https://fbcdn-photos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xat1/t31.0-0/q84/p235x350/

dscf0320

– الأعمى والأعرج .
يقول جبران خليل جبران … أنت أعمى وأنا أصم .. ضع يدك في يدي ليدرك أحدنا الآخر.
كان هناك رجل فقير يشكو من عرج في ساقيه وكان يسير لفترات طويلة في الغابة بحثاً عن شيء من الطعام ليقتات به .. وكان لصعوبة المشي هزيل الجسم ضعيف أيضاَ .. في أحد الأيام وجد رجل أعمى يجلس تحت أحد الأشجار في الغابة ولكنه صحيح الجسم قوي البنية .. فتسائل وقال لماذا هذا الأعمى صحته أفضل حالاً مني وهو لا يرى ؟

تولدت لديه فكرة سريعة وقال في نفسه لو عقدت إتفاقاً معه سيكون بمقدورنا معاً العيش بسهولة ويكمل أحدنا الآخر.. أقترب منه وطرح السلام وتبادلا الحديث وطرح الأعرج ما لديه وكذلك فكرته .. ابتسم الأعمى وعقدا إتفاقاً للتعاون بينهما وأصبحا صديقين .. فكان الأعمى يحمل الأعرج على ظهره ويسير وفق توجيهات الاعرج .. فكانا معاً كأنهما رجل واحد صحيح معافى الجسد .. فكان الأعرج يحدد مكان الثمر على الأشجار والأعمى يسير حاملاً الأعرج على ظهره ليلتقطها .. مرت الأيام على هذا الحال وهما في سعادة … في أحد الأيام وهما يسيران بهذا الحال رأى الأعرج جرة مليئة بالذهب بين الصخور في الغابة .. وشرح للأعمى ما يرى .. فنزل الأعرج وأخذ الجرة وأدعى إنها من نصيبه .. وقال الأعمى إنها من نصيبه .. طرح الأعمى أن يتقاسماها لأنهما اكتشفاها معاً .. لأنه لولاً أقدام الأعمى ولولاً عيون الأعرج لما وصلا إليها .. تخاصما أيهما له الحصة الأكبر .. وإذا بشاب كان ماراً في الطريق فأوقفاه وسألاه أن يحكم بينهما .. سردا له القصة بالكامل وأشارا إلى موقع الجرة .. فما كان من الشاب إلا أن حمل الجرة وفر هارباً وتركهما يلومان بعضهما البعض .

العبرة من القصة أن التعاون هو سبيل من سبل النجاح و الطمع هو بداية الفشل و الخسارة .. ليس فينا من هو كامل فالكمال لله .. لا تستهن بأحد ولا تقلل من شأن أو قدرات أحد .. وضع الطاقات معاً وإستثمارها بشكل جيد سيعطينا قوة ليكمل أحدنا الآخر .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.