ريموند فوي:  كاتب ، و قيم متحف ، ومحرر وناشر ولد عام 1957 بمدينة لويل  بولاية  ماساشوستس. درس فوي  فن الفتوغرافيا مع كل من ستان براكدج  StanBrakhage  بمعهد شيكاغو للفنون و Ray Metzker بكوليج فلاديلفيا للفن  ومعهد سان فرانسيسكو للفن مع Linda Connor . عمل كمحرر أدبيً مع العديد من دور النشر نذكر منها  City Lights Books من 1977 الى 1979حيث جدد علاقته بالشاعر آلن غينسبرغ  كما عمل مع New Directions  و Black Sparrow Press  التي نشرت العديد من مؤلفات محمد مرابط التي ترجمها بول بولز، نذكر منها “الطفل الذي أضرم النار”، و “المرآة الكبيرة”، و”مقهى الشاطئ و الصوت”. من 1980-85 عمل محررا لمنشورات بيترسبورغ حيث أشرف على قسم النسخ المحدودة  و على مشاريع النشر مع كل من David Hockney, Roy Lichtenstein, Robert Motherwell  Howard Hodgkin, Jasper Johns, and Francesco Clemente.

في عام 1985 سافر إلى الهند مع كليمنتي ، حيث أسس دار نشر هانومان بوكس ،و قام بطبع خمسين كتابًا خلال السنوات العشر التالية ، بما في ذلك الكتب الأصلية لباتي سميثPatti Smith  ، كوكي مولرCookie Muller ، إيلين مايلزEileen Myles  و كاندي دارلينغCandy Darling . وفي الفترة الممتدة بين 1990 و 1995 ، شغل منصب مدير المعارض والمنشورات في Gagosian Gallery بنيويورك ، حيث أشرف على معارض وكتالوجات مع ريتشارد سيرا ، وإد روشا ، ومارك دي سوفيرو Mark di Suvero  ، وفيليب تافي Philip Taaffe  ، ودامين هيرست Damien Hirst ،  وقد أسهم في اثنين من كتالوجات المعرض الذي نظم حول أعمال فرانشيسكو كليمنتي (متحف فيلادلفيا للفنون سنة 1990 و متحف غوغنهايم سنة 1999) وكان معرضه ” الشجرة المقدسة تنمو باتجاه الاسفل” The Heavenly Tree Grows Downward  أول معرض شامل للأعمال الفنية لهاري سميثHarry Smith.

و من مهامه كذلك منصب القيم على تركات  جيمس سكايلرJames Schuyler  وجون وينرز John Wieners  ورينيه ريكار Rene Ricard . في الوقت الحاضر ، يستعد لتنظيم معرض ونشر مؤلف حول لوحات مخرج الأفلام التجريبي جوردان بيلسون  سيتم عرض اللوحات برواق ماثيو ماركس  في ماي عام 2019. يعمل الان كمحرر لمجلة بروكلين ريل.

منذ عام 1995 ، انشغل Foye بشكل مستقل بالكتابة ، والتحرير ، والنشر ، وتنظيم المعارض الفنية. تم اختيار معرضه الذي اهتم بالأعمال الفنية البصرية لمخرج الأفلام وأستاذ موسيقى الاثنيات هاري سميث كأحد أفضل عشرة معارض لعام من قبل صحيفة نيويورك تايمز 2002.

كان ألن غينسبيرغ يقوم بالأعمال المنزلية عندما اتصلت أنا وجون وينرز من الشارع. “استضفت أشخاصا كثر الليلة الماضية ومكثوا عندي حتى الساعة الرابعة صباحا. أنا أقوم بتجميع الأشياء وأغسل الأواني. سألتقي بكم في مقهى كريستينا خلال نصف ساعة.” مشينا إلى فيرست أفينيو  نحوى مقهى كريستينا. طلب جون القهوة والخبز المحمص ، وبدأن ننشر المخطوطات على المائدة ، استعدادًا لقراءته الشعرية في وقت لاحق من ذلك اليوم في صف ألن في كلية بروكلين. أخرجت ملفًا ضخمًا من القصائد غير المنشورة ، ونظر جون من خلالها ، وألقى نظرة سريعة وبكل صمت على كل صفحة قبل أن يتجاهلها.  نظر للحظة على قصيدة “شواطئ جديدة””الى

 

كاد الشعر أن يقضي على حياتي ،

أبقاني في الشوارع وفي الفنادق،

قادني إلى الملاجئ و شقق إدمان جنوني على المخدرات

 حيث فقدت أمي وأبي. . .

