فى اليوم العالمى للتصوير ..

لما نتكلم عن الفوتوغرافين اللي عملوا في الشرق في القرن ال 19 ، لازم يأتي بسكال سيباه وابنه جان في المقدمه بلا منافس ، مش عشان مصورين ممتازين جدا ومتمكنين من ادواتهم وحبين الفن ده ، كمان عشان خدموا مصر والشرق خدمه كبيره في اكثر من مجال وما زالنا لوقتنا ده بننتفع وبنستمتع بأعمالهم بعد 150 سنه تقريبا ..
بسكال سيباه اتولد في القسطنطينية (تركيا) لاب من سوريا وام ارمينيه سنة 1823
استهواه فن الرسم واللوحات ، لكن ما كانش عنده الموهبه ، ولما ظهرت اول آلة تصوير ضوئي سنة 1839 كان ما ذال غير قادر ماديا علي انه يشتريها وعشان كده تعاون مع المصور الفرنسي هنري بشارد وانتجوا مجموعه من الصور كبيره شاركوا بيها في المعرض الدولي في باريس ، وحصلوا علي ميداليات ومراكز متقدمه في كل مشاركتهم من بداية المعرض السنوي سنة 1850 الي سنة 1857 ، وهنا قرر بسكال انه ينفرد بعمل استوديو خاص به في وسط اسطنبول واطلق عليه استوديو الشرق ـ وبدأ سلسله من الالبومات لا مثيل لها في تاريخ الفوتوغرافيا ، وحتي من جاء بعده ما عرفش يعملها زيه ، وهيه انه جمع كل الاعراق اللي مسيطره عليها الدوله العثمانيه بأزياؤهم التقليديه الاصيله وعمل ألبوم صور لاكتر من 200 زي تقليدي اغلبهم من الشرق … وبعد ما ذاع صيته في اوربا كلها بسبب خد باله السلطان عبد العزيز ان عنده في بلاده شخص موهوب ممكن يفيده في حمله فوتوغرافيا مضاده لحمله اخري شنتها اوربا علي الدوله العثمانيه بأنه بلاد متخلفه ومنغلقه وتعاني ولاياتها من الفقر والقمع والتغيب … ومع ان ده كان حقيقي لكن استخدم بسكال ومجموعه من الفوتوغرافين لتجميل وجه الدوله العثمانيه بتركيز علي الايجابيات وتشجيع السياحه الي دويلتها وكان علي راسها طبعا مصر لما تحتويه من اثار وكنوز معماريه وتاريخ ….. لكن في عوائق في المهمه دي منها مثلا ان مصر دوله مارقه ومتمرده علي الدوله العثمانيه والموضوع ده اتحل لما الوالي اسماعيل مسك الحكم وبدأ يتودد للدوله وللسلطان ودعاه لمصر واطلق اسمه علي احد الشوارع الرئيسيه واللي هوه شارع عبد العزيز وبعدها منحه السلطان لقب الخديوي …..
المشكله او العقبه التانيه ان الاماكن الاثريه في مصر واللي مطلوب الدعايه الفوتوغرافيه عنها اماكن مهمله جدا والناس فقيره جدا والانطباع الاول لاي زائر انه هيتصدم ومش هيكون مبسوط
العقبه التالته ان بسكال مصور استوديو مش ميداني ، يعني ده راجل اتعود انه يصور في اجواء هوه اللي مهيئها بنفسه من ناحية الاضاءه والوضعيات … ومع انه له صور ميدانيه لكن خبرته بها مش كبيره ..
كل العقابات دي تغلب عليها بسكال وارسل اخوه كوزمي الي القاهره سنة 1870 ، ولما تأكد ان مصر عموما مكان آمن لعمل مشروع وانها علي عكس ما كانوا يعتقدون من انها ارض للبرابره العدوانيون الهمج ……..
وخلينا نركز مع الجمله الاخيره دي شويه … فعلا كان اعتقاد الاتراك واغلب الدول اللي تقع تحت احتلالها وسيطرتها بلاضافه لبعض الدول الاوربيه ان مصر دوله صحيح لها تاريخ لكن حاضرها بائس وشعبها برابره عدوانين لو تمكنوا هيغدروا ويخونوا ويقتلوا ويدمرا … بأختصار مغول جدد … …. والاعتقاد التافهه ده روجت له الدوله العثمانيه واللي كان بعض سلاطنها بيستعين بمستشرين من رواد الصهينه في العالم وبيتعاون مع دول اوربيه يهمها ان لا تقوم دوله قويه في الشرق …… وده حصل بعد الهزائم المتكرره للجيش العثماني من جيش الوالي المتمرد محمد علي بقيادة ابنه ابراهيم ووقوفه علي اعتاب اسطنبول … المهم ان الدعايه دي عملت سمعه زي الزفت لمصر والمصرين استمرت في عقول بعض الدول العربيه اللي كانت محتله من الدوله العثمانيه الي وقتنا ده … في حين ان الاوربين سرعان ما اكتشفوا ان