن توفيق القباني (1342 – 1419 هـ / 1923 – 1998 م)[8] دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة.[9][10][11] إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 إنخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء” وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات”،[12] وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني” وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما “القصيدة الدمشقية” و”يا ست الدنيا يا بيروت”. أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب “النكسة” مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه “شاعر الحب والمرأة” لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.[12]—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ إنتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”.[12] عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة “متى يعلنون وفاة العرب؟”، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.[13]

حياته

حياته المبكرة

نزار قباني طفلًا في عام 1935.

نزار قباني في مصيف بلودان 1936.

نزار قباني مع أفراد عائلته 1948.

ولد نزار في دمشق القديمة في حيّ “مئذنة الشحم” في 21 مارس/آذار عام 1923 وشبّ وترعرع في بيتٍ دمشقيّ تقليديّ لأُسرَةٍ عربيَّة دمشقيَّة عريقة.[14][15][16][17][18][19][20][21][22][23][24][a] وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله.[26] يقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك “وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقًا في بحر من الألوان”،[26] وقد ذكر أن سِرّ مَحبّته للجمال والألوان واللون الأخضر بالذات أنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج.[27] وكأي فتىً في هذا السنّ، ما بين سن الخامسة عشر والسادسة عشر احتار كثيرًا ماذا يفعل، فبدأ بكونه خطّاطًا تتلمذ على يد خطّاط يدويّ ثم اتّجه للرسم وما زال يَعشقُ الرسم حتّى أن له ديوانًا أسماهُ الرسم بالكلمات. ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاصٍ العزفَ والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خاصة خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعكف عنها. ثُمّ رسا بالنهاية على الشعر،[27] وراح يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح، متتلمذًا على يدِ الشاعر خليل مردم بِك وقد علّمه أصول النحو والصرف والبديع.[28]

خلال طفولته انتحرت شقيقته وصال، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، وربَّما ساعد في صياغة فلسفته العشقيّة لاحقًا ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها.[28] ولم يكشف عن حقيقة هذه الحادثة باكرًا بل قال أنها توفيت بمرض القلب، إلا أن كوليت خوري كشفت قصة الإنتحار،[29] وهو ما ثبت لاحقًا في مذكراته الخاصة، إذ كتب: “إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره”. يصف نزار حادثة الإنتحار بقوله: “صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي… كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة”.[28] كما ارتبط بعلاقة قوية مع أمه.[30]

عام 1939 كان نزار في رحلة مدرسية بحريّة إلى روما، حين كتب أول أبياته الشعريّة متغزلًا بالأمواج والأسماك التي تسبح فيها، وله من العمر حينها 16 عامًا، ويعتبر تاريخ 15 أغسطس 1939 تاريخًا لميلاد نزار الشعري، كما يقول متابعوه.[26] وفي عام 1941 التحق نزار بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وتخرّج منها في عام 1945. ونشر خلال دراسته الحقوق أولى دواوينه الشعريّة وهو ديوان “قالت لي السمراء” حيث قام بطبعه على نفقته الخاصة، وقد أثارت قصائد ديوانه الأول، جدلًا في الأوساط التعليمية في الجامعة[26] وقد كتبَ له مُقدّمة الديوان منير العجلاني الذي أحبّ القصائد ووافق عليها. وقد ذاع صيته بعد نشر الديوان كشاعر إباحي.[28] وفي تعليقه حول صدور ديوانه الأوّل كتب:

نزار قباني

“قالت لي السمراء” حين صدوره أحدث وجعًا عميقًا في جسد المدينة التي ترفض أن تعترف بجسدها أو بأحلامها … لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون، وكان لحمي يومئذ طريًا.

نزار قباني

نزار قباني عام 1944 وهو العام الذي أصدر به ديوانه الأول “قالت لي السمراء”.

عمله

تخرج نزار عام 1945 من كليّة الحقوق بجامعة دمشق  والتحق بوزارة الخارجية السوريّة، وفي العام نفسه عُيّن في السفارة السوريّة في مصر وله من العمر 22 عامًا.[31] ولمّا كان العمل الدبلوماسي من شروطه التنقّل لا الاستقرار، فلم تطل إقامة نزار في القاهرة، فانتقل منها إلى عواصم أخرى مختلفة، فقد عُيّن في عام 1952 سفيرًا لسوريا في المملكة المتحدة لمدة سنتين واتقن خلالها اللغة الإنكليزية ثم عُيّن سفيرًا في أنقرة، ومن ثمّ في عام 1958 عيّن سفيرًا لسوريا في الصين لمدة عامين. وفي عام 1962 عيّن سفيرًا لسوريا في مدريد لمدة 4 سنوات. إلى أن استقرَّ في لبنان بعد أن أعلن تفرغه للشعر في عام 1966, حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم «منشورات نزار قباني».[32] بدأ نزار قباني بشكل بارز بكتابة الشعر العمودي ثم انتقل بعدها إلى شعر التفعيلة، حيث ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. تناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة، إذ تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. ومن ثمّ تحوّل نحو الشعر السياسي بعد نكسة حرب 1967، وأصدر عدة قصائد لاذعة ضد الحكومات والأنظمة العربية عمومًا وضد حكم البعث في سوريا ومنها «هوامش على دفاتر النكسة»، و«عنترة» و«يوميات سياف عربي».

عائلته

تنحدرُ عائلة القبّاني من أسرة عربيّة حجازية ترجع بنسبها إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين، ثم انتقلت إلى جهة العراق فأقام أجدادها فيها، وفي عهد الحروب الصليبية أقبل بعضهم إلى سوريا، ثم تشعّبوا في بلاد الشام.[33] والده هو توفيق القبّاني يملك مصنع لإنتاج الحلويات والمُلبّس،[27] كما شاركَ في المُقاومةِ الوطنيّة ضد الانتداب الفرنسيّ، وكان منزله مكانًا لاجتماع أقطابِ المُعارضة الوطنيّة في العشرينيات من القرن المُنصرم.[28] وجدّه هو أبو خليل القباني الرائد المسرحي الشهير الذي أدخل فنّ المسرح إلى الأدب العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.[28] ولدى نزار شقيقتين هما: وصال وهيفاء قباني. وثلاث أشّقاء هم: معتز ورشيد وصباح قباني الذي ترأس هيئة الإذاعة والتلفزيون السوريّة في ستينيات القرن العشرين، ثُمّ سفيرًا لسوريا في الولايات المتحدة. والدته فايزة آقبيق من أصلٍ تُركي، وكان نزار متعلقًا بها كثيرًا، ويُقال أنها ظلت ترضعه من صدرها حتى بلغ السابعة من عمره، وتطعمه الطعام بيدها حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره، حتى قالوا عنه إنه يعاني من عقدة أوديب.[30] وكتب لها قصائدًا كثيرة يدمج فيها بين حنينه لدمشق مهده الأول وحنينه لأمه. وقصائده عن أمّه في ديوانه الرسم بالكلمات  خير دليل على شغف الطفل بصورة الأم التي ألهمته في نصوصه.

تزوج نزار مرّتين، زوجته الأولى كانت ابنة خاله زهراء آقبيق وأنجب منها هدباء وتوفيق. وقد توفيّ توفيق عام 1973 وكان طالبًا بكلية طب جامعة القاهرة في السنة الخامسة، والذي ترك الأثر الكبير في حياته، وقد نعاه نزار بقصيدة “الأمير الخرافي توفيق قباني” وتوفيّت زوجته الأولى في 2007.[32] وكان زواجه الثاني من امرأة عراقيّة الأصل تُدعى بلقيس الراوي التقى بها في أمسية شعريّة في بغداد. ولكنها لقيت حتفها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في حادث انتحاري استهدف السفارة العراقيّة في بيروت حيث كانت تعمل عام 1982.[32] وقد رثاها نزار بقصيدته الشهيرة بلقيس التي قال فيها أن الجميع كان لهم دورٌ بقتلها، وقد أنجب منها ابنيه عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها.

آخر سنواته ووفاته

بعد مقتل زوجته بلقيس، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر في النهاية في لندن حيث قضى الخمسة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينيات ومنها «متى يعلنون وفاة العرب؟» و«المهرولون».

في عام 1997 كان قباني يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي في 30 أبريل 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن.[26] بسبب ازمة قلبية. في وصيته والتي كان قد كتبها عندما كان في المشفى في لندن أوصى بأن يتم دفنه في دمشق التي وصفها في وصيته:

«الرحم الذي علمني الشعر, الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين»

تم دفن قباني في دمشق بعد أربعة أيام حيث دفن في باب الصغير بعد جنازة حاشدة شارك فيها مختلف أطياف المجتمع السوري إلى جانب فنانين ومثقفين سوريين وعرب.[34]. ولقد كتبت عن جنازته الدكتورة ناديا خوست ما يلي :

… وكانت طائرة خاصة سورية أرسلها الرئيس السوري قد نقلت جثمانه من لندن إلى دمشق. فخطف الدمشقيون تابوته، وحملوه على الأكتاف في موكب شعبي لم تشهد دمشق مثله إلا يوم تشييع رجل الاستقلال فخري البارودي مؤلف الأناشيد التي تناقلتها الشعوب العربية. حمله الناس إلى الجامع الأموي…وصلوا عليه، ثم حملوه على أكتافهم إلى المقبرة. قطعوا دمشق من شمالها إلى جنوبها مشيا.

مديح وذكراه

قال النقاد عن نزار أنه “مدرسة شعرية” و”حالة اجتماعية وظاهرة ثقافية” وأسماهُ حسين بن حمزة “رئيس جمهورية الشعر”.[35] كما لقبّه “أحد آباء القصيدة اليومية”: إذ قرّب الشعر من عامة الناس.[35] الأديب المصري أحمد عبد المعطي حجازي وصف نزار بكونه “شاعر حقيقي له لغته الخاصة، إلى جانب كونه جريئًا في لغته واختيار موضوعاته”، لكنه انتقد هذه الجرأة “التي وصلت في المرحلة الأخيرة من قصائده “لما يشبه السباب”.[36] الشاعر علي منصور قال أن نزار قد حفر اسمه في الذاكرة الجماعيّة وأنه شكل حالة لدى الجمهور “حتى يمكن إعتباره عمر بن أبي ربيعة في العصر الحديث”.[36] وعن شعره السياسي قال حسين بن حمزة: ” أذاق العرب صنوفًا من التقريظ جامعًا بين جلد الذات وجلد الحكام، في طريقة ناجعة للتنفيس عن الغضب والألم”.[35]

له أيضًا دور بارز في تحديث مواضيع الشعر العربي (الحديث)”إذ ترأس طقوس الندب السياسي واللقاء الأول مع المحرمات”،[37] وكذلك لغته “إذ كان نزار مع الحداثة الشعرية، وكتب بلغة أقرب إلى الصحافة تصدم المتعوّد على المجازات الذهنية الكبرى. وقد ألقت حداثته بظلال كثيفة على كل من كتب الشعر، وذلك لكون قصائد نزار سريعة الإنتشار”.[37]

من ناحية أخرى، كانت قصيدته «خبز وحشيش وقمر» سببًا بجدال ضخم انتشر في دمشق ووصل تحت قبة البرلمان، نتيجة اعتراض بعض رجال الدين عليه ومطالبتهم بقتله،[38] فما كان منه إلا أن أعاد نشرها خارج سوريا، رغم ذلك فقد قررت محافظة دمشق تسمية الشارع الذي ولد فيه على اسمه، وقد قال نزار إثر قرار المحافظة:[38]

نزار قباني

هذا الشارع الذي أهدته دمشق إليّ، هو هدية العمر وهو أجمل بيت أمتلكه على تراب الجنّة. تذكروا أنني كنت يومًا ولدًا من أولاد هذا الشارع لعبت فوق حجارته وقطفت أزهاره، وبللت أصابعي بماء نوافيره.

نزار قباني

. أهم منجز لنزار قباني كما قال الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة هو أنه (نقل موضوع الحب من الوصف الخارجي إلى موضوع خاص في الشعر العربي الحديث حيث لا يشبهه أحد).

في عام 2008 ولمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لمولده، وتزامنًا مع احتفالية دمشق “عاصمة الثقافة العربية” واليوم العالمي للشعر، طاف محبّو الشارع وشخصيات من المجتمع المدني وألقوا في الشوارع والساحات قصائد له “عن عشق دمشق”،[38] كما قامت الأمانة العامة للاحتفالية بطبع كتاب تذكاري عنه بعنوان «نزار قباني” قنديل أخضر على باب دمشق» وهو من تأليف خالد حسين.[38] كذلك تعمل وزارة الثقافة السورية على إعداد متحف خاص عنه، كما قامت شركة الشرق السوريّة بإنتاج مسلسل تلفزيوني عنه.[39]

انتقادات

المبالغة بوصف النساء والعاريات

يرى البعض انه بالغ في وصف النساء والعاريات في شعره ما يجعله يتجاوز الأخلاق والقيم العربية والإسلامية.

فمن شعر نزار قباني أنه كان مولعًا بوصف النساء، والناظر في شعره يراه كأنه قصيدة واحدة نُسخت بألفاظ ومفردات متغايرة، ومحور هذه القصيدة هو النساء وما يدور بينه وبينهن في المخادع، وفي شعر نزار قباني أمثلة كثيرة على تلك المبالغة، ومن ذلك قوله: (فصلت من جلد النساء عباءة .. وبنيت أهرامًا من الحلمات )

نماذج من شعره

خبز وحشيش وقمر

  • قصيدة ” خبز وحشيش وقمر ” التي أثارت رجال الدين في سوريا ضده، وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان:

نزار قباني

عندما يُولدُ في الشرقِ القَمر

فالسطوحُ البيضُ تغفو…
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
لملاقاةِ القمرْ..

نزار قباني

هوامش على دفتر النكسة

  • قصيدة هوامش على دفتر النكسة، أثارت عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلًا كبيرًا بين المثقفين العرب، ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون، ومنها:

نزار قباني

إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

نزار قباني

حرب تشرين

  • في عام 1974 كتب نزار قصيدته الشهيرة التي يتفاخر فيها بالنصر وحبه لدمشق:

نزار قباني

شمس غرناطةَ أطلت علينا….. بعد يأس وزغردت ميسلون

يا دمشق البسي دموعي سوارًا…..وتمنّي.. فكلُّ شيء يهونُ
وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي…..إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا…..وجبال الجليل.. واللطرونُ
كل ليمونة ستنجب طفلًا…..ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ

نزار قباني

بلقيس

  • عندما قتلت بلقيس حمّل نزار الوطن العربي كله مسؤولية قتلها:

نزار قباني

:سأقول في التحقيق.. اني قد عرفت القاتلين..

بلقيس..يافرسي الجميلة..إنني من كل تاريخي خجول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول..
سأقول في التحقيق:
كيف أميرتي اغتصبت..
وكيف تقاسموا الشعر الذي يجري كأنهار الذهب
سأقول كيف استنزفوا دمها..
وكيف استملكوا فمها..فما تركوا به وردا
ولا تركوا به عنبا..
هل موت بلقيس..هو النصر الوحيد في تاريخ كل العرب؟”

نزار قباني

أعماله

القصائد المغناة للشاعر نزار قباني

محمد عبده:

  • القرار

من ألحان الموسيقار طلال

أم كلثوم:

  • أصبح عندي الآن بندقية.
  • رسالة عاجلة إليك.

من ألحان محمد عبد الوهاب.

عبد الحليم حافظ:

  • رسالة من تحت الماء.
  • قارئة الفنجان.

من ألحان محمد الموجي.

نجاة الصغيرة:

  • ماذا أقول له.
  • متى ستعرف كم أهواك
  • أسألك الرحيلا.
  • أيظن.

من ألحان محمد عبد الوهاب.

فايزة أحمد:

  • رسالة من امرأة.

من ألحان محمد سلطان.

فيروز:

  • وشاية.
  • لا تسألوني ما اسمه حبيبي.

من ألحان عاصي رحباني.

ماجدة الرومي:

  • بيروت ست الدنيا.
  • وكلمات.
  • مع جريدة.
  • وأحبك جدا.
  • وطوق الياسمين.

من ألحان كاظم الساهر

طلال مداح:

  • متى ستعرف كم أهواك.
  • جاءت تمشي بإستحياء والخوف يطاردها.

من ألحان طلال مداح.

كاظم الساهر:

  • إني خيّرتك فاختاري.
  • زيديني عشقًا.
  • مدرسة الحب.
  • إلا أنت.
  • قولي أحبك.
  • أكرهها.
  • أشهد ألا امرأة إلاأنت.
  • حافية القدمين .
  • تقولين الهوى.
  • الرسم بالكلمات.
  • كبري عقلك.
  • اجلس في المقهى.
  • الحب المستحيل.
  • يدك.
  • و إنّي أحبّك
  • مع بغدادية.
  • صباحك سكر.
  • حبيبتي والمطر.
  • حبيبتي.
  • تحركي خطوة.
  • ممنوعة أنتي.
  • يوميات رجل مهزوم.
  • التحديات.
  • أتحبني.
  • أحبّيني بلا عقد.
  • الأنسان دويتو مع لطيفه.
  • إلى تلميذه.
  • بريد بيروت.
  • كل عام وأنت حبيبتي.
  • لو لم تكوني انتي في حياتي.
  • فاكهة الحب.
  • دلع النساء.
  • غرناطة. ألحان الموسيقار طلال
  • كتاب الحب.
  • عيد العشاق.
  • رسالة حب صغيرة.
  • كُوني امرأَهْ.
  • زُر مرةً.
  • شؤون صغيرة.
  • قصة خلافاتنا.
  • تناقضات.
  • لجسمك عطرٌ خطير النوايا.
  • فاكهة الحب.

جميعها من ألحانه “ماعدا أغنية غرناطة”

أصالة نصري:

  • إغضب، الحان حلمي بكر
  • القصيدة الدمشقية.
  • من أين يأتي الفرح.

عاصي الحلاني:

  • القرار.

لطيفة التونسية: [41]

  • يا قدس (من ينقذ الإنسان).
  • تلومني الدنيا.
  • العاشقين (أسئلة إلى الله)
  • رضي الله عن الشام (دمشق)

إلهام المدفعي:

  • بغداد.

خالد الشيخ:

  • غنى له قصيدة القرار.
  • عيناك.

غادة رجب:

  • لماذا.

من ألحان كاظم الساهر.

محمد حسن:

من ألحان محمد حسن.

صابر الرباعي .

  • غنى له قصيدة “” أين أذهب “”

من ألحان الموسيقار طلال .

دواوين

# اسم الديوان تاريخ النشر
1 قالت لي السمراء 1944
2 طفولة نهد 1948
3 سامبا 1949
4 أنت لي 1950
5 قصائد 1956
6 حبيبتي 1961
7 الرسم بالكلمات 1966
8 يوميات امرأة لا مبالية 1968
9 قصائد متوحشة 1970
10 كتاب الحب 1970
11 مئة رسالة حب 1970
12 أشعار خارجة عن القانون 1972
13 أحبك أحبك والبقية تأتي 1978
14 إلى بيروت الأنثى مع حبي 1978
15 كل عام وأنت حبيبتي 1978
16 أشهد أن لا امرأة إلا أنت 1979
17 اليوميات السرية لبهية المصرية 1979
18 هكذا أكتب تاريخ النساء 1981
19 قاموس العاشقين 1981
20 قصيدة بلقيس 1982
21 الحب لا يقف على الضوء الأحمر 1985
22 أشعار مجنونة 1985
23 قصائد مغضوب عليها 1986
24 سيبقى الحب سيدي 1987
25 ثلاثية أطفال الحجارة 1988
26 الأوراق السرية لعاشق قرمطي 1988
27 السيرة الذاتية لسياف عربي 1988
28 تزوجتك أيتها الحرية 1988
29 الكبريت في يدي ودولاتكم من ورق 1989
30 لا غالب إلا الحب 1989
31 هل تسمعين صهيل أحزاني؟ 1991
32 هوامش على الهوامش 1991
33 أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء 1992
34 خمسون عامًا في مديح النساء 1994
35 تنويعات نزارية على مقام العشق 1995
36 أبجدية الياسمين 1998

في النث

  • قصتي مع الشعر ( سيرة ذاتية ) .
  • من أوراقي المجهولة – سيرة ذاتية ثانية .
  • ما هو الشعر؟
  • والكلمات تعرف الغضب.
  • عن الشعر والجنس والثورة.
  • الشعر قنديل أخضر.
  • العصافير لا تطلب تأشيرة دخول.
  • لعبت بإتقان وها هي مفاتيحي.
  • المرأة في شعري وفي حياتي.
  • بيروت حرية لا تشيخ.
  • الكتابة عمل انقلابي.
  • شيء من النثر.

في المسرح

  • مسرحية جمهورية جنونستان.. لبنان سابقا (1977).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بذكرى ميلاد الشاعر نزار قباني ( 21 آذار1923- 1998): أديب مبدع سوري

نزار قباني
نزار بن توفيق القباني ديبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة دمشقية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. ويكيبيديا
الميلاد: ٢١ مارس، ١٩٢٣، دمشق، سوريا
الوفاة: ٣٠ أبريل، ١٩٩٨، لندن، المملكة المتحدة
التعليم: جامعة دمشق (١٩٤٥)
الزوج/الزوجة: بلقيس الراوي (متزوج ١٩٧٣–١٩٨١)، زهراء آقبيق
الابناء: توفيق قباني، زينب قباني، عمر قباني، هدباء قباني
الأشقاء: صباح قباني، رشيد قباني، وصال قباني، معتز قباني، هيفاء قباني
Nizar Qabbani: شاعر سوري اشتهر بأعماله الرومانسية والسياسية الجريئة. تميزت قصائده بلغة سهلة وجدت بسرعة ملايين القراء في أنحاء العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الذاتية
نزار قباني دبلوماسي و شاعر عربي. ولد في دمشق (سوريا) عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة هي أسرة قباني ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .
يقول نزار قباني عن نشأته “ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 في بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووه…مشاهدة المزيد
الوصف
نزار قباني (1923-1998): شاعر سوري اشتهر بأعماله الرومانسية والسياسية الجريئة. تميزت قصائده بلغة سهلة وجدت بسرعة ملايين القراء في أنحاء العالم
Nizar Qabbani was a Syrian diplomat, poet and publisher . His poetic style combines simplicity and elegance in exploring themes of love, eroticism, feminism, and Arab nationalism.
نّني أريدك أبي ”
فيردّ بحسرة ” كلّ مبدعٍ يتيم يا حبيبتي ”
كلّ 21 آذار أفتقده .يحدث أن أكتب له رسالة لا أنشرها . وحدهم من رحلوا يسمعون حيث هم ،صهيل صمتنا الإختياري . . احتراماً لصمتهم الأبديّ .
ليس من الوفاء إشهاد الغرباء ، عمّا نوشوشه للراحلين الذين أحبوننا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مثل هذا اليوم 21 آذار في عام 2011 زرت وكوكبة من المثقفين والادباء والمهتمين قبر نزار قباني في قلب دمشق..
سكنت دمشق قلب الشاعر طيلة حياته… واحتضنته في قلبها لدى انتقاله الى دار الخلود… في قلب دمشق…
وفتح لنا الضريح وقرأ الشعراء شعرا مستلهما من حياة وابداعات الشاعر الراحل, ثم انتقلنا جميعا الى “مكتب عنبر” لحضور ندوة ادبية حول نزار قباني..
وعند الغداء التقى الجميع في مطعم في دمشق القديمة -باب توما… كانت دمشق جميلة .آمنة .. وقد بدأت البراعم تتفتح .. و الاخضر يغطي الحدائق .. كانت عروسا في أحلى حلة ..لا تعرف ما ينتظرها من غدر الاعراب والأغراب…

تعالوا نتعرف على أشهر عمل أدبي فارسي#الشاهنامه..أو #كتاب_ الملوك..وهو ملحمة فارسية ضخمة تقع في نحو ستين ألف بيت، من تصنيف #أبو قاسم_ الفردوسي.. المتوفى 329 هـ..و#الشاهنامه_بين الأدب_ والفن..- مشاركة: د. تامر مندور.

د/ تامر مندور

المقدمة


تعتبر الشاهنامه أو “كتاب الملوك” أهم وأشهر عمل أدبي في تاريخ الأدب الفارسي الكلاسيكي خلال العصور الإسلامية في إيران، بل وتعد من أهم وأعظم الأشعار الملحمية في التاريخ بشكل عام.
ومن المعروف أنه منذ عام 641م قد دخل المسلمون إيران، وأثّرت اللغة الفارسية على الذوق الأدبي، وأصبحت ظاهرة في الأدب العربي من منتصف القرن (8م) فصاعدا. وإن كثيرا من القصص والحكايات قد انتقلت من إيران إلى العالم العربي وحتى إلى غرب أوربا. وكان الأدب الفارسي أكثر تنوعا في أشكاله ومحتواه من الأدب المكتوب باللغة العربية الكلاسيكية (لغة المخطوطات). وعلى الرغم من أن اللغة الفارسية اتخذت الكثير من القواعد الأساسية للغة العربية (كعلم العروض وأنماط القوافي)، إلا أنه كُتبت بها أنواع جديدة من الأدب كالشعر الملحمي الذي قدم من إيران والشعر الغنائي الرائع والمرن الذي وصل إلى أجود تعبيراته في اللغة الفارسية.
وإنني أتناول في هذا البحث دراسة الملحمة الفارسية الكبرى المسماه بالشاهنامه (أي كتاب الملوك) من خلال محورين أساسيين ومتكاملين؛ أحدهما: المحور الأدبي، الذي يتجلى في الشكل والوزن الشعري، وأيضا في الأساليب اللغوية المستخدمة في الكتابة، وكذلك في الموضوعات والمضامين الشعرية، أما الآخر: فهو المحور الفني، الذي يتجلى في رسوم وتصاوير نسخ مخطوطات الشاهنامه التي تُنسب إلى إيران والهند خلال العصور الإسلامية المختلفة، والمحفوظة في دار الكتب المصرية وكذلك في العديد من مكتبات ومتاحف العالم.
ولعل ندرة الدراسات والأبحاث العربية المتخصصة التي تتناول كتاب الشاهنامه من الناحيتين الأدبية والفنية هو ما دفعني لكتابة هذا البحث، حتى يتسنى لي سد هذا الفراغ في المكتبة العربية.
والله الموفق والمستعان
………………………….

