Image result for ‫السينما السورية‬‎Image result for ‫السينما السورية‬‎

السينما السورية.. ذاكرة وتاريخ
المصدر : العروبة
الثلاثاء, أيلول 19, 2017
Image result for ‫السينما السورية‬‎

ترافق الأزمات الإنسان وتثير في أعماقه نوازع فكرية وإنسانية توحي له بمنافذ ضوء يعبّر من خلالها عن رؤية بصرية تُجسد على الشاشة الكبيرة، فتعكس واقعنا وتصوّر ومضات من هول ما يحدث، وهذا ليس بغريب على السينما السورية التي تناولت قضايانا القومية والوطنية، واستمرت خلال سنوات الأزمة بدفع أكبر لتتألق بنيلها الجوائز العالمية رغم كل محاولات استبعادها من بعض المهرجانات، وفاز فيلم “مريم ” للمخرج باسل الخطيب الذي اختزل نضال شعبنا بعدة مراحل زمنية بالجائزة الذهبية في مهرجان وهران، إضافة إلى نجاحات فيلم “صديقي الأخير” للمخرج جود سعيد الذي تناول عدة محاور أهمها محاربة الفساد، والحضور الكبير لملك الرمال الفيلم العالمي بتوقيع نجدت أنزور الذي تصدى للإرهاب، كما عُرض فيلم “الشراع والعاصفة” في حفل افتتاح مهرجان تطوان، وكُرّم المخرج غسان شميط الذي اختزل بمشهد العاصفة الصراع الدائر بين طرفي النزاع الشعب السوري والاحتلال الفرنسي، وأوحى بطريقة غير مباشرة عما يحدث الآن، إضافة إلى الأفلام القصيرة التي حظي بعضها أيضاً بجوائز عالمية مثل “البرزخ ودوران والعدّاء ونخاع” فشهدت سنوات الأزمة نهضة السينما السورية على صعيد زيادة إنتاج الأفلام الروائية الطويلة وعلى صعيد مشروع دعم الشباب لإنتاج الأفلام القصيرة ومنح فرص للكتّاب والمخرجين والممثلين والموسيقيين أيضاً، وفي جانب آخر عملت المؤسسة على عرض تظاهرات سينمائية متتابعة للتواصل بين الجمهور وأحدث إنتاجات الفنّ السابع…
ولكن بقي الإنتاج السينمائي أقل مما يطمح إليه وبقيت الأزمة هي المحور الأساسي فبعض المخرجين ذهبوا باتجاه المباشرة في الطرح في حين عكس آخرون تبعاتها من خلال الأبعاد الحياتية، وهناك من ابتعد عن مسارها، وهناك  بعض الآراء حول الطرح المباشر للأزمة وكيفية تفعيل النشاط السينمائي وزيادة الإنتاج..

ذاكرة وتاريخ
وتختلف رؤية بعض العاملين في هذا المجال حول هذا الموضوع فمنهم من يرى أن السينما السورية حققت نجاحات كبيرة رغم الحرب الطاحنة التي تشهدها سورية ورغم كل التخريب والدمار النفسي  بسبب الارهاب التكفيري وبرأيهم أن  السينما ذاكرة وتاريخ لأنها تبقى خالدة ولا تُمحى من الأذهان، ولأنها ليست سلسلة أعمال درامية تلفزيونية، هي مرآة شعب تعكس واقعه بكل أبعاده وتتناول قضايانا القومية والنضالية كفيلم “مريم” الذي أبدع فيه باسل الخطيب وتعمق بتفاصيل الحرب التي تدمر الأرض والإنسان، وكذلك النجاح الذي أضافه نجدت أنزور في ملك الرمال لنقرأ تاريخ من يساند الإرهاب وقبله الشراع والعاصفة الذي نجح بإيجاد مقاربة بين نضالنا ضد الفرنسيين وما يحدث الآن، السينما صناعة وإبداع و جمالية الفنّ بالطرح غير المباشر وبالرسائل المبطنة الموجهة التي يتضمنها الفيلم، وتومئ بخلفية الحدث فمهمة الدراما أن تعرض النتائج وتثير ردود الفعل، نحن بحاجة إلى قصص اجتماعية مستمدة من الواقع من انعكاسات الأزمة على جميع الصعد، وبرأيهم  أن أزمة السينما مرتبطة بالإنتاج وبوجود دور عرض والقطاع العام ليس معنياً وحده بتفعيل الحركة السينمائية ولابدّ من التعاون بين جميع الجهات فلماذا لا تساهم جميع المحطات الفضائية بإنتاج أفلام مستقلة؟ وأين دور المنظمات والوزارات ونقابة الفنانين والجمعيات الأهلية والشركات الخاصة؟ السينما صناعة وطنية وعلى الجميع أن يتصدى لدعمها.

