sdgt666

ما لا تعرفه عن أسطورة هوليوود هيدي لامار

ترجمة / أحمد فاضل

هوليوود هو المكان الذي غالباً ما يتم التعرف على الناس من مظهرهم أكثر من مواهبهم، هيدي لامار كانت كذلك، ممثلة زاخرة بالجمال، مطاردة من قبل الكثير من الرجال، وحتى اسمها، بدا غريباً وغامضاً، ولكن على الرغم من أنها تقاسمت الشاشة الكبيرة مع أساطير هوليوود مثل كلارك غيبل، سبنسر تريسي وجيمس ستيوارت، فالناس نادراً ما تتذكر مواهبها حتى أطلق عليها أجمل امرأة في العالم، ولم يكن أحد من معجبيها، يتصور غير وجهها الجميل فقط، الذي حملته، مع الأسف، إلى قبرها عام 2000، لكنها استطاعت وبفضل مواهبها الأخرى التي لم تكن معروفة، من المساهمة في التسريع بإنهاء الحرب العالمية الثانية، وذلك باختراعها نظاماً متقدماً للاتصالات السرية.

قال عنها الكاتب ريتشارد رودس في كتابه الأخير:”وهكذا كان لديها قدر كبير من الشهرة والثروة، ولكن ليس هذا هو ما كانت تطمح له من ارتياح داخلي في نفسها، بل كانت تسعى لحياة تخلد اسمها”.
رودس، هو مؤلف اشتهر بتناوله لسيرة حياة نجوم هوليوود، وقد حاز على جائزة البوليتزر، عمله الأخير عن هيدي لامار، جاء لينسف كل التوقعات عنها، وذلك بالكشف عن مكنون أسرارها المتعلقة بهذا الاختراع الخطير الذي يوازي اختراع القنبلة الذرية كما يقول، لقد كانت فكرة هيدي لنظام الاتصالات السري وتحديداً تلك التي يمكن أن توجّه طوربيداً باستخدام تقنية تسمى”القفز الترددي في الاتصالات الراديوية”حيث لا يمكن أن يتم اعتراض أية إشارة منها، والسؤال الأول والمهم هنا، يقول رودس:”هل كانت نجمة هوليوود على دراية تامة بالهندسة الكهربائية؟ وحين نقرأ سيرة حياتها والتي تشبه إلى حد بعيد، سيناريو فيلم يحكي عن مهاجرة وصلت ليلاً إلى أمريكا، وحين أصبحت في دائرة الشهرة، كانت لها طموحات كبيرة، حيث خصصت غرفة واحدة في منزلها، وكان لها فيها جدول لمواعيد عملها الأخرى، غير التمثيل في السينما وحضور الحفلات، جهزتها بإضاءة مناسبة والعديد من مراجع الرياضيات والكتب الهندسية وأدواتها، وكأنها كانت تتهيأ لاختراع شيء ما، وقد ظلت هوايتها هذه، طي الكتمان حتّى مع ذيوع شهرتها ولم تكشفها حتى لابنها أنتوني لودر، يقول رودس :”كانت هيدي، مثل أي شخص مبدع،  يتقصى الحلول دون توقف، ولم تكن هناك أية مشكلة في كل الذي عملته فقد كانت تجد الحل لها”، وحين كشفت عن اختراعها للإشارات التي تتحكم بالطوربيدات حصلت على براءة الاختراع الذي تطور فيما بعد لما يسمى”الواي فاي”و”جي بي أس”، وظل هذا في طي الكتمان لدى الجهات الأمريكية الفاعلة، دون أن يعلم به أحد، والذي دعاها لذلك قصة القوارب الألمانية عام 1940 والتي كانت تعيث فساداً في المحيط الأطلسي، حيث كانت تقف بالمرصاد للسفن التي في كثير من الأحيان، تحمل نساءً وأطفالاً، يحاولون الفرار من النازيين، فتقوم بإغرافها أو تدميرها كلياً بمن فيها من الحمولة، فعملت ليلاً ونهاراً بما كانت تمتلكه من معرفة في الرياضيات، لوضع سلاح يتفوق على ما كانت تمتلكه ألمانيا النازية من تقنيات خاصة في المجال البحري والتي منها الغواصات والسفن الأخرى.
ولدت هيدويغ إيفا ماريا كيزلر لأبوين يهوديين في النمسا، وتزوجت من صانع الأسلحة الثري فريتز ميند، حيث أمضت عديد وقتها في استيعاب ما كان يعمله بصناعة  أنظمة الأسلحة السرية، ولكن مع اقتراب الحرب مع النازيين، قررت هيدي، الفرار من وطنها وحتى زوجها، حيث حجزت لها مكاناً على متن إحدى السفن المتجهة إلى أمريكا، وتحديداً هوليوود، حيث سبق وأن عملت ممثلة في بلدها النمسا، كانت تشاهد السفن الألمانية الحربية وهي تلاحق السفن التي تحمل على متنها الفارين من قسوة النازيين وتغرقهم في البحر.
كانت عند وصولها هوليوود، تحمل الشيء الكثير من موهبة التمثيل، ما أهّلها وجمالها الآخاذ، تقديمها من قبل لويس ب ماير صاحب شركة مترو كولدن ماير الشهيرة، للعمل في أحد أفلام شركته بعد مشاهدته لها في فيلم”النشوة”التي قامت ببطولته من قبل، والتي أعرب عن إعجابه بما رآه، فرتّب لها عقداً تتقاضى بموجبه أسبوعياً 600 دولار، ارتفع المبلغ بعد ذلك إلى 3000 دولار يومياً، بشرط أن تتعلم اللغة الإنكليزية، بعدها أخذت حياتها المهنية تترسخ خارج بلدها الأصلي، ولكن الحرب في أوروبا، لم تكن أبداً بعيدة عن تفكيرها، لذلك أرادت أن يكون لها فيها دور أساس، من خلال اجتهادها بصنع سلاح، يوقف الهجمات البحرية الشرسة للألمان التي انهارت فعلاً، أمام سلاح لامار السري، وأدى في الوقت الحالي إلى تطور النظام اللاسلكي وصولًا إلى”الواي فاي”و”الـجي بي إس” .
عن /  سي. بي. أس نيوز

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.