147141_2013_09_23_12_08_49.image3
الفنان د. مروان مسلماني
 صورة 051

ff8d068c0239ebe11a33697990884cf44834.jpeg

مروان مسلماني احد اعمدة التصوير في سوريا

خاص / عرب فوتو
إعداد : فريد ظفور – سورية

الفنان د. مروان مسلماني
صورة-007-1600x1200-217x300
حكاية نرويها وأسلوب سردي نعبر فيه عن  خلجات فنية لأبرز الشخصيات الفوتوغرافية التي تركت بصمتها الضوئية على جدار الزمن الفني ، وحلقة من سلسلة التعريف بصناع الفن الفوتوغرافي..
نغزل خيوط حكايتنا عن أحد عمالقة التصوير في سورية إنه الدكتور مروان مسلماني ( أبو يزن )..المصور الرمز الفنان الإنسان ..البطل المقداد الذي أعاد للتصوير الضوئي أمجاده في وزارة ومديرية السياحة وفي المحافل الدولية ، حيث أصبحت لوحاته الضوئية تزدان بها جدران الكثير من الدوائر والمؤسسات والسفارات والمتاحف في شتى أصقاع المعمورة..
إنه المعلم الفذ الذي تخرج من مدرسة الأبجدية الأولى برأس شمرا التي علمت العالم الكتابة
إلى عشاق التصوير الضوئي أقدم هذا السرد والعبق الفوتوغرافي ..هدية ومسيرة فنية متواضعة خدمة للجيل العربي الذي تمثل أخلاق وعلوم المعلم الأول في أبجدية الضوء العالم الفذّ الحسن بن الهيثم.
الفنان مروان مسلماني ترك للإنسانية إرث ثقافي معرفي ضوئي وتوثيقي ، مؤرشفاً كل كنوز سورية وآثارها وحضارتها التي تمتد منذ 13 ألف سنة قبل الميلاد فقد أمضى عمره في التصوير مقدماً عصارة فكره وعبقريته ليكتب سفراً ضوئياً للأجيال القادمة وللبشرية جمعاء
الأستاذ مروان كان صامتاً،  لوتكلم نطقت التماثيل والحجارة نيابة عنه ، كان مقل بالكلام كثيرالأفعال والأعمال ، فلا يكاد يخلو موقع أثري – بيئي –  تراثي أو معماري إلا وترك بصماته الفوتوغرافية عليها ، ناهيك أنه كان يصنع الكثير من أدوات ومعدات التصوير من أجهزة تنشيف وتكبير وتحميض وطبع وإضافة فلاتر ، علاوة عن تقليده للتماثيل والمنحوتات بحرفية عالية
كان للفوتوغرافيا السورية كالأم الرؤوم والأب العطوف والحكيم يمد يد العون للقاصي والداني من هواة وعشاق التصوير متواضع عذب كلامه دمثة أخلاقه يساعد الجميع وبصمت وبلغته المعبرة العمل ..
حين إلتقيته للوهلة الأولى في المتحف والوطني بدمشق برفقة الفنان الراحل واهي شاهنيان عام 1983م وأجريت معه حواراً لمجلة فن التصوير الورقية اللبنانية ، حيث أبدى إعجابه وأثنى على المجلة وعلى القائمين عليها وقدم الكثير من الدعم الفني والمعلوماتي ، وكم كان يتمنى أن تكون قد صدرت من سورية مجلة ثانية شقيقة للمجلة  نظراً لقلة الدوريات المتخصصة بعالمنا العربي
مضت السنوات  متسارعة حتى  سنحت لي الفرصة مع مجموعة من الزملاء لننطلق ونطلق مجلة فن التصوير بشكل ألكتروني من دمشق العاصمة السورية متابعين نهج ومسيرة سابقتها البيروتية.
المجلة هي عربون وفاء له ولكل الزملاء الراحلين والباقين رواد ومؤسسي الفوتوغرافيا السورية والعربية ، ولكن يد المنون قد خطفت عملاقنا الضوئي قبل رؤية عروسة التصوير الضوئي بحلة قشيبة وجديدة..
