هيلموت نيوتن
شخصيات ألمانية بارزة
هيلموت نيوتن: صاحب اللقطات المثيرة للجدل
يعد المصور الألماني هيلموت نيوتن من أكثر المصورين المثيرين للجدل في العالم، فقد ركز في صوره على إبراز الجانب الأنثوي للمرأة على نحو أثار حفيظة الناشطات في الحركة النسوية
بعيداً عن مقاعد الدراسة
وبالرغم من معارضة أبويه ترك نيوتن مقاعد الدراسة بعد ان أغرم بالسباحة وبملاحقة الفتيات، كما قال في إحدى المقابلات الصحفية. وعندما بلغ نيوتن الثانية عشر من عمره وجد نفسه أمام عالم الصورة الذي أغراه بدخول مجاهله الواسعة، بعد أن أهداه والده كاميرا أجفا صغيرة. ويذكر نيوتن ان أباه صعق عندما علم برغبة ابنه في ان يصبح مصوراً. وأمام إصراره على رغبته تلك بدأ هيلموت نيوتن في عام 1936 بأخذ دروس في التصوير لمدة سنتين لدى أيلزا سيمون، إحدى اشهر مصورات الموضة في ذلك الوقت، والتي وقعت فيما بعد ضحية للعنف النازي. وبعيد الاحتفال بعيد ميلاده الثامن عشر قصد نيوتن سنغافورة عام 1938 للعمل في إحدى صحفها هرباً من ممارسات سلطات هتلر النازية.
سنغافورة
سرعان ما سرح يوتن من عمله كمصور صحفي في جريدة سنغابور سترايتس تايمز. ولم يطل به المقام في ذلك البلد الواقع في جنوب آسيا طويلاً لينتقل عام 1940 إلى استراليا، حيث أقام فيها بعد ان استعرت في تلك الأثناء نيران الحرب العالمية الثانية. وهناك لم تتحقق في بداية الأمر أحلام نيوتن في ان يصبح مصوراً، فتنقل من مهنة الى أخرى مرة في مؤسسة السكك الحديد وأخرى كسائق للشاحنات.
أخيرا يتحقق الحلم
لم يتحقق حلم نيوتن في أن يصبح مصوراً مشهوراً إلا عام 1945 عندما افتتح أول استوديو للتصوير. ثم سرعان ما اتيحت له الفرصة للعمل كمصور في النسخة الاسترالية لإحدى مجلات الأزياء العالمية، وبعدها حصل على عروض أخرى للعمل في النسخة الفرنسية والإيطالية والألمانية للمجلة. وعلى هذا النحو تمكن نيوتن من ان يصبح أحد أبرز المصورين عالمياً في مجال الموضة والدعاية والبورتريت. ومن المشاهير الذين التقطهم عدسة نيوتن منتجة العطور بالوما بيكاسو، ابنة الرسام الأسباني الشهير بابلو بيكاسو، وبيار كاردان أحد عمالقة صناعة الأزياء والعارضة السمراء البريطانية نعومي كامبل، والسياسي الفرنسي جان-ماري لو بان والعارضة الشقراء الألمانية كلوديا شيفر.
مصور مثير للجدل
أثارت صور نيوتن الكثير من الجدل لما تتميز به من تركيز على الجانب الجنسي للمرأة، والكثير من المتخصصين في هذا المجال يرون انه قد أحدث ثورة في هذا الفن من خلال أسلوبه. الجدير بالذكر ان نيوتن اشتهر بتصوير عروض الأزياء وكواليسه والمناظر الطبيعية، إلا أنه كان يفضل تصوير النساء العاريات. وفي عام 1999 دخل نيوتن في نقاش حاد مع أليس شفارتسر، التي تعد من أبرز الناشطات في مجال الحركة النسائية. وكانت صفحات مجلة “ايما” النسائية ساحة لهذا النقاش حول طريقة تجسيده للمرأة. وفي مقالاته، التي دافع فيها نيوتن عن أسلوبه، قال انه يعد نفسه ناشطاً نسائياً وأنه لا يستغل الجانب الأنثوي للمرأة. كما انه لا يشعر بأنه يقلل من أهميتها، بل يمنحها تأثيراً يوحي بالاعتداد بالنفس من خلال صوره.
وبعد وفاته مطلع 2004 دفن نيوتن في إحدى مقابر مدينة برلين، قريباً من ضريح فخري للممثلة الألمانية مارلينه ديترش.