ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

سعد القاسم Saad Alkassem

مرآة الفن التشكيلي والمتربع عرش فلسفة الفن السوري ..

بقلم المصور : فريد ظفور

– بوركت الأيادي والسواعد التي تنتج وتدافع وتضحي لزرع بسمة وتعبيد شارع ثقافي ..والمثقفين هم طليعة أبناء الوطن ..هم بناة الأجيال..ولأن العمل قوة بيد الإنسان وبغير الرغبة لا يستطيع الفنان أن يقوم بعمل عظيم في الحياة ..وقد تضافرت جهود الرغبة المصحوبة بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة والثابتة..عند ضيف وفنان كبير بأعماله ونجاحاته ولمساته الفنية وإختياراته لمجموعة من المثقفين والأدباء والفنانين..فهلموا معنا نرحب بضيفنا المتميز المبدع..سعد القاسم ..

  • باديء ذي بدء لابد من الإعتراف بداءة أن الوصول إلى أعمال الأستاذ الناقد سعد القاسم هو شيء صعب لاسيما غالبية كتاباته إنتشارها بالصحف المطبوعة وذلك لأن بعضها لم يؤرشف وأيضاً بسبب الحرب الظالمة الدائرة في سورية منذ ماينيف عن الـ 7 سنوات..التي أدت  لفقدان الكثير من الوئائق والصورة التي ساهم في نشرها وكتابتها وتصويرها ..و أي كلام سيكون قادراً على تقديم التحية والتقدير والإعجاب لما قدمه الأستاذ الناقد الفني  التشكيلي والسينمائي والفنان التشكيلي المتألق لما يقدمه ببرنامجه ملونون بتسليطه الضوء على المبدعين السورين بكافة المحافل الثقافية والأدبية والفنية الفاعلة في القطر السوري..ولا يفوتنا بأن صفحته على الفيس بوك غنية ومليئة بالمواضيع التي نافت عن الــمائة ..ناهيك عن المقالات التي نشرتها الصحف والدوريات السورية والعربية للفنان سعد القاسم..والتي أسهمت في بلورة شخصية التشكيل والسينما وبعض الفنون البصرية والتطبيقية..وتحديد ملامح الدراما والمسرح والإنتقال بالشخصية الفنية السورية من نطاق المحلية إلى آفاق العالمية..
  • الثقافة والمعرفة الواسعة وتراكم المعلومات لا تخلق مثقف أو متعلم ..لأن معرفة الأشياء العديدة لاتشكل حكمة وبصيرة..والثقافة ليست إستيعاباً ميكانيكياً للقواعد والحقائق والمعارف والمعلومات وليست إجمالي تراكم المعارف والقوانين..لكنها إستيعاب وفهم وإتقان للمادة المتعلمة الفنية أو الأدبية ..والتي تتيح للمتعلم قدرة على توظيف تلك المعرفة في الحياة العملية..ويظهر القدرة والإتقان الفني في ممارساته كسلوك يمكن معايشته ومشاهته وقياسه ..أي قياسه للثقافة الحقيقية..وتصبح أسلوب وسلوك وطريقة حياة..لتصل إلى المقدرة على إبداء الطاقة الكامنة وإصدار الأحكام وتطبيق المعارف والمعلومات المكتسبة وتوظيفها والإستفادة منها في الحياة وبذلك الثقافة تمثل المقدرة على التعبير عن خكم مشتمل على الوقائع والأحداث والظواهر والناس ..ومن ثم توظيفها لصالح المجتمع والإنسانية..وقصارى القول في التعليم المهني أو الفنون البصرية ..التي هي نمط تعليمي وظف لخير الإنسانية بفعل تأثير التربية بالتكنلوجيا والتقدم العلمي وثورة المعلومات وعصر الديجيتال والأنترنت والسوشيول ميديا.. وكلها تؤدي بالنهاية في مجملها لزيادة فعالية عملية التعلم والتعليم النظري والعملي للأفراد والمجتمع..عن طريق وعي وزيادة مسؤولية المتعلم من الوصول إلى أقصى درجة ممكنة من الإنجاز والتحصيل العلمي والفني والتقني..
  •  لعل مرحلة فهم الفهم عند القاريء..أي كيف يفهم نص أو صورة أو لوحة المشاهد أو القاريء أو المتلقي..أو أنه يعرف معناه ..فماذا نعني بذلك..نقول بأن الدلالة تنبع من المتكلم وتنبع من القاريء وتنبع من النص أو الكادر..واللغة هي أداة التعبير عن أغراض المتكلم وهي وسيلة يستطيع المتكلم تحويل الأغراض والشيء المضمر في القلب..وإن الكلام ينشأ من النفس .نفس المتكلم ..ومفهوم القص يمثل جزءاً أساسياً من دلالة الخطاب سواء في التفكير التراثي العربي والغربي أو الفكر اللغوي الحديث..وقد طرح علم الهيرمينوطيقيا الفلسفي مجموعة تصورات حول عملية الفهم عامة وفهم النصوص أو اللوحات خاصة…السؤال من أين تنبع الدلالة..من المتكلم ..من القاريء..من النص….فكانت سابق من المتكلم ـ أو قصد المتكلم في توصيل رسالة معينة..وأما اليوم فالإجابة مفتوحة..حتى أصبح يقال بأن القاريء هو الذي ينتج النص..
