مصطفى كمال أتاتورك

مصطفى كمال أتاتورك

مصطفى كمال أتاتورك
Mustafa Kemal Atatürk
مصطفى كمال أتاتورك

أول رؤساء تركيا
أول رئيس وزراء لتركيا
في المنصب
3 مايو 1920 – 24 يناير 1921
Fleche-defaut-droite-gris-32.png
فوزي جاكماق Fleche-defaut-gauche-gris-32.png
أول متحدث باسم البرلمان
في المنصب
24 أبريل 1920 – 29 أكتوبر 1923
Fleche-defaut-droite-gris-32.png
علي فتحي أوكيار Fleche-defaut-gauche-gris-32.png
قائد حزب الشعب الجمهوري التركي
في المنصب
9 سبتمبر 1923 – 10 نوفمبر 1938
Fleche-defaut-droite-gris-32.png
عصمت إينونو Fleche-defaut-gauche-gris-32.png
معلومات شخصية
الميلاد 19 مايو 1881
سالونيك، الإمبراطورية العثمانية
الوفاة 10 نوفمبر 1938 (57 سنة)
قصر دولمة بهجة، إسطنبول، تركيا
سبب الوفاة تشمع الكبد  تعديل قيمة خاصية سبب الوفاة (P509) في ويكي بيانات
مكان الدفن أنقرة  تعديل قيمة خاصية مكان الدفن (P119) في ويكي بيانات
الإقامة سالونيك  تعديل قيمة خاصية الإقامة (P551) في ويكي بيانات
الجنسية تركي
الديانة مسلم[1][2][3]
الحزب حزب الشعب الجمهوري التركي
عضو في جمعية الاتحاد والترقي  تعديل قيمة خاصية عضو في (P463) في ويكي بيانات
الزوجة لطيفة أوشاكي (1923–25)
أبناء صبيحة كوكجن  تعديل قيمة خاصية أبناء (P40) في ويكي بيانات
الأب علي رضا أفندي  تعديل قيمة خاصية الأب (P22) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة سياسي،  وضابط  تعديل قيمة خاصية المهنة (P106) في ويكي بيانات
لغة المؤلفات التركية[4]  تعديل قيمة خاصية اللغات المحكية أو المكتوبة (P1412) في ويكي بيانات
الخدمة العسكرية
الولاء  الإمبراطورية العثمانية (1893–8 يوليو 1919)
 تركيا (9 يوليو 1919–30 يونيو 1927)
الفرع القوات البرية
الرتبة مشير
المعارك والحروب معركة طبرقمعركة دوملوبونار
الجوائز
(24 ميدالية)
التوقيع
مصطفى كمال أتاتورك

مصطفى كمال أتاتورك (بالتركية: Mustafa Kemal Atatürk) (ولد في 19 مايو 1881 – توفي 10 نوفمبر 1938) وهو قائد الحركة التركية الوطنية التي حدثت في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وهو الذي أوقع الهزيمة في جيش اليونانيين في الحرب التركية اليونانية عام 1922، وبعد انسحاب قوات الحلفاء من الأراضي التركية جعل عاصمته مدينة أنقرة، وأسس جمهورية تركيا الحديثة، فألغى الخلافة الإسلامية وأعلن علمانية الدولة.

ولقد أطلق عليهِ اسم الذئب الأغبر، واسم أتاتورك (أبو الأتراك) وذلك للبصمة الواضحة التي تركها عسكرياً في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسياً بعد ذلك وحتى الآن في بناء نظام جمهورية تركيا الحديثة.