 

إن مضمون الشعر عند المسلمين في بلاد فارس يحمل بوضوح إشارات الوطنية والقومية، في حين أن النمط الشكلي له قد أخذ بصماته من اللغة العربية. وعلى مر السنين وبداخل إطار أوزان الشعر العربي، فإن الفرس قد طوّروا أشكالا أخرى للشعر بحيث تناسب مزاجهم الأدبي. ومن هذه الأشكال ما يسمى بـ “المثنوي” بمعنى مزدوج ونسبة إلى كلمة “مثني”؛ وهذا الشكل يستند على قافية مزدوجة أو ثنائية في البيت الشعري الواحد، وشرطه أن يكون الشطران من روي واحد لا يلتزم في بقية المنظومة، ورغم أن هذا الشكل يتكيف مع العربية إلا أنه مصبوغ في شكل فارسي متميز. وتستخدم المثنويات في الأساس للقصائد الطويلة الملحمية ذات الصبغة القصصية أو التعليمية؛ لأن هذا النوع من المنظومات أطوع ما يكون للشاعر وأعون على امتداد النفس واتساع الأفق، ومن هذه المنظومات: “الشاهنامه” أو “كتاب الملوك” للفردوسي (ت 1020م)، و”المثنوي المعنوي” أو “العروش السبعة” لجلال الدين الرومي (ت 671هـ/ 1273م)، و”پنج گنج” أو “الكنوز الخمسة” لنظامى الگنجوى (ت 613هـ/ 1217م) وتسمى أيضا “خمسة نظامي”، و”هفت اورنگ” أو “العروش السبعة” من نظم الشاعر جامى (ت 865هـ/ 1490م). وأيضا من أشكال الشعر الفارسي المبتكرة هو “غزل”، والغزليات من أحب المنظومات إلى الشعراء الفرس وأوفقها لطبعهم، والغزل منظومة ذات روي واحد لا تقل أبياتها عن سبعة ولا تزيد على خمسة عشر، ويستخدم الغزل عادةً للشعر الغنائي، ولا يختلف عن “القصيدة” إلا من حيث الموضوع وعدد الأبيات، والأصل في موضوعات هذا النوع من المنظومات هو الغزل إلا أنها قد تتناول أحلام الصوفية من خمر وغناء وغيره. ومما يلتزمه شاعر الغزل أن يذكر اسمه الشعري في البيت الأخير أو قبل الأخير وهو ما يعرف عند الفرس والترك بالتخلص أو المخلص، ويختار الشاعر تخلصه من اسمه كالشاعر الفارسي المتخلص بسعدي نسبة إلى الأمير سعد بن زنكي واسمه مشرف الدين مصلح. ومن أهم شعراء هذا النوع من المنظومات الشاعر سعدي (المذكور أعلاه) (ت 691هـ/ 1292م)، والشاعر حافظ الشيرازي (ت 792هـ/ 1390م). وكذلك من هذه الأشكال الشعرية الفارسية المبتكرة هي “الرباعي” أو “دوبيت”، ويتألف من أربعة أشطر فقط (بيتين) فيها الأول والثاني والرابع في الروي ويختلف الثالث، وقد يكون الرباعى عبارة عن بيتين مأخوذين من مطلع “قصيدة” أو “غزل” و يشترط فيه دائما أن يكون على وزن من الأوزان الخاصة المستخرجة من “الهزج” كما يشترط فيه أن يكون وافيا بالغرض الذى أنشىء من أجله. وأهم هذه الرباعيات هي رباعيات الشاعر عمر الخيام.
ولم تكن أبدا الثقافة الفارسية مقيدة بإيران نفسها وما حولها من بلدان، فإن شمال غرب الهند (باكستان الآن) أصبحت مركزا من مراكز الأدب الفارسي الإسلامي منذ بدايات القرن (11م) بجانب دلهي وأجرا. وهذه المناطق بقيت معقل الحياة الثقافية الإسلامية التي امتدت بعد ذلك إلى البنغال في الشرق وإلى الدكن في الجنوب، وبقيت الفارسية اللغة الرسمية للهند الإسلامية حتى عام 1835م عندما استبدلت باللغة الإنجليزية. وقد كُتب بالفارسية أرفع الأعمال الشعرية والنثرية والتاريخية. وهناك أدباء وشعراء فارسيون عظماء، أمثال: حافظ وسعدي وجلال الدين الرومي وعمر الخيام والفردوسي ونظامي وجامي وغيرهم قد ألهموا الكتاب في جميع أنحاء الهند –خاصة في الشمال- بموضوعات الأدب الفارسي، وكذلك الأمر صحيح بالنسبة لأشكال النثر والشعر الفارسي كالغزل والمثنوي والرباعيات.
ولقد اتخذ المغول التيموريون في الهند (1526- 1857م) اللغة الفارسية كلغة رسمية للحكومة والبلاط ولكتاباتهم التاريخية ومراسلاتهم، فليس من المستغرب أن يعتزّوا بالأدب الفارسي، ويجمعوا المخطوطات الفارسية بشغف.
وقد كان قبلهم سلاطين دلهي (1202- 1526م) يرعون التعليم والأدب، وكان الكثير منهم محبّا للأدب العربي والفارسي، وجاء تعلُّم رجالهم من بلاد فارس، وحصلت اللغة الفارسية على تشجيعهم. وكنتيجة لحب واهتمام سلاطين دلهي للكتب والأدب أنشؤوا إستوديوهات أو ورش (المرسم الملكي) في البلاط الملكي لإنتاج الكتب والمخطوطات، حيث يُصنع الورق المصقول وتُكتب النصوص وتُوضع بالرسوم التوضيحية والمنمنمات، ثم تتم عمليات التجليد في جلود رقيقة وزخرفتها، ولم يكن هذا التقليد وهذه الصناعة لم تُأسس بشكل كامل في إيران حتى نهاية القرن الرابع عشر الميلادي، ولكن الحكام المسلمين الجدد في الهند (سلاطين دلهي) قدموا معتقداتهم الخاصة عن الكتب وإنتاجها، فلم يتعاملوا مع أوراق النخيل (السعف) وبدؤوا باستيراد الورق من إيران وغيرها قبل إنشاء مراكز الإنتاج الخاصة بهم.
وإن الأدب الفارسي في الهند قد تطور كثيرا، وقد سعى المغول التيموريون لتعزيز سلطة إمبراطوريتهم بالتفوق اللساني واللغوي، والأهم من ذلك لخلق ثقافة سياسية من شأنها أن تتجاوز وتتفوق على الهويات الدينية الهندية. وأصبحت اللغة الفارسية بالنسبة إليهم وسيلة لتحقيق هذه الغاية، وبالتالي فإن اللغة الفارسية قد نمت لتكون لغة الإمبراطورية ولعبت دور توحيد القوة مما أتاح للدولة المغولية إنشاء نظام موحَّد للحلفاء لتجاوز كل الخلافات الثقافية.

كتاب الشاهنامه

هو كتاب الملوك، ويُعد قصيدة ملحمية عن الملوك القدامى في إيران، ويُعتبر أهم عمل في الأدب الفارسي، وأُنتِجت نسخ مصوَّرة عديدة من الشاهنامة في المراسم الملكية (الورش) للحكام الإيرانيين في أبلطة بخارى وهراه وتبريز وأصفهان وغيرها، خلال العصور المغولية والتيمورية والصفوية، وأيضا القاجارية في إيران، وكذلك أُنتِجت نسخ مصوَّرة منها في المراسم الملكية المغولية في الهند.
وهي ملحمة شعرية فارسية، نظمها الشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي (#)، وهو أكبر شعراء القرن الخامس الهجري/العاشر والحادي عشر الميلاديين. وهذه الملحمة تصوِّر لنا التاريخ الفارسي القديم، وتعطي رؤية تاريخية للعصر الساساني الذي سبق الفتح الإسلامي. وكان عمر الفردوسي عند نظمها يقارب الأربعين سنة، وهي أكبر ملحمة في التاريخ صاغها شاعر واحد، ويبلغ عدد أبياتها نحو (60) ألف بيت، وتتناول قصص أربع أسرٍ فارسية وتاريخها، فهي قرآن القوم، وقد أجمع فصحاء الفرس على أنه ليس في لغتهم أفصح منها، ولا يوجد في اللغة العربية على اتساعها وتشعب فنونها وأغراضها مثل الشاهنامه، وصوَّر فيها الفردوسي وقائع البطولات والانتصارات وأعياد الفرس، كما تتضمن بعض الكلمات العربية لا تتجاوز (430) كلمة. وقد ترجمها الفتح بن علي البنداري إلى اللغة العربية في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، وعبد الوهاب عزام في القرن العشرين الميلادي، وتأثر بالشاهنامه عديد من الأدباء العرب والأوربيين.
وقد كُتبت هذه الملحمة الشعرية بشكل “المثنوي” مع استخدام وزن الشعر المسمى “متقارب” (@)، ومخطوطات هذه القصيدة تختلف في الطول على نطاق واسع، والمحتوى الأطول يصل إلى ستين ألف بيت. وهي بوجه عام تُقسم إلى ثلاثة أقسام غير متساوية؛ القسم الأسطوري الأقصر، والقسم الأسطوري الأكبر، والقسم الشبه تاريخي. ويقتبس الفردوسي من كلٍ من المصادر المكتوبة والمصادر الشفهية، بل يتضح أنه يعتمد اعتمادا كبيرا على المصادر المكتوبة في القسم الشبه تاريخي، ولكن يعتمد على المصادر الشفهية التي تتناقلها ألسنة الناس في القسمين الآخرين. وعلى النقيض من الكتاب المعاصرين للفردوسي فهو قد اهتم بماضي إيران قبل الإسلام، وحاول أن يدمج بين أساطير الخلق الفارسية أو المواد الأسطورية الفارسية مع الروايات القرآنية في التاريخ المبكر للعالم.
وقد قصد الفردوسي متعمدا- كما تدلنا على ذلك المقارنة بين الشاهنامه و بين الشعر المعاصر لها- أن يصوغها في أقدم العبارات و الأساليب، ولا يستطيع أحد أن يدّعي أنها خالية من الألفاظ العربية كما يظن ذلك بعض الناس ممن لا قدرة لهم على التحقيق والتمحيص.
وقد قال بعض المؤلفين إن الشاهنامه هي إلياذة الشرق، وذلك التشبيه غير صحيح من بعض الوجوه، فإن الشاهنامه جديرة أن يكون لها بين أمم الشرق مكانة أرفع من مكانة الإلياذة بين أمم الغرب، ذلك بأن الإلياذة قصة حروب وقعت في معترك ضيق من آسيا الصغرى بين اليونانيين والطرواديين، وهي زهاء ثمانية آلاف بيت، تستمر حوادثها ستة وخمسين يوما. والشاهنامة تقص أحداث ميدانها ما بين الهند والصين إلى البحر المتوسط، وتشمل كل الروايات من تاريخ الأمة الإيرانية وأساطيرها من أقدم عصورها إلى العصر الإسلامي، ويشترك في وقائعها التورانيون (الترك) والعرب والروم والهنود، ولا تُحرم الصين من نصيب فيها، فكل أمم آسيا العظيمة وبعض أمم أوربا تتناولها موضوعات هذا الكتاب العظيم. فقد أوعى الكتاب من التاريخ والأساطير ما هو جدير بعناية المؤرخ الناقد، مؤرخ السياسة أو مؤرخ الأدب والاجتماع، وأيضا مؤرخ الفن؛ لما في نسخها من تصاوير ورسوم تنتمي إلى عهود ومدارس فنية مختلفة.
وقد وصفت الشاهنامه نشوء الحضارة الإيرانية وتطورها، وقصَّت تاريخ الإيرانيين بملوكهم وأبطالهم وكبرائهم في القرون المتطاولة، وأظهرت عما كان بينهم وبين الأمم المجاورة من عداء ومودة وحرب وسلم. فهي المنظومة العجيبة التي تتناول حوادث قرون وأمم كثيرة، لا ينبغي أن تُشَّبه بالإلياذة الضيقة الحدود؛ وينبغي أن تكون عناية الشرقيين بها أعظم من عناية الغربيين بالإلياذة، ولا ريب أن في الشاهنامة أساطير كثيرة، ولكن الأساطير في الأدب أروع من الحقائق. ولا تُنكر دلالة الأساطير على تطور الأمم وعلى كثير من عاداتها وأخلاقها، فأن الأساطير وليدة خيال الأمة وأمانيها، لا يحدها الواقع ولا تضيقها الحقيقة، وكم في أساطير الشاهنامة في العهدين الأول والثاني – عهدي البيشداديين والكيانيين – من حقائق دينية واجتماعية وتاريخية أُلبست ثوب الخيال وحُرفت فيها الوقائع والأسماء. وللشاهنامه ميزة أخرى على الإلياذة وملاحم أخرى كالمهابهاراته والراماينه الهنديتين؛ وهي أنها من عمل شاعر واحد إذا استثنينا الألف بيت التي نظمها الدقيقي (ت 365هـ/975م)، والفردوسي ناظمها شاعر تاريخي معروف لا يشك أحد في وجوده وانه ناظم هذه الملحمة الرائعة، على حين يكثر خلاف المؤرخين في الإلياذة وناظمها، وعلى حين أن المهابهاراته والرماينه الملحمتين الهنديتين من نظم شعراء عديدين بعضهم مجهول، فالشاهنامه سجل تاريخ أمة وأساطيرها منذ أقدم عصورها، وهذا لا يُعرف في منظومة أخرى.
وقد أتم الفردوسي ملحمة الشاهنامه في صورتها الأولى بعد خمس وعشرين سنة من الكدح المتواصل، ثم سافر إلى غزنه في سنة (389هـ/999م) راجيا أن يُهديها إلى السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي (ت 420هـ/ 1030م). ويؤكد لنا أحد شعراء الفرس الأقدمين أنه كان في غزنة أربعمائة شاعر لا يفارقون مجالس السلطان محمود، ولو صح هذا لكان وجود هؤلاء الشعراء عقبة في سبيل الفردوسي، لكنه مع هذا أفلح في استرعاء اهتمام الوزير فجاء بالمخطوط الضخم إلى السلطان. وتقول إحدى الروايات إن محمودا هيأ للشاعر مسكنا مريحا في قصرِه، وأمده بقدر ضخم من المادة التاريخية، وأمره أن يضمها إلى ملحمتهِ. وتجمع كل الروايات التي وصلتنا من هذه القصة على اختلاف صورها أن محمودا وعده أن يعطيه دينارا ذهبيا نظير كل بيت من القصيدة في صورتها الجديدة، وظلَّ الفردوسي يكدح زمنا بلغت بعده القصيدة حوالي عام (1010م) صورتها النهائية، وجيء بها إلى السلطان. وأوشك محمود أن يبعث إلى الفردوسي المبلغ الموعود، ولكن بعض بطانته استكثروا العطاء، وأضافوا إلى هذا قولهم إن الفردوسي زنديق شيعي ومعتزل، فاستمع لهم محمود وبعث للشاعر بستين ألف درهم فضي، فغضب الشاعر وأراد أن يظهر غضبه واحتقاره فقسم المبلغ بين خادم حمام وبائع شراب ثم فر إلى هراة، حيث اختفى ستة أشهر في حانوت بائع كتب، حتى يئس من العثور عليه عمال محمود الذين أمرهم بالقبض عليه. ثم لجأ الفردوسي إلى شهريار أمير شيرزاد في طبرستان، ونظم قصيدة يهجو فيها محمودا هجاء لاذعا، وخشي شهريار غضب السلطان فابتاع القصيدة بمائة ألف درهم وأتلفها. وإذا جاز لنا أن نصدق هذه الأرقام، ونعتقد بصحة تقديرنا إياها بنقود هذه الأيام؛ حكمنا من فورنا أن الشعر كان من أكثر الأعمال إدرارا للربح في فارس في العصور الوسطى. وانتقل الفردوسي بعدئذٍ إلى بغداد وكتب فيها قصة شعرية طويلة هي قصة “يوسف وزليخا”، ثم عاد إلى طوس وكان وقتئذٍ شيخا في السادسة والسبعين من العمر. وبعد عشر سنين من عودتهِ سمع محمود بيتا من الشعر فأعجب بقوة معناه وجزالة لفظه فسأل عن قائلهِ، ولما علم أنه من شعر الفردوسي ندم على أنه لم يكافئه بما وعده بهِ، وأرسل إليه قافلة من الإبل تحمل ما قيمته ستين ألف دينار ومعها رسالة اعتذار منه، ولما دخلت القافلة مدينة طوس التقت فيها بجنازة الفردوسي.
ومع الشاهنامه الفردوسي تأسست المثُل العليا لجميع الأشعار الملحمية اللاحقة، فبعده بقليل جاء جورجاني (ت 244هـ/1050م) ليقدم لنا رائعة الرومانسية على أساس أسطورة من أصول ومصادر قبل الإسلام، ويليه نظامي (ت 613هـ/1217م) الذي ألَّف ما لا يقل عن أربعة ملاحم يغلب عليها الطابع الرومانسي، وبالتالي فقد وضع نموذج لعدد كبير من المؤلفات المماثلة، من بينها أعمال الشاعر أمير خسرو في دلهي (ت 726هـ/ 1325م)، وكذلك أعمال الشاعر جامي (ت 895هـ/ 1490م) والتي حققت شهرة واسعة.
وتحتفظ متاحف ومكتبات العالم بنسخ مصوَّرة عديدة وأوراق مُبعثرة من الشاهنامه من عصور وأماكن مختلفة ومدارس فنية متنوعة من التصوير الإسلامي. فلقد أقبل المصورون والناسخون الإيرانيون بشكل عام على تصوير كتاب الشاهنامه ونَسخه للملوك والسلاطين في إيران على مر العصور الإسلامية منذ الحكم العربي حتى العصر القاجاري.
وتحتفظ دار الكتب المصرية بالقاهرة بست نسخ فارسية من كتاب الشاهنامه جميعها مزوَّقة بالتصاوير الملونة، منها خمسة مخطوطات تكوِّن مجموعة متكاملة حيث أنها تنتمي بحسب أساليبها الفنية إلى المدارس التصويرية التي ازدهرت في إيران خلال العصور الإسلامية، كما أنها تشتمل على تواريخ نسخها كما ورد بخاتمة كل مخطوطة من هذه المخطوطات الخمس لتؤكد نسبتها إلى إيران. أما النسخة السادسة من هذه المخطوطات فتنسب إلى كشمير في الهند، وهي في مجلد وتحتوي على الأجزاء الأربعة لكتاب الشاهنامه، وتحتوي في متنها على (51) صورة كبيرة غير متقنة.
ولقد كانت مخطوطات الشاهنامه الموزعة بين مكتبات ومتاحف العالم ميدانا خصبا للمصورين الإيرانيين وكذلك الهنود في إبراز المواهب الفنية والأساليب الفنية المختلفة للرسم والتصوير، فمن خلال تصاوير مخطوطات الشاهنامه تتضح السمات الفنية المختلفة لمدارس التصوير الإسلامي في إيران والهند كما يلي:

أولا: المدرسة العربية في إيران

إن جميع المخطوطات المؤرخة والمزينة بتصاوير تحمل خصائص ومميزات المدرسة العربية في إيران قد أُنجِزت في العصر المغولي الإيلخاني (653- 756هـ/ 1256- 1355م). وهناك عدة نسخ من مخطوطات الشاهنامه تُنسب تصاويرها إلى أساليب المدرسة العربية في إيران؛ منها نسخة يُرجح مؤرخو الفنون نسبتها إلى شيراز وتم نسخها وتصويرها في سنة (741هـ/ 1340- 1341م) لمكتبة قوام الدولة والدين الحسن وزير فارس، وقد تفرقت تصاوير هذه النسخة بين عدد من المتاحف المجموعات الفنية. وقد وصلتنا نسخ أخرى من الشاهنامه ترجع إلى تاريخ أقدم؛ منها نسخة محفوظة في مكتبة طوبكابي بوسراي في إستانبول مؤرخة في سنة (731هـ/ 1330م)، ونسخها الحسن بن علي بن الحسين البهمني (لوحة 1).
وتتبع تصاوير هذه النسخ الخصائص الفنية للفرع الإيراني من المدرسة العربية حيث توضح متنا فارسيا وتتميز بالبساطة والتسطيح والبعد عن محاكات الطبيعة وخلفية باللون الأحمر ورسوم آدمية ذات سحنة تركية هذا فضلا عن بعض الملامح الصينية.

01

لوحة (1) : بهرام جور يعاقب ازاده لاستصغارها من شأنه. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بمكتبة طوبكابي سراي في إستانبول. نسخه الحسن بن علي بن الحسين البهمني. إيران سنة (731هـ/ 1331م).
عن : حسن الباشا، التصوير الإسلامي في العصور الوسطى، شكل (90).

ثانيا: المدرسة المغولية

لم تصلنا مخطوطات كثيرة مصورة بحسب المدرسة المغولية، ويرجع ذلك إلى منافسة المدرسة العربية التي استمرت طوال العصر المغولي نفسه، والتي تعتبر مدرسة وطنية، ومن جهة أخرى يرجع ذلك إلى قصر مدة حكم المغول لإيران (653- 756هـ/ 1256- 1355م)، وانشغال سلاطين المغول وأمرائهم ورجال دولتهم بالحروب والفتن؛ مما أدى إلى قلة اهتمامهم برعاية الفن وتشجيع الفنانين.
وأهم مخطوطة مصورة من الشاهنامه تُنسب مجموعة من تصاويرها إلى أساليب المدرسة المغولية في تبريز هي الشاهنامه التي تُعرف باسم “ديموت” وهو أحد تجار العاديات قبل أن توزع صورها التي تبلغ حوالي خمس وخمسين صورة ملونة بين بعض المجموعات الفنية والمتاحف العالمية، ويعتبر هذا المخطوط أقدم نسخة مصورة من الشاهنامه حيث يُرجح أنها نُسخت في سنة (720هـ/ 1320م). وقد رُسمت تصاويرها على مساحة كبيرة من الصفحات وأحيانا تمتد بحيث تحتل مساحة الصفحة كاملة (لوحة 2). وفي وقت لاحق وخصوصا خلال عهد أسرة “آل جلائر” في تبريز تم إضافة مجموعة أخرى من التصاوير في هذا المخطوط؛ حيث يرى بعض العلماء أنها من عمل المصور “الأستاذ شمس الدين” الذي تعلم فنه في عصر السلطان شيخ معز الدين أويس الجلائري (757- 776هـ/ 1356- 1374م).
وتتبع المجموعة الأولى (الأقدم) من تصاوير هذا المخطوط الخصائص الفنية للمدرسة المغولية في التصوير الاسلامي حيث استمرار أساليب المدرسة العربية كمدرسة وطنية محلية كانت سائدة في العصر السلجوقي (ق 5- 7هـ/ 11- 13م) كما في أساليب رسم بعض عناصر الصور، وظهور الأساليب الفنية الصينية بوضوح والتي كانت من القوة بحيث غيرت الطابع العام للصوة وذلك عن طريق تقسيمها إلى مقدمة تمثل الأرض ومؤخرة تمثل السماء مما أضفى على الصورة شيئا من العمق (لوحة 2)، وكذلك رسوم السحب التي يُطلق عليها اسم “تشي”، وأيضا السحن ذات الملامح الصينية للأشخاص، ورسوم الثياب بالأخص رسم أغطية الرؤوس المتنوعة من خوذات وعمائم وقلانس يلبسها الرجال ومن قلانس يزين بعضها ريش طويل تلبسها النساء.
ومن هذه الخصائص أيضا الاهتمام بالعناصر الأساسية في الصورة كرسوم الأشخاص والحيوانات وذلك بمراعات النسب ودقة رسم الأعضاء، هذا علاوة على تمثيل المناظر الطبيعية والميل إلى الواقع في رسم الأشجار والنباتات والزهور.

02

لوحة (2): الإسكندر يقتل وحيد القرن (الكركدن). صورة من مخطوط الشاهنامه المعروفة باسم “ديموت”. محفوظة في متحف الفنون الجميلة ببوسطون. إيران (تبريز) سنة (720هـ/ 1320م).
عن : أبو الحمد فرغلي، التصوير الإسلامي، لوحة (72)

ثالثا: المدرسة المظفرية والجلائرية

يوجد بعض نسخ من مخطوط الشاهنامه تُنسب إلى المدرسة المظفرية منها نسخة تمت كتابتها في شيراز على يد مسعود بن منصور بن أحمد في سنة (772هـ/ 1371م)، وهي محفوظة في مكتبة طوبكابي بوسراي بإستانبول، وتشتمل على (12) صورة ملونة من أحجام مختلفة. وهناك نسخة أخرى تحتفظ بها دار الكتب المصرية تحت رقم (73 تاريخ فارسي) تغلفها جلدة لا تنتمي إلى زمن المخطوط، وتشتمل هذه النسخة على 321 ورقة وحوالي 67 صورة ملونة، ونسخها لطف الله بن يحي في شيراز سنة (769هـ/ 1394م) (لوحة 3).
وتتبع تصاوير هاتين المخطوطتين الخصائص الفنية للتصوير تحت رعاية المظفريين (718- 796هـ/ 1318- 1394م) حيث انحسار المؤخرة التي أصبحت ذات أهمية ثانوية وفي بعض الصور تختفي تماماً نتيجة اتساع المقدمة، وتوزيع الرسوم في الصورة بطريقة مرتبة ومنسقة دون مراعاة قواعد المنظور ولكن بأسلوب عين الطائر فأصبحت الصورة مسطحة، والاهتمام بالشخص الرئيسي في الصورة الذي يُرسم في مركز الصورة غالبا بحجم كبير نسبيا بدون مراعاة للنسب التشريحية للجسم الإنساني وتحيط به رسوم الأشخاص الثانوية، وتُرسم وجوه الأشخاص بشكل بيضاوي محور والعيون منحرفة بعض الشيء والرأس ترتكز على رقبة طويلة، وبوجه عام يُلاحظ الصغر والرشاقة في أجسام الأشخاص وإن كان يسودها بعض الجمود. هذا وتُرسم الحيوانات بأسلوب قريب من الواقع وبخاصة في رسوم الخيل (لوحة 3).
ومن هذه الخصائص أيضا التنوع في رسم الأزياء كما كانت في المدرسة المغولية، مع ملاحظة حرص المصور على استخدام العمامة البيضاوية ذات الذؤابة كغطاء رأس للرجال وبخاصة الشخص الرئيسي في الصورة. وتُرسم العمائر المختلفة بأسلوب اصطلاحي بسيط، عذا علاوة على الميل إلى الطابع الزخرفي في رسم النباتات والمناظر الطبيعية. وفي بعض الصور يُلاحظ تقسيم الأرضية إلى مستويات عن طريق خطوط متعرجة تمتد بانحراف بين جانبي الصورة، وهذا الاسلوب يعتبر من مبتكرات مدرسة شيراز في عصر المظفريين وكان له شديد الأثر في المدرسة التيمورية بعد ذلك، وكذلك رسم الصخور بأسلوب محور اسفنجي الشكل وفي بعض الأحيان تظهر بعضها على هيئة الحيوان.

