الكواكب الدرية..

السعودات السورية الأربعة..بين عالمّي الإفتّراض والواقّع..

سعد يكن..سعد الهاشمي .. سعد فنصة.. سعد القاسم..

بقلم المصور: فريد ظفور

الأديب والصحفي : سعد محمد الهاشمي
Saad M. Al Hashmi
الناقد الفني سعد القاسم
Saad Alkassem
الباحث الموسوعي سعد فنصة
Saad Fansa
المايسترو المبدع سعد يكن
Saad Yagan

  • ما زلت على مقعد إنتظاري في حديقة السماء..أعد النجوم والكواكب المتناثرة فوقي..وأتسلى بالغناء الفيروزي تارة..فأزرع الشوق أزهاراً بصحراء الوقت..نصبت شباكي ورميت حنان قلبي في ساحل الوجع السوري..وقذفته في بحر المهجر كي يزهر ياسميناً شامياً..فلن تموت ذكرياتنا الفنية والأدبية مهما طالها جوع البعد وعطش الحرمان..فسأرتوي من خصالكم الحميدة وبحاركم الثقافية المديدة..ونبقى ذكرى على جدار الزمن المعرفي..
  • – تبدأ حكايتنا مع إسم سعد من قصة الشتاء..حيث يوقظ فصل الشتاء في دواخلنا مشاعر الحنين ..وذكريات الماضي..ويقسم أهلنا في بلاد الشام فصل الشتاءالذي يمتد /90/ يوماًإلى قسمين: حيث تنتهي أربعينيّةُ الشتاء مع نهايةِ شهرِ كانون الثاني، ثمَّ تبدأُ خمسينيّة الشتاء ومدتها ( 50 ) يوما تبدأُ في الأوّلِ من شباط وتنتهي نهاية يوم 21 آذار ..في بدايات فصل الربيع..وتقسم الخمسينية إلى أربعة أقسام متساوية كل قسم منها اثنا عشر يوماً ونصف اليوم وقد سميت السعودات الأربعة..وهي ( سعد الذابح أو سعد ذبح – سعد بلع – سعد السعود – سعد الخبايا ) وعرفوا أيام العجائز مع المستقرضات ومدتها سبعة أيام: ثلاثة بآواخر شباط وأربعة أيام بأوائل آذار..وهناك اسماء مناخية شهيرة..مثل الخمسينيّة والأربعينيّة والسعودات..
  • كان همي الأول أن أجد القاسم المشترك بين الشخصيات السورية الأربعة..وأن أتماهى مع كل شخصية و مع نوعية المشاعر الموصوفة..والإنسياق وراء الدلالات الثقافية الأدبية والفنية المستترة ..بحيث يأتي الحديث والنص على القدر عينه من القامات الثقافية للأربعة..من رقة التعبير وسلاسته..لأن أصعب ما يواجه أي كاتب هو الإنتقال من الواقع الإفتراضي ومن الحالة الذهنية إلى أرض الواقع..أي بلغة أخرى إعادة التعبير عن الشعورأو الإنفعال يتوهج هذا الشعور أو ذلك الإنفعال في لغة الكتابة التي سوف تحتضن المقالة أو النص أو اللوحة وتسهم في تألق جمالياتها وتكشف أبعادها الفنية والأدبية بكل روعتها..وقد كان مسعانا تطويع الكلمات لخدمة الشخصيات ومغزى حياتهم والعوامل المشتركة بينهم أو العاطفة التي نكنها لكل شخصية على حدا.. في روحانيتها وطبيعتها المأساوية أو الكوميدية المتصاعدة والمتعاظمه..مع إنسياب الكتابة والحوار الذي يتردد بين ثناياه..شجن العشق للفن والأدب والصحافة والثقافة..وحيرة العاشقين..

المايسترو Saad Yagan سعد يكن :

  • الذي يرسم في مخيلته صورة لإمرأة مثالية تختلط فيها الأوهام والأحلام..فيا من رسمت أجمل لوحاتك..على المنصات الرقمية وعلى ورق أحلامنا الوردية..نقشت زخرفات فلسفتك وملامحك الفكرية..على شاخصات المرور وعلى رخام الروح..جعلتها شاهداً فوق بيوتنا وقبورنا وشتى أماكن تواجدنا..وتركتنا عطشى لفنك ولتساؤلاتك ودهشتك..ورحلت إلى بيروت الحلم..مع تمازج الألوان..على فرشاة النوى وصوت الناي الحزين..فكنت ياسيد الدهشة أيقونة التشكيل المرصع بالمجد والياسمين والغار..فجاءت هدهدة لوحاتك المرصعة بتمازج وتدرجات ألوانك الطيفية السبعة التي غلفتها متاهات المدينة الساحلية..وتوهجت تشكيلاتك بالرموز المعرفية ..حيث ترامت مزهرة بالأحلام والرؤى الفلسفية عبر شخوص اللوحة المنجزة..وكانت أقرب إلى دراما فنية ..فهي ليست عملاً فردياً بل حكاية وطن وشعب ..كانت المرأة بطلاً يتربع عرش أعماله..فرسمها بشاعرية متوهجة حيوية تبلورت إبداعاً من فنان هارب من صخب الحرب والدمار..أتراه أراد نجاة كرامته ورهافة إحساسه..فكانت المرأة هي الأم والأخت والحبيبة والإبنة والوطن والأرض..فأكرم بعطاءات أيها المايسترو..فناناً وفيلسوفاً مبدعاً للغة اللون والجسد..ومن هنا تألق فنه المنوع متوجاً بلوحاته الرمزية..التي يتمنى المتلقي أو المشاهد أو المتابع لأعماله ..معرفة الشخوص والبيئة والإنسان والمرأة ..لأن لوحاته رسمت نابضة بشفافية شاعر عاشق وفنان مرهف ومحب للحق والخير والجمال..ولعل الإيجاز بحقك إجحاف ولكن للضرورة حكمها..ونأمل بأن نعطي صاحب الحق حقه..لتمسي أعماله التكوينية والتشكيلي فراشة وسنى وعشقاً فنياً تجاوز الزمان والمكان..

الباحث الموسوعي Saad Fansa سعد فنصة:
يمتطي جموح العشق الصحفي والفني..والريح حوله تزمجر بالحنين للوطن..قمر يناجي الإنسان والزمن..تمتد يده..لتلتقط غصن الزيتون وغصن الحب..يتسلق سحاب البوح..ولكن الشوق أدمى يديه وقلبه.. وإرتسمت على شفتيه أنشودة للغسق أو ربما ترتيلة لزهرة الجلنار..لنردد النشيد ياملاح المحبة..وأي إنشاد وطني تحمله طياتك المعرفية وبحوثك الثقافية..يامن سكن نبض الشرايين في الحارات العتيقة..الموسوعي الأستاذ سعد فنصة الصحفي والمصور والباحث والموثق لأرشيف الزمن الثقافي السوري..يفتح ذاكرته وأحلامه وتوقه المعرفي.. ويغمض عينيه ليعود إلى تلك العوالم ..كما يعود كل منا إلى رحابات الحلم والواقع..وهو سفر يبدو ضرورياً للباحث والمنقب في بواطن التراث والتاريخ ..لأنه يعطينا فرصة لإقامة شيء من التوازن النفسي والداخلي الذي لولاه لإنفجر بركان ما في هذا الكيان الذي إسمه نحن..