حياته المبكرة

مصطفى كمال أتاتورك هو ابن لأب يدعى علي رضا أفندي المولود في كوجاجيك عام 1881 [5] ؛ تنتمى عائلته ل الآفرانتولار[6][7][8][9] أو لإحدى العشائر التركية التي هاجرت إلى الاناضول في القرن الرابع عشر والخامس عشر[5][10][11][12][13]، ثم استقرت في سلانيك [14] وهناك عمل “علي رضا افندي ” موظف في الجمارك وتاجر أخشاب [15]. كان علي رضا ملازم (رتبة عسكرية) في الوحدات العسكرية المحلية أثناء حرب 93 التي دارت بين عامي 1877 و 1878 . وهذا يصنف عائلة أتاتورك ضمن النخبة الحاكمة في الدولة العثمانية آنذاك [16]. وفي عام 1871 ، تزوج “علي رضا أفندي ” بالسيدة ” زبيدة “[17] ابنة لعائلة ريفية ؛ قد ولدت في لانكاداس التي تقع غرب سالونيك في عام [18] 1857[19]. ولد مصطفى كمال اتاتورك – ذلك الأبن الريفي – في سلانيك عام 1881 ميلادياً[20]. كان لديه خمسة اشقاء هم فاطمة ، و عمر ، وأحمد ،و نجية ،و مقبولة ، توفوا جميعاً في سن صغير عدا مقبولة [21].عند بلوغ مصطفى كمال السن الدراسي نشب خلاف بين والده ووالدته بشأن تحديد أي مدرسة سيلتحق بها .فكانت والدته تريد أن يلتحق بمدرسة “حافظ محمد أفندي” ، أما والده فكان يرغب في أن يلتحق بمدرسة شمس افندي الذي كان لديه رؤى جديدة في مجال التعليم في ذلك الحين [19].وفي النهاية التحق مصطفى كمال بمدرسة الحي ، وبعد مرور عدة أيام انتقل إلى مدرسة شمس افندي [22] ظل اتاتورك طوال حياته يعترف بجميل أبيه لاتخاذه مثل هذا القرار حيث اختياره لمدرسة” شمس افندي”[19].

المنزل الذي ولد فيه مصطفى كمال في مدينة سالونيك

مصطفى كمال مرتديا الزي العسكري مع والدته وأخته

وفي عام 1888 فقد والده [23]، فقبع بجانب أخيه حسين- الأخ الغير شقيق من أمه – في مزرعة ” رابلا”[19] منغمساً في أعمال المزرعة ، تاركاً تعليمه [19]؛ ومن ثم قررت والدته العودة إلى سالونيك وأن يُكمل اتاتورك تعليمه هناك[24] .وفي سلانيك تزوجت زبيدة هانم بموظف جمرك يدعى “رجب بيه”[25].فالوالد في عام 1878 كان قد استاجر منزل قائم بشارع اصلاح خان –حى كوجا قاسم باشا كى يتزوج للمرة الثانية ؛ ذلك المنزل كان قد بُني عام 1870 على يد مدرس رودوسلي الجنسية وهو الحاج محمد وقفى.إلا أن عقب وفاة والده ، انتقل مصطفى كمال وعائلته لمنزل صغير ذات طابقين وثلاث حجرات ومطبخ[26].التحق مصطفى كمال اتاتورك بالمدرسة الرشدية المدنية بسالونيك ،تلك المدرسة العلمانية رمز البيوقراطية[19] .وفي عام 1893 التحق بمدرسة الرشدية العسكرية ، – رغم اعتراض والدته-حيث اعجابه بزى العسكرى للتلاميذ في مدرسة محى الدين[19]. وفي هذه المدرسة لقبه معلم الرياضيات ” مصطفى صبرى بيه “باسم كمال ؛ ذلك اللقب الدال على النضخ والكمال[27]. كان مصطفى كمال اتاتورك يرغب في الالتحاق بمدرسة القللى الثانوية العسكرية ، إلا انه التحق بالمدرسة الرهبانية الثانوية العسكرية بتوصيةحسن بى الضابط السلانيكى الذي كان بمثابة أخ أكبر له .وفي الفترة مابين عام 1896 حتى عام 1899،تلك الفترة التي قبعهافي تلك المدرسة ، كان لمعلم التاريخ ” محمد توفيق بى”اثر عظيم عليه ؛ حيث احاطته بكل مايثير شغفه نحو معرفة التاريخ [28].وفي عام 1897 بدءت حرب بين الدولة العثمانية واليونان فأراد مصطفى كمال التطوع فيها لكن ذلك لم يتحقق؛ لكونه طالب في المرحلة الثانوية وسنه لم يتخط السادسة عشر عاما .انهى المرحلة الثانوية بتفوق ؛ حيث احتل المركز الثاني على مستوى المدرسة[29]. وفي الثالث عشر من مارس 1899 [30][31]، التحق بالمدرسة الحربية وفي الحادي عشر من يناير 1905 تخرج برتبة رئيس اركان حرب مواصلا التعلم في مدرسة اركان حرب( الاكاديمية الحربية)[32]

