اقدم صورة فوتوغرافيا وصلتنا. التقطت عام 1826 أو 1827: منظر من النافذة في لو غراس

تاريخ التصوير الفوتوغرافي

تاريخ التصوير الفوتوغرافي لتاريخ التصوير الفوتوغرافي جذورٌ في التاريخ القديم تعود إلى اكتشاف مبادئ الكاميرا المظلمة وملاحظة أن بعض المواد يتغير مظهرها إذا ما تعرضت للضوء.[1][2][3] ما هو معروف حتى هذه اللحظة أن أحداً لم يفكر في جعل هاتين الظاهرتين تعملان معاً لاتقاط صور تبقى بشكل دائم حتى العام 1800 تقريبا، وكان ذلك عندما قام توماس وِجوود بأول محاولة موثقة، رغم أنها لم تكن ناجحة. في منتصف العشرينيات من القرن ال19 نجح نسيفور نيبس في المحاولة، إلا أنه كان يلزم التعرض للكاميرا لعدة أيام كما أن النتائج المبكرة لم تكن ناضجة. استمر مساعد نسيفور (لويس داجير) وطوّر عملية الداجيرية، وهي أول عملية تصويرية معلن عنها، والتي تطلبت تعرضاً للكاميرا لدقائق كي تنتج صوراً واضحةً وبتفاصيل دقيقة. قُدّمت بشكل تجاري عام 1839 وهو التاريخ الذي يعتبر بشكل عام تاريخ ولادة التصوير العملي.

ما لبثت العملية الداجيرية المعتمدة على الفلزات أن واجهت بعض العمليات المنافسة، وهما عمليتا صورة كالُتايب السالبة والطباعة الملحية واللّتان اخترعهما وليم فوكس تالبوت. قللت الابتكارات اللاحقة من الوقت اللازم للتعرض للكاميرا من بعض الدقائق إلى بعض الثواني و أخيراً إلى أجزاء صغيرة من الثانية. قدّمت هذه الابتكارات وسائط تصويرية جديدة كانت أكثر اقتصاديةً و حساسيةً و ملاءمةً، مثل الأفلام الملفوفة للاستخدام غير الرسمي من قبل الهواة. كما أنها سمحت بالتقاط الصور الملونة علاوةً على الصور بالأبيض والأسود.

أحدث إدخال الكاميرات الإلكترونية الرقمية إلى الأسواق في تسعينيات القرن ال20 ثورةً في التصوير. خلال العقد الأول من القرن ال21، زاد تهميش الطرق التقليدية المعتمدة على الأفلام والمواد الكيميائية، وذلك بسبب الإيجابيات العملية للتكنولوجيا الجديدة التي باتت تحظى بالتقدير على نحوٍ واسع. وراحت جودة تصوير الكاميرات الرقمية معقولة السعر تتحسن بشكل مستمر.

التسمية

عادةً ما يُرجع الفضل في صياغة تسمية “التصوير الفوتوغرافي” إلى السير جون هيرشل في عام 1839. التسمية مقتبسة من اللغة اليونانية حيث كلمة φῶς (فوس)، (بصيغة الإضافة فوتوس)، و تعني الضوء وكلمة γραφή (غرافي) و تعني الرسم أو الكتابة، الكلمتان معاً تعنيان “الرسم بالضوء”.

الخلفية التكنولوجية

كاميرا مظلمة كانت تستخدم لرسم الصور

التصوير الضوئي (الفوتوغرافي) هو نتيجة الجمع ما بين عدة اكتشافات، قبل بدء التصوير بفترة طويلة، كان الفيلسوف الصيني موزي وعالما الرياضيات اليونانيان أرسطو وإقليدس قد وصفوا كاميرا ذات ثقب في القرنين ال4 و ال5 ق م. في القرن ال6 م، استخدم عالم الرياضيات البيزنطي نوع من الكاميرا المظلمة في تجاربه.

درس ابن الهيثم (ولد في البصرة 965م – توفي في القاهرة 1040) الكاميرا المظلمة والكاميرا ذات الثقب. أما ألبيرتوس ماغنوس (من حوالي 1200م – 1280) فقد اكتشف نترات الفضة، و جورج فابريسيوس اكتشف كلوريد الفضة. دانيل باربارو وصف غشاءً في عام 1568م. ويلهلم هومبرغ وصف كيف أن الضوء جعل بعض المواد الكيميائية مظلمة (التأثير الضوئي الكيميائي) في 1694. رواية جيفانتي (التي كتبها الفرنسي تيفني دو لا روش 1729-74) وصفت ما يمكن تفسيره على أنه التصوير الضوئي.

تطور التصوير الكيميائي

العملية الأحادية اللون

أقدم نقش تصويري وصلنا، من عام 1825 طبعت باستخدام قطعة معدنية و هي من أعمال نسيفور نيبس و استخدم فيها العملية الهيلوغرافية.

في حوالي عام 1800، قام توماس وِجوود بعمل أول محاولة لالتقاط صورة بالكاميرا المظلمة مستخدماً مادة حساسة للضوء.استخدم ورقة أو جلد أبيض مع نترات الفضة. على الرغم من أنه نجح في التقاط ظلال الأجسام الموضوعة على سطح معرض لأشعة الشمس، و حتى أنه التقط نسخات من ظلال رسومات على الزجاج، إلى أنه ورد عام 1802 عن تجاربه أن “الصور التي تشكلت باستخدام الكاميرا المظلمة كانت باهتة لدرجة أنها لن تنتج أثراً على نترات الفضة في وقت معقول”. لقد أصبحت الصورة بأكملها مظلمة، و ذلك لأنه “لم تنجح أية محاولة لمنع تاثير الضوء على الأجزاء غير الملونة من الصورة”. لقد هجر وِجوود تجاربه مبكراً بسبب مرضه؛ حيث أنه توفي و عمره 34 عام و ذلك في عام 1805.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.