  • سعد فنصة ذهب بنا إلى مواقع الذاكرة فأخذ من تلك المدينة دمشق ياسمينها بإنتقائية صحفية وثائقية رصينة وخاصة من منبت بيت دمشقي حلبي مثقف ..عشق وشرب لبنات الفلسفة والسياسة والفن والأدب والصحافة من أسرة ترفع لها القبعة..وبإنتقائية خاصة قدم بعض شخوصها..وكما في وطننا ثمة أناس وأشخاص يصلحون بجدارة بأن يكون أبطالاً روائيين أو مسرحيين أو مفكرين أو سياسيين أو فنانين أو أدباء..ولعله إكتشف شخوصاً وجنوداً مجهوله لتكتمل صورة أعماله الصحفية والبحثيةولعله أخذ بعض الجوانب وأضاف جوانب أخرى ليرسم لنا مشهداً صحفياً مختاراً..رأى فيه بأنه كتاباً صالحاً للقراءة والمتعة وكشف الحقيقة وإثارة عدد من الأسئلة التي لها علاقة بقيم الإنسان والوطن..ولعل الأستاذ سعد فنصة قد غلّب في كتاباته الجانب السياسي والبحثي الأثري والفني..الذي تفوح منه رائحة الفنان الإنسان..الذي يعمل عليه ولو على قلة..فقد كان يشبع رغبته الضوئية البصرية الجوانية الداخلية..وقد يظهر بعض الطرافة وشيئاً من المرح بكتاباته وتلك سجية أخرى له ..لأنه كان دائماً ذا حنين غير معلن لهذه الأدوار..وندلف للقول بأن الباحث سعد فنصة قد حمل أعماقه وغربته ومدينته دمشق وبلده سورية ورؤاه فناً ضوئياً وأعمالاً صحفية وبحوثاً أثرية ومقالات سياسة..ونبض حياة أعاره نبض قلبه الكبير..أما الصحافة فقد زحمته بحضورها ويستدعيها إلى كل الأمكنة..وكأنه لا يستطيع الحياة إلا بها..فهي أفق عشقه المعتق وهواء حنينه وأيقونة ما تخبئه أكمام الياسمين الشامي واليارنجه والبحيرة في البيت الدمشقي القديم..والصحافة عند سعد فنصة ليست عملاً حكائياً درامياً متنامياً بل هي لوحات إنسانية منتقاة رصفت أحجارها بطريقة فريدة..وهي صورة عن الإنسان سعد فنصة القلق المتوتر الهاديءمن الخارج الصاخب من الداخل..دونما أن يتقصد ذلك فقد كان مبثوثاً في ثناياه بناء بناء الإنسان والوطن ..وهو في الغالب يحلق صياغة وتعبيراً وفناً وشاعرية أدبية..تجيء حاملة كل تلك العوالم من البهاء والمرح والحزن والألوان المتداخلة..
  • الناقد الفني Saad Alkassem سعد القاسم :
    خلال ماينيف على الواحد والأربعين عاماً..طغت أبحاثه ومقالاته كمنهج لدراسة الفن والفكر الإبداعي والإنساني بأشكال متعددة..ولم تقتصر دراسته على مشرب فني واحد بل شملتها جميعاً..ويبدو هذا سبب له إنتشاراً واسعاً في الوسط الثقافي السوري والعربي وحتى العالمي..وشموليته في البحث كمنهج نقدي جديد بأن الفنان الناقد سعد القاسم ..ذا قدرة كبيرة على الإستفادة من دراسته ومتابعات للمعارض وللتطور الفني والتقني ولمتابعة المدارس والرواد والموهوبين..وكانت فائدته ليس من معطيات العمل الإبداعي ومن الرواد والمعاصرين في الفن التشكيلي وحسب….بل من خلفيات العمل الإبداعي والثقافة الموسوعية التي يتصف بها..بما في ذلك البنى الإجتماعية والنفسية والإقتصادية والسياسية وكافة المحافل الثقافية..وقد كان للناقد سعد القاسم ..مع مجموعة من النقاد أمثال الأستاذ طارق الشريف و …ولا شك بأنه توجد محاولات أخرى في هذا المجال..لها دور كبير في تجميع الجهود الفنية المتناثرة التي قام بها مجموعة من الباحثين والدارسين والنقاد..التي تؤكد وثق العلاقة المتبادلة بينهم..وتجيء الآن محاولات بعض الدارسين والبحاثة العرب عن مكان لائق لما قدمه النقاد القدامى والمحدثين..لتشكل إلتفاته كبيرة لبعث الأمل والإهتمام بتلك الجهود..وتعد جهود الفنان سعد القاسم..ضمن دراساته النقدية وحواراته وبرامجه التلفزيونية..كمثال برنامج ملونون على الفضائية السورية ومقالاته الصحفية المطبوعة منها والرقمية..شاهداً رائعاً على هذه الدراسات المهمة في عالم التشكيل السوري والعربي..إن أعمال الناقد سعد القاسم..تعد بحق وسط كثير من الدراسات النقدية الساذجة والسريعة ..يعتر كاتباً وناقداً فذاً لأنه يعتمد منهجاً نقدياً موضوعياً وجديداً في الفكر الإنساني وظواهره الفنية والثقافية..ومن ناحية أخرى لأنه يطرق أبواباً مغلقة لا زال النقد العربي غافلاً عنها..وإذا لم نقل عاجز عن التوغل فيها وإستنباط معطياتها والكشف عن المواهب الشبابية الجديدة..ويجب ألا نغفل وأن نشيد بالقدرة الكبيرة عند الباحث سعد القاسم..في التتبع المدهش والمميز عن العناصر المكونة للوحة والعمل الفني..ودوافعه ومحاولة إجلاء العلاقات الخفية التي تتحكم ببنية اللوحة وبأفكار الفنان صاحبها..وكيفية الغور لأجل إكتناه الأسس المعرفية والتكوينية والتشكيلية التي تستند عليها هذه العلاقة ..لأجل أن تتمحور حول قطب واحد أو أكثر..ويعد ذلك الباحث الجوهر الخفي المدهش الذي لابد من إستشفافه وإلا لبقي العمل الفني أو اللوحة أو الكادر أو الموديل كشيء مجرد..وإنما يزيح الناقد سعد القاسم الستائر الرقيقة ليوقد من جديد جذوة وجوهر العمل الفني..ولأن الدهشة التي يتركها ويبعثها الفنان أو عمله في المتلقي أو عند المشاهد أو المتابع لأعماله..وقوة فعله الجمالي ترجع إلى تزاوج وتكاتف أجزاؤه معاً من أصغر جزء وحتى أكبره في اللوحة..وعملية الجذب أو الخلب تجيء من أن هذه العناصر تحيد عن فعلها المعتاد لتشق طريقاً إبداعية لها لكي تصدم وتفاجأ المتلقي والمشاهد وتثير دهشته..
  • الصحفي والشاعر Saad M. Al Hashmi سعد محمد الهاشمي :
    تُعرف حداثة الفن والأدب بأنها العبير بلغة العصر عن مشاكل وهموم العصر والإنسان..سواء من خلال تجارب المعاصرين وواقع حيواتهم أو من خلال الإسقاطات الحديثة عبر تجارب العابرين والأسلاف وحيواتهم الغابرة والماضية..ولا بد أن نسجل بأن ظروف الحياة العربية الحديثة مواتية للتجديد ولتدعيم الحداثة فيه..وإن الظاهرة الفنية والأدبية تستفيد من شتى هذه الحياة الناهضة المكافحة والطامحة إلى الخلود والعاملة للمجد..إن الشعر الحديث في حرصه على المواقف وأيديولوجيته يحرك شخوصه وابطاله ببطانة دلالية من العلاقات الشعورية واللاشعورية.. فتجعل من التشبيه والإستعارة منطقاً ومن الخيال والحدس تفكيراً..وإن تفضيل أبحر التفعيلة مجرد ذوق شخصي..والتحزب له لايحل إشكالات الشعر الحديث لأن هذه الإشكالات ليست في اللغة بقدر ما هي في البناء الشعري نفسه..والشعر الحديث لم يعد يحلل ويعرض وإنما أصبح اليوم يفند ويحرض على الفعل..والقصيدة الشعرية لم تعد تغني وتقص..وإنما هي اليوم ترميز وتعليم للأجيال والقراء والمتابعين..ولأن الثروة المعرفية الفنية والأدبية التي نماها الهاشمي خلال مسيرة حياته سلمها بكل أمانة إلى فطاحل آخرين وغرس شتلاته الفنية والشعرية في حقول وبساتين الشباب والشابات..ولعل أهمية الشعر عنده بأن رسالة الشعر هي أن تكشف عن قيمة هذا العالم ..عالم تجربة الإنسان الحي..ويكمن في رسالة الشاعر والشعر السر في إستمرارية هذا الفن وبقائه أزماناً طوالا..ولعلنا بممارسة وإستخدام الفنون والشعر نستطيع إكتساب حياة أفضل..وإذا كنا نؤمن أبداً بالنقد الأدبي منفصلاً عن تاريخ الأدب وعن التفسير المحض والوصف ..فيجب ان نؤمن بأن هناك معايير للجودة الأدبية مستمدة من طبيعة الأدب نفسه عند الصحفي والشاعر سعد الهاشمي..لأن العنصر الإجتماعي الحقيقي في الأدب هو الشكل..ولأن وظيفة الفنان أو الشاعر الهاشمي..هي الوظيفة الوحيدة التي تقدم له مقدراته الفريدة..إنها تلك الإمكانات في تجسيد الحياة الغريزية الخاصة بأعمق مراتب العقل..هكذا بهذه الطريقة المرتبة تفترض كون العقل جماعياً في تمثيله الصوري ذلك لأن الشاعر أو الفنان قادر على إعطاء أشكال مرئية لهذه الصورة الذهنية الخيالية غير المرئية ولديه القدرة على تحريك مشاعرنا بعمق كمشاهدين أو قارئين أو متابعين لأعماله الإبداعية عبر المطبوعات الورقية أو عبر منصات الرقمية من خلال مواقع التواصل الإجتماعي..
  • وندلف للقول بنهاية المطاف بأن رموز دلالية بأسئلة مطروحة ..تترجم أفكار صانع العمل الفني لتثير فينا المنولوجي الداخلي..لعبر عن دلالات اللون الذي يسود اللوحة..أو الكلمة المكتوبة..
  • وقد كانوا بحق ..سعد فنصة وسعد القاسم وسعد الهاشمي وسعد يكن.. الكواكّب الدّرية..والسعّودات السوّرية الأربعة..الذين حلقوا بنا بين عالمّي الإفتّراض والواقّع ..غواصين في أعماق المحيطات والبحار ليحضروا لنا اللؤلؤ والكنوز الفنية والأدبية الثمينة..ليؤكدوا لنا الهوية الحضارية لبلاد الشام التي تربوا فيها..فتخرج لنا كلماتهم ومقالاتهم ولوحاتهم تراتيل العاشقين للفن والأدب ويعزفزن لنا سمفونياتهم التشكيلية واللونية وكلماتهم النقدية وأشعارهم..بأجمل الأدوات المعرفية العصرية..ذات المضامين الإبداعية المتألقة في إستاطيقية تكوينية لونية ذات دلالات حسية..فتعكس حالات أقرب ماتكون في صيرورتها لحالات ملحمية فنية وأدبية مذهلة تجمع المتناقضات كلها لتحدث عنصر التشويق والإبهار في ساحة منطق المتلقي والمتابع لأعمالهم..فيا سعد من تعرف على السعودات السورية الأربعة ونهل من نبع ثقافتهم وفنهم وأدبهم..والحق بأنهم شعلة تضيء السماء السورية..ومنارة للأجيال القادمة تهديهم السبيل الفني والأدبي القويم..فكل التحية والتقدير للسعادات السورية الأربعة سفراء الأدب والفن في العالم الواقعي والإفتراضي في العالم..

