يلتقط أكثر من 1000 صورة يومياً

راميش شوكلا.. عدسة توثق تاريخ الإمارات

المصدر:

  • ديانا أيوب ــ دبي

في صالة صغيرة ضمن مهرجان «دبي وتراثنا الحي»، الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، بقرية التراث في الشندغة، يقدم المصور، راميش شوكلا، مجموعة من الصور التي التقطها في الدولة، وتحمل تاريخ الإمارات. بدأ راميش حياته في الإمارات مع الكاميرا التي أهداها إياه والده حين بلغ 15 عاماً، وكان يقصد عمله على الدراجة الهوائية، إلى أن التقط الصورة الأيقونة التي كانت الصورة الرسمية للاتحاد وتبدلت بعدها حياته.

55 عاماً

يقدم المعرض أعمال المصور الرسام طيلة إقامته في الإمارات منذ 55 عاماً، وأهمها «صورة الاتحاد».


رحلة مع العدسة

جاء راميش شوكلا إلى دبي منذ أكثر من نصف قرن، وكانت الكاميرا، من نوع «رولي كورد»، الرفيقة الوحيدة له في الإمارات. عمل مصوراً صحافياً في مجموعة من المجلات في الهند. ثم في دبي بدأ حياته في التصوير في يوم الاتحاد، وساندته زوجته في التصوير، ولاسيما الحفلات والمناسبات النسائية. ولديه اليوم متحف يضم مجموعة صوره، بينما يدير أعماله ابنه نيل شوكلا الذي يمتلك موهبة بسيطة في التصوير.

وقال شوكلا حول معرضه في المهرجان «هذا المعرض البسيط يقدم أعمالي خلال إقامتي في الإمارات منذ 55 عاماً، فهو بمثابة توثيق للصور التي التقطتها خلال إقامتي، ولاسيما صورة الاتحاد التي أعتبر أنني كنت محظوظاً بكوني وثقتها بعدستي الخاصة، حيث طلبت من جميع حكام الإمارات الوقوف في صورة تذكارية تحت سارية العلم، والتقطتها بعدستي بعد رفع علم الإمارات في بيت الاتحاد». ولفت إلى أنه يشعر بالكثير من الفخر والسعادة، كون هذه الصورة هي الصورة الرسمية ليوم الاتحاد وتأسيس الدولة، ويرى نفسه محظوظاً لكونها تعود له، لاسيما أنه بعدها حظي بدعم كبير من الشيوخ في الدولة، فتمكن من التقاط مجموعة كبيرة من الصور لهم، ولمناسبات رسمية، كما أنه رسم مجموعة كبيرة من الصور الشخصية واللوحات التي وضعت في القصور، كما رافق الشيوخ في أكثر من مكان.

إلى جانب الصور يعرض شوكلا مجموعة كتبه، حيث ارتأى تقديم الصور التي التقطها في الإمارات ضمن كتب مطبوعة، وكان أولها الكتاب الذي يحمل تفاصيل تاريخ الإمارات، ويتضمن صوراً بالأبيض والأسود، كما يشمل عرضاً للمحطات المهمة التي وثقها عبر عدسته. وأشار إلى أنه يمتلك مجموعة كبيرة من صور الشيوخ، التي كان حين يلتقطها يطلب توقيعهم عليها، ويمتلك اليوم مئات الصور الموقعة من الحكام. ولفت شوكلا إلى أن الكتب التي يعرضها توثق أيضاً رحلاته في بلدان أخرى، ومنها عُمان، فقد ذهب إليها وكانت له أيضاً صور تاريخية توثق مراحل مهمة في البلد. أما شعوره بعد هذه السنوات، فوصفه بكونه يعد من المحظوظين كونه تمكن من التقاط الصور المهمة في حياته، فقد بدأ على الدراجة الهوائية بينما اليوم يمتلك مجموعة من السيارات الفاخرة، ولهذا يرى أن هذه المهنة حققت له الفرص الفريدة في الحياة، وان الكاميرات التي يمتلكها هي عائلته. وشدد على أن الدعم الذي لقيه في حياته هو السبب الحقيقي وراء النجاح الذي حققه، ولكنه لا ينفي أن الإصرار الذي يمتلكه، وكذلك الشغف بالتصوير، أبرز عوامل استمراره، فهو مازال يلتقط الصور حتى اليوم، علماً أن في رصيده لقطات وصوراً لأكثر من 25 رئيساً مختلفاً من حول العالم.

ويحمل شوكلا موهبة متميزة في الرسم، فهو يحول الصور التي يلتقطها إلى لوحات مرسومة، ولهذا يضم معرضه مجموعة من الرسومات، ومنها البورتريهات لحكام الدولة والشيوخ، ومجموعة من اللوحات التراثية التي يقدم فيه الأماكن أو حتى المباني أو متعلقات التراث، إلى جانب المشاهد الطبيعية، والخيول العربية التي يقدمها وهي في حركات سريعة. ولفت إلى أنه قام برسم مجموعة من اللوحات، ومنها لوحة أعجبت بها الأميرة ديانا.

وترافق الكاميرا شوكلا في جميع أوقاته، فهو لا يتخلى عنها، ورغم تقدمه في العمر وثقل وزنها إلا أنه مازال إلى اليوم يحمل أكثر من كاميرا في الوقت عينه، وأشار إلى أنه سافر أخيراً إلى إفريقيا والتقط هناك 75 ألف صورة. أما للإمارات فيمتلك ملايين الصور التي التقطها، إذ أكد أنه يلتقط في اليوم الواحد ما لا يقل عن 1000 صورة، وشدد على أن التصوير هو شغفه في هذه الحياة، وقد خضعت صوره للتحديث، ويتعاطى مع تكنولوجيا اليوم، ويمتلك كل تقنيات التصوير الحديثة والغالية.

أما الكاميرا القديمة التي التقط بها الصور التاريخية والمهمة، فمازال يحتفظ بها، ويعتبرها عائلته، منوهاً بأن هناك مجموعة من ممتلكاته وأدواته التصويرية، وكذلك صوره، في المتحف الذي يقام بالقرب من بيت الاتحاد، وأن منزله يضم مجموعة هائلة من الصور، فيبدو كما لو أنه متحف.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.