“نعيم شباب”.. توظيف الدراسة لتطوير الفن

 

نضال يوسف

الأربعاء 21 أيار 2014

عفرين

 

الفنان “نعيم شباب” فنان شاب يملك إمكانيات فنية متميزة في المجالين الموسيقي والغنائي الأكاديمي، وهذه الإمكانيات وظفها اليوم في خدمة الحركة الفنية وتطويرها بمنطقة “عفرين”.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت الفنان “نعيم شباب” بتاريخ 13 أيار 2014، وأجرت معه اللقاء التالي:

* حدثنا عن بداياتك الفنية؟

** ولد حب الموسيقا معي بشكل فطري ولكني لم أتمكن من ممارستها ودراستها في بداية مسيرتي بسبب معارضة والدي الشديدة للفكرة فاتخذتها كهواية، كنت أعمل في تلك المرحلة لأوفر دخلاً يساعدني في شراء آلات موسيقية وصقل موهبتي وتطويرها.

في بداياتي تعلمت العزف ذاتياً وبشكل سماعي كعادة كل العازفين في المنطقة، ولكني لم أكن أرضى بالتجربة السماعية فدخلت في العام 2000 إلى المعهد الموسيقي بـ”حلب” لأختص بآلة “الغيتار”، لقد اخترت تلك الآلة لأنها كانت آلة غريبة عن المنطقة وخدمة لمشروعي الفني الذي كنت أحمله في داخلي ومضمونه عمل مزاوجة فنية بين الموسيقا الشرقية والغربية وآلة “الغيتار” كانت تناسب هذا الطموح، كما عملت على أن أكون موسيقياً أكاديمياً أقدم لأبناء مجتمعي أغنية ملتزمة ألحانها مؤثرة وكلماتها معبرة وهادفة.

بعد تخرجي في المعهد وبناء على رغبة مديره المرحوم “ماجد العمري” قمت بالتدريس في المعهد لمدة سنتين ونصف السنة، بعدها عملت مع فرقة “آرمانج” الفنية للتراث الكردي لمدة

تكبير الصورة
الأستاذ حسن حموتو

ست سنوات شاركت معها في العديد من الحفلات الفنية المختلفة مثل “عيد النوروز” وغيره.

كما شاركت في مختلف المناسبات الشعبية والرسمية في مختلف المناطق السورية من رحلات جامعية، ومناسبات وأعياد وطنية، وأمسيات موسيقية في المراكز الثقافية، وغيرها.

* حدثنا أكثر عن مشروعك الفني الذي تعمل عليه؟

** كما قلت، يتضمن المشروع تقديم الأغنية الملتزمة، وإجراء دمج بين الموسيقا الغربية من خلال وضع ألحان غربية راقية والموسيقا الشرقية عبر كلمات شاعرية معبرة وهادفة. هذا المشروع شهد منعطفاً جديداً في مسيرتي الفنية عندما طرحت نفسي كمغنٍّ؛ وذلك في ألبومي الذي طرحته في الأسواق في العام 2010 بعنوان “سوز”*، لقد تكامل مشروعي وظهرت نتائجه في ذلك الألبوم، الكلمات كانت لشعراء أكراد كبار من أمثال: “بابا طاهر الهمذاني”، و”جيكر خوين”، وغيرهما، والألحان وضعتها بنفسي كما قمت بأداء جميع أغاني الألبوم غناءً. وفي هذا الألبوم طرحت أفكاري ورؤيتي الفنية، والحمد لله فقد لقي إقبالاً جيداً لدى الناس وخاصة الطلبة الجامعيين ومحبي الأغنية الملتزمة وذلك على الرغم من أنه سجل بإمكانيات مادية وتقنية متواضعة.

* بماذا تحدثنا عن دار

تكبير الصورة
تكريم الفنان نعيم شباب من قبل موقع تيريج عفرين الثقافي

“آواز” الموسيقي الذي أنشأته في “عفرين”؟

** بعد انتقالي من مدينة “حلب” إلى “عفرين” قمت بتأسيس دار “آواز” الموسيقي في العام 2011 لتعليم أبناء مدينتي أصول العزف على مختلف الآلات الموسيقية ومبادئها وبشكل علمي ومدروس؛ وذلك بهدف المساهمة في تأسيس جيل موسيقي يمارس العزف بشكل علمي وأكاديمي بعيداً عن الأسلوب السماعي الشائع الذي لا مستقبل له.

* أخيراً، كيف تعرف لنا الموسيقا؟

** الموسيقا عالم مترامي الأطراف لا أفق له خلق أساساً لتطهير الأنفس والأرواح.

حول تجربة “نعيم شباب” الفنية وحضوره سألنا الأستاذ “حسن حموتو”، وهو موسيقي ومدير دار “ساز” الموسيقي في “عفرين” فقال: «الأستاذ الفنان “نعيم شباب” فنان متميز بحضوره الفني فهو ملحن متمكن ومغنٍّ ذو صوت جميل؛ وهذا ليس غريباً عليه لكونه خريج معهد موسيقي وأستاذ أكاديمي حالياً.

للأستاذ “نعيم” أيضاً حضور مميز وبارز في عموم المنطقة ويعجبني فيه أيضاً حضوره اللافت مع أطفال “عفرين” من خلال عمله معهم، ولا يخفى على أحد أن التعامل موسيقياً مع الأطفال عمل شاق ومضنٍ ويحتاج إلى الخبرة والثقافة الفنية العالية».

وختم “حموتو”: «باختصار “نعيم

تكبير الصورة
الفنان نعيم شباب

شباب” فنان أكاديمي يعمل بشكل علمي في تطوير مسيرته الفنية وفي تعليم طلابه، صوته جميل وعزفه رائع وألحانه متميزة.

يذكر أن، الفنان “نعيم شباب” هو من مواليد قرية “كفر جنة” بمنطقة “عفرين” في العام 1982، وقد تم تكريمه في نهاية العام 2013 من قبل موقع “تيريج عفرين” الثقافي لدوره البارز في خدمة الفن في منطقة “عفرين”، يعمل حالياً أستاذاً للموسيقا في دار “آواز” الموسيقي».

* “سوز”: كلمة كردية معناها “الوعد”.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.