مسيرته العسكرية (1905-1918)

فترة التأهيل

(1918).مصطفى كمال أتاتورك، حينما كان قائد الجيش

اُرسل مصطفى كمال رئيس الأركان إلى الجيش الخامس القائم بالعاصمة دمشق وذلك عقب تخرجه من اجل التَدَرٌب. وهناك أثناء التدريب كان له دور رئيسي في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة. كان يعمل في الجيش الخامس تحت رئاسة لطفى مفيد بى . وأول تدريب له تم في الكتيبة الثلاثين للسلاح الفرسان[33]. وفي ذلك الوقت كان مصطفى كمال شديد الاهتمام بالثورات المتعددة الناشبة في سوريا على اعتبار كونه ضابط بالأركان تحت التَدَرٌب ، وعلى اثر أحد هذه الحروب اكتسب خبرة كبرى.وبعد أربعة أشهر من ردعه للثورات ، عاد إلى دمشق. وفي شهر أكتوبر من عام 1906 ذهب إلى سالونيك دون تصريح من الجيش ؛ وذلك بعد تأسيسه لجمعية الوطن والحرية مع الرائد لطفى بى ،و د/ محمود بى ،و لطفى مفيد بى ،و الطبيب العسكرى مصطفى جنتكين ، أقام هناك فرع جديد للجمعية . وبعد مدة عاد إلى يافا بمعاونة حسن بى الذي كان بمثابة أخ له ، كما أنه توسط له لدى أحمد بى ؛ حيث عرض عليه أن يرسل مصطفى كمال إلى بروسبى القائمة على الحدود المصرية. وبالفعل عُين في بروسبى. وبعد فترة أرسل مرة آخرى إلى دمشق للتَدَرٌب في سلاح المدفعية[34]. وفي العشرين من يونيو 1907 أصبح نقيب ذو خبرة عالية.أما في الثالث عشر من أكتوبر من العام نفسه عُين قائد للجيش الثالث[32]. وفي فبراير من عام 1908 انضم لجمعية الاتحاد والترقى ؛ وذلك عند وصوله إلى سالونيك وعلمه بإنضمام فرع جمعية الوطن والحرية إلى جمعية الاتحاد والترقى[35]. اما في الثاني والعشرين من يونيو من العام نفسه عُين رئيس مفتشى الطرق الحديدية للمنطقه الشرقية الرومانية [32].عقب اعلان المشروطية في الثالث والعشرين من يوليو عام 1908 [36] اُرسل من قبل جمعية الاتحاد والترقى إلى غرب طرابلس إحدى بلدان ليبيا في نهاية عام 1908 وذلك من اجل بحث المشاكل الاجتماعية والسياسية ودراسة الاوضاع الأمنية . وهناك بث (بعث) في اليبين افكار ثورة 1908 ، وسعى في كسب الأجناس الآخرى القاطنين هناك إلى سياسة جون ترك[37]. وبجانب هذه المهمة السياسية اهتم أيضاً بالوضع الأمنى لشعب المنطقة .درّب العساكرعلى خطط تكتيكية حديثة بإعتباره قائد الحامية العسكرية ببنى غازى ، وذلك من خلال الأعمال الحربية التي كانت تنفذ خارج البلدة.وأثناء فترة التمرين حاصر منزل الشيخ منصور ذلك المتمرد ووضعه تحت سيطرته كى يكون عبرة لكافة القوى المعارضة للنظام في المنطقة.بالإضافة لذلك بدء الجيش الاحتياطى في تنفيذ خطة لحماية أهالى المنطقة وما يحيط بها من مناطق ريفية [36][38]. في الثالث عشر من يناير 1909 صار رئيس اركان حرب لفرقة رديف بسالونيك، وفي الثالث عشر من ابريل 1909 صار رئيس اركان حرب للوحدات العسكرية الأولى المتصلة بجيش الحركة الذي توجه إلى استانبول في التاسع عشر من ابريل من العام نفسه بقيادة الميرالاى محمود شوكت باشا ، الذي توجه إلى هناك بعد اجتيازه (عبوره ) مدينتى سالونيك وادرنا؛ لقمع عصيان الحادي والثلاثين من مارس الذي بدء مع عصيان الكتيبة الثانية والرابعة للقناصةوالتى تطورت احداثها بتدخل قوات آخرى. وفيما بعد تقلد مناصب عدة منها رئاسة اركان حرب الجيش الثالث ،و رئاسة مركز التدريبات العسكرية بالجيش الثالث نفسه،و رئاسة اركان حرب الفيلق الخامس ،و رئاسة سلاح المشاة الثامن والثلاثين [32][36]. وفيما بين الثاني عشر والثامن عشر من ديسمبر لعام 1910 ، بُعث مصطفى كمال اتاتورك إلى مناورات بيجارديا التي نظمت في فرنسا .وهناك لم يستقل طائرة قط ؛ بتحذير من قائده حتى إذا دُعى للقيام بذلك. فتلك الطائرة التي لم يركبها سقطت على الارض ومات كل من كان بداخلها . ويرى بعض الكتاب أن موقفه هذا له علاقة بتصرفه الحذر الكائن عقب الحادث الذي عايشه في مناورات بيجارديا[39][40].وعقب عودة مصطفى كمال إلى اسطنبول، تقلد منصب في مركز قيادة الجيش هناك وذلك في السابع والعشرين من ديسمبر عام 1911 [41].