*المصور: فريد ظفور -9-9-2020م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة السعودات السورية الأربعة ـــــــــــــــــــ

الفنان التشكيلي السوري سعد يكن: "لا أشعر بضوء في نهاية النفق" - بدون قناع

سعد يكن
من ويكيبيديا
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد – 1950م
الجنسية حلب، سوريا
شهادة جامعية – بكالوريوس – كلية الفنون الجميلة.

سعد يكن فنان تشكيلي سوري، من مواليد عام1950 م ..ولد في حي الفرافرة في مدينة حلب في سوريا، وقد شارك بأكثر من مئة معرض جماعي في دول عربية وأجنبية، أعماله موزعة في مختلف أنحاء العالم.

حياته:
تخرج من مركز الفنون التشكيلية بحلب سنة 1964، وفي سنة 1965 بدأ يشترك في معارض الدولة الرسمية، وقد انتسب إلى كلية الفنون الجميلة سنة 1970. في سنة 1981 قـام بدعوة من الحكومة الأمريكية بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة في برنامج خاص مع تسعة فنانين من العالم للإطلاع على الفن الأمريكي المعاصر، وكان الفنان سعد يكن العربي الوحيد في هذا البرنامج. في سنة 1985 قام بزيارة خاصة لبلغاريا بناء على دعوة من اتحاد الفنانين البلغار للتحكيم في البنالي العالمي بمدينة كابروفو، كما قام في نفس السنة بإلقاء عدة محاضرات عن الفن المعاصر في جامعة حلب وفي جامعة دمشق. في 1986 عمل ولمدة خمسة سنوات مع الأطفال المعوقين في دار المبرة بحلب. في سنة 1996 بدأ يعد ويقدم مجموعة من البرامج التلفزيونية عن الفن للفضائية السورية. يعيش سعد ويعمل في حلب متفرغا للعمل الفني. في عام 2012 صدر كتاب حول حياة وأعمال الفنان سعد يكن للأديب محمد جمعة حماده بعنوان سعد يكن مرايا الأزمنة الضائعة.

أعماله:
معرض في صالة المتحف الوطني بحلب سنة 1969.
معرض (أسود وأبيض) في صالة المتحف الوطني بحلب 1970.
معرض في صالة المتحف الوطني بحلب 1970.
معرض في صالة المركز الثقافي السوفييتي بدمشق 1971.
معرض في صالة المتحف الوطني بحلب، وصالة مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية 1971.
معرض بعنوان، الرفض، (أسود وأبيض) في صالة المتحف الوطني بحلب 1971.
قدم مع الفنان لؤي كيالي ووحيد مغاربة، معرض ثلاث فنانين من حلب في صالة دار الفن والأدب في بيروت 1972.
معرض في صالة نقابة المحامين بحلب 1973.
معرض في المركز الثقافي العربي بدمشق وصالة المتحف الوطني بحلب 1974.
قام بتصميم ديكورات موسم مسرح الشعب بحلب 1974.
معرض مشترك بصالة الكونتاكت في بيروت 1974.
معرض في المركز الثقافي العربي بدمشق والمتجول في محافظات القطر 1977.
معرض في مؤسسة المعارض الكندية عبر البحار المحدودة في مونتريال بكندا 1979.
معرض في صالة المركز الثقافي الفرنسي، وصالة المتحف الوطني بحلب 1981.
معرض في صالة المركز الثقافي الأمريكي بدمشق 1981.
معرض للأعمال المائية في صالة التجمع الثقافي – فرات – نيقوسيا – قبرص 1981.
معرض في صالة المركز الثقافي العربي بدمشق وصالة المتحف الوطني بحلب 1983.
اشترك في معرض الفن العربي المعاصر في مونتريال الذي نظم من قبل مركز الدراسات والأبحاث العربية بالتعاون مع مدينة مونتريال – كندا – في صالة دار الثقافة 1984.
معرض في المركز الثقافي العربي بدمشق – وصالة المتحف الوطني بحلب 1985.
معرض في صالة نادي الجلاء بحلب 1986.
معرض في صالة أورنينا وصالة المركز الثقافي الفرنسي بدمشق 1987.
معرض في صالة أورنينا – وصالة النقطة بحلب 1988.
معرض في صالة عشتار – دمشق 1989.
معرض في صالة الأتاسي بحمص 1990.
أقيم له معرضاً في هامبورغ بصالة مونيكاباسك بدعوة من معهد غوته بألمانيا 1991.
أقام معرضاً للأعمال المائية بصالة – النقطة – بحلب 1992.
معرض في صالة عشتار – 2 – دمشق 1993.
معرض للأعمال المائية في صالة ليفون شانت بحلب 1994.
معرض في صالة 50 × 70 في بيروت – لبنان سنة 1995.
معرض في صالة الخانجي بحلب 1995.
معرض في صالة ((شورى)) في دمشق 1995.
معرض حول ملحمة جلجامش بالألوان في صالة الجابري بحلب 1997.
معرض حول ملحمة جلجامش – أسود وأبيض – في صالة قواف بحلب 1997.
معرض جلجامش في صالة الأتاسي بدمشق 1997.
معرض للأعمال المائية حول – الطوفان ونساء – في صالة شورى بدمشق 1998.
معرض حول ملحمة جلجامش في صالة الفصول الأربعة في لوس انجلس – الولايات المتحدة الأمريكية 1998.
معرض / نحو ايقونة حلبية / حديثة في صالة السيد دمشق – صالة قواف حلب 1999.
معرض بعنوان / الطرب في حلب / في صالة عشتار بدمشق وصالة بلاد الشام بحلب 2000.
شارك في مؤتمر ((تطلعات الثقافة والفنون لما بعد عام 2000)) العولمة والثقافة في قصر الأونيسكو – بيروت 2000.
معرض في صالة عبد الله السالم في الكويت وذلك بدعوة من المجلس الوطني الكويتي 2001.
معرض بعنوان التحرر – قضية العائلة الفلسطينية – اعمال جدارية في صالة الأتاسي – دمشق – وصالة بلاد الشام – حلب 2002.
معرض في قصر اليونيسكو في بيروت بدعوة من المجلس الثقافي اللبناني الجنوبي 2003.
معرض في صالة فاتح المدرس بدمشق بعنوان (الجدار) 2004.
معرض اللوحة الصغيرة وحفل توقيع كتاب – نساء وطوفان – في صالة دار كلمات بحلب 2004.
معرض بعنوان (يوميات سعد يكن 2005) في صالة عشتار بدمشق 2005.
معرض مع الفنانة الكندية Bernice Sorge بمناسبة أيام الثقافة الكندية في سوريا – نقابة الفنون حلب – صالة فاتح المدرس دمشق 2006.
معرض التحرر (وثيقة إنسانية لعام 2006) الحديقة العامة حلب – مكتبة الأسد دمشق 2006.
معرض في صالة Arti Form في مونتريال – كندا 2007.
معرض للفن السوري المعاصر في (Art Center At U.S University Museum) واشنطن – الولايات المتحدة 2007.
معرض ألف ليلة وليلة في صالة Art House بدمشق – سوريا سنة 2008.
معرض موسيقى في صالة Art House بدمشق – سوريا 2009.
معرض 100 + 1 (صحن) تبرع لدعم جمعية أصدقاء حلب 2010.
جوائزه:
الميدالية التقديرية لمعرض القطن سنة 1967.
الجائزة الأولى لمعرض نقابة المهندسين بحلب حول موضوع تلوث البيئة سنة 1986.

*****

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
حلب ملتقى الفن التشكيلي. Alepo encuentro de arte

١٣ أغسطس ٢٠١٧ · 

الفنان التشكيلي السوري. سعد يكن
بقلم الفنان والناقد التشكيلي. عبد القادر الخليل
لقد عاش الفنان سعد يكن في مرتفعات منابر الفن التشكيلي و ليس من حسن الهدايا بل لما انتجت يداه من الابداع, كان في الماضي نقطة اهتمام الجمهور وتبحث عنه العيون في كل مؤتمر وفي كل معرض. مرارة الايام والوضع الراهن في الوطن جعلته يغيب عن الشاشة وخاصة بعد ان تم اعتقاله من عناصر مجهولة اساؤوا الى الفنان وحطموا مرسمه الخاص. و ليس الاسر سهل ؟ لكن من واجبي ان لا انسى الفنان الذي انجب مئات من اللوحات وكان ممثل حلب في كل معرض سنوي في العاصمة وفي المعارض الرسمية.
الفنان يكن استخدم الحلم كدليل, كأمواج لشرع رؤيتة التصميمية امام النقد الذي استخدمه في الاشارة الى المجتمع والى التقاليد المجاورة, ومن هذا الخيال الواسع جعل لعمله مصدر اكبر من البحر يأخذ منه الى ساحات العرض.
الفنان سعد تعمق في خفايا الفن التشكيلي واختصل ثقافة بصرية ذاتية جعلته يخافظ على منهج الفن القديم ويأخذ منه لمحات لبناء اسلوبه بشكل فردي. وبرأيي الخاص له تأثير واضح في مسيرة الفنان الاسباني فرانسيسكو جويا وله صلة روحية في مغزى العمل وهدفه, كما له لقاء من الناحية الفكرية في الفنان الفرنسي داوميه والفنان ديغاس. , الفنان داوميه ايضا كان من المتأثرين في الفنان جويا وخاصة في المرحلة السوداء كما تأثر الفنان سعد يكن في فنان اسبانيا. لكن التاثير لم يكون كليأ حيث ان الفنان سعد تمكن من ان يجعل من اسلوبه اسلوب ذاتي, ومن منجزاته تغيير لوني وموسيقي. واستخدم الازرق والاسود والابيض مع الاحمر بمهارة تامة.
ترسي جذور لوحات الفنان سعد في عالم الاحلام كام رست احلام جويا, , وتمحورت منجزاته في الشكل الانساني , كلا الطرفين عشا مرارة الغربة, واجبروا على الهجرة, شاء القدر ان يعيش الفنان سعد آلام كانت تظهر في لوحاته وأصبحت حقيقية في حياته..ومنذ بداية مسيرته ظهرت في لوحاته خطوط الدراما الاجتماعية وهي خطوط لقاء اللحساس والخيال مع الواقع وممكن ان نقول هي ظاهرة مصطلحات الكابوسية تُعبر سلفآ عن واقع مظلم لم نعرف خطورته إلا بعد المأساة التي عاشتها حلب.. فنان المسارح والطرب, فنان الموسيقى والمرح, رسم اشكاله ليُعبر عن ساعات السعادة, ليُعبر عن مجتمع عُرفت عاداته في المرح والسرور, وفي استقبال الناس من ايأ كانوا.في لوحاته كان يُعبر عن شعب لم ينظر الى الولاية والحكم, ولم ينظر قط الى الظلم. بل هو مجتمع يعمل في الحر والبرد ولم تغادره قط بسمة السعادة وميوله الى الطرب.