 

 

 (John Wieners)   

كرات الإحسان

 

حصلت على منحة زمالة، لكنني عشت بئيسا

على شرائح من البيتزا

وفي وقت لاحق، امتهنت غسل الخص

ولكنني لم أتغير أبدا

إنها مسألة إتقان لهجة

تحت ثريات الكريستال ونبيذ الشمبانيا

فوق طاولة زجاجية.

في سن الخامسة كنت اعتقد أن سكارليت اوهارا

شخصية وهمية. لم أكن أعلم أنها توجد حقيقة

حتى بلغت الثامنة والأربعون.

ملابس قديمة ونعال ترتديها في غرفة النوم ووشاح

تلفه حول رأسها

في شقة رخيصة في إقامة

بدأتْ تتحدث عن كتاباتي

وحياتها الجنسية.

أنا فظ بطبعي وحزين

لكنني كنت أعلم أنني سأنجح في نهاية المطاف إن اجتهدت.

 

تضرع

أيها الشِّعْر، زر هذا البيت مرارا،

خضِّب حياتي بالنجاح،

لا تتركني وحيدا،

امنحني زوجة ومنزلا.

أزل لعنة

الموت المبكر والمخدرات،

اجعلني صديقا بين أقرانه،

امنحني الحب، واحترام المواقيت

 

أعدني إلى الرجال الذين يعلِّمون

وفوق كل شيء، اشفني

من أضرار الرغبة في المستحيل

من خلال هذا الفراغ المعلق.

 

 

 

 

فتاة من حجر

 

 

قصيدة بسيطة

عن الحب هي ما أريد

أن أكتب: كلمات

بدون غموض، فقط

كتفين تلامسان بعضهما

في أغنية بطيئة،

أشاهد

الكلمات تخرج،

مثل ثعبان

من صندوقه، وتتماوج

حول أكتافنا و

رقبتنا مثل أنشوطة

ننتظر على سقالة

السرير

كي نسقط

في حفرته ونعْلق هناك

قلقين بشأن شيء ما.

 

 

بوب كوفمان

(Bob Kaufman)

 

            لففت أحزاني

لففت أحزاني في معطف ليلة الصيف

مُخصّصاً لكل عاصفة قصيرة فضاءها المعين في الزمن

وأنا أتتبع بهدوء تواريخ كارثية مدفونة في عيني

نعم، العالم ليس لعبة كونية متروكة لنفسها

والشمس ما تزال تبعد عني بثلاثة وتسعين مِيلاً

وفي الغابة المتخيلة يصبح فرس النهر المغطى بالحصى

ثوراً وحشيّاً مسروراً

لا، تجارتي ليست مع المحافظين الفاسدين

الذين يصونون كوارث الماضي

موسيقى البلوز تأتي مكسوّة ًعلى هيئة

صدى سفر متفحص لنفسه

نعم، لقد قاتلت من جديد تلك المعارك التي لا تكتمل

وما تزال غير منتهية

نعم، تمنّيتُ مرات عدة لو كنت شيئاً آخر

 

التراجيديا تغنّي ليْلاً في مأتم الشاعر

الروح التي تزار من جديد متدثّرة

بِهالةٍ من الألفة

                  

                    اعتقاد

 

ليكن إيمانك بهذا: بذور التفاح الشابة،

بالسماء الزرقاء، بالثدي الشابة التي تشع،

وليس بالحشرات التي ترتدي بذلة زرقاء،

وتلطخ ملابس المجتمع.

 

ليكن إيمانك بالأصوات المنتظمة لموسيقى الجاز،

وهي تمزق الليل إلى أشلاء متشابكة،

وتعيده مرة أخرى إلى هيأته الأصلية،

بالأنماط المنطقية الجميلة،

وليس بالمراقبين المرضى،

الذين خلقوا القنبلة فقط.

 

دع أصوات الشعراء الموتى

تطنُّ بصوت مرتفع في أذنيك

أكثر من الصراخ المنطوق

في افتتاحيات العفن.

استمع إلى موسيقى القرون،

ترتفع فوق زمن الفطر.

