فوتوغرافيا عشاق الفرص الأخيرة

منذ بضعة أيام، نشرت الجائزة بعض الإعلانات لتذكير الجمهور بأن موعد انقضاء الدورة الرابعة بات وشيكاً، ففي منتصف ليلة 31 ديسمبر 2014 بتوقيت الإمارات، ستكون فرصة الفوز قد أغلقت أبوابها..

وعشرات الآلاف من المشتركين حول العالم بدأوا فترة الترقب والقلق في انتظار موعد إعلان أسماء الفائزين. خلال دورات الجائزة السابقة لاحظتُ أن معظم الفائزين وحتى الواصلين لمراحل متقدمة في عمليات الفرز والتحكيم، يعشقون أسماءهم، يتوقون شوقاً لسماع أسمائهم في مناسبات الفوز وعلى منصات التتويج، لديهم حوافز حقيقية كبرى تجاه ظهور صورهم وأعمالهم الفائزة في وسائل الإعلام بجانب أسمائهم..

لكن السؤال هنا؛ متى بدأ هؤلاء رحلتهم تجاه تعزيز احتمالات الفوز؟ في الحقيقة إن هذا بعيد جداً عن الواقع، لأن غالبية الفائزين ينتهزون الفرصة كاملة، بمعنى أنهم منذ الأيام الأولى لبدء الدورة يدخلون مرحلة التنفيذ لخططٍ تم إعدادها وتحضيرها مسبقاً، ولا يحسبون حساباً لعدد الأيام المتبقية، بل لعدد الصور القادرة على المنافسة على المراكز الأولى، هذه النوعية من المصورين يصعب أن تقتنع ببضعة صورٍ مميزة فتقوم بالمشاركة ثم تخلد للنوم!

أصحاب هذه العقلية يدخلون حالة تحدٍ طويلة المدى مع الذات، لإنتاج عددٍ من الصور المبهرة ثم منافستها بمجموعةٍ أخرى من الصور الأشد إبهاراً وجمالاً، أصحاب هذا النوع من التفكير لا يؤمنون بفكرة «احتمالية الفوز»، بل بفكرةٍ أخرى بعيدة تماماً هي «حتمية الفوز»، لأنهم يدركون تماماً أن هذه الأخيرة فقط قد تقود للفوز، بينما الفكرة الأولى لم تصل بأصحابها يوماً لمبتغاهم.

اليوم، ونحن على بعد ما يزيد على الشهر بقليل على الموعد النهائي، لا تزال أعداد المشاركين من مختلف الدول العربية أقل بنسبةٍ واضحة من المشاركين من دول العالم الأخرى. كنتُ أود في هذه الدورة أن ألمس جدية واحترافية أكبر من المصورين العرب في التعاطي مع فرصهم بالفوز في الجائزة. هذا لا يعني ضعف المشاركة العربية في محاور الجائزة، لكنه يدلّ على التفكير والاستعداد والتحضير والتنفيذ بشكلٍ متأخّر نسبياً، وجميعنا نعلم أن ذلك يضعف جودة المشاركة وقدرتها التنافسية.

فلاش:

من يصل باكراً.. يرى الصورة بشكلٍ أوضح وأجمل.

سحر الزارعي- الأمين العام المساعد للجائزة 

@SaharAlzarei

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.