تاريخ و مفهوم الديجتال آرت

 

 

في 5 يوليو 1833 اكـُتشفت أعمال المخترع الفرنسي  نيسيفور جوزيف وذلك بعد وفاته،والذي أعتبر منذ ولادته أحد أكبر فنانين التلاعب بالصور ومؤسسيه وواحد من المخترعين للتصوير الفوتوغرافي ورائد في الميدان ، ولد جوزيف 7 مارس 1765.وستلاحظ أنه عُـرف كأكثر شخص قد أخرج صور في العام 1825مو قد فقد التصوير الفوتوغرافي براءته وثقته منذ عقود قليلة وذلك فقط بعدما أنشأ جوزيف أول صورة فوتوغرافية في عام 1814، وكانت بالفعل صورا يجري التلاعب بها.كما الآن مع ظهور الكاميرات الرقمية عالية الدقة وأجهزة الكمبيوتر الشخصية قوية ومتطورة ببرامج تحرير الصور..والتلاعب في الصور باتت أن تصبح أكثر شيوعا الآن. 

 

وفن التلاعب بالصور لو ذهبنا بعيداً للأمام ما بعد وفاة جوزيف بدأ بشكل مذهل في 1860على الرغم من أنه كان يقال للصور ‘وهمية‘ من باب الإساءة…إلا أن أول من قدم الفن بشكله الجديد كان في عام 1840م هو الفنان الفرنسي هيبوليت بايارد..وقد كان التلاعب بالصور عبر التاريخ يظهر تطور مثير جدا للاهتمام من مختلف صور التلاعب.وأصبح يستخدم من منتصف عام 1800 حتى وسائل الإعلام اليوم ، سواء تجارياً أو في الصحف الورقية. 

 

 فلسفة الديجتال آرت:“التلاعب بالصور هو تطبيق تقنيات تحرير الصور على الصورة، من أجل خلق وهم أو خداع (على النقيض لمجرد تحسين أو تصحيح) من خلال الطرق التقليدية أو الرقمية.”فالاهتمام بالصور لمجرد التحسين أو التصحيح هو أمر يتعلق بمصورين معنين من الفوتوغرافيين سواءً كانو صحفيين أو من عشاق الضوء فحسب ، ليتم معالجة الصورة معالجة بحتة تحت قيود وحواجز معينة, في حين أن خلق الصورة من عدة عناصر مختلفة عن طريق التلاعب بالصور.. هو أمر يترتب عليه الإهتمام بكل شيء من برامج وإعدادات واضافة عناصر من البداية. 

 

صدور القوانين: 

فن التلاعب بالصورة كان فناً حساساً كونه كان يتلاعب بالصور السياسية،وهذا لأن الكاميرات وأفلامها تلك الأيام كانت غالية ولا يمكن لأي شخص أن يلتقط صورة لنفسه متى شاء،لذلك كانت أكثر الصور للشخصيات السياسية وهم دائما تحت الأضواء لذلك كان يتم التلاعب بالصور الموجودة وهي الصور الخاصة بالقادة والسياسيين.وحين كثر التلاعب بالصور صدر قانون أدلى فيه جوزيف ستالين استخدام الصور الفوتوغرافية المعدلة لأغراض دعائية فقط، أما الصور الصحفية والصور والسياسية فالتلاعب بها أمر يعاقب عليه القانون وذلك في عام1930 تقريباً..وحينها قل التلاعب بالصور بشكل عام إلا أنه كان هناك من يتلاعب بالصور في الخفاء ، ليست بالضرورة صوراً سياسية لكن كان ذلك ليتجنب المشكلات. 

 

هتلر فنان: 

يعتبر هتلر قائداً محباً للفن وهو رساماً وكان يحب التصوير ويحب ذاته كثيراً..وحين يحضر الندوات والمؤتمرات واللقاءات كان قد جعل لنفسه مخزوناً هائلاً من الصور التذكارية لنفسه..ويملك قناعة في ذاته أن التاريخ يوثق بالصور لا بالنصوص..كانت الأيام حساسة في الحرب العالمية الثانية ولأسباب أمنية وسياسية وحربية تحتم على هتلر بقتل عدد من الأشخاص..هؤلاء الأشخاص كانوا قد تم تصويرهم مع هتلر ضمن صوره التذكارية ولأن هتلر كان يحب الصور والتصوير لم يشأ أن يحرق تلك الصور فأمر بالتلاعب بالصور وذلك بحذف هؤلاء الذين لم يحالفهم الحظ معه. وذلك في عام 1937م. 