حرب طرابلس الغرب

بدءت حرب طرابلس الغرب بهجوم الإيطالين على منطقة طرابلس في التاسع والعشرين من ديسمبر عام 1911، وفي السابع والعشرين من نوفمبر عام 1911 شارك في هذه الحرب المقدم[32] مصطفى كمال اتاتورك بصحبة ضباط اخرين أمثال الرائد انور بى، و فؤاد، و نورى، و الرائد فتحى[42] . حيث تحرك مصطفى كمال ومجموعته إلى بنى غازى ،مروراً بالقاهرة والإسكندرية اللتان يقبعان في مصر[43]. وفي التاسع عشر من اكتوبرفى العام نفسه مرض مصطفى كمال بعد مدة من انتقاله من الإسكندرية [44]، وفي الثاني والعشرين من ديسمبر حقق النصر بالقرب من “طبرق” . وأثناء الاعتداء العسكرى الذي شُن في درنة في السادس عشر والسابع عشر من يناير عام 1912، اصيب مصطفى كمال في عينه وظل شهراً في المستشفى يتلقى العلاج [45]. وفي السادس من مارس عُين رئيساً لقيادة ادرنا. على الرغم من مباحثات السلام التي بدءت في شهر ديسمبر من العام نفسه واستمرار الحروب الأهلية والصراعات ، عاد مصطفى كمال وباقى الضباط إلى اسطنبول مع ايمانهم ورغبتهم في تحقيق السلام وذلك بسبب اعلان دولة “كارا داغ ” شن الحرب على الدولة العثمانية في الثامن من أكتوبر ، و أيضاً بدء حرب البلقان .

