"استغلال الصورة الأرشيفية دون الإشارة ذلك خداع للقارئ"
(استغلال الصورة الأرشيفية دون الإشارة لذلك خداع للقارئ )

سارة ابو معزة

الجزائر

خبير التصوير صلاح حيدر :

(استغلال الصورة الأرشيفية دون الإشارة لذلك خداع للقارئ )

حذر  مدرب وخبير التصوير المتخصص صلاح حيدر، أمس، خلال حلوله ضيفا على منتدى (الوسط) من طريقة التعامل مع الصور الأرشيفية بالجرائد، وإدراجها كأنها لحظية، مؤكدا على ضرورة الإشارة أسفل الصورة إلى أنها أرشيفية كون ذلك يعتبر خداعا للقارئ كونها توهمه بأنها حدثت اليوم ،  وكثيرا ما تتضمن العديد من المرفقات التي حدثت سابقا.

كما حذر من الوقوع في الخطأ بعدم مطابقة الصورة للموضوع وهو ما يضرب مصداقية الجريدة في الصميم، فهي من جهة توحي بالتضارب وحتى بعدم الاهتمام وطريقة ايصال المعلومة للقارئ.

من جهة ثانية تطرق لمجموعة من المسائل التي تقتضي من المصور توخي الحيطة والحذر بداية من الصور التي تمس بسيادة الدولة والصور المحتوية على أسرار عسكرية من جبهات القتال، والتي تحتوي أيضا أسرار أمنية.

كما يتعين الحذر من الصور التي تخترق خصوصية الاشخاص وفقا لقانون البلد، معرجا على مصوري  (الباباراتزي ) والعقوبات التي تفرض عليهم من بلد لآخر نظرا لحجم اقترابهم من المشاهير واختراق خصوصيتهم الحياتية.

ودعا بشدة الى احلال فكرة جديدة عن الصورة وهو ما وصفه بالصورة الرمزية التعبيرية، التي تقابل نقل صور الدمار والدماء،

فبدل الصور الصادمة يتم اللجوء الى الصور الرمزية فصورة طفلة بالمستشفى رفقة دميتها، تعبر عن معاناتها من الحرب أكثر من صورة الأشلاء التي باتت اليوم على غير أهمية بخاصة بالدول الأوروبية نظرا لصدمتها بدل خلق صور تفاعلية موحية تعبيرية،

مشددا على ضرورة الابتعاد عن الترويج بطريقة غير مباشرة للجماعات الارهابية على راسها ( داعش ) من خلال نقل صور التقتيل وأساليب التعذيب التي ينشرونها، كونها تزرع الرعب والخوف والصدمة وتعد ترويجية بطريقة أو بأخرى لهكذا جماعات وتوصل هدفها من التقاطها.

وأبرز دور الصورة التي أصبحت وثيقة اثبات على رأسها الصور التي أثبتت جرم سجن أبو غريب والشهيد محمد الدرة، وما خلفته من صدى دولي، وهو خير دليل على أهمية الصورة كوثيقة.

أما إذا تم التلاعب بالصور فهو ما أبرز آثاره التي تهوي بأساطين الإعلام، وعلى رأسها المصور، مبرزا بأن الوكالات والصحف تسحب الصور وتقطع العلاقة مع المصور في حالة حدوث الغش ،  حفاظا على مصداقيتها، فسحبت إحدى الوكالات 920 صورة لعدنان الحاج خلال حرب 34 يوم، بعدما ضخم حجم الدخان خلال غارة اسرائيلية على بيروت ،  كما عمدت وكالة الأنباء الفرنسية الى سحب صورة بن لادن عقب مقتله بعد اكتشاف أن أطرافا باكستانية عبثت بالصورة، مستشهدا بحادثة أكبر تتحمل مسؤوليتها جريدة الأهرام المصرية، حيث عمدت في سبتمبر 2010 الى تعديل صورة جمعت بين عدد من الرؤساء من بينهم حسني مبارك وباراك أوباما، وكان مبارك في الصورة الأصلية متخلفا، قبل أن تعمد الاهرام الى تقدميه عن أوباما.

المصدر / نقلا عن صحيفة الوسط الجزائرية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.