“من يفشل في تعلمْ عبّر ودروس التاريخ , يكتب عليه تكرارها” من الأقوال الهامة في التراث , يعتبر التراث بأحد تعاريفه سجلاً لتراكم خبرة الإنسان في تعامله مع البيئات الطبيعية والاجتماعية المحيطة به عبر التاريخ , هو بذلك يكتسب أهميته ومسببات بقائه بهذه الكلمات بدأ مشاركته في ندوة  فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب الدكتور عبد المسيح العشي مدرس  في كلية الهندسة المعمارية  في جامعة البعث ممثلا للجنة التراث الهندسي في نقابة المهندسين  تحت عنوان “التراث الأثري وأثره في حمص ”

أضاف يعتبر التراث ثروة وطنية وقومية هامة لأي مجتمع من المجتمعات , وهو من أهم العوامل المحددة لشخصية الإنسان وهوية المجتمعات والعمران , وتعتبر عملية الحفاظ عليه وصيانته والاستفادة منه هي من أولويات اهتمامات المجتمعات المتحضرة والتي تسعى جاهدة لربط قديمها بحاضرها وبناء قاعدة صلبة نبني عليها مستقبلها .

التراث المعماري والعمراني هو مجموع المباني و المنشآت التي أثبتت أصالتها وقيمتها في مواجهة التغير المستمر وتوفر لها القبول والاحترام , فأصبحت سجلاً حياً ومرجعاً بصرياً يجسد علاقات الإنسان مع بنيته المحيطة.

إن الابتعاد عن التراث وموروث الأجداد إنما يسهم بقطع استمرارية خطة التطور الحضاري لأي مجتمع , فتصبح هذه المجتمعات عاجزة عن ربط حاضرها بمستقبلها بماضيها مما يدخلها في سباق العولمة وضياع الهوية .

ومن هنا تأتي أهمية حماية ودراسة تراثنا المعماري ليبقى مرجعا أصيلاً للأجيال القادمة .

أشار رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب ورئيس الجمعية التاريخية عبد الرحمن بيطار خلال إدارته للندوة بأن مشاركة العشي  إضاءات نابعة من قناعة فكرية عاطفية علمية  , ورحب بنائب رئيس دائرة آثار حمص ممثلاً لها الدكتورة ديالا بركات فتحدثت عن واقع المباني الأثرية بحمص وآلية التعامل مع كل مبنى أثري بما يتعلق بتوثيقه وإعادة تأهيله وأشارت أننا نفتقر بحمص لمركز تاريخي مترابط مع بعضه مثل الغرب بسبب العوامل الطبيعية والبشرية وتفضيل بعض الجهات إقامة مباني حديثة بدلا من المباني الأثرية , وذلك بالتعاون مع دوائر حكومية ومنظمات دولية  , وأشارت إلى نقص الأيدي الخبيرة ببناء الأبنية الحجرية أي الحجارة السوداء وضرورة توريث هذه المهنة للشباب خوفاً من اندثارها وزوالها .

مع ضرورة الترويج للأماكن الأثرية بإقامة نشاطات ثقافية فيها مثل قصر الزهراوي بحي الحميدية الذي أقيمت فيه عدة أنشطة منها معرض فني قام به الهلال الأحمر بهدف ربط هذه الأماكن الأثرية بالمجتمع الأهلي وضرورة تسليط الضوء عليها وضرورة تفعيل دور الإعلام في هذا المجال  .

وتناول الأستاذ حسام الزراعي ممثل الجمعية التاريخية السورية بحمص في مشاركته تعريف التراث الأثري وتحدث عن الآثار الباقية في مدينة حمص والبعد التاريخي لها فحمص هبة العاصي كما مصر هبة النيل ….

تقسم الأبنية إلى :1- أبنية عسكرية وهي سور المدينة والخندق والقلعة والأبراج ….

2- منشآت دينية هي جامع النوري الكبير وجامع خالد بن الوليد وكنيسة أم الزنار والمقابر ….

3- منشآت إدارية وعسكرية  مثل دار السرايا مقر المحتسب قصور الأغنياء و قصر الزهراوي …..

4- منشآت اقتصادية واجتماعية وهي سوق المسقوف والأقنية وحي النواعير , حيث كانت فيه ناعورة ولكنها أزيلت نتيجة التطور والعمران  والحمام العثماني والأسواق التجارية ….

وقدم عدة مقترحات للجمعية التاريخية للاهتمام بآثار مدينة حمص منها :

إيجاد خارطة سياحية للآثار التاريخية والتراثية بحمص  مع نشرة تعريفية و ترغيبيه بالزيارة ووضع لوحات إرشادية وتعريفية في طرق المدينة للدلالة للراغبين بالزيارة , وتوعية المواطنين بأهمية هذه الآثار وضرورة المحافظة عليها….

أكد في نهاية المحاضرة بيطار إلى أهمية ما طرح خلال الندوة وما أشارت إليه من  التقصير , وأنها فتحت أعيننا إلى خطة مستقبلية لإقامة محاضرات خلال أسبوع كامل يتحدث خلالها عن موضوعات يتعلق بالآثار , و سنعمل على إقامة حفل فني في نهاية الموسم الثقافي في فناء  القصر. ..

فكان الحضور من النخبة المثقفة المهتمة بالآثار وقد تفاعل الجميع مع الطروحات والاقتراحات التي تناولت الاهتمام بالآثار والمحافظة عليها .