لا يتوفر وصف للصورة.

لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الباحث سعد فنصة

سعد فنصة, Author at التاريخ السوري المعاصر

Saad Fansa
٢١ مايو ٢٠١٩ ·
ثلاثون عاماً وانا اكتب وأصور وأوثق واحاضر في الحياة والفن والآثار السورية من السماء والأرض والفضاء، ومئات المطبوعات التي صدرت مغفلة اسمي وعدستي، عن عمد، وسابق اصرار ، ولن ابالغ اذا قلت لقد زودت الكرة الارضيّة، بالصور الاثرية عن سورية بحكم طبيعة عملي المتحفي ..
لم أكن احسن مصور .. ولا اعظم كاتب .. ولكن لم يكن هناك من هو احسن مني ولا اكثر عظمة في الشروط السورية البائسة .. انسانيا وتقنيا، والأكثر بؤسا من هذا وذاك، كان في حقوق النشر والملكية الفكرية ..
وما نشرته هو جزء يسير وصغير من مخزوني البصري..الذي افنيت زهرة عمري وشبابي ، مغامرا بحياتي في كثير من المرات من اجل صورة او كلمة .. لا بأس ان تتجاهل ما اكتب او أصور .. ولكن انا لا اشابهك.. ولن أتجاهلك مثلما تعمدت ان تتجاهلني .. وسأنشر لك عندما تقدم الى الناس، بكافة اطيافهم وشرائحهم وأصولهم، ما يُثير اهتمامهم، ويضع المرآة امام حيواتهم، ويوصل صوتك اليهم محتفظا بحقوقك بحسب القوانين الناظمة في الولايات المتحدة الامريكية …
مختصر عجالتي هذه للإعلان عن دار نشر ورقية جديدة، حول العالم، في طور التأسيس خلال المدة الزمنية القادمة ( لم يحدد التوقيت بعد ) لإطلاقها من واشنطن (عربي / إنكليزي) تكون صوت الحياة وشهادة التاريخ امام تعميم الغباء والسطحية وشهادات الزُّور وأختام التزوير السلطوي.
لاتكترث، مطبوعات وكتب هذه المؤسسة بأي نوع وشكل للرقابات العربية… دينية كانت ام سياسية ..
سعد فنصة

اسس دار نشر للكتب الورقية صيف العام 2019 من العاصمة الامريكية .. لاتكترث بأي رقابة سياسية او دينية عربية او شرق اوسطية ..
ــــــــــــــــــــ

لقاء مع الفنان سعد فنصة 2003 على الفضائية السورية
-06‏/11‏/2017 م.
رابط اللقاء:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سعد القاسم Saad Alkassem مرآة الفن التشكيلي والمتربع عرش فلسفة الفن السوري  ..- بقلم المصور : فريد ظفور | مجلة فن التصوير

الناقد سعد القاسم
Saad Alkassem
ـ إجازة في الفنون الجميلة (1981) و دبلوم دراسات عليا (1987) من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق .
*النشاط الإعلامي والمهني:
ـ محرر في صحيفة (الثورة) منذ عام1981 .
و نائبا لرئيس القسم الاقتصادي فيها (1991-1982) ورئيسا لقسمها الثقافي (1995-1991)
ـ رأس تحرير نشرة (المهرجان) اليومية بمناسبة مهرجان المحبة في اللاذقية
عام1992 .

  • عمل أو رأس المكتب الصحفي في مهرجانات: السينما والمسرح والموسيقا العربية والأغنية السورية
    ـ مدير تحرير مجلة (التشكيلي السوري) الصادرة عن نقابة الفنون الجميلة قي سورية (1993ـ1995 )
    ـ عضو هيئة تحرير مجلة (الحياة التشكيلية) الفصلية الصادرة عن وزارة الثقافة (2003 – 1999) .
    ـ معد الفقرة التشكيلية في برنامج (المجلة الثقافية) في التلفزيون السوري (1995-2003)
    ـ انتخب عضوا الى المؤتمر الأول للصحفيين السوريين عام 1991
    ـ رئيس تحرير مجلة (فنون) (مجلة الإذاعة و التلفزيون) (1995-2003 )
  • عضو هيئة تحرير مجلة (الفنون الجميلة) 2003) -2010 )
  • شارك في عدد من الكتب منها: مسيرة انجازات , الإعلام السوري و حرب الخليج , دمشق الشام ,فاتح المدرس، نساء سورية،صميم الشريف.
  • كتب النص النقدي لكتاب )الكلام عليكم( عن تجربة رسام الكاريكاتير رائد خليل
  • أعد الألبوم التذكاري للعيد الذهبي للتلفزيون السوري.
  • ألف كتاب )نزار صابور..الإنسان- اللوحة(- (نذير نبعه..الإنسان..والفنان المعلم) بالإشتراك مع طلال معلا – (مذكرات عفيف البهنسي) – (معرض دمشق الدولي 60).
  • مدير القناة الفضائية السورية (2003- 2004) و القناة الأولى (2004)
  • رئيس تحرير مجلة (فنون) منذ مطلع عام 2005 وحتى الشهر التاسع 2008
  • انتخب عضوا إلى المؤتمر الرابع لاتحاد الصحفيين (2006) وعضوا في مجلس الاتحاد .
  • رئيس تحرير موقع (آرت سيريا) الالكتروني (2009-2008)
  • معاون مدير الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وقارئاً للنصوص في المديرية 2009
  • مدير لقناة سورية دراما منذ الشهر الخامس 2010.وحتى إحالته على التقاعد مطلع عام 2014.
  • رئيس تحرير مجلة (الحياة التشكيلية) منذ عام 2016
  • له عمود صحفي صباح الثلاثاء في صحيفة (الثورة) منذ عام 2010
  • أعد برنامج تلفزيوني أسبوعي عن الفنانين التشكيليين السوريين منذ عام 2015 بعنوان (ملونون) عرضت منه 82 حلقة على قناة (سورية دراما)

*النشاط التشكيلي :

ـ انتخب عضوا في مجلس إدارة نقابة الفنون الجميلة (2000-1998) و أعيد انتخابه نائبا لنقيب الفنون الجميلة في سورية الشهر الثامن 2000 وحتى عام 2010 .

  • شارك في عدد من المعارض و صمم إعلانات و أغلفة كتب و شعارات منها شعار مكتبة الأسد ، شعار فرقة الموسيقا الشرقية , شعار شركة التأمين اليمنية . كما و أشرف على تصميم شعارات الفضائية السورية و القناة الأولى وقناة سورية دراما في التلفزيون السوري.

*النشاط الثقافي:

المحاضرات و الندوات:
ـ نشر عددا كبيرا من الدراسات و المقالات و أجريت معه حوارات في صحف و مجلات عربية إضافة إلى حوارات إذاعية و تلفزيونية.
ـ قدم عددا كبيرا من المحاضرات عن الفن التشكيلي في سورية والجزائر واليمن وشارك في عدد من الندوات منها ندوة بينالي المحبة الأول 1995و ندوة بينالي الشارقة عام2003 وندوة المنمنمات والزخارف الإسلامية في الجزائر 2007
ـ نسق و أدار عدة ندوات حول الفن التشكيلي من بينها : ندوات في دمشق و ندوتي بينالي المحبــة الثالث (1999) و الخامس (2003)
ـ مدرس مادة تاريخ الفن في المعهد العالي للفنون المسرحية منذ عام 2000 حتى الآن، والمعهد العالي للموسيقا (2003-2009 ) ومادة علم الجمال (2015حتى الآن).وتاريخ الفن الإسلامي في كلية الفنون الجميلة (-2018 (2020- 2019

لجان:

ـ عضو اللجنة العليا للمقتنيات و المعارض في وزارة الثقافة منذ عام 1999
ـ عضو لجنة تحكيم بينالي المحبة الثالث 1999
ـ عضو لجنة تحكيم مسابقة المركز الثقافي الاسباني (ثيربانتيس)2000
ـ عضو اللجنة الاستشارية الفنية للمؤسسة العامة للمعارض و الأسواق الدولية منذ عام2001
ـ عضو لجنة تحكيم معرض السادس من تشرين ( 2004-1998 )
ـ رئيس لجنة القبول في نقابة الفنون الجميلة ( 2000 – 2010)
ـ رئيس لجنة تحكيم معرض الفنانين الشباب ( 2000 – 2010)

