إحدى صور الفنان جاسم العوضي

من خلال معرض فوتوغرافي ومحاضرة
جاسم العوضي يعرض تاريخ التصوير في الإمارات

إحسان ناجي

الاتحاد

افتتح في مقر دار ابن الهيثم بمنطقة البستكية القديمة في دبي مساء أمس الأول معرض فوتوغرافي لأعمال الفنان الإماراتي جاسم ربيع العوضي، وضم المعرض عدداً من الأعمال الفوتوغرافية الجديدة للفنان، وتبع الافتتاح إلقاء الفنان محاضرة تحت عنوان “التصوير الضوئي: كيف كان، وإلى أين؟؟”.

في محاضرته تناول الفنان تاريخ التصوير في المنطقة مرتبطا بتاريخ الكتابة والمستشرقين والمنطقة، حيث أن الكثير من الدول سجلت تاريخها من خلال المواقع التاريخية في الخليج كله.

وأعاد تاريخ التصوير في المنطقة إلى القرن الـ 19، ومن تلك المرحلة بقيت صورة زايد الكبير فقط، ومن الأسباب في غياب التصوير مشاكل الكاميرات والطباعة والتحميض، وفي القرن 20 بدأ التصوير ينتشر لأغراض الحاجة المختلفة، ثم جاء الأجانب، وبدأ الاهتمام يزداد مع رحلات التجار والاحتكاك بمواضيع مختلفة، والتصوير للحاجة إلى”ورقة العبور” وأكد العوضي أن الحاجة ليست هي الفن، واليوم نجد الفن للفن.

وحول البدايات الحقيقية 1930 للتصوير يؤكد العوضي أن دخول التصوير للخليج جاء من خلال البحرين ثم الإمارات، ممثلاً في ويلفريد (مبارك بن لندن) وتجاربه في تصوير الأشخاص والمواقع والقبائل، وكان هناك توثيق للخور من قبل عبد الكريم الكابتن. وأن المصور الحاج عبد الله درس ورجع من الهند حاملا كاميرا، لكن المستويات كانت متفاوتة. وأشار الى أن التصوير الكلاسيكي، مر بمراحل متطورة حيث جرى استخدام الخلفية بلا إضاءة مثلا، وتصوير نسخ من الصورة، وتذكر تجربة شيخة السويدي سنة 1950 التي بدأت وعمرها 15 سنة.

ويرى العوضي أن “المصور هو من يُثبت ويسجل المشهد بشفافية تامة بواسطة الكاميرا، وبذا يصبح المشهد المرئي على سطح آخر، وهو الفيلم، في حين أنه لو حاول الإنسان تثبيت تلك المجريات في العقل، لا شك في انه ستخونه ذاكرته، ويتأكد من هذا عندما يشاهد الصور ليعرف أن هناك العديد من التفاصيل قد غابت عنه”.

وأضاف “إن هذه الفكرة كانت ولا تزال تمثل هاجسي الأول في التصوير، وذلك طبعاً إلى جانب اهتمامي بتوصيل العديد من الأفكار عبر الصور”.

والفنان جاسم العوضي الذي فاز بجائزة الإمارات التقديرية – فرع التصوير الفوتوغرافي 2010، من المصورين الإماراتيين الذين يملكون حساسية خاصة تجاه الموضوع أو القصد الفني في أعمالهم، والذي يتجاوز مفهوم التوثيق ويذهب على العكس من ذلك نحو مناخات نفسية وتجريدية تتدخل فيها عاطفة الفنان وتفسيره ورؤيته الشخصية للعناصر والمكونات المحيطة به والمتداخلة مع فلسفته وعلاقته مع الفن عموما. ويلجأ أحيانا لمواضيع وأنماط تعبيرية مفارقة يعتبرها فسحة للتأمل في الطبيعة والتقاط اللحظات الإنسانية المؤثرة التي تبرز بقوة في أعمال البورتريه، وفي التفاصيل الشعبية المهملة والمنسية التي تحتضنها المدن والبيئات القديمة، وكذلك طبيعة البشر الذين يقطنون هذه الأمكنة المسكونة بالسر والسحر معاً. وُلد جاسم العوضي في دبي عام 1961، وأنهى دراسته الثانوية بمدارسها، ثم سافر إلى أميركا، إذ حصل عام 1985 على بكالوريوس الفنون تخصص تصوير فوتوغرافي من جامعة دايتون أوهايو، وفي عام 1995 حصل على ماجستير التصوير الفوتوغرافي من كلية الفنون بجامعة “نوتينغهام ترنت” في المملكة المتحدة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.