الكاتب محمود علام فى مقاله بـ”اليوم”الورقى يكتب:اللحظة  مرادف لليقظة

الكاتب محمود علام فى مقاله بـ”اليوم”الورقى يكتب:اللحظة مرادف لليقظة

ما أكثرها تلك  اللحظات التي تعبرنا او نعبرها في اليوم الواحد وعلى امتداد سنوات العمر … وكم من ألفاظ نسمعها فلا تستوقفنا معانيها فنمضي بعيدا عنها دون أن نلتفت إلى ما تحويه من إشارات قد تدفعنا  إلى تغيير في النهج وفي الفكر !!!
بالامس فقط  كنت أمام لحظة فارقة  اكتشفت فيها  معنى جديدا للفظ بسيط سائد في حياتنا ونردده دائما في أحاديثنا دون إمعان منا في أهميته في تشكيل وعينا ، لأدرك في ثوان عابرة أن  اللحظة تعني اليقظة وكيف أنها يمكن أن  تكون مرادفا للصحوة بكل مايحمله المعني من استثمار للوقت لصالح الذات وتطوير للأعمال وربما توفير الجهد وللمال علاوة على الفوز في أي منافسات أو تحديات يفرضها الحال.
في ذاك الأمس القريب ، وفقط قبل عدة أيام، كنت أتابع المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن الدورة الجديدة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير الضوئي وهي السابعة في سلسلة دوراتها المتتالية والناجحة، والتي شهد حفل ختام  دورتها السادسة في دبي  فوزا جديدا لمبدعي مصر ،هو الثاني من نوعه في تاريخ الجائزة ، حيث تلقت المصورة المصرية لبنى عبد العزيز جائزة عن لقطتها المتميزة في محور التصوير الرقمي بين آلاف الصور التي شارك بها مصورون من كافة أنحاء العالم في دورة كان عنوان محورها الرئيسي “التحدي”.
وما أن طرح  الصديق على خليفة بن ثالث الأمين العام للجائزة عنوان الدورة الجديدة وهو “اللحظة” حتى تحول معنى اللفظ إلى يقظة شغلت فكر كل من استمع إليها ورأى فيها مثلي ذلك المعنى الذي يشكل تحفيزا نحو الفوز .
ف”اللحظة” هنا،  وتحديدا في مسابقة فنية عالمية ، تعني الالتقاط الذكي بل الاقتناص المباشر والعاجل للقطة ربما يصعب تكرارها مكانا وزمانا وتعبيرا ، وهو ما يجعل اصطيادها في توقيتها عاملا من عوامل الفوز بجائزة كبرى لها مكانتها وتقديرها في ساحة الجوائز العالمية في مجال فنون التصوير .
لكن كيف تتحول اللحظة ، رغم ضآلتها الزمنية ، ورغم تلقائيتها الفنية إلى يقظة تعني حالة فكرية تحتاج إليها البشرية في كل مجالات الحياة دون استثناء ؟
والإجابة في إيجاز : لو أن الكل في أي مجتمع ، ولو أن الجميع في مواقع العمل وبالذات أصحاب القرار التقطوا اللحظة المناسبة واستثمروها خير استثمار لجاءت الحلول المباشرة لكل القضايا والهموم في كل الأوطان… ولما انتظر هؤلاء وأولئك أزمانا وعصورا في انتظار لحظة مماثلة قد تأتي لهم بما كانوا يتوقعونه من لحظات عبرت وصارت من الماضي لكن  دون استفادة أو  استثمار!!
إن كل لحظة في العمر … عمر الأفراد وعمر الأوطان تحمل سماتها الخاصة وتشير إلى واقعها المعاش …بل وتترجم حالة الناس والبلدان في مسيرة لا تتوقف عن الدوران من أجل الوصول إلى بر الأمان ….
ولعلنا نوقن أن اللحظة العابرة في سماء حياتنا دون انتباه منا قد تحمل إلينا مالا تعوضه آلاف الأيام وعشرات الأعوام …لكنها تحتاج فقط إلى يقظة منا لما تعنيه وعندها يمكن أن يتغير فكر الإنسان وهو المحرك لأحداث الأمم في كل الأزمان .
ويمكننا القول بثقة أن الفوز قد يتوقف على لحظة ليست في الحسبان ، لا في مجال فني يقوم على  التقاط الصورة فقط بل في كل مجال أو ميدان فالمهم هو أن نكون على استعداد للوصول إلى شواطيء تتحقق فوقها الآمال.
                 انتهى

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.