03

لوحة (3) : كيو بن كودرز وهو يأسر خسرو بن سياوش. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (73 تاريخ فارسي). نسخه لطف الله بن يحي. إيران (شيراز) سنة (769هـ/ 1394م)

أما مخطوطات الشاهنامه التي تُنسب إلى المدرسة الجلائرية؛ فمنها المجموعة الثانية (المضافة لاحقا) من تصاوير شاهنامه “ديموت” السابق ذكرها، والتي تنسب إلى تبريز في عصر الجلائريين (740- 835هـ/ 1339- 1432م)، ويرى بعض العلماء أن هذه التصاوير من عمل المصور “شمس الدين” أستاذ المصور “جنيد نقاش سلطاني”.
وتتبع هذه التصاوير الخصائص الفنية للتصوير تحت رعاية الجلائريين حيث قلة عدد الرسوم الآدمية في معظم الصور، وتميل رسوم الأشخاص إلى القصر وتبدو صغيرة بالنسبة للبيئة المحيطة سواء كانت منظرا طبيعيا أو خلفية معمارية، والملامح قريبة من الملامح المغولية. واتساع المقدمة مع انحسار المؤخرة حيث تملأ الأرضية مساحة الصورة كاملة تقريبا لتصبح مسرح الأحداث ويحددها بالأعلى خط الأفق المرتفع فيمكن رؤية الأرض من فوق حسب منظور عين الطائر. ويسود التصاوير بوجه عام الطابع الزخرفي ويتضح ذلك في الرسوم النباتية والطبيعية وكذلك في رسوم الأزياء، هذا علاوة على الألوان الزاهية البراقة.
وتعتبر المدرسة الجلائرية في فن تزويق المخطوطات بالصور حجر الزاوية في تطور فن التصوير الإسلامي في إيران بجانب المدرسة المظفرية في شيراز ومن ثم كانت أصول المدرسة التيمورية وقواعدها قد تطورت وازدهرت من خلال هاتين المدرستين لتزدهر المدرسة التيمورية في عهدي: إسكندر سلطان وإبراهيم سلطان حفيدي تيمورلنك في شيراز، وكذلك في عهدي: السلطان بايسنقر والسلطان حسين ميرزا بايقرا في هراه، ليظهر تحت رعاية السلطان حسين ميرزا الأستاذ “كمال الدين بهزاد” المصور الإيراني الكبير.

رابعا: المدرسة التيمورية

لقد جعل سلاطين آل تيمور من بلاطهم ملجأ لمشاهير الأدباء والفنانين والمصورين من كل المدن الايرانية التي كانت مراكز فنية مزدهرة، مثل: شيراز وتبريز وغيرهما بالإضافة إلى بغداد، فوصل الفن الإسلامي في إيران إلى أوج ازدهاره خلال القرن (9هـ/ 15م)، وازدهرت مدارس ومراكز في فن التصوير الإسلامي في كل من: سمرقند وبخارى وهراه و شيراز وتبريز، ونالت فنون الكتاب الكثير من العناية والرعاية وبخاصة في عهد الأمير بايسنقر بن شاه رخ والسلطان حسين ميرزا بايقرا. وهناك عدة نسخ من مخطوط الشاهنامه تُنسب تصاويرها إلى المدرسة التيمورية في شيراز وهراه؛ منها نسخة تنسب إلى شيراز في عهد الأمير إبراهيم سلطان بن شاه رخ حفيد تيمورلنك في النصف الأول من القرن (9هـ/ 15م)، محفوظ في المكتبة البودلية في أكسفورد، وتشتمل على حوالي سبع وأربعين صورة ملونة. ومنها أيضا نسخة تُنسب إلى شيراز محفوظة في المكتبة الأهلية بباريس ومؤرخة في سنة (847هـ/ 1444م)، وتشتمل على سبعة عشر صورة ملونة. وهناك أيضا نسخة محفوظة بمتحف قصر جلستان في طهران نسخها الخطاط الذائع الصيت في البلاط التيموري “جعفر البايسنقري” في هراه سنة (833هـ/ 1430م) لمكتبة الأمير بايسنقر بن شاه رخ، وتشتمل على مجموعة من الصفعات المزينة بالزخارف الجميلة المذهبة وعلى عشرين صورة ملونة. هذا وتحتفظ دار الكتب المصرية بنسخة أخرى من الشاهنامه تحت رقم (59 تاريخ فارسي)، وتنسب إلى هراه في العصر التيموري في سنة (844هـ/ 1441م)، وكُتب متنها بخط النستعليق الجيد على يد محمد السمرقندي، وتشتمل على حوالي مائة وخمس وستين صورة ملونة تختلف في قيمتها الفنية نتيجة تعرض معظمها للإزالة والتشوية أو إعادة النقش ولكن العديد من هذه الصور ما تزال محفوظة حفظا جيدا (لوحة 4).
وتتبع تصاوير هذه النسخ الخصائص والأساليب الفنية للمدرسة التيمورية التي سادت في إيران خلال عصر التيموريين (771- 912هـ/ 1370- 1507م)؛ حيث استمر أسلوب اتساع المقدمة التي تمثل الأرضية على حساب المؤخرة التي تمثل السماء أو الأفق، وظلَّ استخدام خط الأفق المرتفع ليتيح الفرصة لشغل أرضية الصورة أو مسرح الأحداث بالرسوم الآدمية والحيوانية أو برسم المنظر الطبيعي، وأيضا استمر استخدام منظور عين الطائر. وقد استطاع مصورا المدرسة التيمورية إتقان ما حققه مصورا المدرسة الجلائرية من محاولة ايجاد ملائمة في النسبة بين الرسوم الآدمية والبيئة المحيطة (لوحة 4).
هذا ويغلب على صور العصر التيموري ظاهرة التسطيح مما أفقدها مظهر العمق وجاءت رسومها غير مجسمة نتيجة إهمال استخدام أسلوب الظل والنور. ويتضح المهارة في توزيع الأشخاص وتشكيل المجموعات وإن كانت جامدة بعض الشيء، وحاول المصورون كسر هذا الجمود عن طريق استخدام الحركات والإشارات بالأيدي ولفتات الرؤوس وأوضاعهم في الصورة عن طريق الوقوف أو الجلوس أو الركوع مما يضفي على رسوم الأشخاص بعض الحركة والحيوية (لوحة 4).
ومن هذه الخصائص أيضاً الشغف برسم المناظر الطبيعية، واستمرار رسم الخلفيات المعمارية بأسلوب اصطلاحي مع الثراء الزخرفي، هذا علاوة على جمال الألوان المتنوعة مثل الأحمر والبرتقالي والأزرق اللازردي بدراجاته والأخضر بدرجاته والأصفر والبنفسجي والبني والوردي والأبيض وكذلك اللون الذهبي.

04

لوحة (4) : خسرو يرقب شيرين وهي تستحم. صورة من مخطوط الشاهنامة المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (59 تاريخ فارسي). نسخه محمد السمرقندي. إيران (هراة) سنة (844هـ/ 1441م)

خامسا: المدرسة التركمانية

تُنسب إلى المدرسة التركمانية في شيراز وتبريز تصاوير بعض النسخ من مخطوط الشاهنامه؛ منها نسخة محفوظة في المتحف البريطاني بلندن مؤرخة في سنة (891هـ/ 1486م)، ونسخة أخرى محفوظة في المكتبة البودلية بأكسفورد مؤرخة في سنة (899هـ/ 1494م)، هذا وتعتبر تصاوير نسخة مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (60 تاريخ فارسي) من أهم نماذج التصوير في عصر سلاطين التركمان بإيران، وهي أسرة الآق قيونلو (أصحاب الشاة البيضاء) (857- 907هـ/ 1453- 1502م)، وهذه النسخة مؤرخة في سنة (905هـ/ 1500م) (لوحة 5).
وتتبع تصاوير هذه النسخ الخصائص والأساليب الفنية المميزة للمدرسة التركمانية في التصوير الإسلامي؛ حيث الاعتماد على الخصائص والمميزات الفنية التي كانت سائدة في العصر التيموري ثم تطورت على أيدي التركمان منذ النصف الثاني من القرن (9هـ/ 15م) وحتى مطلع القرن (10هـ/ 16م) لتساهم هذه المدرسة بأساليبها الفنية بعد ذلك في بداية المدرسة الصفوية. وجاءت رسوم الأشخاص قصيرة وممتلئة الجسم والرأس كبيرة الحجم، وغطاء الرأس للرجال عبارة عن عمامة مستديرة متعددة الطيات وبيضاء اللون قد تزينها وريدات أو براعم كبيرة أو بعض الأحجار الكريمة، أما غطاء الرأس للنساء فعبارة عن منديل دائري معقود من الخلف وقد يكون ممسوكا بقطعة أخرى من النسيج الأبيض الخفيف كحجاب فوق الأكتاف، وهو نفس غطاء رأس السيدات في صور المدرسة التيمورية في هراه خلال عهد الأمير بايسنقر.
ومن هذه الخصائص أيضا التنوع في رسم الخلفيات؛ فمنها خلفيات معمارية متقنة دقيقة ذات تفاصيل زخرفية نباتية وهندسية وكتابية كما كانت في المدرسة التيمورية في هراه، ومنها خلفيات طبيعية تُرسم بطريقتين أحدهما عبارة عن لون ساطع يُفرش على أرضية الصورة وتتخلله حزم من الأعشاب والشجيرات وتنتهي برسوم صخور اسفنجية الشكل حيث خط الأفق (لوحة 5)، والطريقة الأخرى عبارة عن لون أخضر فاتح في الغالب ولا تنتهي برسوم خط الأفق الصخري. وذلك بالإضافة إلى استخدام الألوان الزاهية مثل الأزرق والأحمر والأخضر والأصفر والذهبي والتي تُوزع على رسوم الصورة في تناسق وانسجام، كما اُستخدِمت في الصور ألوان هادئة، وبخاصة البنفسجي الفاتح والأبيض ودرجات من الأخضر والأزرق.

05

لوحة (5) : معركة بين بطلين من أبطال ملوك الفرس. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (60 تاريخ فارسي). إيران سنة (905هـ/ 1500م)

سادسا: المدرسة الصفوية الأولى والثانية

لقد بلغ فن التصوير الإسلامي أوج ازدهاره وتطوره تحت رعاية الأمراء والملوك الصفويين بإيران (907- 1145هـ/ 1501- 1732م)، وتضاعفت أعداد المصورين والفنانين ومعظمهم وقَّع باسمه على إنتاجه الفني، ولم يقتصر هذا الازدهار الفني على عواصم الصفويين الثلاثة حيث البلاط الملكي، وهي: تبريز وقزوين وأصفهان، وإنما ازدهر في مدن أخرى، مثل: مشهد وشيراز وبخارى؛ مما يبرهن على ما وصلت إليه المدرسة الصفوية من ازدهار وانتشار في إيران وقتذاك.
هذا وينقسم التصوير الصفوي إلى مدرستين أو مرحلتين؛ أولهما: المدرسة الصفوية الأولى، وتختص بالتصوير الصفوي حتى نهاية عهد الشاه طهماسب (ت 984هـ/ 1576م)، وثانيهما: المدرسة الصفوية الثانية، وتختص بالتصوير الصفوي في عهد الشاه عباس الأكبر (الأول) وما بعده حتى نهاية العصر الصفوي (996- 1145هـ/ 1588- 1732م).
وهناك عدة نسخ من مخطوط الشاهنامه تُنسب تصاويرها إلى المدرسة الصفوية الأولي والثانية؛ أهمها الشاهنامه التي تم انتاجها تحت رعاية الشاه طهماسب (930- 984هـ/ 1524- 1576م) في تبريز حوالي سنة (1524- 1530م) وتُنسب تصاويرها إلى المدرسة الصفوية الأولي (لوحة 6)، ومحفوظة في متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك، وتُعرف باسم “شاهنامه طهماسب”، وتُعرف أيضاً بسم “هوتون” وهو آخر مالك لها بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد اشترك في إنجاز هذا المخطوط معظم مشاهير المصورين في بلاط الشاه طهماسب، أمثال: مير سيد علي وأقاميرك ومير مصور وميرزا علي ومظفر علي وعبد العزيز وسلطان محمد وقاسم علي وشيخ محمد ودوست محمد.
وتتبع تصاوير هذا المخطوط الخصائص والأساليب الفنية للمدرسة الصفوية الأولى حيث الحرص الشديد من قِبل المصور نحو الإتقان؛ مما أدى إلى التكامل بين العناصر الفنية في الصورة التي طغى عليها الأسلوب الواقعي وإن كانت تنزع إلى المشاهد الساكنة، وتمتاز رسوم الأشخاص بقصر القامة والأجسام الممتلئة ذات الوجوه المستديرة، وترتدي ثياب فاخرة من معاطف الديباج والقطيفة المزركشة ذات الوسط المميز، وغطاء الرأس للرجال عبارة عن عمامة عالية متعددة الطيات تصل إلى اثنى عشر طية وتلتف حول قلنسوة وتنتهي من أعلى بعصى صغيرة حمراء، والمعروف أن مذهب الأثنى عشرية الشيعي كان هو المذهب الرسمي للدولة الصفوية (لوحة 6).
ومن هذه الخصائص أيضا تميز الصور برسوم خلفيات معمارية دقيقة ومتقنة وتعتبر محصلة نهائية للتطور الطبيعي لرسوم العمائر في المدرستين التيمورية والتركمانية ومن قبلهما الجلائرية، وكذلك تتميز بالمناظر الطبيعة الدقيقة والمتقنة كالأشجار والنباتات والزهور والصخور والأنهار التي تجري في حركة لولبية، وكذلك السماء التي لا تخلو من رسوم السحاب الصيني “تشي” ولكنه رسم بدقة وإتقان (لوحة 6)، وهذه العناصر الفنية سبق وأن قطعت شوطا كبيرا في التطور على أيدي المصورين الإيرانيين في العصر التيموري. وتمتاز هذه الصور أيضا باختيار أجود أنواع الأصباغ والألوان، مع الإفراط في استخدام اللون الذهبي والألوان الزاهية.

لوحة (6) : رستم قائد جيش الفرس يأسر سرجه بن أفرسياب ملك التورانيين. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بمتحف المتروبوليتان في نيويورك تحت رقم ((1970.301.31. إيران (تبريز) سنة (1525- 1530). من عمل المصور قاسم علي.

لوحة (6) : رستم قائد جيش الفرس يأسر سرجه بن أفرسياب ملك التورانيين. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بمتحف المتروبوليتان في نيويورك تحت رقم ((1970.301.31. إيران (تبريز) سنة (1525- 1530). من عمل المصور قاسم علي.

 

ومن أهم نسخ الشاهنامه التي تنسب تصاويرها إلى المدرسة الصفوية الثانية هي الشاهنامه المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (53 تاريخ فارسي)، والتي نُسخت في أصفهان في عهد الشاه عباس الثاني (1052- 1077هـ/ 1652- 1666م) على يد الناسخ “صفي قلي بن الفرهاد” في سنة (1066هـ/ 1656م)، ويحتوي هذا المخطوط على اثنى عشرة صورة بالألوان، ويغلب الظن أن صوره تنتمي من حيث الأسلوب الفني إلى أسلوب الفنان “معين مصور” (لوحة 7).

وتتبع تصاوير هذا المخطوط الخصائص والأساليب الفنية للمدرسة الصفوية الثانية، حيث قلَّ عدد الأشخاص المرسومة في الصورة، وأصبحت ذات وجوه قمرية وقدود هيفاء وممشوقة القوام ذات رشاقة كأشجار السرو (لوحة 7)، وتُرسم في مواقف متكلَّفة، وكثيرا ما يصعب التفرقة بين الفتى والفتاة، وفي نفس الوقت ازداد الاتجاه نحو توضيح ملامح الأشخاص وتمييزها في كل شخصية، وهو اتجاه نحو الفردية وتجسيد الشخصية؛ مما أدى إلى ظهور وانتشار الصور الشخصية في بعض الأحيان للحكام والأمراء. وقد وصلت أزياء الأشخاص إلى أعلى مراحل تطورها، فكانت ملابس المرأة حسية جدّا، وتتكون أحيانا من طبقتين أو ثلاث: الداخلي منها عبارة عن قميص مشقوق من عند الصدر وكان يزرر من أسفل العنق ويشق طوليا ليفتح من أسفل الصدر ليظهر جزء من البطن عاريا حتى السرة، ويعلوه معطف فاخر ينتهي أحيانا بفرو عند الرقبة، وأحيانا تغطي رأسها بعباءة أو غطاء رأس طويل يتدلى من خلف الظهر. هذا ونستطيع أن نميز ملابس الرجال في النصف الأول من القرن (11هـ/ 17م) بأنه مكون من جزئين في الغالب؛ الداخلي يغطي الصدر حتى أسفل العنق والخارجي عبارة عن معطف ذو لون هادئ له حزام مشدود حول الوسط وبه أزرار أحيانا، وذلك مع تنوع أشكال العمائم للرجال بحسب الفترة الزمنية وبحسب الشخصية المرسومة أو بحسب الاثنين معا، وقد مالت أشكال العمائم بوجه عام مع منتصف القرن (11هـ/ 16م) إلى الحجم الصغير ويضاف إليها أحيانا ريشة في الوسط، كما انتشرت القبعات المصنوعة من جلود الأغنام.
ومن هذه الخصائص أيضا رسوم الخلفيات المعمارية والطبيعية الدقيقة والمتقنة والتي تعبر عن البيئة الإيرانية، هذا مع تفضيل الألوان الهادئة بشكل عام. وبالإضافة إلى ذلك ظهور التأثير الأوربي على فن التصوير الصفوي بوضوح والذي بدأ بشكل حقيقي منذ عهد الشاه عباس الأكبر (996- 1038هـ/ 1588- 1629م)، ويتجلى هذا التأثير الأوربي في محاكات الطبيعة ومحاولة اتباع قواعد المنظور وخصوصاً في الصور المستقلة والصور الجدارية، وهذا التأثير الأوربي لم يكن خيراً كله على فن التصوير الصفوي حيث فقد كثيراً من مميزاته الفنية وأُصيب بشيء من الضعف بالمقارنة بطراز المدرسة الصفوية الأولى، وخصوصا منذ عهد الشاه عباس الثاني (1052- 1077هـ/ 1652- 1666م) حيث البعد عن تصوير المخطوطات والاهتمام بالصور المستقلة.

لوحة (7) : لقاء بين خسرو وشيرين. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (53 تاريخ فارسي). نسخه صفي قلي بن الفرهاد. إيران (أصفهان) سنة (1066هـ/ 1656م)

لوحة (7) : لقاء بين خسرو وشيرين. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (53 تاريخ فارسي). نسخه صفي قلي بن الفرهاد. إيران (أصفهان) سنة (1066هـ/ 1656م)

 

سابعا: المدرسة القاجارية

هناك عدد قليل من المخطوطات المزينة بالتصاوير والمنسوبة إلى المدرسة القاجارية في إيران، وهذا يعود إلى توغل التأثيرات الأوربية على فن التصوير القاجاري الذي بدأ منذ المرحلة الثانية في فن التصوير الصفوي، حيث انتقل فن المنمنمات من توضيح وتزويق المخطوطات إلى زخرفة التحف الفنية الأخرى، مثل: المعادن والمنسوجات والأدوات المصنوعة من الورق المقوى الذي صُنعت منه علب المرايا والمقالم وورق اللعب والدروع وغيرها من الأدوات المزخرفة بصور المنمنمات.
ويُنسب إلى العصر القاجاري (1193- 1343هـ/ 1779- 1925م) نسخة مصورة من مخطوط الشاهنامه محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (71 تاريخ فارسي طلعت) ومؤرخة في سنة (1233هـ/ 1818م)، وكتبت على يد الخطاط “محمد بن ميرزا فيروز قوجي”، ويصل عدد أوراقها إلى 251 ورقة، وتحتوي على 89 صورة تشغل جزءًا من صفحات النص المكتوب، وهي من أعمال فناني الأقاليم وليست من إنتاج المراسم أو الورش الملكية أو تحت رعاية أحد الوجهاء. وكانت مثل هذه المخطوطات تأتي من مراسم الأقاليم لتعرض للبيع في أسواق المدن الكبرى وخصوصا في العاصمة أصفهان التي ندر بها إنتاج المخطوطات المزوقة في هذا العصر (لوحة 8).
وتتميز الأساليب الفنية للمدرسة القاجارية بسيادة الطابع الإيراني والذي يتضح في رسوم السحن الآدمية التي تتميز بملامح محددة؛ منها العيون المنسحبة التي يعلوها حاجبان كثيفان، والشارب غليظ وأسود، والسوالف كثيفة وكذلك اللحية التي تتصل بها إن وجدت، ويظهر الطابع الإيراني أيضا في الملابس، فهي إيرانية بالرغم من وجود بعض التأثيرات الأوربية في تصميمها؛ فتكون ملابس الرجال عبارة عن قباء أو قفطان تحته قميص، بجانب غطاء الرأس الذي تنوع بين العمامة والطرطور والطاقية والتاج.
وهذا علاوة على التمثيل الواقعي بوجه عام حيث نجد المصور قد تحرر من القيود القديمة، مثل: تصوير الرسوم بطريقة اصطلاحية، ورسم النبات رسما محوّرا، والاهتمام بالشخص الرئيسي في الصورة، وبدأ يصور الأشخاص بشكل واقعي، والاهتمام برسم المناظر الطبيعية برغم كونها مناظر ثانوية بالنسبة لموضوعات الصور، فرسم الأشجار والتلال والأنهار والعمائر بطريقة أقرب إلى الواقع مع محاولة اتباع قواعد المنظور والبعد الثالث، وتتمثل هذه الواقعية أصدق تمثيل في عدم وجود الخط في التصوير بعكس ما كان في مدارس التصوير الإيرانية السابقة، وهذه الأساليب من التأثيرات الأوربية على التصوير القاجاري، والتي تتجلى بوجه خاص في التصوير على القطع الفنية المختلفة وعلى التصوير الجداري، أما في تصوير المخطوطات (لوحة 8) فقد استمرت الأساليب الفنية القديمة التي سادت في مدارس التصوير الإيرانية السابقة حيث الميل إلى الزخرفة والاعتماد على الخط في الرسم والتصوير، ورسم معظم العناصر بطريقة اصطلاحية، وذلك مع كبر حجم الأشخاص والاهتمام بالأشخاص الرئيسية في الصورة على حساب التابعين، وانحسار التأثير الأوربي في بعض رسوم الخلفيات الطبيعية والمعمارية، وهذا مع توضيح دراجات الألوان وتوزيعها في الصورة.

لوحة ((8) : صورة تمثل معركة. من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (71 تاريخ فارسي طلعت). نسخه محمد بن ميرزا فيروز قوجي. إيران سنة (1233هـ/ 1818م)

لوحة (8) : صورة تمثل معركة. من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (71 تاريخ فارسي طلعت). نسخه محمد بن ميرزا فيروز قوجي. إيران سنة (1233هـ/ 1818م)

ثامنا: المدرسة المغولية الهندية

لقد مر التصوير المغولي الهندي الملكي في آجرا ودلهي ولاهور بخمس مراحل أساسية من ناحية الأسلوب الفني؛ فمنذ عهد “همايون” وخلال النصف الأول من عهد “أكبر” –في الربع الثالث من القرن (16م)- كان يغلب عليه الأسلوب الفارسي (الإيراني) المميز للمدرسة الصفوية الأولى، حيث كان التصميم ثنائي الأبعاد واستخدام منظور عين الطائر وتتكون الصورة في الغالب من مستويين، أحدهما يحتل المساحة العظمى من التصويرة ويبدأ من المقدمة حتى يقترب من أعلى التصويرة، وغالبا يتكون هذا المستوى من أكثر من جزء، أما المستوى الثاني فيحتل مساحة صغيرة بأعلى التصويرة ويتمثل في الخلفية التي تعبر عن السماء والأفق، وقد يكون باللون الذهبي، وكانت الصورة بوجه عام تتكون من عدة عناصر مرسومة بدقة ومهارة عالية وتجمع بين الأساليب الهندية الراجبوتية والفارسية الصفوية. ويطلق بعض الباحثين على هذا النمط المبكر من التصوير المغولي الهندي اسم الأسلوب “الهندوفارسي” والذي نشأ على يد اثنين من كبار مصوري الفرس وهما مير سيد علي وخواجة عبد الصمد. أما المرحلة الثانية فتتبلور خلال النصف الثاني من عهد “أكبر” –في الربع الأخير من القرن (16م)- حيث بدأت التأثيرات الأوربية تظهر بوضوح وتتضح في التركيز على المذهب الطبيعي واتباع قواعد المنظور وظهور التصميم الثلاثي الأبعاد، وأصبحت الصورة تتكون من عدة مستويات وتتباين في أجزائها ومكوناتها، بالإضافة إلى رسم عناصرها المختلفة بأساليب دقيقة وخطوط لينة وألوان تميل إلى الواقع وتبدو زاهية في بعض الصور، وهذا علاوة على استخدام تقنية التظليل، وبذلك استطاع مصورو المرسم الإمبراطوري خلال عهد “أكبر” أن يبلورا الأسلوب النهائي المميز للتصوير المغولي الهندي وهو عبارة عن توليفة مُحكمة بين الأسلوب الفني المحلي (الراجبوتي) والأساليب الفنية الوافدة (الفارسية والأوربية).
أما المرحلة الثالثة فقد ظهرت في عهديّ جهانجير وشاه جهان (القرن 17م)، حيث أصبح التصوير المغولي الهندي الملكي على درجة من التقنية والواقعية غير مسبوقة في التصوير الإسلامي، فقد وصلت التأثيرات الأوربية إلى أقصى مداها في التصوير المغولي الهندي خلال تلك الفترة، وأصبح تصميم الصورة يأخذ منحنى واقعي لدرجة تكاد تصل إلى دقة الصور الفوتوغرافية وخصوصا في صور الألبومات. وبشكل عام من خلال تصاوير المخطوطات والألبومات استمر التصميم الثلاثي الأبعاد واستخدام قواعد المنظور والتجسيد بحرفية عالية، وكذلك الدقة والبراعة في رسم العناصر المختلفة للصورة مع الميل نحو استخدام الألوان الهادئة. أما المرحلة الرابعة فقد ظهرت خلال عهد الإمبراطور “اورنجزيب” الذي أبطل الرعاية الملكية للفنون بشكل عام وقام بإغلاق المراسم الملكية وتسريح المصورين منها؛ مما أسفر عن تدهور التصوير المغولي الهندي، ومنذ ذلك الحين بدأت التقنية العالية المميزة للطراز الملكي في التصوير المغولي الهندي بالتراجع والاختفاء رويدا رويدا حتى اختفت تماما فيما بين عهدي “أورنجزيب” و “شاه محمد”. ويتميز التصوير المغولي الهندي الذي تم إنتاجه بقوة الدفع تحت الرعاية الملكية من عهد أورنجزيب بالميل نحو الصرامة والقسوة ويفتقد إلى المرونة نوعاً ما، بالإضافة إلى شيوع ظاهرة التماثل بين تكوينات الصورة وبعض عناصرها مع التنسيق الدقيق بين هذه العناصر، وهذا رغم استمرار بعض الأساليب الملكية السابقة كالتصميم الثلاثي الأبعاد واستخدام التظليل واسلوب الظل والنور والدقة في رسم العناصر مع الميل إلى الألوان الهادئة.
أما المرحلة الخامسة من التصوير المغولي الملكي فقد ظهرت منذ النصف الثاني من عهد أورنجزيب حتى نهاية الحكم المغولي للهند خلال القرنين (18- 19م)، وتتسم هذه المرحلة من تاريخ المغول في الهند بالضعف والاضمحلال السياسي، حيث اختفت التقنية والأساليب الملكية المميزة للتصوير المغولي الهندي الملكي وأصبح تصويراً محلياً في طابعه، ويتميز بأساليب التصميم البسيطة والغير واقعية على النمط الفارسي كمثل التصميم الثنائي الأبعاد ومنظور عين الطائر مع محاولة إبراز العمق بواسطة تقسيم الصورة إلى مستويات، وتغلب النزعة الشكلية على معظم العناصر المرسومة مع الميل نحو تنسيقها وترتيبها على الشكل الذي ساد في عهد أورنجزيب، بالإضافة إلى صغر حجم الأشخاص بوجه عام، والتنوع الكبير في الألوان.
هذا ونلاحظ أن الطابع الفارسي كان أكثر وضوحا وتأثيرا من خلال صور المخطوطات في أقصى شمال شبه القارة الهندية كما في لاهور وكشمير حيث التصميم الثنائي الأبعاد الذي يتكون من أرضية ممتدة تحتل المساحة العظمى من التصويرة وتنتهي بشكل مقوَّس بالأعلى وتظهر من خلفها السماء أو الأفق، كما كان سائدا في التصوير الإسلامي منذ عصر الجلائريين.
وهناك عدة نسخ من مخطوط الشاهنامه تُنسب تصاويرها إلى الهند في العصر المغولي (932- 1274هـ/ 1526- 1858م)؛ منها مخطوط الشاهنامه المحفوظ في متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك تحت رقم (68.215.29)، وتُنسب تصاويره إلى كشمير ومؤرخ في (أواخر القرن 19م- أوائل القرن 20م) (لوحة 9). وهناك نسخة أخرى من الشاهنامه محفوظة في دار الكتب المصرية تحت رقم (18 تاريخ فارسي)، وتعود إلى كشمير في القرن (13هـ/ 19م) (لوحة 10).
وتعتبر تصاوير هاتين النسختين نموذج هام من نماذج المرحلة الخامسة من التصوير المغولي الهندي في شمال شبه القارة الهندية والذي ظهر خصوصا في كشمير خلال القرن (19م) (لوحات 9، 10)، ويعتبر هذا النموذج تصويرا محليا، ويتميز بخصائص وأساليب يغلب عليها النزعة الشكلية والتصميم البسيط الذي يعتمد على منظور عين الطائر، بالإضافة إلى صغر حجم الأشخاص، مع محاولة لإبراز العمق بتقسيم الصورة إلى مستويات، وسيادة الطابع الإيراني كما يظهر في رسوم سحن معظم الأشخاص وكذلك في ملابسهم، والأرضية غالبا صخرية ممتدة ذات جبال وتلال وتنحصر السماء الزرقاء بأعلى الصورة. وأيضا تتميز صور مخطوطات كشمير بالإسراف في استخدام الألوان الزاهية من البرتقالي والأحمر والأصفر.

