( للتاريخ )بقلم الأستاذ نورالدين حسين


الرائد الفنان المصور المرحوم علي محمود درويش .
هذا الفنان الذي سعى منذ بداية عمله في التصوير الى تقديم المعونة والاستشارة للمصورين قبل انطلاق الجمعية التي كان هو من مؤسسيها وعمل نائبا للرئيس لعدة دورات .. كان عنصرا فاعلا في انشطة المعارض والدورات الفنية التي تقام للطلبة وموظفي دوائر الدولة .. هذا الانسان اللطيف المعشر هو واولاده واخيه المرحوم ابراهيم درويش كانو علامة بارزة في التصوير الفني في المدينة وشاركو في بناء مختبر للتصوير الملون قدم خدماته الرائعة وبأسعار مناسبة جدا .. لقناعتهم بانهم يقدمون خدماتهم لاهلهم وذويهم .. وباسعار مرضية للمصورين وتوفير كل مستلزمات التصوير الحديثة ذات النوعية العالمية الجيدة والموثوقة ..
كانت صوره تتصدر مجلة الجامعة التي تصدرها جامعة الموصل والتي كانت من المجلات الرصينة الثقافية والعلمية حيث انه عمل مصورا معتمدا في مطبعة جامعة الموصل هذه المطبعة استقطبت كل العناصر الجيدة العاملة في الطباعة والتصوير وكان من ضمنهم المرحوم علي درويش حيث ان المطبعة استعانت من المصورين المختصين الاجانب كان لا يقل خبرة عنهم ابداعا في التصوير الصحفي والاعلامي والفني .. احدهم في حديثي معه قال بالحرف الواحد بعد مشاهدته اعمالنا ومعارضنا انتم .. افضل من ما نمتلك من معلومات .. نحن درسنا التصوير ولكننا لا نمتلك خبرتكم في العمل وممارسة التصوير بمهارتكم وخفتكم بالتصوير والطباعة الجيدة والسريعة من هنا لا بد ان اشير ان المصور العراقي في كل دوائر الدولة ومؤسساتها لم يعطى المصور حقه .. راتبه كأي موظف رغم الحرفية الرائعة التي يمتلكها المصور فالمصور التلفزيوني والسينمائي والاخباري والصحفي كان يتمتع بعناية واهتمام ومخصصات تشجيعية .. لم نجدها في دوائرنا مما دعانا الى السعي والخروح للتقاعد عندما كانت رواتبنا لا تكفي لشراء طبقة بيض واحدة .. هذا الحال دعانا الى النزول الى ساحة العمل والكفاح من اجل تلبية احتياجات عوائلنا في تلك الظروف الصعبة ..
علي درويش هذا الانسان المحبوب بين زملائه المصورين واصحابه في مطبعة الجامعة كان يتميز بقوة الملاحظة وعمق الحس الابداعي وتحديد الكادر المطلوب وقد صور الاسواق القدمية بصور تثير المشاعر ..
ويتقن استخدام العدسات بانواعها .. لقد خسرنا هذا الانسان الوديع الطيب بتواضعه .. صاحب المرؤة والانسانية .. السهل البسيط .. صفاته الرائعة جعلته محبوبا من الجميع يراعي الكبير والصغير له مواقف انسانية كثيرة لا يعرف عنها حتى ابنائه .. يسعى للخير بسمت وهدوء وسكون كان يرضى بالقليل نشأ قانعا ورحل عنا قانعا الرحمة والغفران للاخ ابو حسين علي درويش