Image result for ‫توت الشام‬‎ Image result for ‫توت الشام‬‎Image result for ‫توت الشام‬‎Image result for ‫توت الشام‬‎Image result for ‫توت الشام‬‎
توت الشام .. ياشامي ..عرفت شجرتـــــــــــه منذ 3000 سنة قبل الميلاد..- غصون سليمان ..

عرفت شجرتـــــــــــه منذ 3000 سنة قبل الميلاد.. توت الشام .. ياشامي
صباح الخير سورية
غصون سليمان
تحت أشجار التوت جرت قصص وحكايات وسجلت مواقف وطرائف تناقلها عابرو السبيل وفلاحو تلك المواسم، فما يعتقده البعض أن مامن أحد يسقط من فوق شجرة التوت إلا ويصيبه أذى من موت أو كسر أو فك بخلاف السقوط من على الزيتون.

‏‏
أما الشعراء فقد استعذبوا في أقوالهم خضرة وثمار التوت لدرجة أن كثيرا منهم ارتبطت طفولتهم بشجرة التوت وتعلقوا بها كحال شاعرنا الكبير سليمان العيسى الذي ذكر مراراً ارتباط طفولته بشجرة التوت في قريته الغافية على ضفاف العاصي.‏‏
واختارت الأديبة نادية الغزي من كتابها بساتين بلاد الشام بيتين للسان الدين الخطيب يقول فيهما:‏‏
أقول له إنا ابتعنا عصيرا‏‏
وجاورنا المنازل والبيوتا‏‏
لعلك يا حبيب القلب تأتي‏‏
وتأكل عندنا عنبا وتوتا‏‏
ومايعرف عن التوت أن سيدات الشام قديما كن يصنعن من التوت خبزا وذلك بخلطه مع دقيق القمح «النابلسي» وربما مايشبه اليوم بعض أصناف المعجنات التي يدخل في تركيبها الفواكه.‏‏

‏‏
وفي تفسير الأحلام عن ابن سيرين والنابلسي أن رمز التوت هو الكسب، وقد اشتهرت بعض الأسماء العربية المنسوبة إلى التوت فسمي تويت«تويت بن حبيب» وحي التوتيات وهو من أحياء بني أسد، كما أخذت بعض المواضع والقرى أسماء أشجار التوت مثل كفر توتا وحارة التوتا وهو زقاق مشهور من أزقة دمشق القديمة وبئر التوتة وهو زقاق في دمشق أيضا مازال يحتفظ بتوتة معمرة كبيرة.‏‏
ويبدأ عادة موسم تصنيع ثمار التوت الأحمر كمنتج غذائي من شهر أيار وينتهي في حزيران مع انتهاء موسم التوت، حيث تعتبر هذه الشجرة من أوائل الثمار التي تظهر في السوق ومن أوائل ما يفتقده السوق الدمشقي أيضا نظرا لسرعة تسويقه وقصر موسمه.‏‏
تنمو أشجار التوت بشكل بري في بعض الجبال الساحلية والزرع في غوطة دمشق والمناطق الداخلية، ولثمار التوت وشرابه فوائد كثيرة يؤكد عليها الأطباء والعلماء على السواء.‏‏

‏‏
تعود لآلاف السنين‏‏
اكتسبت شجرة التوت منذ القدم أهمية بالغة كونها تشكل القاعدة الرئيسية لإنتاج الحرير الطبيعي الفاخر لأن أوراق هذه الشجرة تعتبر الغذاء الذي لابديل عنه لدودة الحرير.‏‏
وتشير الأبحاث والدراسات إلى أن زراعة أشجار التوت تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد وكلمة توت هندية الأصل نقلت إلى الفارسية ثم العربية، وهكذا تعتبر بلاد الهند والصين الموطن الأصلي لشجرة التوت وعرفت تربية دودة الحرير على أشجاره منذ 3000 سنة قبل الميلاد في الصين، ثم ازدهرت زراعته مترافقة مع تربية دودة الحرير في اليابان سنة 300 قبل الميلاد، وبعد ذلك انتشرت في مختلف ممالك آسيا في سنة 400 بعد الميلاد ومنها انتقلت إلى أوروبا فأمريكا.‏‏
بينما عرفت شجرة التوت وأهميتها لتربية دودة الحرير منذ القرن الأول الميلادي في سورية بحكم موقعها على طريق الحرير القادم من الصين إلى أوروبا حسب الدراسة التي أعدها الدكتور حسين زريقة من مكتب التفاحيات بالسويداء وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وفي السياق ذاته تبين الدراسات أن ثمار التوت وجدت في مقابر هوارة واستعملها الفراعنة كغذاء ضمن الوصفات العلاجية، ويسمى التوت باللغة الفرعونية «الخوت» واللفظ قريب جدا من العربية وقد استخدم الفراعنة عصير التوت شرابا لعلاج حالات البلهارسيا وحرقان المعدة وحالات الكحة والسعال الديكي.‏‏

