قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

د.عائشة الخضر لونا عامرالاتحاد العربي للثقافة

‏١٧ مارس‏ – 2021 م‏ ·

ظمياء_ملكشاهي.. كاتبة وشاعرة بامتياز.. اللبيب من القراء يفهم الرسالة الضمنية التي ترسلها الشاعرة ل”اتحاد الكتاب العراقيين” تحديدا.. النظر الى عوزها المادي وحاجتها الى التفاتة تقدير واحترام لعطائها الادبي اللامحدود في عديد الاصدارات الشعرية التي تمكنت من اظهارها للوجود.. رغم حاجتها وكبير مرضها ووحدتها التي تعيش..!

هذا الصباح.. وكل صباح..
***
لو مر هذا الصباح….
كما يمر ناي على أغنية ولم ادندن اسمك
لحظتها أكون قد بدأت معركتي الأخيرة
وتركت أحلامي على قلبي تنام
ونمت كما تنام الخنفساء بلا هموم أو أرق…
فلاحاجة للورق..
فماذا أوثق في اليوم الجديد سوى الترهات
ماذا سيكون لهذا اليوم الغداء
وهل نقودي ستكفي ليومي الجديد
فلا احصي كم تبقى في المحفظة
ولااحدق في وجوه من حولي
فأتخيل اقدارهم بعدي…
وافتعل حديثا سخيفا عن نشرة الاخبار
ماذا سيحدث ان لم اكتب أليك
فاصدق أنني أمراة وتصنيفي انثى
وأثير عاصفة على دفتري
وألون البحر الذي امواجه بيدي
وأطل من لغتي على هذا الغياب
أهش بالحرف الكبير على السطور
فيطلع هذا المهرج من دمي
ونبدأ احتفالنا المهول
نعم هذي أنا..
اقترف خطيئة الحب الكبير
وكشرفة البيت القديم
أجمل بالزهور اليابسات أيام عمري الباقية
وأرتدي أجنحتي كلما أخفقت في فهم الحقيقة الممنطقة والعلل التي تصيب قلبي بالزكام فيسعل نبضاته..
وأصدق حقا أنك تحبني
وأسألني مرارا…
هل كان من حقي أجترارك كي أعيش
كما تعيش ذبابة فوق القمامة
هل كان من حقي التمدد والتفرع والتبرعم والأزهار فيك..
فتكون لي وطنا سعيد
ويعود فيك فصلا قد مضى من فصول الحكاية
الراحلين بلا أياب..
هل كان من حقي التمادي في العتاب
اني صنعت هياكلا شتى
ونبشت في تلك القبور الدارسات
عن الجماجم كلها فلم أجد جمجمتي
لاقرأ على جبينها اقداري الباقية
يغطيني تراب جنوني فاعزف ماأشاء
على وتري الوهمي..
اعلقه في كمنجة روحي..
ازرع فيه نعناعا لينبت عندما تأتي
ونشرب الشاي المنعنع بالحضور
ونخرج في نزهة يومية
كما تفعل معها الٱن..
وتتداخل أصابعك في أصابعي
فتنزل الشمس إلى باحة بيتي
وتأتي اسراب الحمائم وتسقط الغيوم
فانفش ريشي كاي دجاجة مع ديكها
وأرقص كالغجر القادمين من الحلم
حول نيراني المقدسةوانا اكتشف
أنك وحدك من ينقلني إلى حلبة الرقص عارية…
هاربة من كل نباتاتي المتسلقة وكتبي المصطفة
وازرار قمصاني وٱواني الزهر على النافذة..
هاربة من قدري وبصيرتي
ازاول الاغماء في أحضانك
وافترش القوافي..
من جسدي اعلقه كمنشفة للحزن في مواسم الذبول
وحدك من يمنحني التأدلج في الجنون
والتابجد في الخرافة..
وحدك من يكشف لي اسرار الانتشاء
وكيف اكتشف الخيميائي في غبائي
فاحيل الصخور الخائفة إلى اعشاش للعصافير
والنواح إلى نوتات تهزج في اروقة البعد
وبنصف رؤيا اكتب أليك الٱن..
لان البكاء المالح يظلل شاشة المحمول
ولان الحقيقة المؤكدة تصيبني بالعمى
فاكف عن الرؤيا المبهرة
وأكتفي بمسح عيوني باسمك
وأكتفي بالكتابة أليك..
كي تنزل لقمة الافطار سائغة كما تنزل الأغنية …
وكاي أمراة تذبل
اواصل الصراخ الصامت هذا…
وابتهل ان يمر يومي بلا عاصفة أن تمطرني السماء بالحروف
لأحصن نفسي في غيابك
كي لاتموت السنابل وتخرج الأنهار عن مسارها المعهود…
ازاول التساؤل المقيت ذاته
هل كان من حقي أن اصدق كل ماجهدت في الإمساك به من الاوهام الهاربة
من بقاياك وصوتك الخائف المرتجف
وانا أكيل اللكمات المتكررة لوجهك
كي أحظى بالرضا
وان امارس الخنوع التام والتذلل كي استجديك
فابصر من جديد…..؟؟؟؟؟؟؟

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.