  •  المتأملون في مقالات الأستاذ سعد يقولون إنها أجمل معزوفات تشكيلية بصرية في الفن السوري المعاصر..وأكثرها شهرة وشيوعاً عربياً ..وهذه الشهرة ناتجة عن كونها صيحة جديدة في عالم التعبير الفني التشكيلي البصري والسمعي..الناتج عن ثقافة مهنية ومحبة وعشق فني لعمله ..لمايحويه من جدة وأصالة وإيقاع موسيقي تشكيلي متناغم مليء بالصور الفنية الفاتنة وبالبناء الفني المحكم..وشكلت أعماله بحق صلوات في هيكل الحب الفني التشكيلي..في محراب الفن الضوئي ..فقد شاع وسطع نجمه ونوره في شتى أنواع الفنون من سينما ودراما ومسرح وآثار وتشكيل وتصوير ورقص وغناء وعمارة وموسيقى أي معظم االفنون السبعة..وسرعان ماجذبت مقالاته الإهتمام وشدت الأنظار إلى وتر فني جديد أو لغة بصرية جديدة يكتب ويعزف فيها الفن السوري..وقد تناول بصيغة مبتكرة التجارب الفنية التشكيلية بإطار عاشق للفن وبخيال جانح للإبداع ومشاعر طيبة تفيض سمواً ورقياً وروحانية وشفافية ..جعل من حبه لبلده سورية كائناً سماوياً يفيض رقة وطهراً وملاكاً من ملائكة الفردوس يُحي في الأرض روح المحبة وحمائم السلام..وأيضاً ربيعاً تخصب به الدنيا وتفيق على موكبه الحياة وتنتشي رغم حزنها وكآبتها بالحب وتشدو كالبلبل الغريد ..لينطلق من جديد طائر الفينيق من تحت الرماد وينطلق أيضاً وتر الطموح والتوهج والتألق ..ويحيا ماكان قد جف ومات من عذب الأماني وحلة التغريد ..فقد جعل الأستاذ سعد من محبوبته الشام روح الربيع وأنشودة الأناشيد وسحر الشباب الطامح بغد أفضل..فياسمين الشام ومدينة الياسمين هي فوق حدود الخيال والفن والشعر فهي قدسه ومعبودته وربيعه وصباحه ونشوته وخلوده..ولأن دمشق هي معبودة الجماهير التي يخشع دوماً لجلالها وجمالها وروعتها كل عشاق الفنون من شتى أصقاع المعمورة..
  • وندلف للقول بأن فناننا النبراس سعد القاسم قد ترك بصماته في شتى الأصناف والأنواع وأضحى رقماً صعباً لايمكن أن يمر ذكره دونما التوقف طويلاً على ماجادت به قريحته الأدبية والفنية من آثار فنية خدمت الفنانين والأدباء وشرائح كثيرة من المجتمع السوري..أفلا يستحق التكريم هذا الإنسان الفدائي المضحي بوقته وبالغالي والرخيص لرفع شأو الفن السوري عالياً فوق ذرى وروابي الفنون العالمية..من هنا نرفع الصوت عالياً لوزارة الثقافة ولإتحاداتنا الفنية بضرورة تسليط الضوء وتكريم الفنان سعد بالشكل اللائق والتقدير المستحق مادياً ومعنوياً وبإعطائه أرفع الأوسمة ليكون عبرة للأجيال القادمة ومنارة هداية للفن ولعشاقه في سورية وبالوطن العربي وفي العالم..

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان سعد القاسم ــــــــــــــــــــــــــــ

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏

 بمناسبة الدورة البرنامجية الخاصة بشهر رمضان يتوقف عرض برنامج (ملونون) حتى نهاية عيد الفطر. وكل عام وأنتم بخير
ملونون
هي صفة تخص عادة الفنانين مبدعي اللوحات الثرية بألوانها.
لكننا هنا سنوسع الإطار لنضم إليهم كل الذين يلونون حياتنا بالجمال باختصاصاتهم المتنوعة من مصورين زيتيين، ونحاتين، وحفارين، ومهندسي ديكور..
سنحكي عن تجاربهم الإبداعية،سنزورهم في محترفاتهم، وبيوتهم، وأماكن عملهم، ونحاورهم في أعمالهم. سنستمع إلى مفاهيمهم في الفن والحياة، ونتعرف على هواياتهم واهتماماتهم ومجالات عملهم.
وما يحبون أن يقرؤوا ويسمعوا ويشاهدوا..
« ملونون » برنامج أسبوعي من إعداد: سعد القاسم .وإخراج: وصال عبود
لا يتوفر نص بديل تلقائي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.