ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏أشخاص يقفون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏‏لحية‏، ‏نظارة‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏
مجلة فن التصوير

تم النشر بواسطة ‏‎Fareed Zaffour‎‏ · ‏٥‏ س · خالد نصار‏ إلىملتقى صرخة لون الدولي

صديقة البيئة وموثقة الحياة اليومية …

الفنانة الفلسطينية : إبتسام سليمان..صديقة البيئة ومصورة الحياة اليومية للشارع..
بقلم المصور الصحفي: فريد ظفور..
لا يتسع المجال لإستقصاء جميع ما قيل في السابق عن التصوير الفوتوغرافي..فهو مجال متشعب وواسع جداً..وحسبنا أن نشير إلى أنه خلال العقود الأخيرة تزايد الإهتمام بالتصوير الرقمي ..بكاميرات (الديجيتال) ..وبالهواتف الذكية المحمولة والمحملة بالكاميرات ذات الدقة العالية..وأصبحت الكاميرا بكل منزل ومع الصغير والكبير ..وأضحى التصوير من حيث منزلته في إكتساب الجماهيرية والشعبية ..وإستجلاء الفوارق والأصول الإجتماعية..والتأثير في الآخرين لتغيير معتقداتهم ودحض أقاويل الخصوم..وهذا ما جعل منها سُلطة مهمة تستدعي دراستها وتعلمها والتمرن عليها..خاصة في مجتمع أصبح أكثر من أي وقت مضى يعتمد على الحرب الإعلامية ويخضع لوسائل الإعلام المكتوبة والمنظورة ويراهن على كسب عصا السباق وإكتساب ثقة النخب المثقفة والجماهير على حد سواء..
وهكذا تقترب الفنانة إبتسام سليمان من تصوير الشارع بورع وتقديس للمكان والبيئة الفلسطينية ..لقطات متنوعة من الطبيعة وعن حياة الناس والطفولة والنساء والرجال بالزي والفلكلور الفلسطيني..تؤكد هوية الزمان والمكان ..وتخلد بالصور البشر والحجر والشجر..فالزيتونة المباركة وعصيرها الزيت الصافي ولمعصرتها اليديوية الفلكلويرة القديمة ولطاحونة الماء وللجسر والبيوت القديمة المبنية من الحجر الأبيض التي عاش في كنفها أناس تركوا لنا ألف حكاية وحكاية عن الشعب المناضل والمكافح الذي مازال يحتفظ بمفتاح بيته القديم والذي يشكل شوكة في عين الكيان الصهيوني الغاصب..ومازال يلبس الأزياء الفلكلورية الفلسطينية المزركشة والملونة ..للحفاظ على العادات والتقاليد والفلكلور الريفي والمدني لتلك المدائن والبلدات الفلسطينية ..صور مضحكة أحياناً ولها وجه آخر فلسفي أحياناً ومؤثر في بعض الأحيان..فرغيف الخبز الناضج والخارج من التنورة بيدي إمرأة ..وأخرى تقدم بطبق من القش مجموعة عناقيد عنب أبيض..لتعبر عن كرم الضيافة ورموز البلدات التي تزرع الزيتون والتين و الكرمة والتفاح والحمضيات من الليمون و البرتقال اليافاوي منذ آلاف السنين..التي ترمز للثبات والجذور التاريخية للشعب والدولة الفلسطينية الجريحة..ويبدو بأن الوجع والهَّم عند الفنانة الضوئية إبتسام سليمان..بالغ في تجاوزاته مع أمالها..حتى أنها لم تعد تفكر في مواجهته..بقدر ما أصبحت تفلسفه..ولعل لوحتها الأرض التي فيها شقوق ومياه وأملاح وصخور..تشكل عملاً تجريدياً مفاهيمياً رسمته الفنانة الأم الطبيعة ووثقته عدسة الفنان إبتسام بحرفية عالية وبنظرة فنية تكوينية تشكيلية جميلة..وكانت كوادر الفنانة إبتسام سليمان..تلبس ثوب الصداقة مع البيئة والأطفال والرجال والنساء والعمارة والطبيعة منذ سنوات وهي ترصد وتوثق وتؤرشف محيطها وبلداتها الجميلة ..حيث كانت ترتحل في أقاص المدن والقرى والبيارات والبلدات الفلسطينية الجميلة..لتحط ترحالها في محطات فلكلورية عربية وإسلامية ومسيحية محملة برسائل إنسانية حضارية..وعلى جدران صالات العرض والمتاحف والمدارس والمنصات الرقمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي كما الفيس بوك وتويتر وأنستغرام والواتس آب ومنصة زوم الرقمية..وغيرها من المدونات والمواقع التي تنشر أعمالها..ولعل سر نجاحها هو بأن وراء المعرض دائماً فنانة مجتهدة وواثقة من نفسها ومن عملها..وفنانون بلا حدود بإشراف الدكتور خالد نصار ..كسر الشكل التقليدي لمعارض الفنون التقليدية التي يحضرها الفنان وبعض الصحافة وأهل الفنان وبعض المسؤلين عن الفاعلية..لكن بهذه الطريقة والعرض الإفتراضي الرقمي على الشبكة العنكبوتية أتاحت الفرصة للتعرف على أعمال الكثير من الفنانين والفنانات المغمورين والذين همشوا في بلدانهم ..وكانت هذه فرصة ذهبية لتعريف الناس والمشاهدين والمتابعين للصفحات على الفيس بأعمال الكثير من المواهب الفنية الجديدة والمميزة..ولعل تواجد المرأة الفنانة الضوئية إبتسام سليمان في هذا المعرض يعزز مكانتها ويثبت بأن في الفن لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة..والشعوب المتحضرة تقيس تقدم مجتمعها برقي المرأة..ولم تكن إبتسام سليمان مجرد معلمة ومربية للأجيال ..أوأنها تحمل تقنيات الفن الفوتوغرافي فقط..بل كانت صاحبة وجهة نظر فكرية وحياتية سعت كي تطل برأسها حاملة لواء وبيرق فلسطين في كل لقطة فوتوغرافية تقدمها للمشاهد..تاركة فسحة للأمل بمستقبل مشرق للأطفال في فلسطين..وإذا كان للفنانة أن تبدع فإنها يجب أن تؤمن بشيء كأن يكون واقعياً أو رومنسياً أو إنطباعياً..وهذا ماعبرت عنه وقدمته بأعمالها المتنوعة عن الحيوان والإنسان والطبيعة الجميلة بين الصحراء والجبل والنهر والسهل والبورتريه وعالم الطفولة والرجال والنساء بأزيائهم الفلكلورية التي تؤكد أصالة وعراقة الشعب الفلسطيني الأبي..حيث نلمح من نافذة المعرض الإفتراضي للفنانة إبتسام ..بساط السماء الأزرق الممتد على سطوح المنازل ..حيث كانت العصافير الفنية تغرد بحبور وفرح ومرح لتصل للمشاهد محملة ببسمات السرور ونسمات السعادة التي تهتز في الأجواء الفنية الحلوة الرائعة من منصة فنانون بلا حدود التي جمعتنا وعرفتنا بالفنانة إبتسام سليمان صديقة البيئة ومصورة الحياة اليومية للشارع..والتي نتمنى لها كل التوفيق والنجاح في أعمالها ومعارضها القادمة..

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.