 

أنا آلة تصوير

 

الشاعر مثبت بمسمار إلى نخاع

هذا العالم

روحه مهداة إلى الصمت

سمكة بعيني ضفدعة

دم الشاعر

يتدفق مع قصائده

عائدا إلى هرم العظام

الذي أقحم فيه

موته نعمة تحررنا

الإبداع كمال

 

 

(Gregory Corso)

      فوضى كاملة تقريباً …

 

ركضتُ صاعداً إلى غرفتي الصغيرة والمفروشة

ستّ درجات على السلم

فتحت النافذة

وبدأت أرمي

بتلك الأشياء الأكثر أهمية في هذه الحياة

أول من يغادر، الحقيقة، تئن مثل عميل:

“لا! سأقول أشياء فظيعة عنك! ”

“أوه نعم؟ حسناً، ليس لدي أي شيء أخفيه… اخرجي! ”

ثم رميت بالإله وهو يتجهم ويبكي في ذهول:

“إنها ليست غلطتي! أنا لست السبب في كل شيء! ” ” أخرج! ”

ثم رميت الحب، مُرسلاً هديل الراشي: “أنت لن تعرف أبداً العجز الجنسي!

جميع الفتيات على غلاف فوغ كلهن لك! ”

دفعت مؤخرتها السمينة وصرخت:

“أنت دائما في نهاية المطاف تكون المشكلة!”

التقطت الإيمان الأمل الإحسان

الثلاثة معا متشبثين يبعضهم البعض:

“بدوننا سوف تموت بالتأكيد!”

“بسببكم سَأُصاب بالجنون! وداعا! ”

 

ثُمّ الجمال… آه، الجمال-

بينما اتّجه به إلى النافدة

قلت له: “أنت أفضل ما أحببته في هذه الحياة

ولكنك قاتل…. الجمال يقتل! ”

لم أكن أنوي أن أرمي به فعلاً

ركضت فوراً إلى الطابق السفلي

ووصلت هناك في الوقت المناسب لأقبضه

“لقد أنقذتني!” قائلاً وهو يبكي

وضعته أرضاً وقلت له: “اذهب”

صعدت الدرجات الستّ مرة أخرى

ذهبت إلى المال

لم يكن هناك مال لأرمي به إلى الخارج

كان الموت الشيء الوحيد الذي بقي في الغرفة

يختبئ تحت بالوعة المطبخ:

“أنا لست حقيقيا!” قال وهو يبكي

“أنا مجرد شائعة نشرتها الحياة …”

رميت به إلى الخارج ضاحكاً مع بالوعة المطبخ وكل شيء

وفجأة أدركت أن الفكاهة

كانت كل ما تبقى

كل ما يمكن أن أفعله بالفكاهة هو أن أقول:

“اخرجي من النافذة مع النافذة!”

 

زيارة أخرى لمكان الولادة

وقفت والدجي تلفني في الشارع المظلم

ونظرت إلى نافذتي، هناك ولدت

الأنوار مشتعلة، أناس آخرون يتحركون هناك

كنت أرتدي معطفي المطري، سيجارة في فمي

قبعة فوق رأسي، يدي على البوابة

عبرت الشارع ودخلت إلى المبنى

علب الأزبال ماتزال تفوح بروائح كريهة

صعدت الدرج الأول، ذو الآذان المتسخة

صوب سكينا باتجاهي….

نفخت فيه حتى ملأته بالزمن المفقود بيننا

 

سقت سيارة ليلة البارحة

سقت سيارة ليلة البارحة

دون أن أعلم كيف أسوق

ودون أن أملك سيارة

سقت وسحقت

أناسا كنت أحبهم

عبرت بلدة بسرعة 120 ميلا في الساعة

 

توقفت في هيدجفيل

ونمت في المقعد الخلفي

متحمسا لحياتي الجديدة

 

إنسانية

أي عمق فكري بسيط

أية بساطة عميقة

أن تجلس بين الأشجار

وتستنشق معها الهواء

وتهب كالنسيم مهسهسا

كيف لي أن أثق في

أولئك الذين يلوثون السماء

بالجنة

والأرض بالنار

حقا، أيتها الإنسانية

أنا جزء منك

وابني جزء منك أيضا

لكن لا أحد منا

سيصدق

كذبتك الكبيرة والمحزنة

 

          (Philip Whalen)

                      إشعار آخر

 

لا أستطيع أن أعيش في هذا العالم

وأرفض أن أقتل نفسي

أو أدعك تقتلني

 

نبات الشبت يعيش، الطائرة تعيش

منبهي يعيش، هذا الحبر يعيش

لن أذهب بعيدا

 

سأكون أنا –

حرّاً، عبقريّاً، محرجاً

مثل الهندي، مثل الجاموس

مثل حديقة ييلوستون الوطنية

الترجمة للشاعر الحبيب الواعي