لوحة (9) : استقبال منوجهر لسام ونجله زال. صورة من مخطوط الشاهنامه. محفوظة في متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك تحت رقم (68.215.29). الهند (كشمير)، أواخر القرن 19م- أوائل القرن 20م عن : تامر مندور، تصاوير الاستقبالات والسفارات في التصوير المغولي الهندي (دكتوراه)، لوحة (90)

لوحة (9) : استقبال منوجهر لسام ونجله زال. صورة من مخطوط الشاهنامه. محفوظة في متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك تحت رقم (68.215.29). الهند (كشمير)، أواخر القرن 19م- أوائل القرن 20م
عن : تامر مندور، تصاوير الاستقبالات والسفارات في التصوير المغولي الهندي (دكتوراه)، لوحة (90)

 

لوحة (10) : كيومرث (جيومرت) يستقبل ابنه ويوجهه لتدمير الديفاس. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (18 تاريخ فارسي). الهند (كشمير)، القرن (13هـ/ 19م) عن : تامر مندور، تصاوير الاستقبالات والسفارات في التصوير المغولي الهندي (دكتوراه)، لوحة (92)

لوحة (10) : كيومرث (جيومرت) يستقبل ابنه ويوجهه لتدمير الديفاس. صورة من مخطوط الشاهنامه المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (18 تاريخ فارسي). الهند (كشمير)، القرن (13هـ/ 19م)
عن : تامر مندور، تصاوير الاستقبالات والسفارات في التصوير المغولي الهندي (دكتوراه)، لوحة (92)

 

الخاتمة والخلاصة

يُعتبر كتاب الشاهنامه (كتاب الملوك) مثالا هاما لإبراز العلاقة بين الأدب والتاريخ والفن؛ فقد جاءت موضوعات المتن تتحدث عن تاريخ الإيرانيين (الفرس) القدماء منذ نشوء الحضارة الإيرانية حتى العصر الساساني السابق للفتح الإسلامي، حيث اعتمد الفردوسي على المصادر المكتوبة والمصادر الشفهية لتحصيل هذه الموضوعات التاريخية التي صاغها في قالب شعري ملحمي فارسي مميز ومبتكر يُعرف بـ”المثنوي”، إذ يعتبر العلماء كتاب الشاهنامه من الملاحم الأدبية الشعرية التي تحمل معلومات تاريخية واجتماعية تم إلباسها ثوب الخيال والأسطورة مع تغيير بعض الأماكن والأسماء. وتشتهر العديد من نسخ هذه الملحمة بوجود تصاوير ومنمنمات تتخلل متنها لتفسير بعض النصوص والأحداث التاريخية مع تحقيق الغرض الرئيسي منها وهو الحصول على المتعة والمؤانسة أثناء القراءة والاطلاع، والتي تمكننا من التعرف على ألوان الحياة الاجتماعية لمختلف طبقات المجتمع المسلم في حواضر إيران والهند آنذاك؛ وذلك من خلال رسوم العناصر المختلفة في الصور كالأزياء والمفروشات والأدوات المتعددة وغيرها.
وبذلك فإن كتاب الشاهنامه بمحتواه الشعري وما يتخلل نسخه المتعددة من تصاوير يعبر عن علاقة التكامل والتناغم بين الأدب والفن. هذا علاوة على كونه مرآة للمجتمع المسلم في إيران والهند خلال العصور الوسطى.
ويُعد كتاب الشاهنامه من أهم الأعمال الأدبية التي أقبل الفنانون على تصويرها وتزينها بالمنمنمات تحت رعاية الملوك والسلاطين والأمراء والوجهاء في إيران خلال العصور الإسلامية منذ العصر المغولي الإيلخاني ومروراً بالعصور الجلائرية والمظفرية والتيمورية والتركمانية والصفوية حتى العصر القاجاري، وكذلك في الهند خلال العصر المغولي (التيموري). ولذلك تعتبر نُسَخ مخطوطات الشاهنامه المصورة –المحفوظة بدار الكتب المصرية وفي المتاحف والمكتبات والمجموعات الفنية في العالم- من أهم المخطوطات التي يتضمن متنها تصاوير توضح الأساليب والخصائص الفنية لمدارس التصوير الإسلامي في إيران، وأيضا بعض أساليب المدرسة المغولية في الهند، وكذلك توضح بدقة كيفية تطور هذه الأساليب الفنية من مدرسة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر ومن مكان إلى آخر بتوجيه من الحكام والرعاة مع ابتكار وبراعة المصورين في إرضاء رغبات هؤلاء الرعاة من خلال صياغة الأساليب الفنية المحلية مع التأثيرات الفنية الوافدة في قالب فني مميز.
وبذلك فيمكننا القول أن تصاوير مخطوطات الشاهنامه وحدها تكفي لتحديد ورصد المميزات الفنية الأساسية لمدارس التصوير الإسلامي في إيران والهند خلال العصور الإسلامية، وتحديد الاختلافات الفنية بين هذه المدارس وكيفية الانتقال والتطور في تصميم الصور ورسم عناصرها المختلفة بين مدرسة إلى أخرى ومركز فني إلى آخر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاهنامه

الشاهنامه
(بالفارسيةشاهنامه)‏  تعديل قيمة خاصية (P1476) في ويكي بيانات
Shahnameh3-1.jpg

منمنمة تصور المعركة بين نوذر وأفراسياب‬‎  تعديل قيمة خاصية (P18) في ويكي بيانات


المؤلف أبو قاسم الفردوسي  تعديل قيمة خاصية (P50) في ويكي بيانات
تاريخ النشر 1000  تعديل قيمة خاصية (P577) في ويكي بيانات
النوع الأدبي ملحمة،  وأدب ملحمي  تعديل قيمة خاصية (P136) في ويكي بيانات
ويكي مصدر  شاهنامه  – ويكي مصدر

الشاهنامه ملحمة فارسية ضخمة تقع في نحو ستين ألف بيت، من تصنيف أبو قاسم الفردوسي المتوفى 329 هـ ، و«تُعتبر أعظم أثر أدبي فارسي في جميع العصور».[1]

نظمها الفردوسي للسلطان محمود الغزنوي مصوراً فيها تاريخ الفرس منذ العهود الأسطورية حتى زمن الفتح الإسلامي وسقوط الدولة الساسانية منتصف القرن السابع للميلاد. نقلها إلى العربية، نثراً، الفتح بن عليّ البُنداري المتوفى 643 هـ.

تعريف

كان نوح بن منصور الساماني، وهو من أمراء بنو سامان التي كانت تحكم ما وراء النهر، أول من اقترح نظم الشاهنامه، وبدأ الشاعر أبو منصور الدقيقي بنظمها لكنه قتل فأتمها الفردوسي، بعد إشارة من السلطان محمود الغزنوي.[2] وقيل أنه سلخ في نظمها خمساً وثلاثين سنة.[1]

النظم في أقسامها الأولى محشوة بالخرافات، حافلة بالخوارق. أما في أقسامها الأخيرة التي يستعرض فيها الفردوسي تاريخ ملوك الفرس منذ عهد أردشير مؤسس الدولة الساسانية؛ فإن الأحداث والأخبار التاريخية تقترب من الحقيقة، وتعتمد التوثيق، وتتقيد بالتسلسل الزمني.[3]

يقول المستشرق بروكلمن في كتابه «تاريخ الشعوب الإسلامية»: «والواقع أننا نقع في الشاهنامة على روح الأسلوب الملحمي الفارسي في قمة اكتماله، وأنها تتكشف برغم نمطيتها ورتابتها عن عبقرية شعرية رائعة».[4]

الترجمة العربية

أمر الملك المعظم بن الملك العادل الأيوبي، أمر الفتح بن علي البنداري الأصفهاني بترجمة الشاهنامه إلى اللغة العربية، فنقلها نثرا بين جمادى الأولى سنة 620 هـ وأتم الترجمة في شوال 621 هـ ، وهي الترجمة العربية الوحيدة للشاهنامه.[5] حققه المصري عبد الوهاب عزام على خمس مخطوطات واحدة في برلين، وأخرى في كمبرج ، ونسختين في طوب قبوسراي ، والخامسة في مكتبة كوبرلي، وأعتمد نسخة برلين الأصل، كونها أتم النسخ. وطبعت في مجلدين بالقاهرة سنة 1350 هـ.[6]

ترجم البنداري الشاهنامه ترجمة شبه كاملة في أسلوب غير متكلف، وبيانه في جٌملته، ليس مسفا ولا عاليا. ويقول المحقق عبد الوهاب عزام أن البنداري يّسر الترجمة «وأوجزها فقرّب له حوادث الكتاب. وأحسب أن القارئ العربي، بهذه الترجمة، أقدر على الإحاطة بقصص الشاهنامه من القارئ الفارسي».[7]

الطبعات

نشر المستشرق يوليوس فون مول نص «الشاهنامه» للفردوسي في ست مجلدات (باريس، 1838 – 1866 م) ثم نشر باربييه دي مينار مجلداً سابعاً في 1878 م. ثم ترجم مول «الشاهنامه» إلى الفرنسية، في ست مجلدات من الحجم الصغير وزود هذه الترجمة بمقدمات و تعليقات وفيرة.[8] وقد وصف عزام هذه الطبعة بأنها «أعظم طبعة للشاهنامه عرفت في العالم كله»
.

نقدم لكم حقائق مثيرة للاهتمام حول حياة الشاعر العظيم# فلاديمير_ ماياكوفسكي. و#ليليا_ بريك..

حقائق مثيرة للاهتمام من حياة ماياكوفسكي

حقائق مثيرة للاهتمام حول حياة ماياكوفسكي. ماياكوفسكي وليليا بريك

من كان فلاديمير ماياكوفسكي؟ عبقري أم شاعر بسيط؟ عن هذا الشاعر العظيم في العصر الفضي معروف كثيرًا ، لكن في نفس الوقت ، يكاد يكون من المستحيل قول أي شيء عنه. كان وسيظل لغزا ، حتى بالنسبة لمعجبين خالصين من عمله. أما بالنسبة لسيرته الذاتية ، فلا توجد أماكن فارغة فيها ، ولكن المخزن الروحي وشخصية الشاعر مغطاة بالغموض. لفهم آراء ومشاعر هذا الفنان العظيم من الكلمة على الأقل ، من الضروري تعلم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام من حياة ماياكوفسكي.

سيرة موجزة

ولد فلاديمير فلاديميروفيتش ماياكوفسكي في 7 يوليو1893 في مقاطعة كوتايسي ، قرية بغداد. كان كلا الوالدين ينحدران مباشرة من Zaporozhye Cossacks. كان والد الشاعر الكبير – فلاديمير كونستانتينوفيتش – نبيلاً وراثيًا ، لكنه عمل كحارس. الأم ، بافلنكو AA ، كانت تعمل في تنشئة الأطفال ، باستثناء فلاديمير ، كان هناك طفلان آخران في الأسرة.

تعلم

في الفترة من 1902 إلى 1906 ، درس الشاعر في المستقبل في صالة الألعاب الرياضية في كوتايسي ، حيث تمكن على الأرجح من التعرف على المثقفين الديمقراطيين الليبراليين. في عام 1905 ، شارك حتى في مظاهرة كبيرة للشباب الروسي والجورجي.

حقائق مثيرة للاهتمام حول حياة ماياكوفسكيتؤكد أن والده توفي بالفعل من طعنة إبرة ، مما أدى إلى تسمم الدم. بعد وفاة رأس العائلة ، انتقلت عائلة ماياكوفسكي إلى موسكو في عام 1906.

كان الشرط المادي معقدًا نوعًا مالذلك في عام 1908 تم طرد فلاديمير ماياكوفسكي من صالة الألعاب الرياضية في موسكو ، حيث أن والدته لم تكن تملك وسيلة لدفع تكاليف التعليم الإضافي. ومع ذلك ، وبفضل موهبته للفنون الجميلة ، تم قبوله للدراسة في مدرسة ستروغانوف. ولكن حتى هنا لم تكن دراسة الشاعر المستقبلي تتم بسلاسة بسبب آرائه السياسية.

أحكام السجن

في عام 1908 ، العديد من الحقائق من حياة ماياكوفسكي ،المتعلقة بمعتقداته السياسية ، أدى إلى حقيقة أنه سجن. كان اعتقال الشاعر سببه التحريض الثوري الذي قام به بين ممثلي الطبقة العاملة. لكن لم تكن هذه هي المرة الأخيرة ، بعد سجن ماياكوفسكي مرتين أخريين. بعد الاستنتاج التالي ، الذي عقد في سجن Butyrskaya ، انتهت ، توقف ماياكوفسكي القيام بدور نشط في عمل الحزب.

فلاديمير ماياكوفسكي
على الرغم من تعقيد الوضع في ذلك الوقتماياكوفسكي ، خلال هذه الفترة ، تشكلت آراؤه السياسية أخيراً ، وتعلم مواقف الماركسية والبلاشفة حول الصراع الطبقي. على الأرجح ، كانت آراء الشاعر الشاب رومانسية جزئياً ، ولم يكن يدرك تماماً كل ما كان يحدث في الساحة السياسية في ذلك الوقت ، لكنه في ذلك الوقت قرر أن يحاول على قناع “الزعيم”. ثم كانت هناك بعض الحقائق المثيرة للاهتمام من حياة ماياكوفسكي ، لأنه هنا بدأ في كتابة أولى آياته ، والتي تم اختيارها فيما بعد من قبل وزراء السجن.

ليليا بريك في حياة الشاعر

في حياة ماياكوفسكي ، احتلت ليليا بريك مكانا خاصا. كانت ملتهه ، حبيبته ، أيقونه. مثل أي مبتكر ، كان لدى الشاعر وملهمه علاقة معقدة للغاية.

كان مثلث الحب في ماياكوفسكي والبريكسهراء ، حتى في موسكو في عشرينيات القرن العشرين ، والتي في ذلك الوقت بالكاد يمكن أن تتباهى بنقاوة العلاقات الشخصية. لم يخف ماياكوفسكي وليليا بريك مشاعرهما على الإطلاق ، والأكثر إثارة للدهشة ، أوزيب بريك ، زوج ليلي القانوني ، لم يكن أيضا ضد هذه الحالة.

ماياكوفسكي وليليا بريك
ساعد Muza ماياكوفسكي في خلق جديدةتعمل ، لأنها كانت هي التي تمكنت من فهم ما يحتاجه الشاعر من أجل خلقه ، وكان بحاجة إلى المعاناة والحزن. لا يمكن القول أن بريك كانت صادقة في مشاعرها للشاعر ، ولكن حقيقة أنه أثر على عمله لا يمكن ذكرها.

تاتيانا ياكوفليفا

لعبت دورا هاما في حياة ماياكوفسكي من قبل آخرامرأة ، كانت مهاجرة روسية تاتيانا ياكوفليفا ، التي كانت تعيش في باريس. على الرغم من حقيقة أنها رفضت الشاعر الكبير ، إلا أنه قام بعمل رومانسي بشكل لا يصدق. وضع ماياكوفسكي كمية مثيرة للإعجاب على حساب محل لبيع الزهور بشرط واحد ، بحيث عدة مرات في الأسبوع جلبت ياكوفليف الزهور “من ماياكوفسكي”.

الزهور من ماياكوفسكي
حتى بعد وفاة الشاعر ، استمر حكمهتأتي الزهور التي خلال الحرب أنقذها من الجوع حتى الموت. على الرغم من حقيقة أن الشاعر و Yakovlev يرتبط العلاقات الرومانسية ، فإنه لم يثبت ، أنه لا يزال يكرس أكثر من قصيدة واحدة لها.

حقائق مثيرة للاهتمام حول حياة ماياكوفسكي

  • عدد قليل جدا من الناس يعرفون ، ولكن الشاعر الكبير كان سخيا للغاية وكثيرا ما أعطى المال للمسنين. هو نفسه وجد المسنين ودعمهم مالياً ، راغبين في البقاء مجهولين.
  • عمل ماياكوفسكي بجد لإيجاد القافية الأنسب والأكثر ملاءمة ، والتي تناسب القصائد في جميع النواحي. يستطيع المشي 15-20 كم حتى يجد بالضبط ما يحتاجه.
  • ملحوظة هي القصة التي ترتبطالشاعر مع الفنان الشهير ريبين. خلال اجتماعهم الأول ، فوجئ الرسام بكعكة ماياكوفسكي ، وقدم لهم رسم صورته. عندما عاد ماياكوفسكي إلى “ريبين” ، كان مندهشاً للغاية ، لأنه بمجرد أن نزع الشاعر غطاء رأسه ، رأى الرسام أنه الآن تم حلق تجعيد شعر الكستناء “إلى الصفر”.

حقائق من حياة ماياكوفسكي

  • ماياكوفسكي وليلى بريك ، التي كانت علاقتهماالمعقدة إلى الحد ، في جوهرها ، كانت ترادفية ممتازة من الخالق والملل. خلقت عائلة Briks و Mayakovsky السويدية ظروف مواتية ، ليس فقط للاتصال مع ليلى. في حياة الشاعر شارك وأوزيب بريك شخصيا. لقد صحح علامات الترقيم والتهجئة في شعر المبدع العبقري. ترتبط هذه العلاقات الغريبة من قبل هؤلاء الأشخاص الثلاثة.
  • كان ماياكوفسكي الذي أصبح خالق الشهير”سلم”. من وجهة نظر الكاتب ، كانت هذه خدعة واضحة ، لأنه في ذلك الوقت تم دفع شعراء لعدد الخطوط في الآيات المكتوبة ، و “سلم” أدى إلى حقيقة أنه تلقى 2-3 مرات أكثر من زملائه في المحل.

لقد مرت سنوات عديدة منذ وفاة الشاعر الكبير ، ولا يزال يتذكره ، لا يزال يدرس في المدارس ، ونقلت قصائده لسيدات القلوب من قبل الشباب المحبة ، لا يزال على قيد الحياة في قلوب المعجبين به. الإبداع ، الذي يدعو إلى النشاط النشط ، والإبداع ، الذي يريد المرء أن يحل ، هو بالضبط مثل هذا الشعر الذي أنشأه شاعر لامع سيتذكره القرون.

تعرفوا على مسيرة الكاتب الروسي العظيم #ليو_ تولستوي..

سيرة أسد سميك

سيرة ليو تولستوي – الكاتب الروسي العظيم

هل تعرفين ليو تولستوي؟سيرة قصيرة ومليئة من هذا الكاتب تدرس بالتفصيل في أيام المدرسة. ومع ذلك ، مثل الأعمال الرائعة. أول رابطة لكل شخص يسمع اسم كاتب مشهور هي رواية “الحرب والسلام”. لم يجرؤ الجميع على التغلب على الكسل وقراءته. وعبثا جدا. لقد اكتسب هذا العمل شهرة عالمية. هذا كلاسيكي يجب أن يقرأه كل شخص متعلم. ولكن عن كل شيء في النظام.

السيرة الذاتية ليو تولستوي يروي ذلكولد في القرن التاسع عشر ، أي في عام 1828. اسم الكاتب في المستقبل هو أقدم الأرستقراطية في روسيا. حصل ليو نيكولايفيتش على واجبه المنزلي. عندما توفي والديه ، انتقل مع أخته وثلاثة أشقاء إلى مدينة كازان. أصبح P. Yushkova حارس ولي تولستوي. في سن ال 16 دخل إلى جامعة محلية. درس أولا في الفلسفية ، ومن ثم في كلية الحقوق. لكن الجامعة لم تكمل تولستوي. استقر في تركة ياسنايا بوليانا – حيث ولد.السيرة الذاتية ليو تولستوي يقول ذلكأصبحت السنوات الأربع التالية بالنسبة له سنوات من البحث. في البداية أعاد تنظيم حياة التركة ، ثم ذهب إلى موسكو ، حيث انتظر الحياة العلمانية. حصل على درجة مرشح القانون في جامعة سانت بطرسبورغ ، ومن ثم حصل على وظيفة – أصبح كاتبًا في النائب النبيل للجمعية في تولا.

سيرة الأسد سميكة قصيرة
سيرة ليو تولستوي يصف رحلته إلىالقوقاز في ١٨٥١. هناك حارب حتى مع الشيشان. تم وصف حلقات هذه الحرب تحديدًا في قصص وروايات مختلفة للقوزاق. ثم اجتاز ليو الامتحان للمتدرب ، ليكون ضابطا في المستقبل. وبالفعل في هذه المرتبة عام 1854 خدم تولستوي في جيش الدانوب الذي كان يعمل في تلك الأيام ضد الأتراك.الإبداع الأدبي بدأ ليف نيكولافيتشعلى محمل الجد للتعامل مع خلال رحلة إلى القوقاز. كتبت قصته “الطفولة” هناك ، ثم نشرت في مجلة “المعاصرة”. في نفس الطبعة ظهرت فيما بعد قصة “المراهقة”.

حارب الأسد في سيفاستوبول خلال القرمحرب. هناك أظهر عدم الخوف الحقيقي ، والمشاركة في الدفاع عن المدينة تحت الحصار. لهذا تم منحه وسام “For Bravery”. رسم الكاتب الصورة الدموية للحرب في “قصص سيفاستوبول”. لقد ترك هذا العمل انطباعًا لا يمحى في المجتمع الروسي بأكمله.

سيرة الأسد سميكة حقائق مثيرة للاهتمام
منذ 1855 عاش تولستوي في سان بطرسبرج.هناك كان في كثير من الأحيان التواصل مع Chernyshevsky ، Turgenev ، Ostrovsky وغيرها من الشخصيات الأسطورية. بعد عام تقاعد. ثم سافر الكاتب ، وفتح مدرسة لأبناء الفلاحين في مسقط رأسه ، وحتى أجرى دروس هناك نفسه. وبمساعدته ، تم افتتاح عشرين مدرسة أخرى في مكان قريب. ثم جاءت الرحلة الثانية للخارج. الأعمال التي خلدت اسم الكاتب للعالم كله خلقته في السبعينيات. هذا ، بالطبع ، “آنا كارنينا” ورواية “الحرب والسلام” وصف في بداية المقال.السيرة الذاتية ليو تولستوي يقول انه تزوج في عام 1862. مع زوجته ، قام لاحقاً بتربية تسعة أطفال. انتقلت العائلة إلى العاصمة في عام 1880.

ليو تولستوي (سيرة ذاتية مثيرة للاهتمام حول هذا الموضوعيعلم أن السنوات الأخيرة من حياته أنفقت ، مزقتها المؤامرات المتنازعة في الأسرة بسبب الميراث ، والتي ستبقى بعده. في سن ال 82 ، يترك الكاتب الحوزة ويذهب في رحلة ، بعيدا عن طريقة الحياة اللوردية. لكن صحته كانت ضعيفة جدا لهذا. على الطريق ، اشتعلت البرد وتوفي. دفن ، بالطبع ، في وطنه – في ياسنايا بوليانا.

مسيرة الأديب السوري#نزار_ قباني..دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد عام 1923م وتوفي 1998م ..من أسرة عربية دمشقية عريقة..إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. ..ومحرك البحث جوجل يوم إحتفل بميلاد نزار قباني عام 2016م..

نزار قباني

حزن نزار قباني , اجمل كلمات شاعر المراة صور حزينه

نزار قباني
Nizar qabbani 01.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 21 مارس 1923[1][2][3]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
دمشق[4]  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 30 أبريل 1998 (75 سنة)[1][2][3]  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
لندن[5]  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
سبب الوفاة نوبة قلبية  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
الجنسية سوري
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة دمشق  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة شاعر،  ودبلوماسي[6]،  وكاتب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية[7]،  والإنجليزية،  والفرنسية،  والإسبانية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
المواقع
الموقع nizarq.com
 مؤلف:نزار قباني  – ويكي مصدر
P literature.svg بوابة الأدب

نزار بن توفيق القباني (1342 – 1419 هـ / 1923 – 1998 م)[8] دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة.[9][10][11] إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 إنخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء” وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات”،[12] وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني” وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما “القصيدة الدمشقية” و”يا ست الدنيا يا بيروت”. أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب “النكسة” مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه “شاعر الحب والمرأة” لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.[12]—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ إنتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”.[12] عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة “متى يعلنون وفاة العرب؟”، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.[13]

حياته

حياته المبكرة

نزار قباني طفلًا في عام 1935.