 

تاريخ التلاعب بالصور)   Adobe    :  ظهور 

في حالة من الذهول وصرخات الإعجاب من العالم الفني الرقمي كانت شركة أدوبي هي أحد أسباب تطور هذا الفن..والذي قاده المبرمج الأمريكي جون ادوارد مع تشارلز تشَك حينما انبثقت الشركة في عام 1982م.أهداف سلبية:لكن الأمر الذي أثار الجدل كان ظهور الفوتوشوب في 2003م بتطورات مذهلة ساهمت في جعل عملية فن التلاعب بالصور بشكل أسهل وميسر..وهذا الأمر جعل من سنة 2003م سنة الفضائح للفنانين والمشاهير وهي الفضائح الزائفة..لدرجة أنه في هذه السنة قيل أن استخدام الفوتوشوب أمر مخزي لكثرة ما رأوه من فضائح ومشكلات.وبات أمر «المشاهدة خير برهان» قد أصبح غير ممكناً فالأمور لم تكن بتلك الثقة وحتى يومنا 

هذا…ومع مرور السنين وحتى هذه السنة 2011م ظهر العديد من الفنانين..والذين ساهموا في تطوير هذا الفن بشكل راقي وممتع يحاكي قصة وحكاية وواقع وخيال  فني مذهل..وأحد أشهر هؤلاء الفنانين هو  misha gordin    

 

بين هذا وذاك: 

حين ظهر فن التلاعب بالصور، كان قد ظهر مع الفن الفوتوغرافي وكان أساسه الفن الفوتوغرافي لكن اندماج الفن التشكيلي كان قد ساعد في تطور هذا الفن بشكل مذهل…فالمعروف ان الفن الفوتوغرافي كان مقيد بين توثيق الواقع والأحداث باستخدام الكاميرا…لكن دخول فنانين تشكيليين في العالم الرقمي جعل الأمر يبدو أكثر خيالاً وذهولاً..فأصبح الأمر ليس مجرد تلاعب بالضوء أنما خلق لوحة فنية ضوئية كما هي التشكيلية..وكذلك لدينا فنين مختلفين في طريقة العمل لكنهم متشابهين في النتائج.فن الديجتال آرت الخاص بالفوتوغراف وفن اسمه التلاعب بالصور Photo Manipulationوهو خاص بالفن التشكيلي الرقمي. 

 

لنعرف ما هو: 

التصوير – المعالجة – التلاعب بالصور؟ 

– أنا واثق أنك كنت تتسأل ، إلى أي مدى يمكننا المعالجة وإلى أي مدى يمكننا القول أن التصوير تحول إلى تصميم؟!- ستجد أن جواب السؤال يعتمد على من تسأل…وستجد الاختلافات في الرأي..مابين أشخاص يرفضون المعالجة لكونهم لا يعرفون استخدام البرامج وما بين من يوافقها لكونه لديه الملكة في تحسين الصور وأيضأ بين المقيدين لآرائهم الشخصية لكونهم لا يقرأون بتاتاً…وبعد كل الاختلافات بخصوص المعالجة، هل ما زالت صورنا فوتوغرافية 

 

القانون والتصنيف: 

بعد ذلك كله… تم وضع التصنيفات والقوانين للفنين المختلفين: 

فن الديجتال آرت الفوتوغرافي: 

هو فن فوتوغرافي يندرج تحت تصنيف الدارك روم وينقسم لقسمين: 

قسم تراديشنال: اي تقليدي وهو التحسين التقليدي لأصحاب الكاميرات الفلمية في الغرف المظلمة.. 

 

وقسم ديجيتال: اي رقمي وهو التحسين بأسلوب المعالجة الرقمية من برامج المعالجة الفوتوشوب وغيره. 

 

– ما الفرق بين Digital darkroom     و Photo manipulation 

يختلف الغالب بين هذا وذاك بل وأذكر وللأسف أن هناك من أنكر فن الدارك روم ديجيتال 

وذلك باعتباره  مجرد فن Photo manipulation     

 

فن Digital darkroom     : 

هو فن يندرج تحت التصوير الفوتوغرافي ويشترط فيه أن تكون جميع الصور المدمجة من حقوق ملكية المصور نفسه، 

بمعنى أنه لا يسمح لك باستخدام صور ليست ملك لك في فن الدارك روم للتصوير الفوتوغرافي سواء كان رقميا أو فلميا… 

 

أما فن Photo manipulation    : 

فهو فن يندرج تحت الفن الرقمي التشكيلي أو ما يخص التصميم بشكل عام …ويسمح لك باستخدام صور غيرك (بعد الاستئذان من صاحب الصورة طبعا) بل ويمكنك خلط العمل ما بين صور فوتوغرافية وصور فيكتورية وصور ثلاثية الأبعاد وغيرها.. وغالبا ما يعتمدون هؤلاء المصممين المبدعين على مصورين مبدعين يستطيعون محاكات صور مبنية للتصميم وحسب وهذا الفن يسمى فن التلاعب بالصور… هذا ما أردت أن أتحدث عنه لكم بخصوص الديجتال آرت أو الدارك روم  فهي مجرد غرفة واقعية تحولت لغرفة رقمية سميت بالفوتوشوب .

 

المرجع الرئيسي لبحث الفنانة السويدية سيندي لمشروعها في الماجستير … 

الحقوق/ عمر عبدالعزيز 2010م 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.