الجمعة، 4 نوفمبر، 2016

التصوير الشمسي – 16- أحمد المفتي

.

وصوّرنا يا زمن…

الناشرون والمصوّرون

قام الكاتب والناشر والمصوّر الفرنسي جول جيرفيهكورتلمونJules Gervais Courtellemont والذي عاش فيما بين سنة 1863 – 1931، مع والد زوجته شارل لامان والذي سبق له أن زار سورية سنة 1844 على نشر مجموعة من الكتب مزيّنة بالصور بعنوان “طبعات جيرفيه–كورتلمونت” Editions Gervais-Courtellemont وكان جيرفيه–كورتلمونت قد استقر في الجزائر مع أمه وأبيه بالتبني 1874، واعتنق الإسلام لاحقاً، وكان في مقدمة الناشرين للكتب المصوّرة في فرنسا والجزائر ورائداً في التصوير الفوتوغرافي الملوّن Autochrome، وقام برحلات في الجزائر وجال في إسبانية ومصر والجزيرة العربية وتركيا، وسوريا، وتيبت والهند الصينية. وفي حزيران 1893 سافر مع لامان إلى سورية، وكانت حصيلة تلك الرحلة إصدار كتاب بعنوان: “من الجزائر إلى القسطنطينية، القدس، دمشق” D’AlgeraConstantinople, Jerusalem, Damas. وضمّ الكتاب مجموعة كبيرة من المناظر، من بينها 39 صورة عن دمشق للشوارع والمقاهي وبردى ومناظر عامة،وللقاشاني والخزف..

وكتب شارل لاماننص الكتاب وقال إنّه ورفيقه كانا من أوائل المسافرين على خط سكةة حديد بيروت-دمشق، وأنّ الكونت دوبرتويLe Conte de Perthuis المشرف على المشروع خصص لهما عربة إضافية، وبذلك استطاع التوقف حيث شاء خلال الطريق، ويصف لامان دمشق بالتفصيل مركزاً على جمال الطبيعة وعلى غوطتها التي يمكن أن تكون بعمق 15 كيلومتراً، وعلى جوامعها وحرفييها، ويصف الحالة الاجتماعية، مؤكداً على أن عدد السكان يتراوح بين 125 و 130 ألفاً.

وفي االعام 1894، حج سراً إلى مكة والمدينة والتقط صوراً للمدينتين. وزار جيرفيه-كورتلمونت سورية مرة ثانية 1908 بدعوة من الحكومة العثمانية لتصوير احتفالات تدشين خط سكة حديد الحجاز، وفي 327 آب غادر دمشق مع لجنة الاحتفالات على متن قطار خاص، وقد نشرت مجلة L’illustration الفرنسية تحقيقاً عن الحدث وبعض الصور التي التقطها جيرفيهكورتلمونت في تلك المناسبة…

ويمتلك المتحف الجغرافي الوطني في واشنطن العاصمة و “مكتبة أفلام مدينة باريس” الآلاف من صوره الفوتوغرافية وكذلك متحف “البرت كان” في بولون–بيانكور (فرنسا) Albert Kahn وشركة سيغما في باريس.

كما نشط المصور الأرمني الأصل هوفانسحلادجيان في حيفا بين 1899 و 1911. وكان قد بدأ عمله في حقل التصوير الفوتوغرافي سنة 1884 في مدينة عينتاب (جنوب شرق الأناضول) في العام 1894 انتقل إلى منطقة أضنة – مرسين ثم استقر في حيفا. والتقط حلادجيان صوراً لدمشق من بينها عمود المرجة الذي نصب بمناسبة مد أسلاك البرق للمدينة، كما اشتهر بالتقاطه صوراً لكافة مراحل إنشاء خط سكة الحديد ومحطاته وجسوره.

وفي العام 1894 التقط المصور النمساوي شارل سكوليكCharles Scolik 1853 – 1928، مجموعة من الصور لدمشق خلال رحلته إلى اليونان وتركية وسورية ومصر. وكان سكوليك قد درس التصوير الفوتوغرافي في فيينا تحت إشراف أ. هورنينغE. Horning، وفي العام 1886 بدأ العمل في استديو (ف. كوهلر وشركاه) F. Kohler & Co.في فيينا. ثم افتتح استديو خاصاً به سنة 1886 وكان بين 1889 و 1893 المحرر والناشر لمجلة مصوّرة تدعى PhotographischeRundschau. وحصل في العام 1892 على وظيفة في القصر الملكي حيث كلّف بتصوير المناسبات وحفلات الاستقبال. وفي العام 1893 انضمّ إليه ابنه في العمل وكان يحمل اسم أبيه شارل.

كان شارل سكوليك الأبن أبرز مصوّر فوتوغرافي في فيينا بين سنة 1880 و 1910. ونشر مجموعة من البطاقات المصوّرة، وكذلك عدة دراسات حول الكيمياء والتصوير الفوتوغرافي الداخلي. كما كان أحد مؤسسي نادي التصوير الفوتوغرافي في فيينا سنة 1887، وتقدّم مع مجموعة من زملائه المصورين بطلب إلى الحكومة النمساوية لجعل التصوير الفوتوغرافي مادة تدرّس في المدارس الحرفية. وركّز سكوليك أثناء التقاطه الصور في دمشق على البيوت الدمشقية، وفندق الشرق، وباب شرقي، والتكية السليمانية، ومقبرة باب الصغير، والصالحية، والمشفى العسكري، ومناظر أخرى عامة…

وأنتج ألبومات مصوّرة ومجلّدة تجليداً أنيقاً بجودة عالية، وكان يستهلّ ألبوماته بمقاطع شعرية كأداة لترويج أعماله.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.