نزار قباني في مصيف بلودان 1936.

نزار قباني مع أفراد عائلته 1948.

ولد نزار في دمشق القديمة في حيّ “مئذنة الشحم” في 21 مارس/آذار عام 1923 وشبّ وترعرع في بيتٍ دمشقيّ تقليديّ لأُسرَةٍ عربيَّة دمشقيَّة عريقة.[14][15][16][17][18][19][20][21][22][23][24][a] وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله.[26] يقول في مذكراته أيضًا، أنه خلال طفولته كان يحبّ الرسم ولذلك “وجد نفسه بين الخامسة والثانية عشرة من عمره غارقًا في بحر من الألوان”،[26] وقد ذكر أن سِرّ مَحبّته للجمال والألوان واللون الأخضر بالذات أنه في منزلهم الدمشقي كان لديهم أغلب أصناف الزروع الشاميّة من زنبق وريحان وياسمين ونعناع ونارنج.[27] وكأي فتىً في هذا السنّ، ما بين سن الخامسة عشر والسادسة عشر احتار كثيرًا ماذا يفعل، فبدأ بكونه خطّاطًا تتلمذ على يد خطّاط يدويّ ثم اتّجه للرسم وما زال يَعشقُ الرسم حتّى أن له ديوانًا أسماهُ الرسم بالكلمات. ومن ثم شُغف بالموسيقى، وتعلّم على يد أستاذ خاصٍ العزفَ والتلحين على آلة العود، لكنّ الدراسة خاصة خلال المرحلة الثانوية، جعلته يعكف عنها. ثُمّ رسا بالنهاية على الشعر،[27] وراح يحفظ أشعار عمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وطرفة ابن العبد، وقيس بن الملوح، متتلمذًا على يدِ الشاعر خليل مردم بِك وقد علّمه أصول النحو والصرف والبديع.[28]

خلال طفولته انتحرت شقيقته وصال، بعد أن أجبرها أهلها على الزواج من رجل لم تكن تحبّه، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه، وربَّما ساعد في صياغة فلسفته العشقيّة لاحقًا ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها.[28] ولم يكشف عن حقيقة هذه الحادثة باكرًا بل قال أنها توفيت بمرض القلب، إلا أن كوليت خوري كشفت قصة الإنتحار،[29] وهو ما ثبت لاحقًا في مذكراته الخاصة، إذ كتب: “إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره”. يصف نزار حادثة الإنتحار بقوله: “صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي… كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة”.[28] كما ارتبط بعلاقة قوية مع أمه.[30]

عام 1939 كان نزار في رحلة مدرسية بحريّة إلى روما، حين كتب أول أبياته الشعريّة متغزلًا بالأمواج والأسماك التي تسبح فيها، وله من العمر حينها 16 عامًا، ويعتبر تاريخ 15 أغسطس 1939 تاريخًا لميلاد نزار الشعري، كما يقول متابعوه.[26] وفي عام 1941 التحق نزار بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وتخرّج منها في عام 1945. ونشر خلال دراسته الحقوق أولى دواوينه الشعريّة وهو ديوان “قالت لي السمراء” حيث قام بطبعه على نفقته الخاصة، وقد أثارت قصائد ديوانه الأول، جدلًا في الأوساط التعليمية في الجامعة[26] وقد كتبَ له مُقدّمة الديوان منير العجلاني الذي أحبّ القصائد ووافق عليها. وقد ذاع صيته بعد نشر الديوان كشاعر إباحي.[28] وفي تعليقه حول صدور ديوانه الأوّل كتب:

نزار قباني

“قالت لي السمراء” حين صدوره أحدث وجعًا عميقًا في جسد المدينة التي ترفض أن تعترف بجسدها أو بأحلامها … لقد هاجموني بشراسة وحش مطعون، وكان لحمي يومئذ طريًا.

نزار قباني

نزار قباني عام 1944 وهو العام الذي أصدر به ديوانه الأول “قالت لي السمراء”.

.

عمله

تخرج نزار عام 1945 من كليّة الحقوق بجامعة دمشق  والتحق بوزارة الخارجية السوريّة، وفي العام نفسه عُيّن في السفارة السوريّة في مصر وله من العمر 22 عامًا.[31] ولمّا كان العمل الدبلوماسي من شروطه التنقّل لا الاستقرار، فلم تطل إقامة نزار في القاهرة، فانتقل منها إلى عواصم أخرى مختلفة، فقد عُيّن في عام 1952 سفيرًا لسوريا في المملكة المتحدة لمدة سنتين واتقن خلالها اللغة الإنكليزية ثم عُيّن سفيرًا في أنقرة، ومن ثمّ في عام 1958 عيّن سفيرًا لسوريا في الصين لمدة عامين. وفي عام 1962 عيّن سفيرًا لسوريا في مدريد لمدة 4 سنوات. إلى أن استقرَّ في لبنان بعد أن أعلن تفرغه للشعر في عام 1966, حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم «منشورات نزار قباني».[32] بدأ نزار قباني بشكل بارز بكتابة الشعر العمودي ثم انتقل بعدها إلى شعر التفعيلة، حيث ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. تناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة، إذ تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. ومن ثمّ تحوّل نحو الشعر السياسي بعد نكسة حرب 1967، وأصدر عدة قصائد لاذعة ضد الحكومات والأنظمة العربية عمومًا وضد حكم البعث في سوريا ومنها «هوامش على دفاتر النكسة»، و«عنترة» و«يوميات سياف عربي».

عائلته

تنحدرُ عائلة القبّاني من أسرة عربيّة حجازية ترجع بنسبها إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين، ثم انتقلت إلى جهة العراق فأقام أجدادها فيها، وفي عهد الحروب الصليبية أقبل بعضهم إلى سوريا، ثم تشعّبوا في بلاد الشام.[33] والده هو توفيق القبّاني يملك مصنع لإنتاج الحلويات والمُلبّس،[27] كما شاركَ في المُقاومةِ الوطنيّة ضد الانتداب الفرنسيّ، وكان منزله مكانًا لاجتماع أقطابِ المُعارضة الوطنيّة في العشرينيات من القرن المُنصرم.[28] وجدّه هو أبو خليل القباني الرائد المسرحي الشهير الذي أدخل فنّ المسرح إلى الأدب العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.[28] ولدى نزار شقيقتين هما: وصال وهيفاء قباني. وثلاث أشّقاء هم: معتز ورشيد وصباح قباني الذي ترأس هيئة الإذاعة والتلفزيون السوريّة في ستينيات القرن العشرين، ثُمّ سفيرًا لسوريا في الولايات المتحدة. والدته فايزة آقبيق من أصلٍ تُركي، وكان نزار متعلقًا بها كثيرًا، ويُقال أنها ظلت ترضعه من صدرها حتى بلغ السابعة من عمره، وتطعمه الطعام بيدها حتى بلغ الثالثة عشرة من عمره، حتى قالوا عنه إنه يعاني من عقدة أوديب.[30] وكتب لها قصائدًا كثيرة يدمج فيها بين حنينه لدمشق مهده الأول وحنينه لأمه. وقصائده عن أمّه في ديوانه الرسم بالكلمات  خير دليل على شغف الطفل بصورة الأم التي ألهمته في نصوصه.

تزوج نزار مرّتين، زوجته الأولى كانت ابنة خاله زهراء آقبيق وأنجب منها هدباء وتوفيق. وقد توفيّ توفيق عام 1973 وكان طالبًا بكلية طب جامعة القاهرة في السنة الخامسة، والذي ترك الأثر الكبير في حياته، وقد نعاه نزار بقصيدة “الأمير الخرافي توفيق قباني” وتوفيّت زوجته الأولى في 2007.[32] وكان زواجه الثاني من امرأة عراقيّة الأصل تُدعى بلقيس الراوي التقى بها في أمسية شعريّة في بغداد. ولكنها لقيت حتفها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في حادث انتحاري استهدف السفارة العراقيّة في بيروت حيث كانت تعمل عام 1982.[32] وقد رثاها نزار بقصيدته الشهيرة بلقيس التي قال فيها أن الجميع كان لهم دورٌ بقتلها، وقد أنجب منها ابنيه عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها.

آخر سنواته ووفاته

بعد مقتل زوجته بلقيس، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر في النهاية في لندن حيث قضى الخمسة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينيات ومنها «متى يعلنون وفاة العرب؟» و«المهرولون».

في عام 1997 كان قباني يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي في 30 أبريل 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن.[26] بسبب ازمة قلبية. في وصيته والتي كان قد كتبها عندما كان في المشفى في لندن أوصى بأن يتم دفنه في دمشق التي وصفها في وصيته:

«الرحم الذي علمني الشعر, الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين»

تم دفن قباني في دمشق بعد أربعة أيام حيث دفن في باب الصغير بعد جنازة حاشدة شارك فيها مختلف أطياف المجتمع السوري إلى جانب فنانين ومثقفين سوريين وعرب.[34]. ولقد كتبت عن جنازته الدكتورة ناديا خوست ما يلي :

… وكانت طائرة خاصة سورية أرسلها الرئيس السوري قد نقلت جثمانه من لندن إلى دمشق. فخطف الدمشقيون تابوته، وحملوه على الأكتاف في موكب شعبي لم تشهد دمشق مثله إلا يوم تشييع رجل الاستقلال فخري البارودي مؤلف الأناشيد التي تناقلتها الشعوب العربية. حمله الناس إلى الجامع الأموي…وصلوا عليه، ثم حملوه على أكتافهم إلى المقبرة. قطعوا دمشق من شمالها إلى جنوبها مشيا.

مديح وذكراه

قال النقاد عن نزار أنه “مدرسة شعرية” و”حالة اجتماعية وظاهرة ثقافية” وأسماهُ حسين بن حمزة “رئيس جمهورية الشعر”.[35] كما لقبّه “أحد آباء القصيدة اليومية”: إذ قرّب الشعر من عامة الناس.[35] الأديب المصري أحمد عبد المعطي حجازي وصف نزار بكونه “شاعر حقيقي له لغته الخاصة، إلى جانب كونه جريئًا في لغته واختيار موضوعاته”، لكنه انتقد هذه الجرأة “التي وصلت في المرحلة الأخيرة من قصائده “لما يشبه السباب”.[36] الشاعر علي منصور قال أن نزار قد حفر اسمه في الذاكرة الجماعيّة وأنه شكل حالة لدى الجمهور “حتى يمكن إعتباره عمر بن أبي ربيعة في العصر الحديث”.[36] وعن شعره السياسي قال حسين بن حمزة: ” أذاق العرب صنوفًا من التقريظ جامعًا بين جلد الذات وجلد الحكام، في طريقة ناجعة للتنفيس عن الغضب والألم”.[35]

له أيضًا دور بارز في تحديث مواضيع الشعر العربي (الحديث)”إذ ترأس طقوس الندب السياسي واللقاء الأول مع المحرمات”،[37] وكذلك لغته “إذ كان نزار مع الحداثة الشعرية، وكتب بلغة أقرب إلى الصحافة تصدم المتعوّد على المجازات الذهنية الكبرى. وقد ألقت حداثته بظلال كثيفة على كل من كتب الشعر، وذلك لكون قصائد نزار سريعة الإنتشار”.[37]

من ناحية أخرى، كانت قصيدته «خبز وحشيش وقمر» سببًا بجدال ضخم انتشر في دمشق ووصل تحت قبة البرلمان، نتيجة اعتراض بعض رجال الدين عليه ومطالبتهم بقتله،[38] فما كان منه إلا أن أعاد نشرها خارج سوريا، رغم ذلك فقد قررت محافظة دمشق تسمية الشارع الذي ولد فيه على اسمه، وقد قال نزار إثر قرار المحافظة:[38]

نزار قباني

هذا الشارع الذي أهدته دمشق إليّ، هو هدية العمر وهو أجمل بيت أمتلكه على تراب الجنّة. تذكروا أنني كنت يومًا ولدًا من أولاد هذا الشارع لعبت فوق حجارته وقطفت أزهاره، وبللت أصابعي بماء نوافيره.

نزار قباني

. أهم منجز لنزار قباني كما قال الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة هو أنه (نقل موضوع الحب من الوصف الخارجي إلى موضوع خاص في الشعر العربي الحديث حيث لا يشبهه أحد).

في عام 2008 ولمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لمولده، وتزامنًا مع احتفالية دمشق “عاصمة الثقافة العربية” واليوم العالمي للشعر، طاف محبّو الشارع وشخصيات من المجتمع المدني وألقوا في الشوارع والساحات قصائد له “عن عشق دمشق”،[38] كما قامت الأمانة العامة للإحتفالية بطبع كتاب تذكاري يؤرخ عنه بعنوان «نزار قباني” قنديل أخضر على باب دمشق» وهو من تاليف خالد حسين.[38] كذلك تعمل وزارة الثقافة السورية على إعداد متحف خاص عنه، كما قامت شركة الشرق السوريّة بإنتاج مسلسل تلفزيوني عنه.[39]

انتقادات

المبالغة بوصف النساء والعاريات

يرى البعض انه بالغ في وصف النساء والعاريات في شعره ما يجعله يتجاوز الأخلاق والقيم العربية والإسلامية.

فمن شعر نزار قباني أنه كان مولعًا بوصف النساء، والناظر في شعره يراه كأنه قصيدة واحدة نُسخت بألفاظ ومفردات متغايرة، ومحور هذه القصيدة هو النساء وما يدور بينه وبينهن في المخادع، وفي شعر نزار قباني أمثلة كثيرة على تلك المبالغة، ومن ذلك قوله: (فصلت من جلد النساء عباءة .. وبنيت أهرامًا من الحلمات )

نماذج من شعره

خبز وحشيش وقمر

  • قصيدة ” خبز وحشيش وقمر ” التي أثارت رجال الدين في سوريا ضده، وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان:

نزار قباني

عندما يُولدُ في الشرقِ القَمر

فالسطوحُ البيضُ تغفو…
تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
لملاقاةِ القمرْ..

نزار قباني

هوامش على دفتر النكسة

  • قصيدة هوامش على دفتر النكسة، أثارت عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلًا كبيرًا بين المثقفين العرب، ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون، ومنها:

نزار قباني

إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

نزار قباني

حرب تشرين

  • في عام 1974 كتب نزار قصيدته الشهيرة التي يتفاخر فيها بالنصر وحبه لدمشق:

نزار قباني

شمس غرناطةَ أطلت علينا….. بعد يأس وزغردت ميسلون

يا دمشق البسي دموعي سوارًا…..وتمنّي.. فكلُّ شيء يهونُ
وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي…..إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا…..وجبال الجليل.. واللطرونُ
كل ليمونة ستنجب طفلًا…..ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ

نزار قباني

بلقيس

  • عندما قتلت بلقيس حمّل نزار الوطن العربي كله مسؤولية قتلها:

نزار قباني

:سأقول في التحقيق.. اني قد عرفت القاتلين..

بلقيس..يافرسي الجميلة..إنني من كل تاريخي خجول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول..
سأقول في التحقيق:
كيف أميرتي اغتصبت..
وكيف تقاسموا الشعر الذي يجري كأنهار الذهب
سأقول كيف استنزفوا دمها..
وكيف استملكوا فمها..فما تركوا به وردا
ولا تركوا به عنبا..
هل موت بلقيس..هو النصر الوحيد في تاريخ كل العرب؟”

نزار قباني

أعماله

القصائد المغناة للشاعر نزار قباني[40][عدل]

محمد عبده:

  • القرار

من ألحان الموسيقار طلال

أم كلثوم:

  • أصبح عندي الآن بندقية.
  • رسالة عاجلة إليك.

من ألحان محمد عبد الوهاب.

عبد الحليم حافظ:

  • رسالة من تحت الماء.
  • قارئة الفنجان.

من ألحان محمد الموجي.

نجاة الصغيرة:

  • ماذا أقول له.
  • متى ستعرف كم أهواك
  • أسألك الرحيلا.
  • أيظن.

من ألحان محمد عبد الوهاب.

فايزة أحمد:

  • رسالة من امرأة.

من ألحان محمد سلطان.

فيروز:

  • وشاية.
  • لا تسألوني ما اسمه حبيبي.

من ألحان عاصي رحباني.

ماجدة الرومي:

  • بيروت ست الدنيا.
  • وكلمات.
  • مع جريدة.
  • وأحبك جدا.
  • وطوق الياسمين.

من ألحان كاظم الساهر

طلال مداح:

  • متى ستعرف كم أهواك.
  • جاءت تمشي بإستحياء والخوف يطاردها.

من ألحان طلال مداح.

كاظم الساهر:

  • إني خيّرتك فاختاري.
  • زيديني عشقًا.
  • مدرسة الحب.
  • إلا أنت.
  • قولي أحبك.
  • أكرهها.
  • أشهد ألا امرأة إلاأنت.
  • حافية القدمين .
  • تقولين الهوى.
  • الرسم بالكلمات.
  • كبري عقلك.
  • اجلس في المقهى.
  • الحب المستحيل.
  • يدك.
  • و إنّي أحبّك
  • مع بغدادية.
  • صباحك سكر.
  • حبيبتي والمطر.
  • حبيبتي.
  • تحركي خطوة.
  • ممنوعة أنتي.
  • يوميات رجل مهزوم.
  • التحديات.
  • أتحبني.
  • أحبّيني بلا عقد.
  • الأنسان دويتو مع لطيفه.
  • إلى تلميذه.
  • بريد بيروت.
  • كل عام وأنت حبيبتي.
  • لو لم تكوني انتي في حياتي.
  • فاكهة الحب.
  • دلع النساء.
  • غرناطة. ألحان الموسيقار طلال
  • كتاب الحب.
  • عيد العشاق.
  • رسالة حب صغيرة.
  • كُوني امرأَهْ.
  • زُر مرةً.
  • شؤون صغيرة.
  • قصة خلافاتنا.
  • تناقضات.
  • لجسمك عطرٌ خطير النوايا.
  • فاكهة الحب.

جميعها من ألحانه “ماعدا أغنية غرناطة”

أصالة نصري:

  • إغضب، الحان حلمي بكر
  • القصيدة الدمشقية.
  • من أين يأتي الفرح.

عاصي الحلاني:

  • القرار.

لطيفة التونسية: [41]

  • يا قدس (من ينقذ الإنسان).
  • تلومني الدنيا.
  • العاشقين (أسئلة إلى الله)
  • رضي الله عن الشام (دمشق)

إلهام المدفعي:

  • بغداد.

خالد الشيخ:

  • غنى له قصيدة القرار.
  • عيناك.

غادة رجب:

  • لماذا.

من ألحان كاظم الساهر.

محمد حسن:

من ألحان محمد حسن.

صابر الرباعي .

  • غنى له قصيدة “” أين أذهب “”

من ألحان الموسيقار طلال .

دواوين[42]

# اسم الديوان تاريخ النشر
1 قالت لي السمراء 1944
2 طفولة نهد 1948
3 سامبا 1949
4 أنت لي 1950
5 قصائد 1956
6 حبيبتي 1961
7 الرسم بالكلمات 1966
8 يوميات امرأة لا مبالية 1968
9 قصائد متوحشة 1970
10 كتاب الحب 1970
11 مئة رسالة حب 1970
12 أشعار خارجة عن القانون 1972
13 أحبك أحبك والبقية تأتي 1978
14 إلى بيروت الأنثى مع حبي 1978
15 كل عام وأنت حبيبتي 1978
16 أشهد أن لا امرأة إلا أنت 1979
17 اليوميات السرية لبهية المصرية 1979
18 هكذا أكتب تاريخ النساء 1981
19 قاموس العاشقين 1981
20 قصيدة بلقيس 1982
21 الحب لا يقف على الضوء الأحمر 1985
22 أشعار مجنونة 1985
23 قصائد مغضوب عليها 1986
24 سيبقى الحب سيدي 1987
25 ثلاثية أطفال الحجارة 1988
26 الأوراق السرية لعاشق قرمطي 1988
27 السيرة الذاتية لسياف عربي 1988
28 تزوجتك أيتها الحرية 1988
29 الكبريت في يدي ودولاتكم من ورق 1989
30 لا غالب إلا الحب 1989
31 هل تسمعين صهيل أحزاني؟ 1991
32 هوامش على الهوامش 1991
33 أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء 1992
34 خمسون عامًا في مديح النساء 1994
35 تنويعات نزارية على مقام العشق 1995
36 أبجدية الياسمين 1998

في النثر

  • قصتي مع الشعر ( سيرة ذاتية ) .
  • من أوراقي المجهولة – سيرة ذاتية ثانية .
  • ما هو الشعر؟
  • والكلمات تعرف الغضب.
  • عن الشعر والجنس والثورة.
  • الشعر قنديل أخضر.
  • العصافير لا تطلب تأشيرة دخول.
  • لعبت بإتقان وها هي مفاتيحي.
  • المرأة في شعري وفي حياتي.
  • بيروت حرية لا تشيخ.
  • الكتابة عمل انقلابي.
  • شيء من النثر.

في المسرح

  • مسرحية جمهورية جنونستان.. لبنان سابقا (1977).

محرك البحث جوجل يحتفل بميلاد نزار قباني

2016-3-21

يحتفل محرك البحث جوجل اليوم الأثنين 21 مارس بمناسبة ذكرى ميلاد الشاعر السوري نزار قباني، حيث تم وضع صور متنوعة للشاعر نزار قباني على الصفحة الرئيسية لمحرك البحث الشهير.

 

ويعد نزار قباني الذي ولد في 21 مارس 1923 من أبرز شعراء القرن العشرين. ولد لأسرة دمشقية عربية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي.

درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 إنخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء” وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات.

وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني” وكان لدمشق وبيروت حيِز خاص في أشعاره  أبرزهما “القصيدة الدمشقية” و”يا ست الدنيا يا بيروت”.

أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب “النكسة” مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه “شاعر الحب والمرأة” لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.

قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبا ولطفا).
على الصعيد الشخصي، عرف قباني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ إنتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”.

عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة “متى يعلنون وفاة العرب؟”، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

تعالوا معنا نتعرف بالصور على مسيرة الأديب المبدع#وليم_ شكسبير William Shakespeare..أبرز الشعراء والكتاب المسرحيين في الأدب الإنجليزي والأدب العالمي على الإطلاق، وهو ممثل أيضا وشاعر لقب بــ”شاعر الوطنية” و “شاعر افون الملحمي” حصيلة أعماله 38 مسرحية و158 سونيته واثنتين من القصص الشعرية وبعض القصائد الشعرية..

وليم شكسبير

وِلَْيَم شكسبير
(بالإنجليزيةWilliam Shakespeare تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
Shakespeare.jpg
لوحة شاندوس، الرسام والأصل غير معروف. معرض اللوحات القومي (لندن).

معلومات شخصية
الميلاد (تاريخ الميلاد غير معروف) تم تعميده 26 أبريل 1564
ستراتفورد أبون آفون، وركشير، إنجلترا
الوفاة 23 أبريل 1616 (عن 52 عامًا)
ستراتفورد أبون آفون، وركشير، إنجلترا
سبب الوفاة حمى  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
الإقامة ستراتفورد (1564–1616)  تعديل قيمة خاصية (P551) في ويكي بيانات
مواطنة
Flag of England.svg

مملكة إنجلترا  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات

الزوجة آن هاثاواي
أبناء سوزانا شكسبير، جوديث شكسبير، هامنت شكسبير.
الأم ماري آردن  تعديل قيمة خاصية (P25) في ويكي بيانات
الحياة العملية
الحركة الأدبية النهضة الإنجليزية
المهنة كاتب مسرحي، شاعر، ممثل، موسيقار
اللغة الأم الإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات الإنجليزية[1]  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
أعمال بارزة هاملت، روميو وجولييت، كما تشاء، مكبث، حلم ليلة منتصف الصيف، سوناتات شكسبير، يوليوس قيصر، تاجر البندقية، عطيل
تأثر بـ بلاوتوس  تعديل قيمة خاصية (P737) في ويكي بيانات
التوقيع
William Shakespeare Signature.svg
المواقع
IMDB صفحته على IMDB  تعديل قيمة خاصية (P345) في ويكي بيانات
السينما.كوم صفحته على السينما.كوم  تعديل قيمة خاصية (P3136) في ويكي بيانات
 مؤلف:وليم شكسبير  – ويكي مصدر
P literature.svg بوابة الأدب

وِلْيَمْ شكسبير (بالإنجليزيةWilliam Shakespeare) شاعر وكاتب مسرحي وممثل إنجليزي بارز في الأدب الإنجليزي خاصة والأدب العالمي عامة، سمي بــ”شاعر الوطنية” و”شاعر افون الملحمي” [2] أعماله موجودة وهي تتكون من 39 مسرحية و158 قصيدة قصيرة (سونيته) واثنتين من القصص الشعرية (قصيدتين سرديتين طويلتين) وبعض القصائد الشعرية وقد ترجمت مسرحياته وأعماله إلى كل اللغات الحية وتم تأديتها أكثر بكثير من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر.[3]

ولد شكسبير وترعرع في ستراتفورد أبون آفون، وارويكشاير. وفي سن ال 18، تزوج من آن هاثاواي، وأنجب منها ثلاثة أطفال: سوزانا وتوأم وهما جوديث وهامنت. وفي فترة ما بين 1585 و 1592، بدأ حياته المهنية الناجحة في لندن كممثل، وكاتب، وشريك في شركة عروض مسرحية تسمى رجال اللورد تشامبرلين، والتي عرفت فيما بعد باسم رجال الملك. وفي في سن 49 (حوالي 1613)، تقاعد في ستراتفورد، حيث توفي بعد ذلك بثلاث سنوات. تبقت سجلات قليلة وحدودة عن حياة شكسبير الخاصة؛ مما أدى لظهور تكهنات كثيرة حول أمور مثل مظهره الجسدي، حياته الجنسية، معتقداته الدينية، وما إذا كانت الأعمال المنسوبة إليه مكتوبة من قبل الآخرين ام لا. وكثيرًا ما يتم انتقاد مثل هذه الآراء والتكهنات لأنها فشلت في الإشارة إلى حقيقة أن عددًا قليلاً من السجلات عن حياته ظلت باقية في تلك الفترة.