في جولتنا نتعرف على كل مافي جعبته من ذكريات عن ماضي التصوير وماكان يراه في الأفق عن المستقبل إستناداً إلى خبرته في هذا المجال .
أسهمت تجربة الفنان مسلماني الطويلة في خلق مساحة عريضة لفن التصوير الضوئي،  وغدا فناً له شخصيته الخاصة والمستقلة
بداية لابد من التنويه للدور الذي ساهم فيه بعض الرواد أمثال ((شفيق الإمام- خالد معاذ ـ روبير ملكي ـ أمين الشريف ـ وجيه السمان ـ ورفيق السيوفي ـ ونزيه الشهبندر وغيرهم.
وقد تم في عام 1980م تأسييس نادي التصوير الضوئي بمعرض الخمسة الضوئي ((مروان مسلماني –  قتيبة الشهابي ـ جورج عشي ـ صباح قباني ـ طارق الشريف ))

الدكتور (( مروان مسلماني Marwan Moslmany ))
بلغت معارضه ماينيف على المئة معرض في سورية والعالم و قضى ما يقارب الأربعين عاماً في متحف دمشق الوطني مصوراً وموثقاً في خدمة الآثار والسياحة و كذلك كتبه الغزيرة والتي صدرت بعدة ترجمات
كان أول رئيس لمجلس إدارة نادي فن التصوير الضوئي عند تأسيسه وهو من أوائل الفنانين الذين ألحقوا الفن الضوئي بالتشكيل الإبداعي بعيداً عن الحرفة وتميز بنشاطه الكثيف والمتقن في توثيق وتصوير الأوابد والآثار السورية، و تعد اليوم مرجعاً وأرشيفاً متكاملاً لكل دارس وباحث في العالم ، أتيحت له فرصة إقامة أهم المعارض عن الآثار السورية في كبرى متاحف وصالات العالم وهم بحمل رسالة تاريخية وقومية كبرى بالتعريف بآثارنا ونقل قيمتها المعرفية والفكرية طوال عقود إلى أقاصي الأرض.
كل ذلك لم يمنعه من الخروج حيناً عن رؤيته للآثار ليغدو محدثاً ومجدداً في معرضه الفريد “خلجات” ” عندما قام لأول مرة بتجربة مثيرة وفريدة بالاستعاضة عن آلة التصوير بالمخبر الكيميائي لينتج صوراً ضوئية بتجريد عالٍ مع تكوين غرائبي وفني مدهش يقارب عوالم السورياليين من خلال الورق الطباعي للتصوير والأملاح المعدة للتظهير مع الضوء، ويعد بذلك مؤسساً حقيقياً لإتجاهات عميقة  بفن التصوير حيث نال عليها شهادة الدكتوراه الفخرية من ألمانيا الاتحادية عام  1968م.
كما جاء بحثه الأثري في تصوير الأختام الأسطوانية من الآثار السورية تتويجاً لعمله الفني حيث قدم كشفاً أثرياً جليلاً بتعريض تلك النقوش المتناهية الدقة والتي حفرت على الأختام لإضاءة خاصة وقام بتكبيرها عشرات المرات في لوحات جدارية، لُتُقرأ هذه الرموز من قبل الباحثين بعد أن تكشفت ملامحها عن صيغ وأزياء وشخصيات أسطورية ورموز متعددة ومتنوعة كانت مجهولة سابقاً.

147141_2013_09_23_12_08_49.image1147141_2013_09_23_12_08_49.image2 147141_2013_09_23_12_08_49
كل ذلك منحه عن جدارة وسام الاستحقاق السوري ولأول مرة يحوز عليه مصور عربي في تاريخ فن التصوير وعندما عاد من النمسا بمعرض وثائقي بعنوان “سحر وشعر” قام بتصويره هناك مفتوناً بروعة النحت والعمارة الأوربية وبأن الفن لغة عالمية لا تعرف وطناً ولا حدوداً، وبذلك تجاوز حدود الآثار السورية
– الدكتور مروان مسلماني :
– ولد في دمشق 22-3-1935 م ..
– عمل في مديرية الأثار واالمتاحف عام 1958-1995 م
– كان مديراً لقسم التصوير والارشيف الاثري السوري وعمل مرافقا للبعثات الآثرية وساهم بتصو ير المكتشفات الآثرية.