  • رئيس لجنة معرض الصحفيين التشكيليين 2001))
  • عضو لجنة اختيار طلاب كلية الفنون الجميلة للعام الدراسي 2001 -2002
  • عضو لجنة تحكيم معرض منتدى المرأة و التنمية 2003
    -عضو لجنة تحكيم معرض الكاريكاتير العالمي الأول في سورية (2005) والسادس ( 2010) وال ((2017
    -عضو لجنة القبول لملتقى الشباب السوري (2005)
  • عضو في عدد من اللجان الثقافية منها: اللجنة العليا لمهرجان دمشق السينمائي 2001
  • لجنة تحكيم مسابقة دمشق الأولى للمواهب الموسيقية الشابة ( البيانو ) 2007
  • عضو لجنة تحكيم جائزة )أدونيا( لعامي 2010-2009
  • عضو مجلس أمناء دار الأسد للثقافة والفنون (2006 – 2014)
  • عضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني – حزيران 2012
  • عضو لجنة جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية في مجال الآداب والفنون-2013 2014- 2015 – 2017 – 2018 – 2019 – 2020
  • عضو مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية 2013 – 2018
  • عضو لجنة تحكيم مهرجان سينما الشباب الثاني بدمشق (2015)
  • أنتخب رئيساً لجمعية الباحثين والنقاد التشكيليين في إتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في اجتماعها التأسيسي – تشرين الأول 2016

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الناقد سعد القاسم: ميزة النقاد التشكيليين السوريين أنهم على درجة عالية من  الثقافة الفنية – S A N A