مقص الرقيب
ويرى آخرون أنه لا يكفي في السينما أن تذهب إلى الاتجاه الاجتماعي لأنه هروب من الواقع ومما نعيشه يومياً، ومن يعمل بالدراما بكل أنواعها عليه أن يتصدى للواقع، وبرأيهم أن السينما كانت بحجم المسؤولية لاسيما من خلال فيلم “الشراع والعاصفة” الذي نقل رواية حنا مينة إلى مصاف الرواية العالمية وأظهر الصراع وتاريخ سورية الحديث والثقافة السورية وتعددية الأحزاب إلى أن شكل نقطة تحوّل بتاريخ السينما السورية، ولكن السينما مرهونة بعدة محاور، وهي العائق الأساسي بوجه توسيع دائرة السينما، ولابد أن تتعاون الجهات الخاصة وتعمل على زيادة الإنتاج،.
قلة عدد دور العرض
وهناك من يرى مشكلة نقص دور العرض التي تعدّ مشكلة حقيقية تحد من تطور السينما السورية التي كانت دائماً تعيش مرحلة نهوض لأنها تلتزم بخطّ فكري ساعدها على نيل جوائز عالمية من أشهر المهرجانات، ولم تمنعها الأزمة من الاستمرار رغم المخاطر إذ وصلت كاميراتها إلى مواقع التصوير، وأنتجت المؤسسة العامة للسينما عدة أفلام روائية منها فيلم “مريم” إضافة إلى فيلم “صديقي الأخير” و “بانتظار الخريف” الذي يقارب الأزمة بشكل مباشر، وفي جانب آخر أُنتجت مجموعة أفلام قصيرة مثل “رسائل الكرز” بطولة الفنان غسان مسعود وفيلم “توتر عالٍ” بتوقيع المخرج المهند كلثوم والأمثلة كثيرة، لكن مازالت السينما تعاني من إشكاليات أهمها أننا نفتقر إلى دور العرض التي تشارك بتفعيل الحركة السينمائية، فكثير من الأفلام تنتظر المهرجانات لترى النور لذلك سيكون للتعاون بين الشركات الخاصة والمؤسسة دور كبير على مستوى العرض بإيجاد صالات خاصة وعلى مستوى الإنتاج لزيادة الكم، وسنشهد انطلاقة جديدة للسينما كما حدث مع الدراما السورية التي تشغل جميع المحطات، و أنه رغم كل الأوضاع الصعبة عملت المؤسسة على بثّ الروح السينمائية واستمرار التواصل بين عشاق الفنّ السابع والسينما العالمية من خلال عدة تظاهرات منها سينما حديثة بامتياز في بعض دور السينما السورية ..
ولا ننسى سينما الشباب ونستطيع القول إن الشباب من خلالها يقدمون تطوراً حقيقياً بمجال الكتابة والإخراج ويطرحون أفكاراً جديدة بجرأة وشفافية تتناول مشكلات الشباب وبالتأكيد سيضيفون شيئاً مميزاً.

Image result for ‫السينما السورية‬‎Image result for ‫السينما السورية‬‎

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.