“راما السمان”.. فن الإحساس بالفكرة

منال حسن غانم

الجمعة 24 حزيران 2016

أبو رمانة

استطاعت من خلال لوحتها “نورا”، إبراز الحالة الإنسانية والتعبيرية، فالصورة غير القادرة على إيصال رسالة أو ترك انطباع ما، ليست صورة فنية بالنسبة لها، فحققت المرتبة الثانية بمسابقة التصوير الضوئي.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت الفنانة “راما السمان” بتاريخ 15 أيار 2016، في المركز الثقافي العربي “أبو رمانة”، وتقول: «تربيت في بيئة فنية، فعشقت الفن؛ وهذا ما دفعني إلى دخول كلية الفنون الجميلة، حيث شاركت بعدة معارض جماعية وبتقنيات مختلفة، لكن هذه أول مشاركة لي بمعرض لفن التصوير، على الرغم من أن الكاميرا كانت تدغدغني إلا أنني كنت لا أملك الوقت الكافي لممارسة هواية التصوير، لكن بعد تخرجي ومنذ بداية 2015 بدأت أحمل كاميرتي وألتقط تفاصيل الأشياء باحثة عن مواطن الجمال؛ فمن وجهة نظري الجمال ليس في الأشياء الجميلة فقط، وإنما في القبح هناك جمال، وفي الأشياء المكسورة هناك جمال، حتى

تكبير الصورة
الفنانة التشكيلية راما السمان

من خلال الدمار نستطيع أن نراه، وهذا موضوع نسبي والاختلاف في نظرتنا إلى الجمال هو ما يدفعنا نحو التطور.

عندما ندخل بمساحات اللون والظلال يصبح للصورة هدف وتترك انطباعاً لدى المتلقي، وتبرز كصورة فنية وليست توثيقية، سابقاً كان الفنانون يوثقون حالة المجتمع أو حالتهم الشخصية من خلال لوحاتهم، وحالياً أصبحت مهمة الفنان أصعب وأعمق، حيث أصبح الفن بهدف الفن فقط، فنحن نعيش في عصر التكنولوجيا والتوثيق أسهل وأسرع».

تتابع: «الكاميرا رفيقة دربي؛ والتصوير حالة تعبيرية؛ فهو لا يعتمد المهارة فقط ومعرفة القواعد أو التقاط صورة جميلة، إنما هو إحساس بالموضوع ويترافق معه مهارة بالتقاط الصورة باللحظة المناسبة.

مشاركتي بمسابقة التصوير

تكبير الصورة
من أعمال راما السمان

الضوئي التي حملت عنوان: “موطني… هل أراك”، كانت بثلاث لوحات لكن الأقرب إلى نفسي اللوحة التي أسميتها “نورا” على اسم الطفلة البالغة من العمر 12 عاماً والمهجرة من “حلب” التي قدمت إلى “دمشق” بعد أن تفرق قسم من عائلتها؛ فهي تعيش حالة الحزن والأمل وتحلم بأن تعود يوماً إلى منزلها وذكرياتها وطفولتها».

المصور والباحث الفوتوغرافي “أنطوان مزاوي” أحد أعضاء لجنة التحكيم في المسابقة يقول: «شارك في المعرض عدد كبير من الهواة، وموضوع الصورة استنبط من عنوان المعرض، حيث اختارت اللجنة ثلاث صور لتفوز بالمراتب الأولى، برزت العين الفنية التي تمتلكها “راما” من خلال ارتفاعها عن الموضوع المراد تصويره والزاوية المختارة

تكبير الصورة
المصور والباحث الفوتوغرافي أنطوان مزاوي

ولحظة التصوير، هذا ما مكنها من إبراز الحالة التعبيرية للفتاة، ونجحت بنقلها من الخاص كتفصيل إلى العام، فحققت الهدف من المسابقة».

يذكر أن الفنانة “راما السمان” من مواليد “دمشق” عام 1992، خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الحفر والطباعة عام 2014.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.