جهينة – أحمد علي هلال:
تتعدّدُ مراياه كباحثٍ وناقدٍ ومهتمٍ بالفن التشكيلي ومتابعٍ حصيفٍ، وفي ذلك التعدّد ما يعني سعةً معرفيةً أكثر انفتاحاً على التجارب وعمقها الإنساني، فهو المثقفُ المسكونُ بأسئلة المعرفة ومنها السؤال الأهم حول امتلاك الفن التشكيلي العربي هويةً ثقافيةً واضحةً، وكأكاديمي ومبدع ظلّت مساهماته في فكر التشكيل والتأصيل لحركةٍ ثقافيةٍ تشكيليةٍ تجهرُ بجهودها النوعية والمعنى الثقافي الشامل.. إنه الباحث والناقد سعد القاسم الذي كان لـ«جهينة» الحوار التالي معه:
إرهاصات التأصيل للتشكيل السوري المعاصر
كيف نستطيع رسم المشهد التشكيلي في ظل المتغيرات وثمة من يقول بـ«أفول» التشكيل؟
قد تكون السِّمة المميزة للفن التشكيلي المعاصر في سورية هي تعدّدُ اتجاهاته وغِناه بالتجارب المهمة رغم عمره القصير نسبياً، فنقاد الفن ومؤرّخوه يعتبرون مطلع القرن العشرين تاريخ بداية الفن التشكيلي السوري بمفاهيمه الحديثة، وبخلاف شمال إفريقيا فإن مرحلة الانتداب الفرنسي تمثّل أول احتكاك لسورية بالغرب بعد حروب الفرنجة، وبعد أن بدأ الغرب نهضته، وكان لهذا الاحتكاك أثره في الفن التشكيلي في سورية بفعل سفر عدد من الفنانين السوريين إلى أوروبا للدراسة والاطلاع، وكذلك قدوم عدد من الفنانين الفرنسيين إلى سورية سواء كمدرسين أو جنود ضمن جيش الانتداب، حيث أدت هذه الظروف وغيرها إلى تعرّف الفنانين السوريين إلى التجارب الفنية العالمية، واتسعت دائرة المهتمين بالمدرسة الانطباعية بشكل خاص مع استمرار نمو التيار التسجيلي، وشهدت المرحلة الأخيرة من الانتداب الفرنسي بداية تكوّن الجماعات الفنية التي مهّدت بذلك لقيام المعارض الفنية للجمهور، وبدأت مع الاستقلال المرحلة الأكثر أهميةً في تاريخ الفن التشكيلي السوري، فقد تعدّدت الجمعيات التي تهتم بالفن التشكيلي، وتجلّى أول مظهر من مظاهر رعاية الدولة للحركة التشكيلية بإقامة أول معرض سنوي دوري، واستمرت الانطباعية في ازدهارها خلال الخمسينيات، لكن ظهرت إلى جانبها اتجاهات جديدةٌ لم تكن أقلّ أهمية منها حينذاك، وفي مقدمتها الاتجاه الذي قاده الفنان الراحل أدهم إسماعيل للوصول إلى فن معاصر له هويته العربية الخاصة، والاتجاه (التجريدي) وأفضل من يمثله الفنان الراحل محمود حماد الذي سعى إلى صنع لوحة تجريدية معاصرة بأسلوبٍ خاصٍ باستخدام الحرف العربي باعتباره عنصراً تشكيلياً، والاتجاه (التعبيري) الذي ينطلق من البيئة المحلية، الأرض خاصةً، ولا يزال الفنان فاتح المدرّس أهم رموزه، إضافة إلى الاتجاهات الواقعية والزخرفية والحروفية التي مثّلت مجتمعةً البداية الثانية للتشكيل السوري‏ الحديث، والتي امتدت حتى (اليوم) عبر الأجيال التالية، حيث تبددت المدارس والاتجاهات الفنية، وبات كل فنان تقريباً يملكُ اتجاهه الخاص. أما الحديث عن «أفول» التشكيل فالأمر يتطلب بحثاً ونقاشاً أوسع بكثير مما يتيحه لقاء صحفي، خاصة أنه يتفرعُ عنه كثيرٌ من الأسئلة عمّا إذا كان السؤال يقصدُ بلدنا أم العالم، أو كان مرتبطاً بآثار وتداعيات الحرب على سورية، أو بأفول أنواعٍ كالأنواع التقليدية من الفنون التشكيلية كاللوحة المحمولة والمنحوتة والمحفور، أو بأفول اتجاهاتٍ.
بين النقد والجمهور.. أية علاقة؟
ككاتب وناقد وباحث هل ثمة أزمة في نقدنا التشكيلي بمعنى غياب النصوص أو ندرتها، وهل هي ظاهرة فحسب أم إرهاصات لعودة الحياة التشكيلية كرافدٍ ثقافي ومعرفي؟
يُحمّل النقد عادةً، أو الكتابات النقدية على وجه الدقة، مسؤولية اختلال العلاقة مع الجمهور، وإن كنتُ لا أنفي، ولم أنفِ فيما سبق، دور بعض الكتابات التي قُدمت على أنها كتابات نقدية في ذلك، فإن ذلك لا ينفي في الوقت ذاته مسؤولية المتلقي أيضاً، وهنا يمكن إدراج بعض الملاحظات المهمّة في هذا الإطار:
الملاحظة الأولى: تتعلق بتراجع القراءة، ومهما كانت المبررات التي تساقُ لتبرير هذا التراجع فإنها تؤكد تلك الحقيقة ولا تنفيها.
الملاحظة الثانية: تتعلق بالمستوى الثقافي، وخاصة الثقافة الفنية التي يفتقر إليها معظم الناس عندنا، ومنهم من الوسط التشكيلي ذاته، ومن دون البحث الآن في أسباب هذا الفقر الثقافي فلابدّ من التأكيد على أن ضعف الثقافة الفنية حيناً، وغيابها في أحيان كثيرة، يُفقدُ العلاقة بين الجمهور والنقد أهم ارتكازاته، ويفتحُ المجال واسعاً أمام إعلان آراء غير موضوعية وإطلاق أحكام متسرعة، وفي الوقت ذاته انتشار تلك الآراء والأحكام وتقبّلها من الجمهور، بل حتى تبنّيها ومن ثم المجاهرة بها والدفاع عنها، وقد فرضتْ بعض الكتابات ذات الطابع الأدبي حول الفن التشكيلي على الجمهور وجهةَ نظرها الخاصة، وحرمتْه من تكوين رأيه المستقل، ولكن يجب الإشارة هنا إلى أن استعداد الجمهور أصلاً لذلك هو ما أتاح لتلك الكتابات القيام بالدور الذي قامت به.
الملاحظة الأخيرة: لا تنفصل كثيراً عن سابقتيها، وإن كانت تعودُ إلى ما أعتقد أنه جذر المشكلة، وأعني بذلك المناهج الدراسية في المراحل الدراسية كافة، ولا يعود الأمر هنا مقتصراً على النقد التشكيلي وحده وإنما يطولُ النقد بمفهومه الشامل الذي يكادُ يغيبُ كلياً عن مناهجنا الدراسية، التي تعتمدُ في الأغلب الأسلوب التلقيني وهو أسلوب يدفعُ الطالب باتجاه حفظ المعلومات وتخزينها في ذاكرته من دون القدرة في أحيان كثيرة على مناقشتها، وربما حتى استعادتها بشكل صحيح وبما يخدمُ الغايةَ التي من أجلها تستعادُ.‏ كما لا تخرجُ عن الإطار السابق بعض المواد النقدية التي دُرّست في مدارسنا، خاصة مواد النقد الأدبي، حيث يتعرفُ الطالب إلى نموذجٍ لنصٍ نقدي أكثر مما يتعرفُ إلى منهج أو مناهج في النقد، وهذا يعني في الواقع أن يقوم بتطبيق المثال الذي تعلّمه على كافة الحالات التي تواجهه مهما اختلفت وتباينت بدلَ أن يتعلم منهجاً في النقد والتحليل يساعده على التعامل العقلاني الواعي مع كل نصٍ يقابله، ويكسبه قدرةً صحيحةً على تقويمه، إذ إن الحالة السابقة رسّخت في أذهان الطلاب، وعلى مدى أجيال في أذهان الجمهور بأكمله، مسلّمات غير قابلة للنقاش بدءاً من الحديث عن أمير الشعراء، مروراً بتصنيف الشعراء في الأرض المحتلة على أساس اتجاهات وطنية وإنسانية وقومية، وانتهاءً بالكثير من المسلّمات حول الشعر والأدب والتاريخ والفنون وسواها، وهي في جميعها لا تنفصلُ عن جوانب كثيرة في حياتنا، وتؤسّس لنهجٍ في التفكير قائمٍ على التلقي أكثر من استخلاص النتائج.‏
لقد أدّت المقدمات السابقة جميعاً إلى حالتين فيما يتعلقُ بالكتابات النقدية: أولاهما استسلام النقاد إلى حقيقة ضعف المتابعة لما يكتبونه وبالتالي عزوفُ بعضهم عن الكتابة أو بذْلَ جهدٍ أقلّ لها. وثانيتهما استسهال كثيرين للكتابة فيما لا يتقنون ويعرفون اعتماداً على غياب الثقافة لدى المتلقين، وضعف تقاليد القراءة، واستعداد الجمهور لتقبّل ما يكتبونه للسببين السابقين، والاعتياد أصلاً على عدم مناقشة ما يكتب إلا في النادر.‏ أضف إلى ذلك أن المادة النقدية عندنا ما زالت تعاملُ -حتى الآن- كنصٍ غير قابل للنقاش بفضل أسلوب توجهها إلى الجمهور المماثل أو المشابه للأسلوب التدريسي، ويمكن القول إن نقد النقد هو الأكثر غياباً عن حياتنا الثقافية، علماً أنه الوسيلة المهمّة التي تحول بين الكتابات النقدية وبين الاستسهال والسطحية وعدم الدقة، ولهذا تكثرُ لدينا الكتابات النقدية التي تناقشُ أعمالاً إبداعية لم يتعرف إليها الجمهور، وقد لا يتعرفُ إليها أبداً.‏ هذا من ناحية ومن ناحيةٍ ثانيةٍ ولكل ما سبق نقول: لايزال مفهوم النقد لدى كثيرين مفهوماً مشوشاً يكادُ يلامسُ الحديث عن التهجّم والتجريح، فما إن يحصل حوارٌ بين نقاد أو فنانين حتى يثير حماسة قطاعات واسعة من الوسط الثقافي ولو كانت تجهلُ كل شيء عن المسألة موضوع الحوار – ولا أقولُ الخلاف – وتجد من يدلي بدلوه في الحوار كأنه معركةٌ فينحاز إلى هذا الجانب أو ذاك، وبالنتيجة يفقدُ الحوارُ الكثير من معانيه أو أهميته، ويبقى طاغياً عليه شكل الخلاف الشخصي لا أكثر.. والخلاصة أن ضعف المتابعة والقراءة وعدم الاهتمام بتكوين رأي شخصي عوامل أساسية تساهم جميعاً في إيجاد علاقة غير صحيحة بين النقد والجمهور بل بين الإبداع والجمهور أصلاً، وأن وضعاً صحيحاً للنقد بكل اتجاهاته يتطلبُ ثقافةً حقيقيةً ومنهجيةً لدى الناقد والمتلقي على حد سواء ومتابعةً واعيةً للنشاط الإبداعي والثقافي، فمن دون هذه الشروط يصعبُ افتراض وجود علاقة صحيحة بين الجمهور والنقد وأيضاً بين الجمهور والأعمال الإبداعية.‏
اختصاص الاختصاص!
هل من حاجةٍ للتخصّص (اليوم) في ظل اختلاط المعايير، أم إن الذائقة الجمالية هي من تقرّر في نهاية الأمر؟
في تقديم العدد الأول من مجلة (الحياة التشكيلية) أواخر عام 1980، كتبت السيدة الدكتورة نجاح العطار: «لقد أردنا مجلات مختصةً بتمام المعنى لإيماننا بأن الأخذ من كل شيء بطرفٍ أمرٌ فاتَ أوانه، فهو موقفٌ سطحي، وهو تشتيتٌ للجهد، وعائقٌ في طريق التطور، فالعصرُ الآن يتطلبُ الاختصاص، بل هو يتطلبُ، في السعي إلى الإحاطة، اختصاصَ الاختصاص كي يكونَ الإلمامُ بالموضوع متصفاً بالعمق، بالشمول، بالمعرفة التفصيلية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، نظرياً وتطبيقياً، ونتخلّصُ مرةً وإلى الأبد من الذاتية، ونأخذُ بالموضوعية، ونكفُّ عن التخمين والتقدير والمزاجية، ونبدأ بالأصول، بالمفاهيم، بالقواعد، في إطارٍ من الحقيقة العلمية التي هي سيدة الحقائق». وأرى أن هذا الرأي العميق يمثلُ الجواب عن هذا السؤال للأسباب التي أوردها، وتزدادُ رسوخاً، والتي تفصلُ بين الذائقة الفنية العارفة والمقارنة وبين المزاج الشخصي.
الاستقلال عن المال المموِّل
عملتَ في لجنة رقابة الأعمال الدرامية في التلفزيون العربي السوري عام 2003، كيف ترى إلى المشهد الدرامي (اليوم) وثمة من يقول إن الدراما السورية ليست بخير، علماً أن ثمة تباينات في الآراء النقدية؟