قام شكسبير بإنتاج معظم أعماله المعروفة في الفترة بين 1589 و1613. كانت مسرحياته الأولى تركز على الكوميديا والتاريخ، وكانت تعدّ من أفضل الأعمال التي تم إنتاجها من هذا النوع. ثم بعد ذلك، حتى حوالي 1608، اتجه إلى الكتابة التراجيدي، فقد كان من ضمن اعماله في تلك الفترة هاملت، عطيل، الملك لير، وماكبيث، وكلها تعدّ من أفضل الأعمال في الأدب الإنجليزي على الإطلاق. وفي المرحلة الأخيرة من حياته، اتجه إلى الكتابة في الكوميديا التراجيدية (المعروفة أيضًا باسم الرومانسيات) بالتعاون مع كتاب مسرحيين آخرين.

نُشرت العديد من مسرحياته في طبعات واصدارات مختلفة الجودة والدقة في فترة حياته. وفي عام 1623، نشر اثنان من زملائه الممثلين وهما جون همينجز وهنري كونديل، نصًا محدداً معروفًا باسم First Folio، وهو اصدار لمجموعة من أعمال شكسبير الدرامية التي تم جمعها بعد وفاته والتي تضمنت معظم المسرحيات التي نعرفها عنه الان. وقد تم نشر هذا المجلد مرفق معه قصيدة كتبها بن جونسون، حيث يشيد الشاعر بصرامة الكاتب المسرحي في مقولة مشهورة له الآن وهي “ليس لهذا العصر، ولكن لكل العصور”.

طوال القرنين العشرين والحادي والعشرين، تم التعديل على أعمال شكسبير باستمرار وإعادة اكتشافها من خلال حركات جديدة في الدراسة والأداء . لا تزال مسرحياته وثقافته تحظى بشعبية كبيرة ويتم دراستها، وأداءها باستمرار وإعادة تفسيرها في سياقات ثقافية وسياسية متنوعة في جميع أنحاء العالم.

نشأته

ولد شكسبير وترعرع في “ستراتفورد ابون أفون”، وارويكشاير. في عمر الثامنة عشر تزوج ب “آن هاثاواي” وأنجب منها ثلاثة أطفال هم : سوزان والتوأم هامنت وجودث. بدأ ويليام رحلته الوظيفية الناجحة كممثل وكاتب وشريك في شركة تمثيل تسمى “رجال اللورد شامبرلين” وذلك بين عامي 1585 و1592، وقد انتقل إلى ستراتفورد حوالي عام 1613 في عمر ال 49، حيث توفي بعدها بثلاث سنين. بقي فقط القليل من المدونات عن حياة شكسبير الخاصة، مما أثار بعض التكهنات حول مظهره الجسدي وميوله الجنسية ومعتقداته الدينية، وإذا ما كانت الأعمال الذي نسبت إليه قد كتبها بنفسه أم كتبها أشخاص أخرون.[4]

أنجز شكسبير معظم أعماله المشهورة ما بين 1589 و1613.[5] وكانت تدور مسرحياته الأولى مبدئيا حول الكوميديا والتاريخ، وقد اعتبرت من أعظم الأعمال التي أنتجت في هذه الأنواع. بعد ذلك قام بكتابه المآسي بشكل رئيسي حتى عام 1608، من أهمها هاملت وعطيل والملك لير وماكبث. في الفترة الأخيرة من عمره كتب ويليام المآسي الكوميدية (الكوميديا التراجيدية) والتي تعرف أيضا ب”الرومانسيات”، وقد تعاون أيضا مع كتاب مسرحيين أخرين. تم نشر معظم مسرحياته في إصدارات مختلفة الجودة والدقة طوال مدة حياته. في عام 1623 قام صديقا ويليام: جون هيمينجيز وهنري كونديل بنشر أعماله وعرفت بـ”فرست فوليو”، وهي إصدارات تمت بعد وفاته لأعماله الدرامية (ما عدا مسرحيتين عرفتا فيما بعد بأنهما لشكسبير). وقد استهلت بقصيدة لبين جونسون والتي أشاد فيها ببصيرة شكسبير بأنه ليس كاتبا لعصر واحد بل لكل العصور. تم إعادة تقييم أعماله مرارا وتكرارا في القرنين العشرين والواحد وعشرين بأساليب جديدة في التدريس والأداء وظلت مسرحياته مشهورة بشكل كبير، وتم دراستها وأداؤها وتفسيرها في مختلف الثقافات والسياقات السياسة على مستوى العالم باستمرار.[6] حلت الذكرى السنوية الأربعمائة لوفاته في عام 2016 حيث قامت شخصيات مشهورة في المملكة المتحدة بتشريف شكسبير وأعماله عبر العالم.[7]

حياته

طفولته

محل ميلاد شيكسبير في ستراتفورد أبون آفون

ولد شكسبير في سنة 1564 وكانت أمه ماري آردن، من أسرة قديمة في وركشير، وقد قدمت إلى جون شكسبير، ابن مستأجر أرض والدها، صداقاً ضخماً نقداً وأرضاً، وأنجبت له ثمانية أطفال كان ثالثهم وليم. وأصبح جون من رجال الأعمال الأثرياء الناجحين في ستراتفورد على نهر الآفون، واشترى منزلين، وخدم بلده ذائقاً للجعة، ومسؤولاً عن الأمن، وعضواً في مجلس المدينة، ومساعداً لمأمور التنفيذ، وأحسن إلى الفقراء بسخاء.[8] وبعد 1575 انحطت موارده، وأقيمت عليه الدعوى من أجل ثلاثين جنيهاً، وأخفق في دفع التهمة عنه، وصدر أمر بالقبض عليه في 1580 لأسباب مجهولة، ومثل أمام المحكمة ليقدم ضماناً بعدم الإخلال بالأمن. وفي 1592 سجل اسمه ضمن الذين “لا يحضرون إلى الكنيسة شهرياً طبقاً لما نصت عليه قوانين صاحبة الجلالة”. واستنتج بعضهم من هذا أنه كاثوليكي “عاصي”، وآخرون أنه كان بيوريتانياً، كما استنتج غيرهم أنه لم يكن يجرؤ على مواجهة دائنيه. استعاد وليم فيما بعد مالية أبيه، ولما قضى الوالد نحبه (1601) بقي في شارع هنلي منزلان باسم شكسبير.[9] هناك تكهنات وروايات عديدة عن طفولته أشهرها: أسطورة ستراتفورد الشائعة، وهي أن الوالد ربى ابنه لبعض الوقت في مدرسة مجانية ولكن سوء ظروفه وحاجته إلى مساعدة ابنه له في موطنه أجبرتاه على سحب ابنه من المدرسة، وفي المرثية التي ظهرت في مقدمة طبعة فوليو الأولى لروايات شكسبير، قال بن جونسون يخاطب منافسه الذي مات “لقد تعلمت قليلاً من اللاتينية، وأقل من اليونانية”، فمن الواضح أن الكتاب المسرحيين اليونانيين ظلوا على حالهم يونانيين بالنسبة لشكسبير (أي لم يطلع عليهم)، ولكنه تعلم من اللاتينية ما يكفي لملء رواياته الصغيرة بشذرات لاتينية وتوريات ثنائية اللغة. وهناك أسطورة أخرى سجلها ريتشارد ديفيز حوالي 1681 وصفت وليم الصغير بأنه “كثيراً ما كان سيئ الحظ في سرقة الغزلان والأرانب، وبخاصة من سير توماس لوسي الذي كان غالباً ما يجلده بالسوط، وأحياناً يسجنه”.

في 27 نوفمبر 1582 عندما كان شكسبير في سن الثامنة عشرة، حصل هو وآن هاثاواي، وكانت هي في سن الخامسة والعشرين، على إذن خاص بالزواج. ويقال أن أصدقاء آن أرغموا شكسبير على الزواج منها. وفي مايو 1583 (أي بعد زواجهما بستة أشهر)، ولدت لهما طفلة أسمياها سوزانا، وأنجبت آن فيما بعد للشاعر توأمين عمدا تحت اسم هامنت وجوديث في 2 فبراير 1585. ويحتمل أنه حوالي نهاية نفس العام هجر شكسبير زوجته وأولاده. ولا يوجد أي معلومات عنه فيما بين عامي 15851592، حين كان ممثلاً في لندن.[10]

لندن والسيرة المسرحية

ما أن جاءت سنة 1592 حتى كان شكسبير ممثلاً وكاتباً مسرحياً في العاصمة. ويروي دودال (1693) ورو (1709) أنه “استقبل في المسرح كخادم في مرتبة وضيعة جداً”، وهذا أمر محتمل. ولكن صدره كان يجيش بأشد الطموح “يتلهف على فن هذا ومقدرة ذاك، دون أن ينصرف تفكيره إلى شيء سوى الجلال والعظمة” وسرعان ما كان يمثل أدواراً صغيرة، جاعلاً من نفسه متعة وبهجة للنظر، ثم مثل دور “آدم الشفوق” في رواية “على هواك” والشبح في هملت وربما صعد إلى مرتبة أعلى لأن اسمه تصدر قائمة الممثلين في رواية جونسون Everyman In His Humour أو في رواية جونسون Sejanus (، (1604 هو ويوريدج بأنهما “الممثلان المأساويان الرئيسيان”. وفي أواخر 1594 أصبح مساهماً في فرقة تشمبرلين للممثلين. ولم يكسب ثروته من كونه كاتباً مسرحياً، بل لكونه ممثلاً ومساهماً في فرقة مسرحية.[11] ومهما يكن من أمر فانه في 1591 كان يكتب الروايات، ويبدو أنه بدأ “طبيباً للرواية” (يعالجها ويفحصها) فحرر المخطوطات ونقحها وكيفها للفرقة. وانتقل من مثل هذا العمل إلى الاشتراك في التأليف، وإن الأجزاء الثلاثة من “هنري السادس” (1592) لتبدو أنها من مثل هذا الإنتاج المشترك. وبعد ذلك كتب روايات بمعدل اثنتين كل عام، حتى بلغت جملتها ستاً وثلاثين أو ثماني وثلاثين رواية. وإن عدة من رواياته الأولى مثل Two Gentlemen Of Venoma, Acomedy Of Errors، (1594)، Loves Labours Lost (1594)- توافه هزلية مليئة بالمزاح المرهق لنا الآن. وإنه لمن الدروس المفيدة أن نعلم أن شكسبير صعد سلم المجد بالعمل الشاق والجهد المضني. ولكن الصعود كان سريعاً. وأوحت إليه رواية مارلو “إدوارد الثاني” أن يلتمس في التاريخ الإنجليزي أفكاراً لموضوعات مسرحية كثيرة وضارعت رواية “ريتشارد الثاني” (1595) رواية مارلو. أما رواية “ريتشارد الثالث” (1592) فكانت بالفعل قد بزتها. ووقع إلى حد ما في خطأ خلق شخص واحد من صفة واحدة-الملك الأحدب من الطموح الموصوم بالخيانة والقتل، ولكنه بين الحين والحين ارتفع بالرواية عن متوى مارلو بعمق التحليل وقوة الإحساس وومضات من العبارة المشرقة. وسرعان ما أصبحت عبارة “جواد! جواد” ! مملكتي مقابل جواد!”، ذائعة على كل الألسنة في لندن.[12] ثم فترت العبقرية في 1593 وغلب التقليد، وعرض رقصة الموت البغيضة، فان تيتس يقتل ابنه، وآخرين صهره أو زوج ابنته، على المسرح، وتغتصب عروس وراء الكواليس فتأتي إلى خشبة المسرح، وقد قطعت يداها، وقطع لسانها، والدم ينزف من فمها، ثم يقطع أحد الخونة يد تيتس بفأس أمام جمهور الدرجة الثالثة الذين تكاد عيونهم تلتهم المشهد , وتعرض رأساً ابني تيتس المفصولان، وتقتل إحدى المرضعات على المسرح. وجهد النقاد الذين يجلون شكسبير ليحملوا المشتركين في التأليف جزءاً من مسئولية هذه المذبحة، طبقاً للنظرية الخاطئة القاتلة بأن شكسبير لا يكتب هراء، ولكنه كتب بالفعل قدراً كبيراً منه.[13] وألف شكسبير في هذه المرحلة، شعره القصصي وقصائد السونيت، وربما كان الطاعون الذي تسبب بإغلاق كل مسارح لندن بين 1592-1594، هو الذي تركه في فراغ أليم بائس، ورأى أنه من صواب الرأي أن يوجه شيئاً من الشعر المؤمل إلى أحد رعاة الشعر. وفي (1593) أهدى فينوس وأودنيس إلى هنري ريوتسلي أرل سوثمبتون الثالث. وكان لودج قد اقتبسها من قصة أوفيد Metamorphoses، واقتبسها شكسبير عن لودج، وكان الأول شاباً وسيماً منغمساً في الملذات الجنسية والصيد والقنص ويبدو كثير منها غذاء تافهاً عديم القيمة في هذه السنوات العجاف، ولكن في غمرة هذا الإغراء الشديد هناك قطع ذات جمال حسي مثل الأبيات من (679-708) مما قل أن قرأت إنجلترا مثله من قبل. وتشجع شكسبير بما لقيت القصيدة من استحسان عام، وبهدية من سوثمبتون فأصدر في 1594 The Ravyshement Of Lucrece حيث تم الإغراء باقتصاد أكبر في الشعر. وكانت هذه آخر ما أصدره بمحض اختياره.[14] وفى عام 1593 تقريباً بدأ يكتب ولكنه حجز عن المطبعة قصائد السونيت التي كانت أول ما ثبت مكانته الرفيعة بين شعراء عصره. وهي من الناحية الفنية أدق أعمال شكسبير تقريباً، وقد نهلت كثيراً من معين بترارك من قصائد السونيت- الجمال العابر للمحبوبة وتردداتها وتقلباتها القاسية، وتثاقل خطوات الزمن الذي يضيع سدى وغير الحبيب وظمؤه القاتل، وتفاخر الشاعر بأن قريضه سوف يخلد جمال الحبيبة وشهرتها إلى الأبد. بل إن هناك عبارات وألقاباً ونعوتاً منتحلة من كوننستابل ودانيل، وواطسون- وغيرهم من شعراء السونيت الذين كانوا هم أنفسهم حلقات في سلسلة السرقات الأدبية. ولم يفلح أحد في ترتيب قصائد السونيت في نظام قصصي ثابت، وكانت كلها عملاً طارئاً في أيام متباعدة. ويجدر بنا ألا نأخذ بكثير من الجد حبكتها الغامضة-حب الشاعر لشاب يافع، وميله إلى “سيدة سمراء” في البلاط. وصدودها عنه، وترحيبها بصديق له، وظفر شاعر منافس بذاك الصديق، وسهاد شكسبير اليائس وتفكيره في التخلص من الحياة. ومن الجائز أن شكسبير، وهو يمثل في البلاط، اختلس النظرات في لهف بعيد إلى الوصيفات المحيطات بالملكة، واللائي تضمخن بعطور ذات رائحة مثملة، وارتدين ثياباً تبهر الأنظار، ولكن ليس من المرجع أنه تحدث إليهن أو حاول اقتناصهن قط، ومهما يكن من أمر فقد كانت غير متزوجة، في الوقت الذي خانت فيه زوجة شكسبير “عهد الزوجية” بحب الشاعر و”محبوبه”(10).[15] وفي عام 1609 نشر توماس ثورب قصائد السونيت، وواضح أن هذا كان بدون موافقة شكسبير، لأن المؤلف لم يكتب فيها إهداء، ولكن ثورب نفسه صدرها بإهداء حير الأجيال: “إلى الوحيد الذي يقدر القصائد التالية، السيد و.هـ. مع كل ما بشر به شاعرنا الخالد من سعادة وخلود، مع أطيب التمنيات للمغامر الذي يبغي الخير، فيما يعتزم من ترحال. “ويحتمل أن التوقيع ا.ت.ث. “توماس ثورب”. ولكن من هو “و.هـ.”؟ ربما كان هذان هما الحرفان الأولان من وليم هربرت أرل بمبروك الثالث الذي أغوى ماري فتون، والذي قدر له هو وأخوه فيليب أن يتلقيا إهداء الكتاب الذي نشر بعد وفاة المؤلف، على أنه أعظم راع لرجال العلم والأدب من أي نبيل في عصره أو منذ ذلك العصر”. وكان هربرت في عامه الثالث عشر فقط حين بدأت قصائد السونيت 1593، ولكن تأليفها امتد حتى 1598، حين كان بمبروك قد اشتد عوده ونضج للحب ورعاية الأدب والأدباء. ويتحدث الشاعر بحرارة عن حبه “للمحبوب الفتي”، وغالباً ما استخدمت كلمة الحب بمعنى الصداقة. ولكن القصيدة رقم 20 تطلق على الفتى “سيد- سيدة هيامي وهواي” وتنتهي بتورية تصور الحب الجنسي. والقصيدة 128 (والظاهر أنها موجهة “للفتى الوسيم” الوارد ذكره في القصيدة 126) تتحدث عن نشوة العشق والغرام. وكان بعض الشعراء في عصر إليزابث أدباء لوطيين قادرين على تهيئة أنفسهم للحب الطروب المبهج، لأي رجل من ذوي اليسار.[16]

فترة تفوق شكسبير

لقد جاءت قصة روميو وجوليت إلى إنجلترا من قصص مازوتشيو وباندللو. وأعاد آرثر بروك صياغتها (1562) في شعر قصصي، ونقلاً عن بروك، وربما عن رواية أخرى أسبق في نفس الموضوع، أخرج شكسبير للمسرح روايته “روميو وجوليت” حوالي 1595. وأسلوبها محشو بأخيلة وأوهام ربما علقت بقلمه من نظم قصائد السونيت، فجاءت المجازات جافة شاذة، ورسمت شخصية روميو بشكل ضعيف إلى جانب مركوشيو المنفعل المهتاج. زحل العقدة عبارة عن سلسلة متصلة من السخافات. ولكن من ذا الذي يذكر الشباب، أو يرسب في أعماقه حلم، يستطيع أن يستمع إلى هذه الموسيقى العاطفية الرومانسية الحلوة، دون أن ينبذ كل معايير الثقة والتصديق، وينهض لاهثاً أو حابساً أنفاسه نحو الشاعر وهو يشق طريقه إلى هذا العالم بما فيه من غيرة جامحة وقلق مرتجف، وفناء حزين.[17] والآن يسير شكسبير من نصر إلى نصر في عالم المسرح، في كل عام تقريباً. ففي 7 يونيه 1594 أعدم ردريجو لوبيز، طبيب الملكة اليهودي، بتهمة قبول رشوة ليدس السم للملكة. ولم يكن الدليل قاطعاً، وترددت إليزابث طويلاً في التصديق على حكم الإعدام، ولكن العامة في لندن أخذوا جريمته قضية مسلماً بها. واستعرت روح العداء للسامية في الحانات(11). ويمكن أن يكون شكسبير قد تأثر إلى حد أن يضرب على هذا الوتر الحساس، أو أنه كلف بذلك، فكتب “تاجر البندقية” (1596؟)، وشارك إلى حد ما مستمعيه في مشاعرهم، فأجاز أن يمثل شيلوك في شخصية هزلية في ثياب رثة مع أنف عريض مصطنع، ونافس مارلو في إبراز كراهية مقرض النقود وجشعه، ولكنه أضفى على شيلوك بعض الصفات المحببة التي لا بد أنها جعلت الحمقى يحزنون، ثم أنه أورد على لسانه عرضاً للقضية من أجل اليهود، بلغ من الوضوح والجرأة حداً جعل كبار النقاد لا يزالون يجادلون فيما إذا كان شيلوك قد صور مفترى عليه أكثر منه آثماً مذنباً(12)؟ وهنا، فوق كل شيء، أظهر شكسبير براعته في أن يؤلف صورة متناسقة الأجزاء من خيوط مختلفة من قصص جاءت من الشرق ومن إيطاليا، كما جعل جسيكا المرتدة متلقية مثل هذا الشعر العاطفي الرومانتيكي، كما لا يمكن أن تتصوره إلا روح ذات حساسية عالية.[17] وانصرف شكسبير طيلة أعوام خمسة إلى الملهاة بصفة أساسية. وربما أدرك أن الجنس البشري المنهوك يختص بأسخى جوائزه أولئك الذين يستطيعون إلهاءه بالضحك والخيال. إن رواية “حلم منتصف ليلة صيف” هراء قوي عوض عنه مندلسون. ولم نقذ هيلينا رواية “Allls Well That Ends Well”. أما رواية “أسمع جعجعة ولا أرى طحناً” فهي تتفق مع اسمها. ورواية “الليلة الثانية عشرة” محتملة فقط لأن فيولا تمثل فتى وسيم جداً. ورواية “ترويض النمرة” زاخرة بمرح صاخب بشكل لا يصدق، ومن المستحيل ترويض النساء ذوات الألسنة السليطة , هذه الرايات كلها كانت إنتاجاً لمجرد كسب المال، وإرضاء جمهور الدرجة الثالثة، ووسائل لإبقاء القطيع داخل الحظيرة، وإبقاء الذئب بعيداً عن الباب.[18] ولكن بجزئي “هنري الرابع” (1597slash1598) صعد الساحر العظيم ثانية إلى القمة، وجمع بين المهرجين والمراء-فولستاف وبستول، هتسبير والأمير هال-في نجاح كان يمكن أن يجعل سدني يتردد. واستساغت لندن استخدام تاريخ الملوك على هذا النحو، مزخرفاً بالأوغاد، والمومسات. وتابع شكسبير العمل فأخرج “هنري الخامس” (1599)، يهز بها مشاعر المشاهدين ويسليهم في وقت معاً، ثرثرة فولستاف الذي يعاني سكرات الموت: “أيتها المروج الخضر”، ويثيرهم بجعجعة أجنكورت، ويبهجهم بمغازلة الملك الذي لا يقهر للأميرة كيت Kate بلغتين. وإذا اعتقدنا في صحة كلام رو، فإن الملكة لم تكن ترتضي الراحة لفولستاف وأمرت منشئه (مؤلف الرواية) أن يحييه ويعرضه في مشهد عشق وغرام(13). ويضيف جون دنيس (1802) وهو يروي نفس القصة، أن إليزابث رغبت في أن تتم المعجزة في مدى أسبوعين. وإذا كان كل هذا صحيحاً، فإن رواية “الزوجات المرحات في وندسور” كانت عملاً مدهشاً من أعمال البراعة والقوة، لأنها برغم كونها صاخبة لأنها حافلة بالخشونة والعنف متخمة بالتوريات، ففيها فولستاف في ذروة نشاطه وحيويته، حتى ألقى به إلى نهر في سلة غسيل. وقيل لنا إن الملكة كانت مسرورة.[18] ثم انتج بعده هذه المقطوعة القصصية الرومانتيكية البالغة الرقة “على هواك” وربما كان سبب ها هو أنها استرشدت بمقطوعة لودج “روزاليند” (1590)، وموسيقى الرواية صافية نقية-لا تزال معوقة بالمزاح والهزل الجاف غير الممتع، ولكنها ناعمة رقيقة من حيث الإحساس، مرحة رشيقة من حيث الكلام. فأية صداقة كريمة هنا بين سليا وروزاليند، وهذا أورلندوو يحفر اسم روزاليند في لحاء الشجر، معلقاً القصائد الغنائية على أشجار الزعرور البري، والمراثي على الأشجار كثيرة الشوك، وأي رصيد سعيد من الفصاحة ينثر عبارات خالدة على كل صحيفة- وأية أغان رحبت بها ملايين الشفاه: “نحت الشجرة الخضراء هب؛ هب يا نسيم الشتاء،” “فهناك كان عشيق وفتاته”. إن التدفق أو الإنتاج بأسره كان حماقة وعاطفة لذيذتين محببتين، لا يمكن مباراته في أي أدب.[19] في 1579 عرض كتاب توماس نورث عن بلوتارك ذخيرة نفيسة من المسرحيات، أخذ منها شكسبير ثلاثاً من “سير الحياة” وصاغها في مسرحية “يوليوس قيصر” (1599؟). ووجد أن ترجمة نورث مفعمة بالحيوية إلى حد أنه أخذ منها عدة قطع بأكملها كلمة كلمة بالنص، وكل ما عمله هو أنه حول النثر إلى شعر مرسل، ومهما يكن من أمر فإن خطبة أنتوني أمام جثمان قيصر كانت من ابتداع الشاعر نفسه، جاءت تحفة رائعة في فن الخطابة والرقة والدقة، ثم الدفاع الوحيد الذي أجازه لقيصر. وربما أثر فيه إعجابه بدوق سوثمبتون وإرل بمبروك، وارل إسكس الشاب، فرأى القتل من وجهة نظر النبلاء الأرستقراطيين المتآمرين المهددين بالخطر. ومن ثم يصبح بروتس محور الرواية. ولكنا، نحن الذي حصلنا على تفاصيل مومسن عن الفساد ذي الرائحة الكريهة في “الديمقراطية” التي أطاح بها قيصر، أشد ميلاً إلى التعاطف مع قيصر، كما فوجئنا بموت بطل الرواية في مستهل الفصل الثالث.[20] وفي كتابة هملت استعان شكسبير برواية سابقة في نفس الموضوع وتحداها. وكانت هملت قد أخرجت في لندن قبله بست سنوات فقط. ولسنا ندري كم أخذ من هذه “المأساة” المفقودة، أو من كتاب بلفورست “التواريخ الفاجعة” (1576)، أو من “تاريخ الدنمرك” (1514) للمؤرخ الدنمركي ساسكو جراماتيكوس، كما أننا لا نستطيع القول بأن شكسبير قرأ “أمراض الاكتئاب والحزن”، وهي ترجمة إنجليزية حديثة لكتاب طبي فرنسي ألفه دي لورنس. وإنا، ونحن نشك في غير انفعال أو تذمر، في كل محاولة لتحويل الروايات إلى سيرة حياة ذاتية، ليباح لنا أن نتساءل عما إذا كان شيء من الحزن الشخصي-بالإضافة إلى تأديب الليل والنهار-قد انضم إلى التشاؤم الذي شاع في هملت، واشتدت مرارته فيما أعقبها من روايات. وكان يمكن أن يكون هذا تحرراً جديداً من وهم الحب، وهل كان القبض للمرة الأولى على اسكس (5 يونيه 1600)، أو إخفاق ثورة اسكس، أو اعتقال اسكس وسوثمبتون، أو إعدام اسكس (25 فبراير 1601)؟ ويفترض أن هذه الأحداث كلها هزت مشاعر شاعرنا المرهف الحس، الذي كان قد امتدح، في حرارة بالغة، اسكس في مقدمة الفصل الأخير من “هنري الخامس”، كما كان في إهداء “لوكريس” إلى سوثمبتون، قد عاهده على الولاء له إلى الأبد.[21] وما أن جلس جيمس الأول على عرض إنجلترا حتى ثبت وتوسع في إمتيازات فرقة شكسبير التي أصبحت “رجل الملك”. ومثلت روايات شكسبير أمام الملك بانتظام ولقيت تشجيعاً ملكياً كبيراً. وصعدت المواسم الثلاثة بين 1604-1607 بالشاعر إلى ذروة عبقريته وأقصى مرارته، فرواية “عطيل” (1604؟) قوية بقدر ما هي بعيدة عن التصديق. فقد أثار إخلاص ديدمونا وموتها شفقة المشاهدين، كما افتتنوا بخبث ياجوالدال على ذكائه، ولكن في تصوير هذا الشر المحض الذي لا باعث عليه في الإنسان؛ وقع شكسبير في خطأ مارلو، ألا وهو الشخصيات القائمة على وحدة كاملة. وحتى عطيل نفسه، على الرغم من أنه جمع بين البراعة العسكرية والغباء، كان ينقصه هذا المزاج الفني من العناصر التي تضفي الروح الإنسانية على هملت ولير وبروتس وأنطوني.[22] ثم كتب “ماكبث” (1605؟)و كانت تأملاً أشد رهبة في الشر الذي لا تخف حدته. وكان شكسبير يستشهد بهولنشد في الحقائق المطلقة، ولكنه زاد في عتامة القصة وكآبتها بتحرره من الوهم بشكل انفعالي غاضب وانحطت هذه الحالة النفسية إلى الحضيض، كما بلغ الفن ذروته في رواية “الملك لير” (1606؟) وكان جوفري اوف مموث قد طور القصة، ثم نقلها هولنشد، وأخرجها للمسرح مؤخراً كاتب مسرحي مجهول الآن تحت عنوان “التاريخ الصحيح للملك لير” (1605) وكانت حبكات الرواية ملكاً مشاعاً. ونهجت المسرحية القديمة نهج هولنشد في أنها هيأت للملك لير خاتمة سعيدة، عن طريق احتمائه بابنته كورديليا واستعادة العرش، وواضح أن شكسبير آثم في جنون الملك وموته بخلعه من العرش كما أنه أضاف الإعماء الدامي الفظيع الذي أصاب جلوستر على المسرح. إن المرارة هي النغمة الأساسية السائدة في الرواية، وإن لير ليأمر الفسوق أن ينتشر والزنى أن يزداد “لأني يعوزني الجنود(15)” وكل الفضيلة، في نظرته القاتمة، ما هي إلا واجهة للفسق والفجور،وكل الحكومة رشوة، وكل التاريخ عبارة عن الإنسانية تفترس نفسها أو بني البشر يأكل بعضهم بعضاً[22]. ثم اخيراً كتب رواية “تيمون الأثيني” (1608؟) فهو تشاؤم تهكمي، لم يتخلص منه. ويصوب لير سهامه إلى نساء، ولكنه يحس ببعض الرثاء المتأخر للبشر، ويحتقر بطل “كوريولانس” الناس على أنهم النتاج المتقلب الذليل الأبله للإهمال والطيش، ولكن تيمون يذم الجميع رفيعهم ووضيعهم، ويصب اللعنة على المدنية نفسها على أنها أفسدت أخلاق البشر. وكان بلوتارك فيسيرة أنطوني قد ذكر تيمون على أنه مبغض للبشر مشهور، وكان لوشيان قد أورده في حوار، كما كانت رواية إنجليزية قد ألفت عنه قبل أن يأخذ شكسبير الفكرة مع مساعد مجهول بثماني سنوات. وكان تيمون ثريا (مليونير) أثينيا يحيط به أصدقاء متملقون متفتحون يسارعون إلى تقبل أفكاره، وعندما يفقد ماله، ويرى أصدقاءه يختفون بين عشية وضحاها، ينفض غبار المدينة عن قدميه ويأوى-جاداً صارماً-إلى العزلة في غابة، حيث يأمل أن “يجد أشد الحيوانات وحشية أكثر رفقاً وشفقة من بني الإنسان” وهو يتمنى لو “أن ألسبيادس” كان كلباً “حتى أكن لك شيئاً من الحب” ويعيش على جذور الشجر، وينقب فيجد ذهباً، وهنا يظهر الأصدقاء من جديد فيطردهم ويحتقرهم ويهجوهم ألذع هجاء. ولكن عندما تأتي العاهرات وبنات الهوى ينفحهن بالذهب، شريطة أن ينقلن الأمراض التناسلية إلى أكبر عدد ممكن من الرجال ثم وفي سورة الكراهية يأمر تيمون الطبيعة أن تكف عن النسل، ويأمل أن تتكاثر الوحوش الضارية لتستأصل الجنس البشري، إن هذا الإسراف في بعض البشر يجعله يبدو غير حقيقي، ولا يمكن أن نصدق أن شكسبير قد أحس بهذا التشامخ السخيف على الخاطئين، وبأنه غير مؤهل بمثل هذا الجبن لمتاع الحياة الدنيا.[23]