– كان هاجسه جعل فن التصوير الضوئي فنآ في سورية
– عمل في مديرية الأثار واالمتاحف عام 1958-1995  كان مديرا لقسم التصوير والارشيف الاثري السوري
عمل مرافقا للبعثات الآثرية وساهم بتصو ير المكتشفات الآثرية مع علماء من فرنسا وإيطاليا والمانيا و مع العالم (كلود شيفر ) الذي اكتشف أ وغا ريت ومع الايطالي (باولو ماتييه ) في موقع إيبلا وعدة مواقع أخرى (( ماري- تدمر)) .
– شارك في جميع الند وات العلمية والآثرية التي أقيمت في سو رية وقدم برامج تلفزيونية وإذاعية حول فن التصوير الضوئي منذ افتتاح التلفزيون لأول مرة عندما كان الدكتور صباح قباني  مديراً له ، فساهم في حفظ التراث من خلال المعارض المتخصصة التي أقامها عن العمارة والفن أعماله الفنية والأثرية كانت مرجعا للعاملين والدارسين في مجال التراث أحب التصوير الفوتوغرافي فصور سورية التاريخ الحضارة والطبيعة ولديه ما يقارب 5500 صورة – ساهم في تأ سيس نادي فن التصو ير الضو ئي في سوريا -1982م
– كتب العد يد من الكلمات في دليل معارض فناني التصو ير الضوئي وبدليل معارض النا دي السنو ية ..
• أصدر كتباً تخصصية مصورة أهمها :
• سوريا أرض الأنسانية
• تدمر فن وعمارة
• بصرى المدينة الكاملة
• دمشق وثائق وصور القرن 8-19م
• دمشق المدينة القديمة في صور
• البيوت الدمشقية
• الجامع الاموي
– كتاب الاختام الاسطوانية في سوريا 3300-330 ق.م
• سوريا كنائس وأديرة في صور ..
((علما ان هذه الكتب ضمّنها بعدة لغات العربية – الانكليزية -الفرنسية – الايطالية – الالمانية – الاسبانية – اليابانية ))
وهو من الفنانين القلآئل النادرين الذين كرسوا حياتهم في خدمة التصو ير الضو ئي فخد موا من خلآله وطنهم ورفعوا اسمه عا ليا بين دول العا لم فقد رصد ووثق وأرشف كل آثر تا ريخي في أرجاء الوطن وسجل بعدسته وعينه البارعة مكامن السحر والجمال.
– صوره جمعت كل أحاسيسه وواكبت المدارس الحد يثة والآتجاهات الفنية المتطورة
– عمل في المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ عام 1958 حتى عام 1995م وكان مديراً لقسم التصوير والأرشيف السوري
– تم اختيار الفنان مروان مسلماني محكما مع عدة من فنانين من الدول العربية للدورة الثامنة لجائزة الصحافة العربية لعام 2008 م في دبي . محور الصور الصحفية – فئة الصور الفوتوغرافية مع عدة فنانين من الغرب وتونس ولبنان والامارات العربية المتحدة .
– كرمته محافظة مدينة دمشق لكتابه الهام (البيوت الدمشقية )
–    قدم الأستاذ محمد خالد حمودة مدير قلعة دمشق (( ريبورتاجاً عنه )).والذي بحق كان خير وثيقة وتكريم للراحل مسلماني  عبر القناة الفضائية السورية
اقام فريق جوالة الارض معرض التصوير الفوتوغرافي تحية للفنان مروان مسلماني تكريما من هؤلاء الشباب لعطائه المستمر في خدمة الفن بعنوان ( حضارة الطين )
– قلده الرئيس الراحل حافظ الاسد وسام الأستحقاق السوري من الدرجة الثالثة لأعماله العلمية في 31-7-1984 وخاصة بعد نجاح معرض جامعة (تو بنغن) في المانيا عن الأختام الأسطوا نية في الآثار السورية ..