واكبتْ الدراما التلفزيونية الرائدة مع انطلاقتها مطلع الستينيات الأفكار التي روّجت لها دولة الوحدة وخاصةً فكرة التحرر الوطني من النفوذ الأجنبي، ولم تشهد مرحلة الانفصال بعد سنة وبضعة أشهر عملاً درامياً يترجمُ فكرها، إما لقصر زمنها أو لأن الانفصال لم يجرؤ على المجاهرة علناً بعدائه للنضال الوطني والقومي والوحدة العربية والعدالة الاجتماعية وسواها من الأفكار التي راجت زمن الوحدة، وكرّست بعد سقوط حكم الانفصال في آذار 1963 لتترجم في الدراما التلفزيونية بعددٍ من الأعمال، لكنّ التحوّل الأوضح في الدراما السورية بدأ منذ عام 1968، حيث أصبح توجهها الفكري أكثر وضوحاً، إما لجهة ترويج فكر الكفاح من أجل التحرر الوطني والكفاح ضد الاستغلال الاجتماعي، أو لجهة تأكيد العلاقة بينهما ضمن إطار قومي لجأ في بعض الحالات إلى التاريخ العربي ليقدّم أعمالاً على درجة عالية من الأهمية برؤية متطورة معاصرة، وكانت الشركات الخاصة قد بدأت منذ مطلع التسعينيات بإنتاج أعمال كبيرة نسجت أكثرها على منوال إنتاج التلفزيون السوري، فحافظت بشكلٍ ما على الخطاب الفكري ذاته، وظهرت أعمالٌ كثيرةٌ أنتجتها شركات خاصة وقدّمت دراما متطورة شكلاً ومضموناً سواء في تناولها بعض الموضوعات التاريخية أو أعمالاً أدبية كبيرة أو في تطرقها الواعي والجريء لموضوعات اجتماعية معاصرة.. إلا أنه في وقتٍ لاحقٍ واستجابةً لمتطلبات سوق الفضائيات العربية ورغبات أصحاب المال، بدأت بالظهور أعمالٌ تسلطُ الضوء على حالات اجتماعية (وتروّج لها في أحيان كثيرة) كانت الدراما السورية ترفضها في السابق كالخيانة وتسفيه دور المرأة، وتمجيد القوة الباغية، وتعاطي المخدرات، وقُدمت هذه الأعمال من حيث يدري صنّاعها أو لا يدرون صورةً مشوهةً عن المجتمع السوري وعن المرأة السورية بشكل خاص بحيث بدت هذه الصورة كأنها صورة عامة للمجتمع السوري، وللأسف الشديد فإن الأزمة الحالية لم تغيّر في توجّه كثير من المنتجين، بل إن الإسفاف صار ظاهرةً تلفتُ الانتباه في إنتاج العديد منهم، وأرى أنه كي تكون الدراما التلفزيونية السورية بخير يجب أن تحافظ على أسباب نجاحها وعلى استقلالها عن تأثير المال المموِّل.
بورتريه تلفزيوني
تسهم ببرنامج (ملونون) على قناة (سورية دراما) هل يعوّض هذا البرنامج غياباً مفترضاً للفقرة التشكيلية في إعلامنا المرئي، ماذا عن هذا البرنامج/ المشروع بوصفه توثيقاً للحركة التشكيلية في سورية وتياراتها الفنية والإبداعية؟
اختلف دور الإعلام إثر ازدياد أثر التلفزيون في حياتنا، فقد أدت الصحافة المكتوبة في البداية دوراً مهماً في التعريف بالفن التشكيلي ونقده، أما التلفزيون فقد كان دوره – لأسباب كثيرة – متواضعاً للغاية في مجال نشر الثقافة الفنية وصنع الذوق الفني، رغم أنه منذ بدايات انطلاقته قدّم جهوداً كبيرة للتعريف بالفن التشكيلي، والفنانين السوريين الطليعيين أمثال فاتح المدرّس ولؤي كيالي وغيرهما من خلال البرامج التي كان يعدّها ويقدّمها الإعلامي والفنان التشكيلي مروان شاهين، كما أنه عُرضت في أوقات لاحقة برامج مهمة عن الفن التشكيلي كالبرامج التي كان يعدّها الناقد صلاح الدين محمد، وبرنامج (الفن والإنسان) الذي كان يعدّه الفنان التشكيلي علي سليمان، والبرامج التي مازال يعدّها النحّات والناقد غازي عانا، وفي مقدمتها برنامج (رواق الفنون)، لكنّ هذه البرامج في واقع الحال تتجه إلى الشريحة ذاتها من المهتمين، ليس بسبب علّة فيها وإنما نتيجة عدم اهتمام الشريحة الأكبر من جمهورنا بالفن التشكيلي أصلاً.‏ وبالنسبة لبرنامج (ملونون) لا يختلفُ عن الحالة السابقة رغم أنه يتجه إلى جمهور أوسع، فهو ليس برنامجاً نقدياً وإنما (بورتريه تلفزيوني) يسعى إلى التعريف بالفنان ليس من خلال تجربته الإبداعية، بل من سيرته الحياتية التي تسلطُ الضوء على جوانب كان لها تأثيرٌ في تلك التجربة، وأنجزنا حتى الآن نحو خمسين حلقة، ولا يزال في مخططنا الإحاطة بكل ما يمكن من الأسماء ذات الحضور المهم في الحياة التشكيلية السورية.
جمهور الفن التشكيلي مازال نخبوياً
للفن التشكيلي حضورٌ راسخٌ في حياتنا الثقافية وأنتم ساهمتم بذلك عبر أبحاث ومحاضرات عديدة، هل من حساسية تشكيلية عند أجيال المبدعين الجدد، خاصةً أن دار الأوبرا شهدت مؤخراً تظاهرةً لعدد من المخضرمين والشباب؟
أوافقك القول إن للفن التشكيلي حضوراً راسخاً في حياتنا الثقافية، ولكن ليس في حياتنا الاجتماعية، والتباين بينهما واسعٌ للغاية، وقد تعود بعض أسباب هذا التباين إلى واقع الحركة التشكيلية عندنا منذ القرن الماضي، فقد بدت هذه الحركة وخاصةً في العقد الأخير منه كأنها تتقدّمُ معظمَ الأنشطة الثقافية والإبداعية، ولكن رغم كل مظاهر الحيوية فإن الفن التشكيلي لم يحتل موقعاً فاعلاً في حياتنا الاجتماعية، أو يصبح (سلعةً ثقافيةً) مطلوبةً من الجمهور الواسع – إن صح التعبير – فجمهوره لا يزال حتى الآن جمهور نخبة، وهذا الأمر يؤثر سلباً في أجيال المبدعين الشباب، ولا تبدّلُ من هذه الحقيقة وفرةُ المعارض، فبعض أماكن العرض لا تحقق الشروط اللازمة، كما أن الكثير من المعارض تفتقدُ الرابط بين المشاركين فيها.
هل أنتم مع ضرورة رفد النقاد التشكيليين على سبيل المثال بما يصدرُ من كتب في هذا الاتجاه، وهل هي ضرورة معرفية، ثمة مثالٌ من مقدمتكم النقدية لكتاب في (الكلام عليكم) لفنان الكاريكاتير السوري العالمي رائد خليل؟
هو كذلك، ولذلك أرى ضرورة حضور الكتابات النقدية في هذه الكتب انطلاقاً من وجهة نظر تعتبر النقد وسيطاً بين العمل الإبداعي والمتلقي، وهذا يستوجب أن يمتلك (الناقد) معرفةً وخبرةً تفوق ما لدى المتلقي، وفي الآن ذاته يملكُ قدرةً على الوصول إليه.
المُنتَج الإبداعي في مراياه الإنسانية
في كتابك عن الفنان التشكيلي نزار صابور تجليات للأبعاد الإنسانية للفنان، فهل ذلك مغيّب في ثقافتنا أم غائب؟
ضمن تقديمي لكتاب (نزار صابور- الإنسان اللوحة) قلت: إنّي كنتُ شاهداً على كل مراحل تجربته كصديق ومهتم بالتشكيل السوري عموماً وبتجربة نزار ضمناً، وكنتُ أحرص دوماً على عزل مشاعري الشخصية عمّا أكتب، مكتفياً بما تتيحه لي الصداقة الشخصية من فرصة التعرف إلى التجربة عن قرب، وهذا ما حرصتُ عليه في كتاب (نذير نبعة.. الإنسان والفنان المعلّم) وفي (مذكرات عفيف البهنسي).. ربما لا تكون للأبعاد الإنسانية أهميةٌ في تقويم المُنتَج الإبداعي والثقافي، لكنني أرى أنه لا غنى عن هذه الأبعاد حين يكون الحديثُ عن صاحب هذا المُنتَج وغيابه أو تغييبه في ثقافتنا أمراً غير مبرر، وإن كان يملك أسباباً مختلفةً أهونها عدم معرفة تلك الأبعاد.
جدلية الحداثة والتأصيل
في سياق التجديد والتحديث في الفن السوري المعاصر، هل يمكن الحديثُ عن تيارات وأسماء لا تزال مغفلةً، ولماذا وأين أصبحت الحداثة في فننا التشكيلي مقابل التأصيل في وجوه مسارات الثقافة الوطنية السورية؟
لا أعتقد أن هناك تيارات أو أسماء مغفلةً في الفن السوري المعاصر مع وفرة المنابر الإعلامية والفنية التي تمنح فرصاً واسعةً للتواصل مع المتلقي. أما بالنسبة للحداثة فهي تظهرُ في قسم كبير من التجارب التشكيلية السورية، كما أنها ليست نقيضاً للتأصيل، وإنما على العكس هي من يحمي التأصيل من الجمود و(الاستنساخ) والتكرار.
أيّ لوحة أكثر تأثيراً من الصورة الواقعية للجندي العربي السوري
هل تؤسّسُ الحرب على سورية مفهوماً جديداً لدى الفنان كما هو لدى الأدباء والمبدعين، بمعنى هل نحن بحاجة للتوثيق لاسيما للحكايات السورية، وما حدود الاستلهام هنا، وهل نحن بصدد (غورنيكا) سورية؟
لو كان لدينا فنان بعبقرية (بيكاسو) وظروف كالتي أحاطت به لصار لدينا (غورنيكا)، وأقصدُ هنا الظروف التاريخية والسياسية والثقافية التي أتاحت لهذه اللوحة الرائعة بأن تصبح أيقونةً عالميةً ضد الحرب، فما تعرّضت له (غورنيكا) يكاد لا يذكر أمام ما تعرّضت له مئات الأماكن في سورية من إجرام قوى أكثر رجعيةً من (فرانكو) وحلفائه الغربيين، لكن الزمن اختلف والهيمنة الاستعمارية على الرأي العام بلغت حداً لم يعد ممكناً معه لصرخةٍ ضد الظلم والإجرام أن تُسمع.. (غورنيكا) لم توثّق الحدث، وإنما قدّمت رؤيةً إبداعيةً عنه، (جوزيف أميل مولر) قال عنها: «كانت هذه اللوحة أقوى آثار بيكاسو على الإطلاق وأكثرها إثارةً للعواطف، وهي وحدها تكفي لتبرير أسلوب الرسم الحديث، كما تكفي للبرهان على أن هذا الأسلوب يستطيع أن ينأى كثيراً عن المعقول من دون أن يفقد قوته المعبرة». ولو أن بيكاسو وثّق الجريمة بأسلوب واقعي لضاعت (غورنيكا) في غياهب النسيان، وأعني اللوحة والبلدة والجريمة، والأمر ينطبقُ أكثر على زماننا، ذلك أن قوة التعبير التي تملكها الصورة الفوتوغرافية لا تصلُ إليها (نسختها اليدوية)، فأيّ لوحة يمكن أن تكون أكثر تأثيراً من الصورة الواقعية لذلك الجندي السوري الجريح الأسير وهو يتحدّى الإرهابيين القتلة دون خوفٍ من فوهة البندقية بين عينيه؟ أو من تلك التي تسجلُ التقاء المقاتلين في لحظة فكّ الحصار عن سجن حلب ومطار (كويرس) وحامية دير الزور؟ أو تلك الأحدث لدموع التأثر الحارّة لمراسل التلفزيون السوري لحظة تحرّر نساء وأطفال خطفوا من بيوت كانت آمنة؟‏. ولذلك لا أستطيعُ التنبؤ كيف ستلهمُ الحرب الفنانين السوريين، لكن أستطيع القول إن الكثير مما أنتج بتأثير الحرب لم يستطع الخروج من دائرة الشائع شكلاً وفكرةً.
– سعد القاسم باحث وكاتب وناقد.
– حاصل على إجازة في الفنون الجميلة 1981 ودبلوم دراسات عليا 1987 من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.
– من أنشطته الإعلامية والمهنية:
– محرر في صحيفة الثورة منذ عام 1981.
– مدير تحرير مجلة (التشكيل السوري) الصادرة عن نقابة الفنون الجميلة في سورية 1993-1995.
– عضو هيئة تحرير مجلة (الحياة التشكيلية) الفصلية الصادرة عن وزارة الثقافة من 1999- 2003.
– مُعدّ الفقرة التشكيلية في برنامج (المجلة الثقافية) في التلفزيون السوري 1995-2003.
– شارك في عدد من الكتب منها: (مسيرة إنجازات، الإعلام السوري وحرب الخليج، دمشق الشام، فاتح المدرّس، نساء سورية).
– معاون مدير الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وقارئ للنصوص في المديرية 2009.
– مدير لقناة (سورية دراما) 2010-2014.
– مُعدّ برنامج تلفزيوني أسبوعي على قناة (سورية دراما).
– عضو في مجلس إدارة نقابة الفنون الجميلة ومجلس اتحاد الصحفيين، وشارك في عدد من المعارض، وصمّم شعار مكتبة الأسد، وأشرف على تصميم شعارات الفضائية السورية والقناة الأولى وقناة سورية دراما.
– له عدد كبير من الدراسات والمقالات والمحاضرات عن الفن التشكيلي.
– مدرّس مادة (تاريخ الفن) في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2000 والمعهد العالي للموسيقا.
 الكاتب والناقد سعد القاسم: صورة الجندي العربي السوري هي الأكثر تأثيراً في الواقع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأديب والصحفي : سعد محمد الهاشمي
Saad M. Al Hashmi

