ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏قبعة‏‏‏

تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Fareed Zaffour‎‏.
تمت مشاركة ‏منشور‏ مع مجموعة ‏اتحاد المصورين العرب – المكتب التنفيذي‏ من قبل ‏‎Lamine Bensaou‎‏.

#نيراني_تأكـل_نيراني ،

منذ شهور تقاطعتُ مع هذا العمل ، تأثرت بالمشهد كثيرا ، أردت يومها أن أتعرف على المصور صاحب هذه اللقطة من خلال أعماله على صفحة الاتحاد.
بعملية بحث بسيطة ضمن الصفحة ظهرت أعمال الأستاذ “رمزي علي الغروف” ،
تأكدت حينها أن صاحب العمل الذي شدّني بصريا هو متخصص في هذا النوع الانساني من البورتري ، و لاحظت بفضل ذلك البحث أن طريقة قطع الاطار أو إعادة التأطير الشبه مربّعة الشكل التي يُميـِّزُ بها أعماله كأنه يقول لنا هذا أنا هذه أعمالي و هذا توقيعي.

في الحقيقة عمل انساني بهذا الحجم الجمالي و الحسِّي ، بحاجة لحالة انسانية خاصة للتعمق في قراءته ،
كنت بحاجة الى مناسبة خاصة لقراءة هذا العمل.

الصورة عبارة عن إعادة تأطيـر من عمل أصلي Re-cadrage أي Crop ، أعتقد و أجزم أن الأستاذ رمزي بإعادة تأطيـر العمل فعل ما هو صحيح حتى لا يشوش على موضوع صورته الأساسي و هو شرود ذلك الشيخ في هموم يومه و تلك اللطخة اللونية الحمراء في خلفية المشهد على يمين الاطار.
حافظ إلى حدٍّ ما على أساسيات قواعد التصوير من نقاط قوة بتطبيق القاعدة الذهبية Golden Ratio و بنفس الوقت أسسّ لنا تكوين موضوعي و قصة من قطع و تأطير لأحد أعماله.
بالرغم من أن القطع من الجهة اليسرى حادًا ، إلا أنني أتفهم ذلك وظهور جزء من اصبع بأسفل الصورة من الجهة اليسرى ، دليل على أن الصورة تحتوي عناصر بشرية أخرى قد تـُغيـِّر مفهوم ما قدّمهُ لنا الأستاذ رمزي حاليا.
تقنيا و فنيا كان بالإمكان معالجة اخفاء الإصبع رقميا بأحد برامج معالجة الصور.
لكن و رغم ذلك القطع الحاد من الجهة اليسـرى، ولو كنت مكان الأستاذ رمزي لفعلت ما فعل ، حتى أشُدَّ كل الأنظار الى شيخي المهموم والى ما أقدم و بالتالي تكوين قصتي .
وقد فعل و نجح .
قراءتي لقصة الصورة

من مئة سنة مضت ،
قدّم من لا يملك أرضنا لغيرنا بوعد مشؤوم و استوطنها أناس قدِموا من كل أنحاء العالم ،
طَرَدُوا أهلها بفعل القوّة ، قتلوهم ، شرّدوهم ، هجّرُوهم من بيوتهم.
اشتعلت النيران حمراء في الأفق ، وضلت تشتعل الى يومنا هذا .
اليوم قدّم من لا يملك ، مدينة السلام إلى نفس المُغتصِبْ،
قدّم له “زهرة المدائن”،
دماء الشهداء في الأفق و على المدى تسيل من أجلك يا مدينة السلام …
هذا الشيخ يجسد ذلك الاحباط و الهمّ الذي أصاب الأمة بنظرته الحزينة خلال المائة سنة الماضية ، و تلك اللطخة الحمراء اللون في الخلف هي لهيب الغضب الممزوج بنزيف دماء الشهداء في سبيل تحرير الأرض، حتى النصر.
ولن يضيع حق وراءه مطالب.

جاءت المناسبة لقراءة صورة الأستاذ رمزي تقنيا و انسانيا .
أتمنى أن أكون قد أصبت و أعتذر من الفنان الأستاذ رمزي أنني تصرفت باختياري للمناسبة وجعلت من موضوع صورته الأساسي أوجاع ما تعيشه الأمة حاليا.
و أثمِّن على أعمال الأستاذ رمزي علي الغروف في مجملها فهي تشبه بعضها من الروعة الانسانية و أُشجِّعُ الشباب المصور أن يتصفَّح و يتعلـَّم عفوية الموقف التصويري في البورتري لدى الفنان الأستاذ رمزي.

شكرا..

لامين بن ساعو
الجزائر

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.