https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpf1/v/t1.0-9/

مجلة فن التصوير
تم النشر بواسطة ‏أحمد العريبي‏
كتب المصور طه كريوي
الصور للفرح فقط ؟!
في عصرنا هذا أصبحت الصورة بمفهومها البصري (الثابت والفيديو) لغة مشتركة بين البشر رغم تعدد لغاتهم ولهجاتهم وأعراقهم وألوانهم، فهذه اللغة التي يفهمها الجميع دون الحاجة لمترجم وسيط بين من يلتقطها ومن يشاهدها.
والصورة هي اللغة التي نتداولها لإستحظار لحظة جامدة من الزمن نتبادلها مع الآخرين، أو لحظة متحركة نعيشها معاً ونتأثر بإشعاعاتها، فمن خلال الصورة يمكننا إستدعاء لحظة من طفولتنا وكذلك لحظات الفرح والحزن في حياتنا وتقاسمها، ولأن الصورة تحتل جوهر لحظة ما وتجعلها دائمة فإننا نقوم بمشاهدتها مرة بعد أخرى.
وعبر الصورة يمكننا توثيق ليس فقط ما مضى وإنما الحاضر أيضاً، فأصبحت الصورة الشاهد الملك والمدون لحوادث العالم بل والحياة التي تكسو هذا العالم، فالمصورون يسجلون من خلال الصورة الحروب والمظالم والفقر والمأساة الإنسانية والفرح الإنساني، والتاريخ والتراث الإنساني.
لكننا سنجد من بين أبناء البشر من يحملون أفكاراً مشوشة أو مشوهة عن الصورة وثقافة الصورة التي تكونت عبر عقود من الزمن، فالصورة لا زالت لدى البعض في ثقافتهم هي الشي الذي يمكننا من خلاله الإحتفاظ بالذكريات الجميلة أو المواقف المفرحة فقط، كما يراها البعض أنها العدو الآول للكتابة والقراءة، بينما هناك من لا زالت لدىهم الصورة محل نقاش (حلال أم حرام) وفق ما تنتجه عقولهم فهي من صنع الشياطين أو إتباع أهوائها، أو أنها لا زالت تقبع حبيسة ما يسمى بالفكر المحافظ الذي قد يرى في الصورة إنتهاكاً لطبيعتهم المحفاظة ، وكذلك لدى البعض فإن الصورة هي نوعاً من فضح ما لا يرغب في فضحه كما هو الحال لدى الكثير من الآنظمة السياسية الشمولية والدكتاتورية.
ورغم أن الصورة ثقافة، نجد أنه للأسف أن البعض لا زالوا غير قادرين على إستيعاب هذه الثقافة ،،، وفقط من باب التبسيط لهؤلاء فالصورة هي الخبر، كما أنها الحكاية التي تروى، هي الدليل، والحقيقة، كما أنها الحلم، والصورة هي الفرح، والبسمة، كما هي الحزن، والشجن، الصورة ثقافة وأخلاق وقيم، الصورة فن وإبداع وحياة.
2016-06-01

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.