الدعايه دي كذب وافتري وده عن طريق القوتوغرافين اللي زاروا مصر وتنقلوا ما بين مدنها واحياءها واتعملوا مع ناسها … والموضوع ما بدأش مع بسكال وابنه فقط لكن بدأ قبلها بكتير مع مصورين اوربين كان لهم دور اساسي في تغير الانطباع السيئ ده ، زي المصورين الفرنسين فيليكس بونفيس وجوستاف لو جراي والبريطاني أنطونيو بيتو والايطالي فيليس باتو والاخوين اليونانين أديلفوي زانغاكي والأخوان هنري وإميل بشار … وعدد لا حصر له من الفوتوغرافين كلهم كانوا دعايه إيجابيه لمصر وشعبها وانها دوله تصلح للسياحه الآمنه …
نرجع لبسكال اللي ارسل اخوه مره اخري لعمل استوديو في القاهره سنة 1873 ، وللعلم كان الراعي الرسمي للألبومات هوه السلطان عبد العزيز وقد قتل او انتحر … يعني الحافز كان الاستثمار فقط ودي حاجه مهمه اننا نركز عليها
استمر كوزمي شقيق بسكال في اداره الاستوديو اللي كان في ميدان العتبه علي ناصية شارع الموسكي ومكتب اخر في الازبكيه لفتره طويله وكان ناجح جدا الي ان توفي بسكال في 25 يونيو 1886 ، وبعدها استمر الاستوديو في العمل ولكن لتكبير المشروع ادخل كوزمي شريك اخر وهوه بوليكار جويالييه والحقيقه اني لم اجد اي معلومات عن الرجل ده لكن تحول اسم الاستوديو الي سيباه و جويالييه ، واستمر العمل الي ان جاء جان الابن الاكبر لبسكال واستلم إداره الاستوديو ، ولانه كان فوتوغرافي بارع سواء في الاستوديو او ميداني فحقق انتقال سريع لمستوي المحتوي اللي بيقدمه الاستوديو بلقطات رائعه ارّخت بواقعيه للزمن اللي عايشه …قرر السلطان عبد الحميد انه يكمل ما ابتداه عمه عبد العزيز وكلف جان بسكال بعمل البوم تحت راعيته واعطاه الضوء الاخضر لدخول اي مكان في الدوله العثمانيه بكل ولايتها حتي القصور الملكيه وقصور وسريات الامراء والاثرياء … وبما ان الصور دي كان الهدف منها هما الاوربين مش الدول اللي محتلاها الدوله العثمانيه ، فكان مباح له اشياء كانت غير متاحه من قبل ومنها انه يصور الراقصات والجواري والبغايا … كرساله لاوربا اننا مش مقفلين اوي زي ما انتم فاهمين … في نفس الوقت اللي كانت بتجمع في رجال الدين وتستظل بهم للحمايه والتقويه والدعم من المسلمين العرب !! ما علينا
المهم ان جان فعل المطلوب منه علي اكمل وجه ولكنه كان محافظ الي حدما ما في لقطاته ، وتم جمع اللبومه والبومات بعض الفوتوغرافين الاخرين وإرسالها الي السلطان عبد الحميد ، واللي اهداها لعدد من الدول الاوربيه وارسل منه نسخه لرئيس امريكا وقتها جروفر كليفلاند واللي وضعها في مكتبة الكونغرس الامريكيه ، وهوه ده سبب انتشار البومات جان بسكال لانها اصبحت متاحه للجميع من وقتها الي الان ، وهيه الاشهر والاكثر انتشارا عن الشرق في العالم كله ـ وده مش لانها افضل الصور ، لكن هيه المتاحه للنشر بشكل شرعي لان اغلب الالبومات للمصورين الاخرين لها حقوق ملكيه وغير مسموح بعرضها ولا نشرها بشكل عام
اخيرا شكرا بسكال وشكرا جان ، شوفنا زمان بعيونكم
توفي جان سيباه في 6 يونيو 1947 عن عمر يناهز 75 عاما ، ودفن بجوار ابيه في المقابر الكاثوليكي، في المقبرة اللاتينية في فيريكوي ، إسطنبول ، تركيا
الصور هيه صور لبسكال وإبنه جان واغلبها صور استوديو لانها اقلها انتشارا واكثرها ندره..
منقول من صفحه الاستاذ احمد صلاح ..

للمزيد من الصور:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=822224018600844&set=pcb.987345478397988&type=3&theater&ifg=1

لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏٢‏ شخصان‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شجرة‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
+‏٢٦‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.