سنوات شكسبير الاخيرة وموته

عاش شكسبير أعوامه الأخيرة مع أصدقائه، عيشة وادعة منعزلة, كما يتمنّى جميع العقلاء أن يقضوها.. كان لديه من الثروة ما يكفي لاحتياز أملاك تفي بما يحتاج إليه, وبما يرغب فيه، ويقال أنه قضى بعض السنوات, قبل أن توافيه المنية, في مسقط رأسه «ستراتفورد» ويروي «نيكولاس رو» عنه: «إن ظرافته الممتعة، وطيبته قد شغلتاه بالمعارف, وخولتاه مصادقة أعيان المنطقة المجاورة»..

لقد مات شكسبير كما عاش، من غير ما يدل كثيراً على انتباه العالم, ولم يشيّعه إلا أسرته وأصدقاؤه المقربون، ولم يُشِد الكتاب المسرحيون الآخرون بذكراه إلا إشادات قليلة، ولم تظهر الاهتمامات الأولى بسيرة شكسبير إلا بعد نصف قرن، ولم يكلّف نفسه أي باحث أو ناقد عناء دراسة شكسبير مع أي من أصدقائه أو معاصريه.. مات شكسبير بعد أن عانى من حُمّى تيفية، وقرع جرس موته في كنيسة «ستراتفورد» في 23 نيسان، في اليوم الذي ولد فيه قبل /53/ سنة، وقيل إنه دفن على عمق /17/ قدماً، وهذه الحفرة تبدو عميقة بالفعل، وقد تكون حُفرت مخافة عدوى التيفوس، ولعل شكسبير هو من كتب على الشاهدة:

أيها الصديق الطيب, كرمى ليسوع لا تحفر هذا التراب المسّور ههنا مبارك من تحفظ هذه الأحجار وملعون من يحرك عظامي لقد أعطى العالم أعماله، وصداقته الطيبة، ولكنه لم يعطه جثمانه أو اسمه.. حمل المشيعون باقات من إكليل الجبل أو الغار، وألقوها على القبر الذي يزوره إلى يومنا هذا آلاف المعجبين.

شكسبير كاتباً مسرحياً

أشد المآسي قسوة في أعماله لا تخلو من لحظات تزخر بالهزل المكشوف وهو يصور الحياة التي تنبض في صوت مكتوم على توقيع العواطف والشهوات، والمتناقضات، بلغة تتسم أحيانا بالغرابة، وأحيانا أخرى بالعاطفة، والتي أكسبت أعماله طابع المأساة العالية.

يمكن تقسيم نتاج شكسبير المسرحي إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: المأساة والملهاة والمسرحيات التاريخية، كما كتب عددًا من المسرحيات التي يصعب إدراجها ضمن هذه التصنيفات المألوفة، واعتاد النقاد إطلاق صفة «المسرحية الرومنسية» أو «التراجيكوميدية» عليها. ومن الممكن، ابتغاءً للسهولة، تقسيم نتاجه إلى أربع مراحل، مع أن تاريخ كتابته للمسرحيات غير معروف بصورة مؤكدة. تمتد المرحلة الأولى من بداياته وحتى عام 1594، والثانية من 1594 ـ 1600، والثالثة من 1600 ـ1608، والأخيرة من 1608 ـ1612. وهذه التقسيمات تقريبية وضعها مؤرخو المسرح ونقاده لمتابعة تطور حياته الأدبية ضمن إطار واضح. تقع المرحلتان الأولى والثانية ضمن مرحلة المسرح الإليزابيثي Elizabethan Theatre نسبة إلى الملكة إليزابيث الأولى، أما المرحلتان الثالثة والرابعة فتقعان ضمن مرحلة المسرح اليعقوبي نسبة إلى جيمس “يعقوب” الأول ملك إنجلترا الذي تولى العرش في 1603 وتوفي عام1625.

قبر شكسبير

قائمة الأعمال

موكب شخصيات من مسرحيات شكسبير لرسام غير معروف من القرن التاسع عشر

المرحلة الأولى

كان شكسبير في هذه المرحلة كاتباً مبتدئاً بالمقارنة مع معاصريه من الكتاب مثل جون ليلي J.Lyly ومارلو وتوماس كيد T.Kyd. لم تتسم أعماله في هذه المرحلة بالنضج الأدبي والفني، بل جاءت بنية نصوصه سطحية وغير متقنة، وتركيباته الشعرية متكلفة وخطابية. وانتشرت في هذه الفترة المسرحيات التاريخية، نتيجة الاهتمام الكبير بتاريخ انكلترا، خاصة بعد هزيمة أسطول الأرمادا الإسباني The Spanish Armada عام 1588، ولرغبة الجمهور بتمجيد البطولات والتعلم من عِبَر التاريخ. كتب شكسبير في هذه المرحلة مسرحيات عدة تصور الحقبة ما بين 1200 و1550 من تاريخ إنكلترا، وتحديداً الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عائلتي لانكستر Lancaster ويورك York، مثل ثلاثيته «الملك هنري السادس» Henry VI ت(1590 ـ1592)، و«الملك رتشارد الثالث» Richard III ت(1593) التي صور فيها النتائج السلبية لحكم ملك ضعيف. وتغطي هذه المسرحيات الأربع المرحلة الممتدة منذ حكم هنري السادس وحتى هنري السابع وبدء حكم سلالة تيودور Tudor، التي تنتمي الملكة إليزابيث إليها، وتسمى بحقبة حرب الوردتين War of the Roses. ويشبه أسلوب شكسبير فيها أسلوب مسرح العصور الوسطى، ومسرح الكاتب الروماني سينيكا Seneca ومسرح توماس كيد العنيف، ويظهر هذا في دموية بعض المشاهد في المسرحيات الأربع، ومن خلال اللغة الخطابية الطنانة. وظهرت هذه الخاصية في مأساة «تايتُس اندرونيكوس» Titus Andronicus ت(1594) حيث صور شكسبير الانتقام والقتل بتفاصيل دموية مرئية على الخشبة فجاءت أقل نصوصه صقلاً ونضجاً. ويمزج شكسبير هنا التاريخ والسياسة والشعور الوطني لدى شخصياته التاريخية مع روح الفكاهة في رسمه بعض الشخصيات الدرامية.

كتب شكسبير في هذه المرحلة أيضاَ عدداً من النصوص مثل «كوميديا الأخطاء» The Comedy of Errors ت(1592)، وهي مسرحية هزلية تتبع أسلوب الملهاة الرومانية التقليدية من حيث الالتباس في هوية الشخصيات والتشابه بينها، والهرج والمرج الذي ينتج عن ذلك، و«ترويض الشرسة» The Taming of the Shrew ت(1593)، التي ركز فيها على الشخصيات وتصرفاتها وانفعالاتها وسلوكها كخط أساسي للمواقف المضحكة والمحملة بالمعاني في الوقت نفسه، ومسرحية «سيدان من فيرونا» The Two Gentlemen of Verona ت(1594) التي تحكي عـن الحب الرومنسي، و«خـاب سـعي العشاق» (Love’s Labour’s Lost(1594، التي قدم فيها صورة سلبية عن الحب وما يرافقه من تغيرات وتحولات في شخصيات وسلوك العشاق وما يصدر عنهم من تصرفات صبيانية.

المرحلة الثانية

كتب شكسبير أهم مسرحياته التاريخية في هذه المرحلة، مثل “الملك رتشارد الثاني» ريتشارد الثاني ملك إنجلترا ت(1595)، و«الملك جون» King John ت(1596)، و”الملك هنري الرابع» هنري الرابع (توضيح) ت(1597) في جزأين، و”الملك هنري الخامس» هنري الخامس (توضيح) ت(1598)، كما كتب نصوصه الكوميدية الأكثر مرحاً وتميزاً، مثل ملهاة “حلم ليلة منتصف الصيف” A Midsummer Night’s Dream ت(1595) و”الليلة الثانية عشرة” الليلة الثانية عشرة أو كما تشاء ت(1595) و”جعجعة بلا طحن» جعجعة بلا طحن ت(1598) و”على هواك” As You Like It ت(1599)، إضافة إلى “روميو وجولييت” روميو وجولييت ت(1595)، و”يوليوس قيصر” يوليوس قيصر ت(1599)، و”تاجر البندقية” تاجر البندقية ت(1596). ويظهر في هذه المرحلة تطور ملحوظ في أسلوبه الذي صار يميل إلى الخصوصية والتميز.

تحكي مسرحية “الملك رتشارد الثاني” قصة ملك ضعيف يخسر عرشه ومملكته مما أثار حفيظة الملكة إليزابيث لتناولها موضوعاً سياسياً حساساً فمنعت عرضها قائلة «أنا رتشارد….». ويتابع شكسبير التسلسل التاريخي في مسرحية «الملك هنري الرابع» التي كتبها في جزأين، و«الملك هنري الخامس»، حول ابنه الذي يثبت قدرته على الحكم وتحمل المسؤولية. وقد عُرفت مسرحية «هنري الرابع» بشخصية الفارس البدين فولستاف Falstaff، التي ألهمت الكتّأب، فصارت منبعاً للشخصيات المضحكة الطريفة، لكنها ذات أبعاد إنسانية عميقة، إذ يمزج شكسبير فيها بين الحزن والفرح والخوف والجبن والحماسة.

تعدّ «حلم ليلة منتصف الصيف» من أروع ما كتب شكسبير في الملهاة، إذ اعتمد فيها على نسيج درامي معقد من ثلاث حبكات وثلاثة عوالم مختلفة ومتداخلة من الجن والبشر، تصور زوجين من العشاق من العائلات النبيلة في أثينا، ومجموعة من الشخصيات الهزلية من أهالي ريفها الذين يحضرون عرضاً مسرحياً للاحتفال بزواج الدوق وهيبوليتا، إضافة إلى عالم الجن الذي يتزعمه أوبيرون Oberon وملكة الجن تايتانيا Titania وخادمهم البارع النشيط بَك Puck. ويظهر شكسبير في هذه المسرحية العواطف التي تحكم الجميع حتى الجن، كالحب والغيرة والكره أحياناً، في قالب رومنسي مضحك مملوء بالمعاني والعبر. وبدأ بعد ذلك كتابة «تاجر البندقية» وهي من نوع الكوميديا السوداء، التي صور فيها قصة السيدة النبيلة بورشيا Portia وزواجها من بَسانيو Bassanio، وصديقه التاجر أنطونيو الذي يستدين من مال المرابي اليهودي شايلوك، الذي يتوق بدوره للانتقام بهذا الدَّين من المجتمع الذي ينبذه، ولاسيما أن ابنته الوحيدة هربت بالمال الذي جمعه طوال عمره مع شاب مسيحي. وتتداخل في هذه المسرحية مفاهيم الصداقة بين رجلين مع مفهوم الحب الرومنسي بين بورشيا وبسانيو، في مواجهة عدم إنسانية المرابي اليهودي ومعاناته في مجتمع لا يتقبله. وأكثر ما يميز هذه المسرحية شخصية بورشيا التي صارت من شخصيات شكسبير النسائية التي شكلت ثورة في الأدب المسرحي، وكانت منهلاً لشخصيات نسائية أخرى ابتدعها في مسرحياته الأخرى. ولقد صور شكسبير شخصيات نسائية تعتمد على ذكائها وفطنتها وليس على جمالها، وبهذا استطاع تحويل أحد المعوقات في المسرح الإليزابيثي في عصره إلى ميزة، إذ كانت أدوار النساء تمثل من قبل صبية، واستخدم تنكر الصبية في أدوار النساء عاملاً أساسياً في الحبكة في هذه المسرحية وأيضاً في «الليلة الثانية عشرة» و«على هواك» حيث تظهر شخصيتان نسائيتان أساسيتان هما فيولا Viola وروزالِند Rosalind في هيئة غلامين للتمكن من الاقتراب ممن تحبان بحرية، مما يخلق توتراً ومواقف مضحكة وإنسانية في آن واحد.

وكتب شكسبير «زوجات وندسور المرحات» The Merry Wives of Windsor في نهاية هذه المرحلة، وتعود فيها شخصية فولستاف إلى الظهور. أما في «روميو وجولييت» فقد صور الحب الفتي بشاعرية عالية والمصير المؤلم لحبيبين وقعا ضحية خلاف قديم بين عائلتيهما وقضيا نتيجة اندفاعهما العاطفي. وتعد «يوليوس قيصر» من أشهر ما كتب، وهي مأساة سياسية من التاريخ الروماني، الذي نهل منه عدداً من نصوصه الأخرى، يصور فيها شخصية بروتوس؛ إحدى أكبر الشخصيات التراجيدية في المسرح.

المرحلة الثالثة

تميزت هذه المرحلة بأفضل ما كتب شكسبير، ولذا سماها بعض النقاد مرحلة النضج الأدبي، إذ كتب أعظم نصوصه التراجيدية وتلك التي تقترب من الكوميديا السوداء. وتُظِهر مآسي هذه المرحلة عمق الرؤيا عند شكسبير وبراعة الصنعة الدرامية، فقد وظف في هذه المسرحيات أدواته الشعرية بما يناسب النص والعرض المسرحيين فوصل إلى حد الإتقان في الدمج بين العواطف البشرية والفكر الإنساني مع الشعر والمواقف المؤثرة.

كتب شكسبير في هذه المرحلة مأساة “هاملت” Hamlet ت(1601) التي تعد أشهر مسرحياته عالمياً، وصور فيها الوضع الإنساني من عظمة وجبروت وضعف في الوقت ذاته. تحكي “هملت” قصة الأمير الدنماركي الذي يقع ضحية إجرام عمه وضعف أمه وحقيقة أن والده قُتل على يد عمه. يعيش هملت في حيرة وضياع في صراعه بين تردده في اتخاذ قرار الانتقام والإقدام عليه واندفاعه الذي يحطم كل من حوله. ولايزال صراع هملت المرير وتردده يشغل الكثيرين من النقاد والمفكرين وعلماء النفس والكتاب، ويولد جدلاً زاخراً بالتفسيرات والدراسات والاجتهادات التي ماانفكت تضيف إلى الإرث الكبير من النقد الأدبي لهذا النص ولأعمال شكسبير عامة. وتعد «هملت» الأهم بين أعمال شكسبير من حيث استخدام اللغة، إذ تعكس لغة المناجاة الداخلية soliloquy والتحليل ومخاطبة الجمهور في حديث جانبي aside الصراع داخل هملت. وقد اشتهر عن هملت نصيحته التي وجهها للممثلين الذين يحضّرهم للقيام بعرض مسرحي أمام عمه الملك لكي يوقعه في الفخ عندما يشاهد جريمة تشبه جريمته. وتقدم النصيحة صورة موثقة عن أساليب التمثيل في أيام شكسبير، التي اعتمدت على المبالغة ولم تعطِ اللغة الاهتمام الذي تستحقه.

أما في مأساة «عطيل» Othello ت(1604) فقد قدم شكسبير تحليلاً عميقاً لآلية الإيقاع بقائد عظيم أسود البشرة ضحية الغيرة على زوجته البيضاء المخلصة دِزدمونة Desdemona، من خلال المخطط الخبيث والمدروس الذي يرسمه تابعه إياغو Iago الذي يستغل نقاط الضعف لدى سيده الغريب عن المجتمع الذي يعيش فيه، على الرغم من مكانته المرموقة، ولكونه ينتمي إلى ثقافة شرقية تختلف في معالجتها لموضوع الحب والغيرة والشرف عن نظيرتها الغربية. ويتطرق أيضاً لمفهوم الشر من أجل الشر، الذي صوره شكسبير في شخصية إياغو الذي يجد لذة في هذا الشر فيكشف خططه للجمهور من خلال تقنية الحديث الجانبي التي تضع المشاهد في وضع المتواطئ معه والراغب في إدانته في آن معاً.

يعدّ بعض النقاد أن «الملك لير» King Lear ت(1605) مسرحية شكسبير الأهم، كونها تتميز بأبعاد ملحمية لقصة صراع عائلي بين الآباء والأبناء وبعمق في تحليلها العواقب الوخيمة التي تتمخض عن تصرف الملك الانفعالي غير المسؤول عندما يتنازل عن السلطة والمال لابنتيه ويحرم ابنته الصغرى كورديليا Cordelia، لظنه أنها لا تحمل له من الحب ذات القدر الذي تحمله له أختاها اللتان تبالغان كذباً في التعبير عن حبهما لوالدهما، بينما تعجز الصغرى، وهي أكثرهن حباً لوالدها، عن التعبير بالكلمات. وتلقى كورديليا حتفها ويعجز والدها عن إنقاذها قبل أن يموت، ويظهر فشل الخير أمام حماقة البعض وتعنتهم وتجاهلهم الحقيقة. أما في مسرحية «أنطوني وكليوباترا» Antony and Cleopatra ت(1606) فيتناول شكسبير موضوع الحب المحرم سياسياً وأخلاقياً بين القائد الروماني وملكة البطالمة كليوباترا، والذي سبب الدمار لـه ولسمعته في روما، وهو حب ناضج بين حبيبين في أواسط العمر لم يسبق لأحد أن عالجه بذات البراعة والعمق والشاعرية مثل شكسبير. وفـي مسـرحية «مَكبث» Macbeth ت(1606) يقدم شكسبير تحليلاً لرجل يستسلم لطموحه الجامح لضعف في شخصيته فيفقد إنسانيته ويصبح قادراً على أي جريمة. تبرز شخصية الليدي ماكبث من بين الشخصيات النسائية في الأدب العالمي فتصور المرأة الطموح التي لا يقف في طريقها شيء، ولتصبح أنموذجاً لكثير من الشخصيات النسائية المتمردة.

كتب شكسبير نصوصاً أخرى لونها بروح الكوميديا السوداء التي تنبع من افتقار البطل للعظمة والقوة التي يحتاجها ليسيطر على عواطفه، ففي «ترويلوس وكريسيدا» Troilus and Cressida ت(1602) التي تعد من أرقى مسرحياته فكريّاً، يصور شكسبير الثغرة بين المثالي والواقعي، والشخصي والعام عند الفرد المسؤول عن الشأن العام، وتظهر فيها نظرة سلبية تجاه المرأة. وتسيطر هذه الروح السوداوية التي تضفي بعداً إنسانياً جديداً على مسرحياته الأخرى في هذه المرحلة، مثل مأساة «كوريولانوس» Coriolanus ت(1608) و«تيمون (تايمون) الأثيني» Timon of Athens، و«الأمور بخواتيمها» All’s Well That Ends Well ت(1602).

المرحلة الرابعة

كتب شكسبير في هذه المرحلة أهم نصوصه الرومنسية، وبدا في أواخر حياته وكأنه يقدم رؤى جديدة متفائلة باستخدامه أدواتٍ ومفاهيم عدة، من الفن والعاطفة وعالم الجن والسحر والخيال، إضافة إلى استخدامه الشعر الغنائي أكثر من أي وقت مضى، مما جعل مسرحياته الأخيرة تختلف كثيراً عن سابقاتها. لذا اتجه بعض النقاد إلى القول بأن المسرحيات الأخيرة تلخص رؤية شكسبير الناضجة للحياة، بينما رأى آخرون أن هذا الاختلاف في أسلوبه وفكره ما هو إلا تغير في الأذواق والتوجهات شهدها المسرح بعد عام 1608. تتحدث معظم مسرحياته في هذه المرحلة عن ألم الفراق بين المحبين ثم اللقاء ولمّ الشمل في رحلة من المعاناة تتعلم الشخصيات فيها من أخطائها وتغير من مواقفها إلى الأفضل من دون صراع، كما في مسرحية «بريكْلِس» Pericles ت(1608) و«سيمبلين» Cymbeline ت(1610)، و«حكاية الشتاء» The Winter’s Tale ت(1610). ولعل «العاصفة» The Tempest ت(1611) أفضل ماكتب شكسبير في هذه المرحلة قدم من خلالها مفهومه للحياة الذي يجمع بين القوة والحكمة في شخصيات بروسبرو Prospero وابنته ميراندا Miranda وخادمه إيرييل Ariel، وتضمنت بعض أفضل شعره.

هناك في هذه المرحلة مسرحيتان تنسبان إلى شكسبير، إذ قد يكون شارك في كتابتهما مع الكاتبين بومونت وفليتشر Beaumont and Fletcher، وهما «الملك هنري الثامن» Henry VIII ت(1613) و«القريبان النبيلان» The Two Noble Kinsmen وتتحدث الأخيرة عن حب صديقين لامرأة واحدة.

اقتبس شكسبير نصوصه التي كتبها في المراحل الأربع كلها من الحوليات والتاريخ ومما كان متوافراً من كتابات نثرية وقصص في عصره، كما تأثر أسلوباً وفكراً بالإنجيل. كانت «حوليات انكلترا، اسكتلندا، وأيرلندا» Chronicles of England, Scotland, and Ireland ت(1587) لرفائيل هولينشيد Raphael Holinshed مصدره الرئيسي عن التاريخ الإنكليزي، وكانت ترجمة توماس نورث Thomas North ت(1579) لكتاب بلوتارخس Plutarch «سير نبلاء اليونان والرومان» Lives of the Noble Greeks and Romans مصدر مسرحياته الرومانية. أما بالنسبة للمسرحيات الأخرى خارج هذين المجالين فقد اعتمد على مسرحيات قديمة أعاد كتابتها، وعلى أعمال كتّأب آخرين. تصرف شكسبير في مصادره بكل حرية بما يناسب الغرض الذي يكتب من أجله، لكنه اقتبس مقاطع كاملة من هولينشد وبلوتارخس كما وردت، وبحد أدنى من التغيير، وأضفى عليها أجمل شعره، معطياً بذلك أبعاداً جديدة لقصص التاريخ.

