514907
بغداد بعدسة مبدعيها : معرض فوتوغرافي في دائرة الفنون التشكيلية

متابعة المدى

بعد أن اختيرت بغداد كأهم عاصمة ثقافية في العالم، صار من الواجب أرشفة ذاكرتها “المكان، الأحداث، الروح، الزمن” قديماً وحديثاً ، ما طرأ على المباني من حداثة، وما بقي يحمل تراث المدينة وفولكلورها، إضافة إلى أرشفة الجانب المظلم لهذه المدينة والذي يشمل الوجع والدمار الذي تعرضت له بغداد بسبب الإرهاب .
لهذا أطلق المصورون الفوتوغرافيون حملة أرشفة لقطات المدينة بعدساتهم، وعرضها في معرض يحمل عنوان “بغداد بعدسة مبدعيها” الذي أُقيم في قاعة الفنون التشكيلية التابعة لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة صباح يوم الأربعاء الفائت ، وضم المعرض ما يقارب الـ79 عملا شارك بها أكثر من 50 مصورا فوتوغرافيا .
افتتح المعرض المفتش العام لوزارة الثقافة الدكتور علي حميد كاظم الذي قال “إن إنَّ للفنانين دوراً مهماً في إبراز معالم بلدهم العراق من الناحية الأثرية والتاريخية والاجتماعية وإظهاره بشكل يليق بمكانته الحضارية، وفيما يتعلق بهذا المعرض فإنَّ الفنانين استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم ليقولوا للعالم أجمع إنَّ الفن العراقي موجود وحاضر وإنَّ بغداد مدينة الأبداع .”
وأكد كاظم “أن وزارة الثقافة تسعى وبجهود حثيثة أن تدعم الموهوبين والمبدعين والمثقفين في العراق، رغم قلة الدعم المالي وضعف الميزانية المخصصة بالوزارة ولكن منذ تسلمنا الوزارة وحتى اليوم اقامت الوزارة العديد من المعارض والمهرجانات الخاصة بدعم المبدعين ، ولا ننسى مبادرة جائزة الابداع الثقافي في بغداد والتي عدّت انقلاباً ثقافياً لم نشهده مسبقا في العراق .”
بدوره ، ذكر مدير عام دائرة الفنون التشكيلية شفيق المهدي ” انَّ المعرض ما هو إلا رسالة ردّ لكل من يريد طمس هوية بغداد وتدميرها، فهي مدينة الشعر والرسم والفن بكلِّ جوانبه، ونحن إذ نهنئ بغداد لمناسبة اختيارها كمدينة ضمن شبكة المدن الإبداعية ، وباعتراف من قبل اليونسكو .” مؤكداً أن ” هذا الاختيار يضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة تتمحور بالحفاظ على مكانة بغداد كمدينة إبداعية، وأن الفترة المقبلة تحتم علينا العمل بجد وان نوحد الطاقات من أجل الحفاظ على هذا التقييم خصوصاً وأن هناك لجاناً سوف تقوم بإعادة التقييم كل فترة . ”
وأوضح المهدي قائلاً “إنَّ هذا المعرض يعزز مكانة بغداد الإبداعية والثقافية وأنَّ دائرة الفنون تسعى في قابل الأيام لإقامة المزيد من المعارض والأنشطة. ”
كما ذكر المصور محمد عبد الله وهو أحد المشاركين في المعرض “أن هذا المعرض عدّ من أهم المعارض الفوتوغرافية التي أقيمت ذلك لأنه يؤرشف ملامح بغداد، ويناقشها مابين الحاضر والماضي ، وبهذا يعرض ما تعرضت له هذه المدينة العريقة التأريخية والأثرية من تغيرات سلبية وايجابية، إضافة إلى ما مرّ عليها من استعمار وغزو وارهاب، كما لا ننسى الجانب المشرق للمدينة وما طرأ عليها من تغيرات سياسية .”
ويضيف عبد الله “أن بغداد اولاً وآخراً تعد بلدا مهما ذا حضارة وتاريخ، فهي خزين لذاكرة الملوك والخلفاء والسياسيين والعلماء والمثقفين والفنانين، كما أنها اليوم مدينة الدمعة والابتسامة ، ورغم ما مرت به من أهوال وصعوبات نجدها تنتفض بجمالها من جديد ، فعظيم أن تختار مثل هذه المدينة المتعبة الموجعة ضمن أهم المدن ثقافياً في العالم .”
بدوره ، قال مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح حسن شاكر “إنَّ فنَّ التصوير الفوتوغرافي استطاع أن يقطع شوطاَ كبيراً، ومن الجميل أن يقوم مصورو بغداد بتوثيق معالمها وأزقتها وتراثها وهويتها المعمارية كما شاهدنا في المعرض . ”
وأكد شاكر “أهمية دخول نظام الرقمنة في توثيق تراثنا وحضارتنا حتى نصل للمستوى العالمي. ”
كما أشار مدير المعارض في دائرة الفنون التشكيلية حسين موحي أن ” هذا المعرض شارك فيه عدد كبير من الفنانين من داخل وخارج الوزارة، وضمَّ أعمالاً فوتوغرافية بلغت 79 صورة، تناولت جميعها معالم بغداد بين الماضي والحاضر.” مُبيناً ” أن أهمية هذا المعرض تكمن في اختيار موضوعته وهي بغداد ، كما لابد أن نشير ان اختيار لوحات المصورين ذات أثر مهم فالكثير من الصور تدل على أننا نمتلك مصورين مهمين في العراق .”
وعلى هامش المعرض الفوتوغرافي، كرم مدير عام دائرة الفنون التشكيلية شفيق المهدي المصورين المشاركين في هذا المعرض الفوتوغرافي بشهادات تقديرية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.