‏‏
قوية النمو‏‏
وفي سورية تنتشر عدة أصناف تنتمي معظمها للتوت الأبيض ولها مواصفات جيدة، ولكنها ليست مدروسة بشكل كاف في ظروف المنطقة يعرف منها بشكل أساسي التوت الأبيض والتوت الشامي الأسود متلائمة بذلك مع ظروف المنطقة وهي تربى للاستفادة من ثمارها وتعطي انتاجا عاليا، ويمكن الاستفادة منها لتربية دودة الحرير كونها قوية النمو وتعطي محصولا ورقيا كبيرا، فيما التوت الأحمر يعطي أوراقا سميكة خشنة الملمس.سطحها السفلي عليه أوبار كثيفة يصلح للاستفادة من ثماره ولاتصلح أوراقه لتغذية ديدان الحرير.‏‏
لاتحب الرطوبة‏‏
لاتحب شجرة التوت الرطوبة الزائدة وبالرغم من مجموعها الجذري القوي والمتعمق بالتربة فإنها تتأثر بالجفاف ففي الصيف تبقى الطرود الصيفية قصيرة وانخفاض الرطوبة يسبب تجعد الأوراق والإساءة إلى نوعيتها.‏‏
أما من ناحية الضوء فإن شجرة التوت محبة للضوء وتتأثربه، تتحمل الظل جزئيا لكن الظل القوي يخفف من عملية التمثيل الضوئي وتراكم المواد الغذائية بالأوراق في حين يؤثر الهواء بمدى حمله للأوكسجين أو حسب حركته «رياح-عواصف» وغيرها.‏‏
فوائد طبية‏‏
للتوت فوائد طبية وصناعية فهو يخلص الجسم من الرمال البولية ويعالج آلام النقرس والتخلص من الحصيات والسعال والربو،والتوت الشوكي يفيد من السكر، ولقشرة جذر التوت الشامي الأسود فائدة مسهلة طاردة للديدان وخاصة الشريطية منها. وتفيد بعض الأبحاث أن الآثار الصحية للتوت عرفت منذ عهد «أبقراط» حيث استخدمت كمضادات للالتهاب والروماتيزم ومدرات للبول ومواد ملينة للأمعاء إلى جانب استخدامها كعلاجات لأمراض الدزنطاريا (الزحار) واضطرابات المعدة ومرض الاسقربوط والمشكلات البولية.‏‏

‏‏
دوره في الطب الحديث‏‏
تؤكد الدراسات أن محتويات التوت الكيمائية كان لها دور في الطب الحديث حيث تحتوي ثمار التوت على كمية كبيرة من الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والنحاس والمنغنيز والكبريت والكلور، وبذلك فهو مصدر ممتاز للأملاح المعدنية كما يحتوي فيتامينات مثل أ،ب،ج، إضافة إلى البروتين والمواد الدهنية والسكرية وحمض الليمون، وتبلغ القيمة الحرارية لكل 100غرام من التوت حوالي 7،5 سعرات، وبذلك يعتبر تناول التوت مفيدا جدا في حالات فقر الدم والحلق واللثة.‏‏
ويرى الطب الحديث بأن التوت له تأثيرات فعالة في خفض درجات الحرارة وفي حالات الحميات والحصبة، ويستخدم عصير التوت في المجال الطبي لإضافته مع الأدوية بغرض التلوين والتحسين .وقد اتضح في السنوات الأخيرة أن جذور التوت لها خواص مسهلة للمعدة والأمعاء وطاردة للديدان.‏‏
وهكذا تتربع شجرة التوت كغيرها من الأشجار المثمرة الأخرى في دائرة الاهتمام الشعبي والتراثي تستمتع بها الأجيال المتتالية…‏‏
قالوا فيه‏‏
«التوت صنفان أحدهما الفرصاد الحلو والآخر هو المر الذي يعرف بالشامي وعصارته قابضة خصوصا إذا طبخت بحيث يمنع سيلان المواد إلى الأعضاء، وإذ طبخ ورقه مع ورق العنب والتين الأسود بماء المطر سود الشعر إلى جانب فوائده للقروح الخبيثة وعصارته تنفع أيضا بثور الفم.‏‏
صنفان أيضا الفرصاد وله سائر أحوال التين ولكن دونه أما المر الذي يعرف بالشامي فالحلو منه حار رطب والحامض الشامي هو البرد والرطوبة والحامض يحبس أورام الحلق والفم وورقه نافع للذبحة وهو رديء للمعدة.‏‏
أنواعه‏‏
للتوت عدة أنواع منه الأبيض والأحمر، توت الأرض الحرجي وهو الفريز وتوت السياج الشوكي ويعيش التوت قرابة مئتي عام يطعم ستة أجيال بأجدادها وآبائها وأبنائها وأحفاد يتلاحقون.‏‏
أما تصنيف التوت فهو ينتمي إلى الصف ذات الفلقتين «رتبة، عائلة، جنس» تضم عائلة التوت 65 جنسا تنتشر في المناطق المدارية وشبه المدارية، يوجد منها في المناطق المعتدلة 4 أجناس أهمها morus يحتوي هذا الجنس 24 نوعا ، أربعة تتميز بكبر مساحة أوراقها وبغناها بالمواد الغذائية ونموها القوي وقدرتها على تجديد تاج الشجرة سنويا لذلك هي مناسبة لتغذية دودة الحرير وهي التوت الياباني الذي يتحمل الصقيع والجفاف وأوراقه كاملة الحواف ويعطي محصولاً ورقياً عالي الإنتاج، فيما التوت الأبيض من أهم الأنواع المستخدمة في التربية ويزرع في أغلب مناطق العالم وموطنه الأصلي بلاد الهند والصين يتحمل العطش وتناسبه معظم الأراضي عدا الغدقة.‏‏
ومن الأنواع الأخرى يعتبر التوت الأسود هو الأكثر انتشارا ويربى للاستفادة من ثماره وأوراقه المناسبة لتغذية دودة الحرير .‏‏

Image result for ‫توت الشام‬‎Image result for ‫توت الشام‬‎

Image result for ‫توت الشام‬‎ Image result for ‫توت الشام‬‎

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.