رؤية فنية بعنوان ” انتظار المجهول” 

 

 

عندما توضع الحرية في صندوق أسود عندها تتحول الأيام إلى انتظارٍ للأمل.. للمستقبل.. للفراغ.. للموت.
للمكان اتساع مغلق، تفترق الذاكرة لحظة الدخول إليه..
هو سَجْنٌ للأنفاس و منفى للرغبات
هل هي أيام عبثية راقت له فقادته إلى هنا؟
أم خطأ في الحسابات؟
أم سوء فهم لما يجري حوله؟
أم ظلمٌ كُتم فيه الصوت واختنقت به الحرية.. ؟
في بحثنا للعمل نتجاوز الأسباب ونبحث عن الإنسانية
مكانٌ مفرداته بسيطة للبقاء حياً
نار طعامٍ خامدة في موقد حزين منسي الوجود
فراشٌ تمدد على الأرض، وغطاء يُدثّر به خيبات الليالي المقلقة وليله الكفيف
وأرضٌ هي مركز كونه، يعد عليها خطواته جيئةً وذهاباً
حكايته مع الجدار ولقاؤهما اليومي ليخطَّ عليه خساراته…اكتشافاته…ذكرياته
ونديمه.ظلٌّ خانه الضوء فسقط تحت وطأة الجدار دون التحليق في فضاءات الأحلام.
لكي يعلم أنه مر اليوم من هنا، يضع إشاراته…كثيرٌ من الأحيان يرسم نفسه ويخاف النظر إليها
يهمس بأسراره في أذني فانوسٍ بكل الأمنيات التي لا تتسع الجدران لها…علّه يلقي بضوئه أو مارده ليخرجه خارج الأبواب الموصدة ليعود لحقبته الزمنية
من يحفل بالسنوات كيف تمضي؟
هنا الثواني تقف على عتبة النافذة فكيف بالساعات، و عقاربها تلدغ كل الأحلام !.

كل التقدير والاحترام للمبدع ضياء الذي وضعنا أمام حالة اجتماعية وإنسانية ليس من السهل تناولها… قدمها بفكره و ثقافته الفنية.