“أنس اسماعيل” المصور.. والانتقال بالتصوير إلى فن التشكيل

فرح يوسف

 

هو أحد الفنون التي تعكس الحياة ومواقفها وترصد القيم الجمالية المحيطة بنا ببساطتها وتعقيداتها، فهو نوع من الفنون وكما يطلق عليه فن الرسم بالكاميرا يعد من أكثر الفنون مصداقية في توثيق اللحظات المختلفة في حياتنا بحزنها وفرحها بشقائها وبؤسها، عبر الزمن. موقع eLatakia التقى الفنان “أنس اسماعيل” المصور هذه المرة والذي يوثق بكاميرته عناصر الجمال والدفء من خلال صديقته الكاميرا وكان اللقاء التالي:

تكبير الصورة

* كيف بدأ اهتمامك بفن التصوير الضوئي؟

** عرفت “اللاذقيّة” أسماء عدّة في عالم التصوير، لكن تمّ حصرها كتصوير مهني، وبخاصة تصوير “البورتريه” وهذه الأسماء كانت عبارة عن استوديوهات تصوير يتمتع أصحابها بالكثير من الرؤية الإبداعية أمثال: «موريللي، سيمون، آرا، كنار، موريس..». أمّا بالنسبة إلى هواة التصوير فقد انحصرت أعمال معظمهم بتوثيق “اللاذقية” من ناحية أو تقديم طبيعتها من ناحية أخرى وذلك في إطار المحاولات الفردية الشخصية، حيث لمعت بعض الأسماء أمثال “قيس محجازي” و “سري حداد” وغيرهما ممن قاموا بتوثيق وأرشفة معالم المدينة الأساسية، فلا يمكن تناسي دورهم خاصة في ظل غياب مرجعية توثيقية أو أكاديمية لتدريس التصوير, ولكن في السنوات الأخيرة وتماشياً مع التطورات الكبيرة على مستوى المشهد البصري وتكريس الصورة كقناة أساسية للمعرفة ونشر الثقافة عامّةً والبصرية منها بشكل خاص، كانت المغامرة بدخول التصوير إلى عوالم جديدة وآفاق حداثوية على مستوى العالم وانتقاله من تثبيت ما نراه إلى تشكيل ما نتخيله، وكان لابد لـ”اللاذقية” من مواكبة هذا التغيير، فكانت

تكبير الصورة
من لوحات الفنان أنس اسماعيل

محاولات فردية متفرقة، لكن ومنذ قرابة العامين بدأت العمل على مشروع مُمَنهج في فن التصوير الضوئي، ساعدني في بلوغه علاقتي القديمة مع المسرح وما تلعبه التشكيلات البصرية فيه من قيمة جمالية مشهدية “السينوغرافيا”.”.

* ما الخطوات العملية في خطتك المنهجية لتقديم بالتصوير الضوئي كفن حديث؟

** كانت بدايتي الأولى مع الأطفال في مكتبة الطفل العمومية، وذلك انطلاقاً من مخيلتهم غير المحدودة فأقمت ورشة تصوير ضمت قرابة الخمسة عشر طفلاً عملت معهم على مفاهيم جديدة في التصوير تبحث عن الجزئيات وما تحويه من تشكيلات وإيحاءات يُعاد العمل على تشكيلها ضمن مفاهيم الكادر وزاوية التصوير والتعريض والسرعة والبطء، فينتج بذلك مشهد بصري مُبتَكَر مأخوذ من الواقع، وتم تتويج الورشة بمعرض لاقى نجاحاً كبيرا.ً

ثم تلا ذلك معرضاً لنتاج ورشة عمل على نفس المفاهيم لكن مع طلاب جامعيين، وذلك بالتوازي مع مشروعي الشخصي في التصوير التجريدي، وعملت على هذا المشروع في النصف الأخير من عام 2008 وتوّجته بمعرض للتصوير الضوئي في افتتاح مهرجان الكوميديا المسرحي

تكبير الصورة
من افتتاح المعرض في مهرجان الكوميديا

بحضور وزير الثقافة الدكتور “رياض نعسان آغا”، ثم تم نقله إلى “ناي آرت” كافيه، والذي استضفت فيه أيضاً عدداً من معارض التصوير الضوئي لفنانين سوريين مبدعين من خارج “اللاذقية” أمثال “بسام البدر” و”نوح حمامي”، وذلك بهدف تبادل الخبرات و إغناء الذائقة الفنية للمتلقّي.

* هل يمكن القول بأن كل مصور ضوئي هو مشروع فنان تجريدي؟

** التصوير التجريدي فن قائم بحد ذاته ويحتاج إلى ثقافة بصرية عالية وعين ترى الجمال وتفاصيله وعلاقاته، وتنقله إلى المخيِّلة، لتبتكر تشكيلات موازية، إضافة إلى العقل الذي يدير هذه العملية لتأتي لاحقاً الكاميرا أو آلة التصوير، ويمكن تبسيط فكرة ما عملت عليه بالقول أن الألوان الموجودة في الموضوع إلى جانب الإضاءة والديكور تقابِل الألوان عند الرسام، بينما تقابل العدسة الريشة، واستناداً إلى مفاهيم التصوير يتم تجريد الموضوع وسحبه من ملامحه إلى تشكيلات مُختَرَعة، وبذلك يمكن التأكيد بأن كل إنسان قادر على حمل الريشة والألوان ولكنه غير قادر بالضرورة على تقديم إبداع يغني الفن ويشكّل إضافة ما.

*

تكبير الصورة
مع الأطفال في ورشة العمل

ماذا عن الخطوات اللاحقة في مشروعك؟

** تم إطلاق مشروع محترَف التصوير الضوئي وهو ورشة عمل مفتوحة على مدار العام نحضِّر لها في هذا الشهر على أن تبدأ أنشطتها مع بداية فصل الصيف.

من الجدير بالذكر أن الفنان “أنس اسماعيل” أستاذ لغة عربية، تخرج عام 1980 من كلية الآداب وهو فنان مسرحي قديم، وعاشق متيم بخبايا فن التصوير الضوئي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.