المقدمة وتأثيرها في جمال الصورة :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ( 12)تعد المقدمة مدخل الصورة الأول، وتمهيد لها يمكن من خلاله فهم إيحاءات الصورة ومعانيها، وتحديد العناصر الأساسية فيها، وهي أول ما يلفت البصر، ويهيئ النفس، ويشد الانتباه، فهي مطلع جمالها، ومفتاح مدخلها، وتعد الخطوة الأولى لعين الناظر وحسه الجمالي، وبالمقدمات يستطيع الناظر أن يستدل على طبيعة الصورة من أول وهله، وقد قيل: “الانطباع الأول يخدع الكثيرين” . فعلى المصور أن يهتم بمطلع صورته، وأن يتعمد إظهارها ما أمكن، فإن عرض العناصر دون مقدمة يصدم الناظر ويعرض عن تقبله لها، لكن مع مراعاة أن تؤكد المقدمة وحدة موضوع الصورة، وأن تصبح جزءا مكملاً ومنسجماً مع بقية تفاصيلها، بحيث تتضمن المقدمة رابطاً مشتركاً يوحي بوحدة الموضوع، وإشارات دلالية تؤكد العناصر الأساسية، وتشعر بالتآلف والانسجام فيما بينها وبين المقدمة. إن المقدمة التي لا تشعر بروح انتماء إلى عناصر الصورة تكون مقدمة عبثية مختلة، فيؤدي ذلك إلى التفكك والتباعد المعيب بين المقدمة وعناصر الصورة. ولا يلزم ورود المقدمات في كل الصور الفوتوغرافية فهناك من الصور ما لا يحتاج فيها إلى مقدمات كتصوير البورتريت على سبيل المثال. _______________
_______________ في الصورة (1) المقدمة تتمثل في الأعمدة المتراصة بشكل أفقي وجاءت لتعيق العين عن الانجرار السريع نحو المجهول. في الصورة (2) المقدمة تتمثل في الممر الخشبي وجاء ليقود العين إلى موضوع الصورة ويؤمن العين من تخيل الوقوع في البحر . في الصورة (3) المقدمة تتمثل في الأرض اليابسة وجاءت لتشعر الناظر بالخطر مما وراءها فكانت ممهدة للكارثة ومشعرة بالمصيبة . في الصورة (4) المقدمة تتمثل في الأحجار وجاءت لتعبر عن طبيعة المكان. في الصورة (5) المقدمة تتمثل في الإطار الثلجي الملتف حول الصورة وجاء ليزيد من تركيز العناصر الرئيسية. _______________ شكر خاص للأستاذ القدير Abdul-Rasool Aljaberi الذي ألهمني فكرة الكتابة في هذا الموضوع

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.