الفوتوغراف ما بين الواقعية و الحداثة …

نشأ الفوتوغراف كابن روحي للرسم استلهم منه قواعده و ضوابطه و مشى على خطاه في الحالة الواقعية التي كانت سائدة في فترة عصر النهضة و ما قبل الحداثة و لكن الرسم استطاع على يد العديد من عمالقته أن يخطو خطوات جبارة نحو التطور و التغيير بينما بقي الفوتوغراف عالقا في مصيدة المدرسة الواقعية زمنا ليس بالقليل و عالميا تمكن الفوتوغراف بفضل التطور التقني لمعدات التصوير و البرامج الحاسوبية من خوض غمار التجريب و البدء بمرحلة الخروج من المدرسة الواقعية وصولا إلى قدرته على المنافسة في جميع المدارس التشكيلية كالتعبيرية و السوريالية و غيرها كما أصبح له معارضه الخاصة و فنانوه المعروفون عالميا و مدارسه التشكيلية و لكن بكل أسف ما زال عالمنا العربي بمصوريه عالقا في حقبة الواقعية رافضا الخروج منها متذرعا بعدة أسباب منها إحساسه بأن الصور الفوتوغرافية المنتجة رقميا ليست صورا فوتوغرافية، أو أن هذا يقع في خانة تزييف العمل !! و لا يخلو مجتمع فوتوغرافي من نقاش محتدم حول المعالجات الرقمية و أحقيتها و مدى صحتها و بدل أن يقوم الفوتوغرافيون العرب بالتطور و إنتاج الجديد و مواكبة العصر باتوا يضيعون وقتهم و جهدهم في إثبات أحقية فريق و خطأ الآخر، و طبعا يجب أن لا يفهم من كلامي ان المدرسة الواقعية انتهت بل على العكس لا يمكن أبدا إغفال دور الواقعية في مجالات حيوية كالصحافة و تصوير الشارع و التوثيق بشتى ألوانه و لكن يجب إفراد المساحة أيضا للتجريب و التطوير و ممارسة الفوتوغراف كفن لا كمجموعة من التقنيات الثابتة.
لذا أشجع جميع الزملاء على التوسع في استخدام أدواتهم الفوتوغرافية وصولا إلى نتاج فني تشكيلي يرقى إلى مستوى الفنانين العالمين فلا فرق بين المصور الفوتوغرافي و الرسام و النحات أو الشاعر … يختص كل منهم بأدواته و يتشاركون جميعا فضاء الإبداع الذي لا حد له.
في ما يلي بعض الروابط لمصورين فوتوغرافيين استطاعوا الخروج من الواقعية إلى مدارسهم التشكيلية الخاصة أرجوا لكم المتعة و الانطلاق.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.