أهمية شكسبير

لا يمكن مقارنة الشهرة التي اكتسبها أي كاتب آخر بشهرة شكسبير عالمياً على كافة المستويات، فقد دخل إلى جميع الثقافات والمجتمعات الأدبية والفنية والمسرحية في كل بلدان العالم. وقد اعتمد في مسرحه وشعره على العواطف والأحاسيس الإنسانية، مما عزز من عالميته واستمراريته. فأبطال مسرحياته المأساوية شخصيات تتميز بالنبل والعظمة والعواطف الإنسانية، وتؤثر في الجمهور والقراء أينما كانوا ولاتزال الشخصيات الكوميدية تضحك الجمهور لما في تصويرها من ذكاء ودقة وفكاهة. وتترك شخصياته النسائية، مثل كليوباترا وجولييت والليدي ماكبث وروزالند وبورشيا وبياتريس وميراندا، أكبر الأثر عند القراء وجمهور المسرح والسينما أينما كانوا. وتكمن براعة شكسبير في القصص المثيرة التي يستخدمها في مسرحياته، والمخزون الغني من الشخوص التي يمتزج فيها الخير والشر والعاطفة والعقل، واللغة الشعرية البليغة، والبراعة في التلاعب بالكلمات والألفاظ، والمفردات الجديدة. تعود أهمية شكسبير في كونه الابن النجيب لفكر وفن عصر النهضة الأوربية بإمتياز. فهذا الفكر الذي عالج جوهر الإنسان الفرد وموقعه في الكون ودوره في الحياة، على كافة الأصعدة، إنعكس بتجلي في مسرحياته، ولا سيما في المرحلتين الثالثة والرابعة؛ وما شخصيات هذه المسرحيات، على تنوعها وتباينها إلا تعبير عن معاناة الفرد في واقعه وتوقه إلى الانعتاق من أي قيد يعرقل تفتحه وطموحه. ويتجلى نضج شكسبير الفكري والفني في صياغة الصراع الذي يخوضه الفرد بين نوازعه وغرائزه وطموحاته وبين ظروف الواقع المحيط والحتمية التاريخية. فلا توجد في مسرحيات شكسبير شخصيات معلقة في الهواء، بل هي دائماً ابنة واقعها بتجلياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وعلى الصعيد الفني كان شكسبير نفسه ابن واقعه ومعطياته، وقد تجلت عبقريته الفنية في استيعاب الأشكال الفنية التراثية والمعاصرة والشعبية وإعادة صياغتها استجابة لمتطلبات العصر ولشروط الممارسة المسرحية في دور العرض الفقيرة بالتجهيزات المسرحية آنذاك. ومن هنا خروجه على القوانين الكلاسيكية (الوحدات الثلاث) وتأكيده على الحبكة المزدوجة، بل الثلاثية أحياناً، كما في «حلم ليلة منتصف الصيف»، ومزجه المرهف بين الواقعي والخيالي وبين العواطف والأهواء المتضاربة، واستخدامه الشعر والنثر في العمل المسرحي الواحد وبمستويات لغوية مختلفة حسب طبيعة الشخصية وموقعها الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى التأكيد على تعدد أمكنة الأحداث وفتح الزمن من دون أية تحديدات تقيد حريته. إن من يتعمق في أعماله يتلمس بشكل واضح كون شكسبير ابن إرهاصات الثورة الصناعية والازدهار الاقتصادي والانفتاح على العالم الواسع تلبية لطموح الفرد الجديد، ابن أواخر عصر النهضة.

الجدل

الجدال في أنه قد يكون هناك شخص آخر غير ويليام شكسبير من مدينة استراتفورد على نهر ايفون في انجلترا هو كاتب الأعمال المنسوبة إليه. يقول المؤيدون لهذه النظرية أن شكسبير كان مجرد واجهة لإخفاء الكاتب أو الكتاب الأصليون الذي لسبب أو آخر لم يتقبل سواء برضاه أم لا مفخرة العامة [24]. وعلى الرغم من جذب هذه الفكرة للرأى العام [25][a]، فلقد اعتبرها كل دارسي شكسبير ومؤرخين الأدب عدا مجموعة قليلة مجرد اعتقاد خاطىء ولقد تجاهلتها الأغلبية وأحياناً استُخدمت للتقليل من قدر هذه الإدعاءات [26]

شُكك في أصالة شكسبير أولاً في منتصف القرن التاسع عشر، [27] عندما انتشرت ظاهرة تملق شكسبير بكونه أعظم كاتب في التاريخ [28]. بدت سيرة شكسبير الذاتية وخاصاً أصوله المتواضعة وحياته المغمورة متعارضة مع سموه الشعري وسمعته كنابغة،[29] مما أدى للتشكيك في كونه كاتب الأعمال المنسبة ْإليه [30]. ونتج عن هذا الجدال جزع كبير من الأدب،[31] وقدم أكثر من 80 مرشح لكونهم أصحاب الأعمال،[32] منهم فرانسيس بيكون والايرل السادس لديربى وكريستوفر مارلو والايرل السابع عشر لاوكسفورد.[33]

يجادل مناصرو المرشحين الآخرين كل على حدة أن مرشحهم هو المؤلف الأجدر بالتصديق وأن شكسبير كان ينقصه التعليم والإحساس الأرستقراطي أو ألفة البلاط الملكي الذي كما قالوا كثرت في الأعمال[34]. أكد دارسوا شكسبير رداً على هذه الادعاءات أن تفسير الأدب من حيث السيرة الذاتية لا يمكن الاعتماد عليه لتأكيد أصالة الأعمال،[35] وأن التقارب في الأدلة الوثائقية المستخدمة لإثبات أصالة شكسبير هو نفسه المستخدم لإثبات أصالة أي أعمال أخرى في عهده.[36]. لا يوجد أي أدلة قاطعة مثل هذا لأي من المرشحين الآخرين،[37] ولم يتم التشكيك في أصالة شكسبير في عهده أو لقرون بعد رحيله .[38]

وبرغم إجماع الدارسون،[39] شكك عدد قليل [40] ولكن ذو أهمية عالية من المؤيدين والذي يتضمنهم شخصيات عامة بارزة، [41] في العزو التقليدى.[42] فهم يسعون للاعتراف بالتشكيك في أصالة شكسبير كفرع شرعي للتحقيق الثقافى ولقبول واحد أو أكثر من المرشحين الآخرين لأصالة الأعمال.[43]

تأثيره

تركت أعمال شكسبير انطباعًا طويل الأمد على المسرح والأدب. وسّع شكسبير الإمكانات الدرامية للتشخيص والحبكة واللغة والنوع الأدبي.[44][45] حتى في روميو وجولييت على سبيل المثال لم ينظر إلى الرومانسية كموضوع يستحق المأساة. استخدمت المناجاة الفردية بشكل عام لنقل المعلومات حول الشخصيات أو الأحداث، ولكن شكسبير استخدمها لاستكشاف عقول الشخصيات. أثر عمله بشكل كبير على الشعر في وقت لاحق. حاول الشعراء الرومانسيون إحياء الدراما الشعرية لشكسبير، ولكن دون نجاح يذكر.[46]

أثر شكسبير على روائيين مثل توماس هاردي وويليام فوكنر وتشارلز ديكنز. تدين مناجاة الروائي الأمريكي هيرمان ميلفيل بالكثير لشكسبير. الكابتن اهاب في موبي ديك هو بطل مأساوي كلاسيكي مستوحى من الملك لير. حدد العلماء 20000 قطعة موسيقية مرتبطة بأعمال شكسبير. وتشمل ثلاثة عروض أوبرا لجوزيبي فيردي ومكبث وأتلو وفالستاف.[47][48] ألهم شكسبير أيضًا العديد من الرسامين بما في ذلك الرومانسيين وما قبل الرفائيلية. ترجم الفنان الرومانسي السويسري هنري فوسيلي صديق وليم بليك مسرحية مكبث إلى الألمانية. اعتمد المحلل النفسي سيغموند فرويد على علم نفس شكسبير ولا سيما في مسرحية هاملت لصياغة نظرياته عن الطبيعة البشرية.[49]

كانت قواعد اللغة الإنجليزية والهجاء والنطق أقل توحيدًا في وقت شكسبير مما هي عليه الآن، وقد ساعد استخدامه للغة على تشكيل اللغة الإنجليزية الحديثة. نقل صمويل جونسون عنه أكثر من أي مؤلف آخر في كتابه قاموس اللغة الإنجليزية، وهو أول عمل جاد من نوعه. لقد شقت تعبيرات مثل حبس أنفاسه في مسرحية تاجر البندقية، ونتيجة مفروغ منها في مسرحية عطيل طريقها إلى الكلام الإنجليزي اليومي.[50]

امتد تأثير شكسبير إلى ما هو أبعد من بلده الأصلي ولغته الإنجليزية. كان تأثيره في ألمانيا ذو أهمية خاصة، ترجمت أعمال شكسبير في وقت مبكر من القرن الثامن عشر على نطاق واسع وحظيت بشعبية كبيرة في ألمانيا. كان كريستوف مارتن ويلاند أول من نشر ترجمات كاملة لمسرحيات شكسبير بكل اللغات.[51]

أقواله وأعماله

من أقـواله

  • أكون أو لا أكون هذا هو السؤال.
  • ساعاتنا في الحب لها أجنحة، ولها في الفراق مخالب.
  • أنك تقتل يقظتنا..الذي يموت قبل عشرين عاماً من أجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين..
  • إن أي مركز مرموق كمقام ملك ليس إثماً بحد ذاته، إنما يغدو إثماً حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين..
  • الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا إلا أمثالهم…
  • هناك أوقات هامة في حي كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح..
  • لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً.. فإذا جاء طلبت منهُ كل شيء..
  • إذا أحببتها فلن تستطيع أن تراها.. لماذا؟ لأن الحب أعمى.
  • يمكننا عمل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر..
  • لكن الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم..
  • إن المرأة العظيمة تُلهمُ الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير اهتمامهُ.. بينما نجد أن المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب، ولكن المرأة العطوفه.. المرأة الحنونه.. وحدها التي تفوز بالرجل العظيم في النهاية..
  • الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا للطغاة..
  • يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة..
  • إن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه..
  • إننا نعلّم الآخرين دروساً في سفك الدماء.. فإذا ما حفظوا الدرس قاموا بالتجربة علينا..
  • على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً..
  • إن الغيرة وحش ذو عيون خضراء..
  • الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافا..
  • لا يكفي أن تساعد الضعيف بل ينبغي أن تدعمه..
  • قسوة الأيام تجعلنا خائفين من غير أن ندري تماماً ما يخيفنا.. إذ إن الأشياء التي تخيفنا ليست إلا مجرد أوهام..
  • قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد!..
  • ليس من الشجاعة أن تنتقم، بل أن تتحمل وتصبر..
  • من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام..
  • لا يتأوه عاشق مجاناً..
  • عندما تأتي البلايا لا تأتي كالجواسيس فرادى.. بل كتائب كتائب..
  • لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك..
  • لا تأبه بالمحبطين، حافظ على نفسك من أعداء النجاح.
  • البعض يولدون عظماء ، والبعض يحققون العظمة والبعض تُلقى العظمة عليهم .

أعماله

10 أساطير حول شكسبير

2017-2-2

وليم شكسبير أبرز الشعراء والكتاب المسرحيين في الأدب الإنجليزي والأدب العالمي على الإطلاق، وهو ممثل أيضا وشاعر لقب بــ”شاعر الوطنية” و “شاعر افون الملحمي” حصيلة أعماله 38 مسرحية و158 سونيته واثنتين من القصص الشعرية وبعض القصائد الشعرية، ترجمت أعماله إلى كل اللغات المعاصرة وتم تأديتها أكثر بكثير من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر. لن نسهب كثيراً في الحديث عن سيرته الشخصية و أشهر قصصه ومسرحياته لإن هذه المعلومات معروفة للجميع أو على الأقل معروفة للمهتمين بالأدب العالمي، لكنا في هذه المقالة سنسرد لك ما لا تعرفه عن شكسبير!

1- لم يكتب شكسبير أعماله الأدبية.

2- تعمد شكسبير استخدام مفردات ومصطلحات فريدة لغويا وصياغته لمعظمها.

3- لم يكن متعلما.

4- عاش معظم حياته وحيدا.

5- لم يسافر ابدآ في حياته.

6- كان أشهر كتاب عصره.

7- كان كاثوليكيا.

8- لم يكن سعيدا في زواجه.

9- كان مقربا من الملكة إليزابيث.

10- تشير بعض المصادر أن شكسبير كان مثليا!

تعالوا نتعرف معاً بالصور على المبدعة السورية #سهام_ ترجمان..الأديبة والصحفية الدمشقية.. – مشاركة: شذى حمود.

نتيجة بحث الصور عن سهام ترجمان
نتيجة بحث الصور عن سهام ترجمان نتيجة بحث الصور عن سهام ترجمان
نتيجة بحث الصور عن سهام ترجمان
نتيجة بحث الصور عن سهام ترجماننتيجة بحث الصور عن سهام ترجماننتيجة بحث الصور عن سهام ترجمان
سهام ترجمان


سهام ترجمان
ولدت في حي العمارة في دمشق عام 1932.
تلقت تعليمها في دمشق حتى المرحلة الثانوية ثم أتمت دراستها الجامعية في كلية الآداب – قسم الفلسفة – جامعة دمشق حيث نالت الإجازة في الفلسفة (1954- 1955). عملت في الصحافة.
قدمت برنامجاً ثقافياً من إذاعة دمشق لفترة طويلة كان سبب شهرتها في الأوساط الأدبية في سورية وخارجها.
عضو جمعية النقد الأدبي.

مؤلفاتها:
1- يامال الشام – دراسة – دمشق 1969- ط2 1978).
2- جبل الشيخ في بيتي- دراسة – دمشق 1982.
3- آه.. يا أنا.. – دراسة – دمشق 1986.
4- ترجم كتابها الأول يالمال الشام إلى الانكليزية من قبل المستشرقة الامريكية البرفسورة الدكتورة أندريارو ” استاذ علم الانتربولوجي والسوسيولوجي في جامعة سيراكيوز نيويورك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سهام ترجمان

سهام ترجمان …
دمشقية حتى العظم

من مواليد حي العمارة الدمشقي عام 1932 من أب دمشقي وأم جزائرية الأصل، نشأت في بيت شعبي دمشقي أصيل ساهم في تشربها للبيئة الشعبية التي أحبتها وعملت على تجسيدها في مؤلفاتها الأدبية.
درست الابتدائية في مدرسة زبيدة للبنات في طريق الصالحية عام 1945 والإعدادية في سوق ساروجة والثانوية في تجهيز البنات الأولى في الطلياني.
تابعت دراستها الجامعية بجامعة دمشق كلية الآداب قسم الفلسفة وتخرجت عام 1955.
شعرت بالحزن عندما رأت حضارة الاسمنت تغوص في بيوت دمشق القديمة لتقتلعها من جذورها وتستوطن مكانها وكانت تحس بأن مدن ألف ليلة وليلة التي نشأت فيها تكاد تنفجر وتختفي من واقع الحياة.
وعندما تعرضت البلاد لعدوان الخامس من حزيران عام 1967 خافت على دمشق بكل جوارحها وراحت تكتب في العتمة زمن الحرب وتسجل ما يعتريها من خواطر دمشقية أصيلة (العرس الشامي- السيران- الأمثال الشعبية- السهرات- الولادة والطلق).
بدأت حياتها العملية بالعمل في إذاعة دمشق محررة ومذيعة في برنامج الجندي منذ عام 1956 وكانت محررة في مجلة الجندي العربي ثم تحولت إلى نائبة رئيس التحرير ثم رئيسة تحرير مجلة فلاش التي تصدر بالإنكليزية عن الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة.
أثناء الوحدة السورية المصرية تنقلت بين الدولتين في مهمات صحفية كثيرة إضافة للمقالات الصحفية والبرامج الإذاعية التي قدمتها فقد كانت مسؤولة عن قسم التخطيط الإعلامي والثقافي في الإدارة السياسية (فرع الإعلام) بمرتبة مدير ثم عينها العماد طلاس مستشارة ثقافية في مركز الدراسات العسكرية والاستراتيجية بوزارة الدفاع.

من برامجها الإذاعية :
– برنامج المرأة
– برنامج الحقيبة الدبلوماسية
– برنامج القوات المسلحة
– برنامج حماة الديار.

تزوجت من الضابط فؤاد محفوظ عام 1971 لكن القدر حرمها منه حيث استشهد في حرب الاستنزاف عام 1973، رشحتها إدارة أميركا في وزارة الخارجية العربية السورية للاستفادة من منحة (هيوبرت همفري) المقدمة من الولايات المتحدة لسورية ولدول العالم الثالث وأثنى على الترشيح كل من وزارة الدفاع ووزارة التخطيط، سافرت ممثلة عن سورية في المنحة بدرجة مدير الدراسات العليا في الإعلام والتخطيط والأدب في جامعة مينيسوتا ومعهد هيوبرت همفري لمدة عام كامل 1982-1983
قدمت العديد من المحاضرات عن دمشق في أميركا ولندن وباريس ودمشق ويعود لها الفضل في الإبقاء على العديد من الأحياء الدمشقية القديمة فقد نجحت معركتها كرائدة وقائدة لمعركة الحفاظ عن تراث العمارة العربية في دمشق.

مؤلفاتها:
– «يامال الشام» وهو كتاب في الفولكلور الشعبي الشامي، جسدت فيه عشقها للشام بعفوية خالصة.
– «آه يا أنا»- أناشيد نثرية في الحب وهو كتاب في عشق الطبيعة والرجل والحياة.
كتاب فرقة المعتزلة يتحدث عن دورهم ودور العقل في الفلسفة الإسلامية. وقد نالت على كتابها هذا شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري.
رواية جبل الشيخ في بيتي .
رواية آه … يا أنا .
كتاب رسائل الأميرة زينب الحسنية إلى الرائدة الشامية ماري عجمي .
ترجم كتابها الأول يا مال الشام إلى الانكليزية من قبل المستشرقة الأمريكية البرفسورة الدكتورة أندريارو ” استاذ علم الانتربولوجي والسوسيولوجي في جامعة سيراكيوز نيويورك، ويذكر أن الكتاب يقع في ثلاث مجلدات.

تعتز الأديبة سهام ترجمان بدمشقيتها وحبها لدمشق في كافة إصداراتها ومحاضرتها، وقد عبرت عن هذا العشق المستديم من خلال حبها لعبق الياسمين الدمشقي الذي ينمو على التربة الخصبة المروية من نهر بردى.
و في مجلدها(يا مال الشام)، قالت: “أنا من دمشق، بيتي دمشقي، فأين تسكن دمشق، نقرت على الأبواب، أسال، هل تسكن مدينتي هنا، وفتحت بيوت الشعر في دمشق وجبال لبنان والقاهرة وبغداد، وأذهلتني القصور الفخمة التي تعيش فيها مدينتي المدللة وفتنتني الأكواخ الهادئة المريحة التي تصيف فيها أثيرتي الحبيبة تحت عرائش الياسمين والورد البلدي والبنفسج والليلك تظللها الزهرة العطرة ومن وهج الشمس وترش عليها الكلمة الخالدة أكسير الحياة والديمومة، نقرت على الأبواب برفق أسال، أنا أحب مدينتي، فمن يحب معي مدينتي”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأديبة سهام ترجمان.. الدمشقية حتى العظم

دمشق-سانا

ارتبط اسمها بمدينة دمشق ولا سيما بعد أن وضعت كتابها الشهير “يا مال الشام” الذي يحكي عن دمشق القديمة بتراثها وعاداتها وتقاليدها ويعبر عن اعتزاز الأديبة سهام ترجمان بدمشقيتها في كل إصداراتها ومحاضراتها والتي نضحت بحبها لعبق الياسمين الدمشقي الذي ينمو على التربة الخصبة المروية من نهر بردى.

لابنة حي العمارة الدمشقي الفضل في صون العديد من الأحياء الدمشقية القديمة إضافة إلى نجاحها الكبير كرائدة وقائدة حملات في الحفاظ على العمارة الدمشقية العريقة وهي من تقول: من يبحث في تاريخ دمشق يجد أنها قد عرفت قبل غزو الاسكندر بكثير فهذه المدينة موجودة منذ الألف الثاني زمن الفراعنة وزمن المماليك الآرامية في الألف الأول قبل الميلاد.

ونشأت صاحبة كتاب المعتزلة والتي نالت عليه شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري في بيت شعبي أصيل ساهم في تشربها للبيئة الدمشقية التي أحبتها وعملت على تجسيدها في مؤلفاتها وأعمالها الأدبية الإبداعية.

ونالت الإجازة في الفلسفة من جامعة دمشق ثم قدمت برنامج الجندي في إذاعة دمشق وهو برنامج ثقافي قدمته لفترة طويلة وكان سبب شهرتها في الأوساط الأدبية في سورية وخارجها إضافة الى عدة برامج منها المرأة..القوات المسلحة ..حماة الديار.

أثناء الوحدة مع مصر قامت بمهام صحفية كثيرة ودخلت عالم الصحافة المكتوبة عن طريق مجلة الجندي العربي حيث عملت محررة ومن ثم نائبا لرئيس التحرير إضافة إلى كونها رئيسة تحرير مجلة فلاش التي صدرت باللغة الإنكليزية عن الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة وهي عضو في جمعية النقد الأدبي في اتحاد الكتاب العرب.

مسيرتها الأدبية التي امتدت لعشرات السنوات أغنت من خلالها المكتبة السورية والعربية بإصدارات أدبية متنوعة كان أهمها كتابها الوثائقي الذي حمل عنوان “رسالة إلى الطيار الإسرائيلي الذي قتل زوجي” والذي كتبته بعد استشهاد زوجها النقيب فؤاد محفوظ بحرب تشرين التحريرية عام 1973 إضافة إلى “جبل الشيخ في بيتي و رواية آه يا أنا ورسائل الاميرة زينب الحسنية إلى الرائدة الشامية ماري عجمي” وآخر كتبها “المعتزلة”.

وعندما تعرضت البلاد لعدوان الخامس من حزيران عام 1967 خافت على دمشق بكل جوارحها وراحت تكتب وتسجل ما يعتريها من خواطر دمشقية أصيلة مثل “العرس الشامي .. السيران.. الأمثال الشعبية.. السهرات.. الولادة والطلق” كما القت العديد من المحاضرات عنها في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ترجم كتابها الأول يا مال الشام إلى الإنكليزية من قبل المستشرقة الأمريكية البروفيسور الدكتورة أندريارو أستاذ علم الانتربولوجي والسيسيولوجي في جامعة سيراكيوز نيويورك ويقع في ثلاثة مجلدات وقد صدر منه جزء ثان مؤخرا.

 شذى حمود

سهام ترجمان
معلومات شخصية
الميلاد 1932
دمشق،  سوريا
الإقامة سوريا
الجنسية سورية
الحياة العملية
التعلّم إجازة في الفلسفة
المهنة أديبة

سهام ترجمان (1 كانون الأول 1932 – ) صحفية وأديبة سورية، ولدت في حي العمارة بمحافظة دمشق عام 1932.

تلقت تعليمها في دمشق حتى المرحلة الثانوية ثم أتمت دراستها الجامعية في كلية الآداب – قسم الفلسفة – جامعة دمشق حيث نالت الإجازة في الفلسفة (1954- 1955). عملت في الصحافة.

قدمت برنامجاً ثقافياً من إذاعة دمشق لفترة طويلة كان سبب شهرتها في الأوساط الأدبية في سورية وخارجها. عضو جمعية النقد الأدبي.

ترجم كتابها الأول يا مال الشام إلى الإنكليزية من قبل المستشرقةالأمريكية البروفسور الدكتور أندريارو ” أستاذ علم الانتربولوجي والسوسيولوجي في جامعة سيراكيوز نيويورك، ويذكر أن الكتاب يقع في ثلاث مجلدات وقد صدر منه جزء ثان بعنوان (يامال الشام 2)مؤخراً . كما صدر لها كتاب آخر عن (المعتزلة) يتحدث عن دورهم ودور العقل في الفلسفة الإسلامية. وقد نالت على كتابها هذا شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري. تعتز الأديبة سهام ترجمان بدمشقيتها وحبها لدمشق في كافة إصداراتها ومحاضرتها، وقد عبرت عن هذا العشق المستديم من خلال حبها لعبق الياسمين الدمشقي الذي ينمو على التربة الخصبة المروية من نهر بردى.

المؤلفات

  • كتاب يا مال الشام
  • كتاب فرقة المعتزلة
  • رواية جبل الشيخ في بيتي
  • رواية آه … يا أنا
  • كتاب رسائل الأميرة زينب الحسنية إلى الرائدة الشامية ماري عجمي

يوم صدرتْ لأمير الشعراء..الشاعر السوري #حسن _بعيتي ..مجموعته الشعرية#صدق_ خيالك..

منذ ‏٦‏ سنوات

للشاعر حسن بعيتي أمير الشعراء – صدرتْ أمس مجموعته الشعرية ” صدق خيالك ” -لأكاديمية الشعر …. في إمارة أبو ظبي ….
الشاعر حسن محمد بعيتي حائز على إجازة في علوم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب ـ جامعة البعث بـحمص عام 2003.
شارك في العديد من المهرجانات الأدبية في المحافظات السورية ونشرت قصائده في دوريات ومجلات محلية وعربية.
حصل على العديد من الجوائز الأدبية في مجال الشعر داخل سورية وخارجها مثل:
– جائزة عبد الباسط الصوفي 2006.
ـ جائزة الجولان 2006-2008.
ـ جائزة رابطة الخريجين الجامعيين 2005.
– جائزة الشارقة للإبداع العربي الدورة العاشرة المركز الثاني 2007. وعنها صدرت مجموعته الشعرية الأولى «قطرات».
الإنجاز الأبرز للشاعر حسن بعيتي كان فوزه بلقب أمير الشعراء 2009، بعد حصوله على المركز الأول في المسابقة التي تنظمها هيئة الثقافة والتراث بإمارة أبو ظبي والتي تقدم لها أكثر من 7500 شاعر من مختلف الأقطار العربية.
http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=288630#post288630

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

للشاعر حسن بعيتي أمير الشعراء – صدرتْ أمس مجموعته الشعرية ” صدق خيالك ” -لأكاديمية الشعر …. في إمارة أبو ظبي ….
الشاعر حسن محمد بعيتي حائز على إجازة في علوم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب ـ جامعة البعث بـحمص عام 2003.
شارك في العديد من المهرجانات الأدبية في المحافظات السورية ونشرت قصائده في دوريات ومجلات محلية وعربية.
حصل على العديد من الجوائز الأدبية في مجال الشعر داخل سورية وخارجها مثل:
– جائزة عبد الباسط الصوفي 2006.
ـ جائزة الجولان 2006-2008.
ـ جائزة رابطة الخريجين الجامعيين 2005.
– جائزة الشارقة للإبداع العربي الدورة العاشرة المركز الثاني 2007. وعنها صدرت مجموعته الشعرية الأولى «قطرات».
الإنجاز الأبرز للشاعر حسن بعيتي كان فوزه بلقب أمير الشعراء 2009، بعد حصوله على المركز الأول في المسابقة التي تنظمها هيئة الثقافة والتراث بإمارة أبو ظبي والتي تقدم لها أكثر من 7500 شاعر من مختلف الأقطار العربية.
http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=288630#post288630

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏حسن بعيتي‏‏
حسن بعيتي

بحمد الله و الشكر من جديد لأكاديمية الشعر …. في إمارة أبو ظبي ….

صاحبة الفضل ….. و لكل من بذل جهدا …..

– صدرتْ أمس مجموعتي الشعرية ” صدق خيالك ”

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