لا يتوفر وصف للصورة.

حياة قالوش شاعرة متوهِّجة بألقِ الزَّنبقِ والنّعناعِ البرّي

حياة قالوش

(10)

 

تكتبُ القصيدةَ كما تتهاطلُ زخَّات المطرِ فوقَ مرافئِ الحنينِ، حاملةً فوقَ أجنحتِها مذاقَ حبور القصيدة؛ كي تنثرها ألقًا شهيًّا فوقَ اخضرارِ أزاهيرِ البساتينِ، ممسكةً بتجلِّياتِ انبعاثِ حرفها من ظلالِ الأحلامِ النَّديّة، كأنّها على اتّصالٍ حميمي معَ مُهجةِ الحرفِ وهو في أصفى إشراقاته. ينسابُ حرفُها فوقَ خفقةِ القلبِ مثلَ نسائمِ الصَّباحِ، مثلَ مرحِ الأطفالِ وهم يلعبونَ فوقَ مروجِ الحياةِ، ينهالُ حرفُها مثلَ بلسمٍ شافٍ فوقَ جراحِ السِّنين فتضحكُ القصيدةُ من توهُّجِ هلالاتِ الخيالِ. حياة قالوش حرفٌ متدفِّقٌ من حبورِ الحنطة، تزهرُ دندنات حروفها على إيقاعِ شهقاتِ الأماني، تُشبه رحيقَ الزّهورِ في أوجِ انبعاثِ بهائِها، تفرشُ حبرَ القصيدة فوقَ أوجاعِ غربةِ الحياة، تغوصُ عميقًا في رحابِ انبعاثِ الحلمِ على هدهداتِ انبلاج الفجرِ الوليدِ، وهي تنادي بإيقاعٍ رهيف هدير البحار؛ لعلّ حرفها يمتزج مع هديرِ البحارِ في مواجهة أوجاعِ الانكسار!

تكتبُ القصيدةَ كلّما هبَّ نسيمُ الصَّباح، كلّما رفرفَتْ أجنحتها شوقًا إلى إشراقةِ الفرحِ، كلّما رنّمَ مرنِّمٌ تراتيلَ الشَوقِ إلى رنينِ أجراسِ الأديرة القديمة، تُشبهُ انبعاثات القصيدة كأنّها غيمة مجنّحة من أنغامِ مزاميرِ حلمٍ هاربٍ من ضجر هذا الزّمان. تجمحُ نحو غابات القصائد البكر، تقطفُ من ثمار الغابات أشهى هلالات بوح الكلام، مركّزةً على ضياء نجمة الصّباحِ وسطوعِ البدرِ في اللَّيالي القمراء، مجسِّدةً عبر تجلّيات حرفها بهاء المحبّة بأرقى دفئها للحياة المعبّقة بأزاهير الفرح، مستلهمةً بوحها من جموحاتِ يراعِ الرُّوحِ!

حياة قالوش شمعةُ فرحٍ ساطعة في دنيا المحبّة، بسمةٌ وارفة فوقَ أرخبيلاتِ اللّيل الحنون، في حالةِ وئامٍ مع شموخِ القصيدة إلى أن غدت القصيدة صديقة عمرها، وشهيقها المزنَّر بمذاقِ ثمارِ الجنّة، وكأنَّ القصيدة ابنتها الحاضرة في أغصانِ الحياة. يتناغمُ حرفها مع بسمةِ الشَّمسِ وهي ترنو إلى عذوبةِ البحار. كيفَ ترسمُ قالوش حرفها وهي في دنيا محفوفة بأسئلة طافحة بالأوجاع؟! هل القصيدة قادرة أن تسمو إلى وميض نُجيمات الصَّباح، رغم تفاقمِ الجراح هناك من كلِّ الجهات؟! يبدو أنّها قصيدة منبلجة من وجنةِ غيمة، حرفٌ متناثر من مآقي نجمة، سرٌّ غائر في جوفِ البحارِ الهائجة، شوقًا إلى مناغاة أزاهير الرّبيع.

حياة قالوش شاعرة متوهِّجة بألقِ الزَّنبقِ والنّعناعِ البرّي، تكتبُ قصيدتها من نسغِ الدّاليات المتدلّية من أشهى انبعاثاتِ جموحِ الخيال! ..

 

ستوكهولم: (3/ 7/ 2019).

 

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نبات‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏بما في ذلك ‏‎Sabri Yousef‎‏‏، ‏‏بدلة‏‏‏‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسم المؤلِّف: صبري يوسف.

عنوان الكتاب: تجلِّيات الخيال.- الجزءالأوَّل.- مقالات نصوص أدبيَّة.- الطَّبعة الأولى: ستو كهو لم (2020م).

الإخراج،التَّنضيد الإلكتروني،والتَّخطيطات الدَّاخليّة : (المؤلِّف).- تصميم الغلاف:الفنّان التّشكيلي الصَّديق جان استيفو.- صور الغلاف:للأديب التَّشكيلي صبري يوسف.- حقوق الطَّبع والنَّشر محفوظة للمؤلِّف.

دار نشـر صبري يوسف – [email protected]

Sabri Yousef – (محررمجلةالسلام)

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نبات‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*يليه بالنشر مجموعة الجزء الثاني :

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.