حروب البلقان

مع اندلاع حرب البلقان، انطلق مصطفى كمال إلى استنبول في الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1912.في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1912عُين مدير للفرقة البحرية بمضيق البحر الأبيض الذي يتواجد في مركز بوليار. وهناك وفي هذه الحرب انهزم الجيش العثماني في مواجهة الجيش الرابع البلغاري الذي يرئسه الجنرال ” ستيلان جوجيف كوفاجيف” وفي حرب البلقان الثانية التي بدءت في يونيو عام 1913 احتلت الوحدات العسكرية التي يرئسها الجنرال ” ستيلان جوجيف كوفاجيف” على ديماتوكا و ادرنا .

الحرب العالمية الأولى

وفي تلك الأثناء في الثامن والعشرين من يوليو عا م1914 بدءت الحرب العالمية الاولى ودخلت الدولة العثمانية في حرب منذ التاسع والعشرين منذ أكتوبر 1914 .،وفي العشرين من يناير عام 1915 عُين مصطفى كمال لقائد للفرقة 19 التي كانت ستؤسس في منطقة تك فور داغ بقيادة الفيلق الثالث[32] . ظلت الفرقة 19 فرقة احتياطية في منطقة “اجا آبط ” بقرار من قيادتها وذلك في الثالت والعشرين من مارس عام 1915. في الخامس والعشرين من ابريل عام 1915 اندلعت حرب تشاناك قالابسبب التصريحات التي اعلنها ائتلاف الدول تجاه جلى بولو ياردم اداوبناء على هذا النجاح نال تقدير المشير اوتوليمان فون سان درس قائد الجيش الخامس ،و حصل على رتبة اميرالاى في الحادي من يونيه عام 1915[32]. عقب الهجوم الذي شنه الانجليز على مدينة “سوفلا كورفاز” في شهر اغسطس، قام “اوتوليمان ” بتسليم قائدهم في مساء الثامن من الشهر نفسه ذلك القائد المحتل لمنطقة “آنافارتالار”.وفي التاسع والعاشر من اغسطس احرز نصراً لهذه المنطقة .وعقب ذلك النصر توالت انتصارات آخرى ؛ حيث الانتصار في موقعة “كريتش تابا” في السابع عشر من اغسطس، و الانتصار في معركة “آنافارتالار” في الحادي والعشرين من الشهر نفسه . صورت صحافة استانبول للعامة أن كلاً من الميرالاى مصطفى كمال بى و روشن اشرف بى هما بطلا معركة” آنافارتالار”.في الرابع عشر من يناير عام 1916 عُين قائد الفيلق السادس عشر ، ذلك الفيلق الذي اُرسل من “جلى بولو” إلى “ادرنا”. وخلال الشهرين الذان قبعا فيهما في “ادرنا” عمل على تمويل الفيلق واسترداد قواه وتدريبه .وفي السادس عشر من فبراير قامت القوات العسكرية الروسية الموجودة على الجبهة الشرقية بصد هجوم الجيش الثالث العثماني ، والاستيلاء على ارذروم ، اما في الثالث عشر من مارس احتلت مدن آخرى مثل “بليتس – موش- فان- هاككارى “. في الخامس عشر من مارس اُرسل الفيلق الثالث إلى ديار بكر برئاسة العقيد مصطفى كمال لدعم الجيش الثالث.حمل مصطفى كمال على عاتقيه مسئولية كبرى نظراً لرتبته ،وأثناء تواجده في ديار بكر في الحادي من ابريل 1916 حصل على رتبة فريق كترقية ،ونال لقب باشا. اصدر مصطفى كمال امراً بالتراجع التكتيكى ( وفقاً لخطه تكتيكية ) . وبهجوم مفاجىء حرر منطقة موش من احتلال القوات الروسية وحقق السيادة الاستراتيجية للقوات العسكرية العثمانية ؛ ولاحراز هذا النصر على جبهة كافكاس نال مصطفى كمال ميدالية السيف الذهبية . وفي شهر اغسطس حرر منطققتى موش وبليتس من الاحتلال كاملاً ( بشكل تام )[32] . أثناء تواجد مصطفى كمال في ديار بكر، اصدرامراً بشن انقلاب ضد حكومة يعقوب جميل ، و كان هذا الأمر بمثابة القضاء على الحرب. فالطريق الوحيد للتحرر هو الضغط على حكومة بابى على وتغير وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية وذلك بإحداث انقلاب ضد الحكومة وجعل مصطفى كمال وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية في آن واحد . واخبر أحدهم انور باشا بتلك المؤامرة،وبناءً على ذلك قُتل يعقوب جميل رمياً بالرصاص. ويذكر مصطفى كمال في مذكراته التي سردها ل”فالح رفقى آتاى” رئيس إحدى الفرق العسكرية في ذللك الوقت : “شُنق يعقوب جميل ؛ والسبب أنه قال لاسبيل للتحرر طالما انى لست وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية ،ولهذا قمت بمعاقبته كأول عمل اقوم به عند ذهابى إلى استانبول. ليتنى رجل تبوء رئاسة السلطة من قبل هذا وأمثاله ،لكنى لم اكن هذا الرجل”[46] . وفي يونيو عام1918 ذهب إلى فينا وكارل سباد متلقياً العلاج هناك .اما في الثاني من اغسطس عاد إلى استانبول وذلك اثر وفاة السلطان محمد رشاد واعتلاء السلطان وحيد الدين محمد السادس العرش. وفي الخامس عشر من الشهر نفسه اُرسل إلى الجبهة الفلسطينية بإعتباره قائد الجيش السابع وعقب ذلك صار المرافق العسكرى للسلطان .وفي العشرين من ديسمبر عام 1918 أعرب مصطفى كمال باشا عن رغبته في عقد هدنة ، موضحاً ذلك في تلغراف أرسله إلى ناجى بى المرافق العسكرى للسلطان السلطان وحيد الدين محمد السادس معلناً فيه أن جماعة جيوش يلدرم لن تبقى الدرع الاساسى في الحرب بالإضافة إلى رغبته في أن يوكل نفسه في الحكومة الجديدة وزيرا للحربية و نائب للقائد الاعلى. وعقب ذلك في السادس من أكتوبر تخلى عن قيادة الجيش السابع. في التاسع عشر من ديسمبر شنت قوات الأحتلال البريطانية (الإنجليزية )بقيادة ادمند آالنبى هجوماً ؛ مما اثقل العبء على الجيش الثالث أحد جيوش جماعة يلدرم . وفي الحادي من أكتوبر استولوا على الشام ، وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه احتلوا حلب أيضاً . ردع مصطفى كمال الجيوش البريطانية في حلب ونجح في انشاء خط دفاع . في الثلاثين من أكتوبر عام 1918 وقّع هدنة مندروس ، وفي ظهيرة اليوم التالى أقام مسيرة . وبتطبيق المادة التاسعة عشر من عقد صلح مندورس ،كُلف مصطفى كمال باشا برئاسة مجموعة جيوش يلدرم بعد أن نُزعت رئاستها من قائدها السابق اتوليمان فون ساندرس إلا أن في السابع من نوفمبر أُلغى الجيش السابع ومجموعة جيوش يلدرم[47]. وفي العاشر من أكتوبر عام1918 انطلق من ادانا إلى استانبول تاركاً قيادة وحدات يلدرم العسكرية إلى نهاد باشا قائد الجيش الثاني، وفي الثالث عشر من نوفمبر وصل إلى محطة حيدر باشا القائمة في استانبول.وأثناء عبوره من حيدر باشا إلى استانبول رآى الاساطيل الحربية للعدو في المضيق ، فقال عبارته الشهيرة “سيعودون بخفى حنين” (سيعودون كما جاؤا). اصدر فتحى بى برفقة كلاً من احمد عزت باشا واحمد توفيق باشا جريدة المنبر ذات الرأى المعارض وذلك لمباشرة الأوضاع السياسية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.