شارك ‏صلاح حيدر‏ ‏صورة‏ ‏‎Fadhel Almutaghawi‎‏ – ‏أكاديمية التصوير العربية‏.
‏حديث في الفوتوغرافيا
جدلية الحافز والمحفز
بقلم – فاضل المتغوي
Fadhel Almutaghawi
لكل حدث وتفاعل هناك أمران يعيهم العقل ليحدث هذا التفاعل وهما الحافز والمحفز له.

وكل منهما يعطي إشارات لتتم هذه العملية وإن ابتعد أحد منهما عن الآخر لن تكتمل العملية، ومثالا على ذلك حاجتنا للكثير من الأمور وذلك لأننا نرى المحفزات في محيطنا وأحيانا كثيرة تستثيرنا ونحن لم نكن في حاجة لها والعكس صحيح، إن بداخلنا حاجة ما نحاول أن نسدها بما حولنا من حوافز ملموسة وغير ملموسة.

العطش مثلا هو حافز والماء هو المحفز له فلو فقد اي منهما لن تكتمل العملية فكيف للعطش أن يروى إن لم يكن هناك ماء وكيف للماء أن يكون محفزا إذا لم يكن هناك عطشان .. هكذا هي الفوتوغرافيا تماما.

لدينا في داخلنا محفزات وأطروحات فكرية جعلت من عقلنا الباطن أن يصور لنا ويرسم ملامح صور ليست في الواقع المعاش؛ وعلية فالمصور دائم البحث عن تلك الصور التي في عقله ومخيلته وإن جاء المحفز لها من المحيط الخارجي ورأى تشابه ما لما في داخله من صور تراه يهرع ويرفع الكاميرا ليلتقط تلك اللحظات مباشرة.

ليست كل المواضيع محفزة فهناك أناس ستتجاوب معها والبعض الاخر لا .. وذلك يرجع إلى مالدينا من محفزات داخليه تختلف من شخص لآخر.

التصوير هو حاجة عند المصورين تشغل وتأخذ حيز كبير من تفكيرهم ولم تعد هواية وتسلية وقضاء لوقت الفراغ ،، من هنا بدأ الخلاف بأن الصورة هي حاجة لسد الحافز أم رد فعل فقط في محيط محفز

إن طبيعة المصور تختلف كثيرا عن الآخرين وذلك لان لديه فكر وتشبع من الثقافة البصرية لما يشاهده ويتابعه من أعمال اقرانه والتي بدورها كما اسلفنا تذوب في باطنه لتتحول إلى محفزات تتفاعل مع كل محفز في محيطه والتي لاتجدها عند الكثير من الناس

ومن هنا نستنتج بالقول بأن جدلية الحافز والمحفز لاتنتهي والمصور مطالب بأن يثقف نفسه بما يستطيع أن يحصل عليه لتزويد المحفزات في داخله بغض النظر عن ما يقوله البعض بأن ليس هناك حافز أو محفز في التصوير وماهي إلا صدف وحظ خدم المصور فقط!!‏

 

Fadhel Almutaghawi

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.