نعيمة وصفي.. موهبة ثلاثية الأبعاد

نعيمة وصفي

   نعيمة وصفي.. موهبة ثلاثية الأبعاد

كرمة أيمن 07 أغسطس 2017م

موهبة شاملة لم تأخذ حقها ومكانتها في عالم الفن والإبداع، كان المسرح بيتها الأول والأخير، إلا أنها تركت بصمتها في عدد من الأعمال السينمائية التي شاركت فيها، لم تقتصر موهبتها على التمثيل فما لا يعرفه البعض عنها أنها كانت شاعرة متميزة وكاتبة دراما…

أنها الفنانة نعيمة وصفي، التي عرفناها في دور الخرساء في فيلم “رصيف نمرة 5” مع الفنان الراحل فريد شوقي، والجدة العثمانية في “حبيبي دائمًا”، ولم ننسى دورها في “وا إسلاماه” عندما لعبت دور زوجة عز الدين أيبك وقاتلة شجرة الدر.

 

الفنانة نعيمة وصفي، الذي يحل اليوم ذكرى وفاتها الـ34، وبالرغم من موهبتها لم تنل الشهرة الكافية، وفي السطور التالية سنتعرف عن قرب عن أهم محطات في حياتها الفنية والشخصية.

ولدت نعيمة محمد وصفي نذير، في 10 فبراير 1921، بمحافظة أسيوط لأسرة ميسورة، ونشأت وسط 5 إخوة “3 بنات وولدين”، وحرص الأبوين على تعليمهم جميعًا.

 

وبالرغم من وفاة والدها، إلا أن والدتها قرت أن تكمل المسيرة التعليمية لأبنائها ليسافروا في أوائل الثلاثينيات إلى القاهرة لمواصلة الدراسة، التي لم تكن متاحة للمرحلة الثانوية والجامعية في أسيوط آنذاك.

التحقت نعيمة بمعهد المعلمات، ثم عملت لفترة في مجال التدريس، إلا أنها لم تحبه، فقررت دخول مجال الكتابة.

موهبتها في الشعر والزجل تفجرت منذ الطفولة، وفي عام 1948 فازت بإحدى الجوائز عن قصة نُشرت لها في مجلة “أنا وأنت”.
حبها للكتابة دفعها للتردد على المسارح، وهناك تعرفت على الفنانة نجمة إبراهيم التي شجعتها لدخول عالم الفن.

 

 

الموهبة كانت دافعها لتلتحق بمعهد التمثيل الذى أنشأه زكى طليمات فى منتصف الأربعينيات، وكانت هي البنت الوحيدة التي تخرجت في الدفعة الأولى من المعهد، ليتم تعيينها فيما بعد بفرقة المسرح الحديث التى كونها ‏طليمات.

 

عشقت الوقوف على خشبة المسرح، وصوت تصفيق الجمهور لها، وانتقلت للعمل بفرقة المسرح القومي، وقدمت العديد من المسرحيات مثل: “أم رتيبة”، و”عديلة”، و”جلفدان هانم”، و”الناس اللى تحت”، و”شىء فى صدرى”، و”الخطيئة الأولى”، و”زوربا المصري”.

 

وتوجت مشوارها على خشبة المسرح التي كانت تعتبره نعيمة وصفي بيتها الأول والأخير بجائزة الدولة التشجيعية عن مجمل أعمالها المسرحية.


وللسينما بريق خاص، لتخطف نعيمة وصفي من معشوقها “المسرح” وتشارك في أكثر من 20 فيلمًا، منها: “زمن العجايب”، و”رصيف نمرة 5″، و”حسن ونعيمة”، و”بين السماء والأرض”، و”تفاحة آدم”، و”رحلة العمر”، و”المتوحشة”، و”ريا وسكينة”، و”إجازة غرام”، و”الفتوة”، و”الطريق المسدود”، والحب الأخير”، و”وا إسلاماه”، و”من غير أمل”، وأيام ضائعة”، و”لا عزاء للسيدات”، و”السمان والخريف”.

كما شاركت بالتمثيل فى الكثير من المسلسلات بعد افتتاح التلفزيون من بينها “حكاية ميزو”، و”مبروك جالك ولد” و”حكاية الدكتور مسعود”، و”الحب في الخريف”، و”لحظة اختيار”، هذا بجانب مشاركتها في العديد من الأعمال الإذاعية .

 

 

طغى الجانب الإنساني على جزء كبير من حياة نعيمة وصفي؛ وحرصت على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية وساهمت في محو أمية العديد من الفتيات.

 

وكتبت نعيمة وصفي، العديد من قصائد الشعر والقصص القصيرة، بجانب كتابتها لمقال أسبوعي في جريدة “روزاليوسف”، كما كتبت عدة أعمال للتفزيون، وشاركت في إعداد ما يقارب الخمسين حلقة من البرنامج التليفزيوني “رسالة”.

 

وفي حياتها العائلية، تزوجت نعيمة وصفي من الصحفي عبد الحميد سرايا، بعد قصة حب جمعتهما، وأنجبت 4 أبناء، وظهرت مؤخرًا إشاعة أن الفنان الشاب حسام داغر حفيدها، لكن عائلتها نفت ذلك.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.