عمل مرافقاً لعدة بعثات أثرية وساهم بتصوير المكتشفات الأثرية (مع العالم الفرنسي كلودشيفر الذي اكتشف أوغاريت، ومع العالم الايطالي باولو ماتييه في موقع إبلا لعدة سنوات، ومع العالم موتفارت في تدمر لعدة سنوات، ومع العالم الفرنسي أندريه بارو في موقع ماري لعدة سنوات، كما عمل مع العالمين هورست كلينغل وكريزويل عالم الآثار الإسلامية)
–    من المؤسسين الأوائل لنادي فن التصوير الفوتوغرافي وهو أول نقيب للفنانين الضوئيين في سورية
–    درّس مادة التصوير الفوتوغرافي لطلاب قسم الصحافة/ جامعة دمشق
–    كرمته محافظة دمشق لكتابه الهام «البيوت الدمشقية»
–    كرمه نادي فن التصوير الضوئي في المعرض السنوي الثاني والثلاثون لنادي فن التصوير الضوئي.
–    أقام مئة معرض فني في سوريا وخا رجها ومن أهم معارضه:
–    معرض الأختام الأثرية السورية، عرض في جامعة توبنجن بألمانيا وعليه نال درجة الدكتوراه واستمر عرضه عاماً كاملاً وكان مرجعاً لطلاب قسم التاريخ بألمانيا.
–    معرض المرأة في الآثار السورية، عرض في كوبنهاغن أثناء انعقاد مؤتمر المرأة العالمي
–    معرض مكتشفات إيبلا، عرض في دمشق والأردن وروما
–    معرض الآثار الإسلامية، عرض في إسبانيا واليمن
–    معرض خمسة آلاف عام من فن التماثيل في سورية، عرض في دمشق وبرلين
–    معرض الحضارات السورية القديمة في الجامعة الأمريكية (الوست هول) 1981، وعرض بدمشق وألمانيا
–    معرض المخلوقات الأسطورية للنحات السورية سعيد مخلوف، وكان عبارة عن دراسات فوتوغرافية لأعمال نحتية أسطورية، عرض بدمشق وفرنسا (في متحف الحضارات بباريس)
–    معرض سورية أرض الحضارات الإنسانية عام 1979، عرض في لندن (باربيكان سنتر)
–    معرض في مدينة لندن تحت عنوان (عين شرقية في لندن)
–    معرض حول الآثار والتماثيل البرونزية في موسكو
–    معرض تحت عنوان (سورية أرض الحضارات الإنسانية) عام 1981، في مكتبة الأسد بدمشق .
ولأن عالم فن التصوير تعلم وثقافة وتجربة وإطلاع ومن ثم تقليد ثم خلق وإبداع ..سيما وأن عشاق التصوير أصبحوا كثرجداً بسبب إنتشار الكمبيوترات وكاميرات الديجتال والموبايل ومواقع التواصل الإجتماعي ..علاوة على التقنيات والأدوات الحديثة التي غزت البيوت والقلوب.
وهكذا سقط ورحل وأفل النجم الضوئي الساطع المصور الكبير مروان مسلماني يوم الخميس 21 شباط عام2013 م  وعمره يناهز الـ77 عاماً ..
حيث إنسكب عطره الضوئي في أفياء روحنا ، ففاحت بساتين قلبنا بأريج فنه الفوتوغرافي  وتمددت خارطة عشقنا لفنه على كل خلية من خلايا جسدنا الثقافي …. لكي نستلقي على رمال الشاطئ المعرفي الضوئي فيشدنا الموج الإبداعي نحو أعمال المتألق والمبدع مروان مسلماني المصور العربي الرائد في خدمة الآثار والسياحة الذي عايش الصورة لسنوات طويلة فكان له حولها أكثر من موقف ورأي  بعد أن كتب سفراً فوتوغرافياً جعل فنه حديقة وارفة الظلال متنوعة الثمار الضوئية يجد فيه عشاق وهواة التصوير المتعة والفائدة القريبة لنفوسهم
ومخلفاً ورائه كنزاً فنياً مؤلفاً من /4/ ملايين لوحة ضوئية أبدعتها أنامله الساحرة بالأسود والأبيض وبألوان قوس قزح التي رسمت ملامح سورية الحضارية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.