أديبٌ وصِحَافيّ ومُدرِّبٌ سوريّ مقيم في دبي

  • محرِّر الإعلام العربيّ في جائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصويرالضوئي بدبيwww.hipa.ae
  • مستشار صناعة السمعة والتطوير الشخصيّ لعددٍ من الشخصيات البارزة
  • كاتبٌ ومستشار في التنمية الشخصية والزوجية وتعزيز السعادة
  • ممارسٌ مُعتمد من البورد الأمريكيّ في البرمجة اللغوية العصبية والعلاج بالتنويم الإيحائيّ

مُختارات من قلمه

الكذبةالأكبرفيحقحواء !

موقع إيلاف

إسراء غريب .. قتلها الجن عدة مرات ! وعشرات من زميلاتها في طابور الانتظار !

موقع صحيفة الجمهورية المصرية

فتاة تأكل أخيها !

موقع مجلة سيدتي

حاسة اللمس .. قد تُسعدك وقد تقتلك

مجلة المنال

الربيع الأغلى في حياتي

موقع أخبارالنهارده

http://akhbar-elnharda.com/2018/10/02/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ba%d9%84%d9%89-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d9%87%d9%85%d8%b3%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a/
Saad Al-Hashmi سعد الهاشمي - Senior Arabic Editor - Hamdan bin Mohammed bin  Rashed Al Maktoum International Photography Award - HIPA | LinkedIn

سعد الهاشمي:

مسيرة حياة الصحفي السوري سعد الهاشمي

شاعر وكاتب وإعلامي سوري – مستشار بالتنمية البشرية والاجتماعية … شخصية شاعرة اجتماعية تنموية تعشق الحياة والتأثير الإيجابي في الآخرين .يعمل كبير المحررين في جائزة (هيبا) جائزة حمدان للتصوير الضوئي في إمارة دبي..

Saad Al-Hashmi سعد الهاشمي - Senior Arabic Editor - Hamdan bin Mohammed bin  Rashed Al Maktoum International Photography Award - HIPA | LinkedIn
Saad Al-Hashmi سعد الهاشمي - Senior Arabic Editor - Hamdan bin Mohammed bin  Rashed Al Maktoum International Photography Award - HIPA | LinkedIn

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعريف و معنى سعد:
سعد الشّخص:
أحسّ بالرِّضا والفرح والارتياح، عكس شقي ”قلبٌ سعيد وعمرٌ مديد- ولست أرى السّعادةَ جمعَ مالٍ. ولكنّ التقيّ هو السَّعيدُ- {وَأَمَّا الَّذِينَ سَعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا}

ـــــــــــــــــــــــ

خبير في عالم المناخ يروي قصة السعودات.. هل تعلمون قصة سعد السعود وسعد بلع؟!
الاقتصاد اليوم:

يوجدُ على مدارِ السنةِ أوقاتٌ مناخيّةٌ لافتةٌ للنظر في الصيفِ والشتاء، وقد أُعطيت بعضها أسماء باتت شهيرةً عند كثيرٍ من الناس، مثل الخمسينيّة والأربعينيّة والسعودات.

تنتهي أربعينيّةُ الشتاء مع نهايةِ شهرِ كانون الثاني، ثمَّ تبدأُ خمسينيّة الشتاء تبعاً للتقويمِ الغربيّ، وهي بحسب الاسم تتكوّنُ من خمسينَ يوماً تبدأُ في الأوّلِ من شباط وتنتهي نهاية يوم 21 آذار مع أوّلِ أيّامِ بداية فصل الربيع، وتنقسمُ إلى أربعةِ أقسامٍ تُعرف بالسعودات، يكشفُ لنا خبيرُ المناخِ الدكتور “رياض قره فلاح” عن مصدرِ هذه التسمية وقصّتها مع سعد.

في بدايةِ الحديث مع وكالةِ أنباء “آسيا”، يُوضحُ خبيرُ المناخِ أقسامَ السعودات:

• سعد الذابح أو سعد ذبح: يستمرُّ 12.5 يوم، من الأوّلِ من شباط وحتّى منتصفِ اليوم الثالث عشر منه.

• سعد بلع: يبدأُ من منتصفِ يوم الثالث عشر من شباط وينتهي في نهاية الخامس والعشرين منه

• سعد السعود: يبدأُ في اليومِ السادس والعشرين من شباط وينتهي في منتصفِ اليوم العاشر من آذار.

• سعد الخبايا: يبدأً في منتصفِ اليومِ العاشر من آذار وينتهي في اليومِ الواحد والعشرين منه.

وفي الحديثِ يشرحُ الدكتور قره فلاح أصولَ هذه التسمياتِ قائلاً:

“تعودُ أصولُ التسميةِ إلى حكايةٍ جرت مع ابن أحدِ أمراء البادية ويُدعى سعد، سافرَ مع أبناءِ قبيلته بحثاً عن الكلأ، وقبلَ مغادرتِهِ أوصاهُ أبوه الوصيّةَ الآتية: (إذا ما هبّت يا بُني رياحٌ جنوبيّةٌ واضطربَ الجوّ وحلَّ البردُ الشديد والمطرُ الغزيرُ فاذبح ناقتك –ويذبح من معك أيضاً- واتّخذْ وجماعتك من جلودِ النِياقِ مأوىً تأوونَ إليه، ومن لحمِها طعاماً لكم)، وغادرَ سعد وجماعته القبيلة في منتصفِ كانون الثاني، وفي اليومِ الأوّل من شهرِ شباط هبّت رياحٌ جنوبيّةٌ تحوّلت بعدها إلى رياحٍ شماليّةٍ باردة، وازدادَ اضطرابُ الجوّ، وبدأت الأمطارُ تهطلُ بغزارةٍ، واشتدَّ البرد، وأصبحَ من الصعبِ على سعد وجماعته متابعة الطريق، وهنا تذكّرَ سعد وصيّةَ أبيه له ولجماعته، وقرّرَ تنفيذ الوصيّة، وطلبَ من جماعته ذبح نِياقِهم فرفضوا الاستجابةَ لطلبِهِ عازمينَ على متابعةِ السير، فلم يكترث سعد برفضِ جماعته، وقرّرَ تنفيذ الوصيّة بمفردِهِ، فذبحَ ناقته وأخرجَ أحشاءَها، وجرّدَ لحمَها ليقتات به، وجعلَ من جلدِ الناقةِ خيمةً يحتمي بها من المطرِ والبردِ، وبَقِيَ سعد مُختبِئاً داخلَ جلدِ الناقة مدّة اثني عشر يوماً ونصف لا يستطيع مغادرتها، وبعدَ ظهر اليوم الثالث عشر تحسّنَ الطقسُ نسبيّاً، وخرجَ سعد من داخلِ جلد ناقته ليرى رفاقه ونِياقهم أمواتاً على مقربةٍ منه، وفي فترةِ الجوّ المُضطرِب قَلِقَ أبو سعد كثيراً على ابنه، لخوفِهِ ألّا يكونَ سعد قد نفّذَ وصيّته وكان يردّدُ (إن سعد ذبح ربح، وإنْ ما ذبح ما ربح)، ولهذا سُمّيَ أوّلُ السعودات بسعدِ ذبح”.

أمّا عن تسميةِ (سعد بلع) فيقولُ الخبير: “تُعزى إلى أنَّ الأميرَ في هذه القصّة كان قد نَفدَ كلّ ما لديه من طعام، ولم يبقَ في حوزتِهِ إلّا القليل، فأخذَ يلتهمُ (يبلع) من طعامِهِ ما يسدّ رمقه، ولذا فقد سُمّيت هذه الفترة بسعدِ بلع، ويُقالُ في روايةٍ أُخرى أنَّ هطولَ المطر توقّفَ في هذه الفترة، وكان سعد ينظرُ من خلالِ ثقوبِ خيمتِهِ ليرى المياهَ تبتلعها الأرضُ يوماً بعد يومٍ حتّى تسرّبت جميعها في باطنِ الأرضِ، ولم يبقَ منها شيءٌ ظاهرٌ عندَ نهايةِ اليوم الخامس والعشرين من شباط، ولهذا سُمّيت الفترةُ بسعدِ بلع. (السماء تمطر والأرض بتبلع).

وفي سعدِ السعود يتابعُ الخبيرُ حديثه: تستمرُّ القصّةُ حيث استطاع ابنُ الأميرِ الخروجَ من خيمتِهِ لبعضِ الوقت ليعودَ إليها من جديد، وكان يخرجُ في آخر الفترةِ لمدّةٍ أطول، إذ اتّسمت بدايةُ الفترةِ بالبرودةِ ونهايتها بالدفء، ممّا جعلَ سعد يشعرُ بالسعادةِ لصحو الجوّ وارتفاعِ درجةِ الحرارة وقلّة سرعة الرياح، ولهذا سُمّيت الفترةُ بسعدِ السعودِ الباردة في أوّلِها والدافئة في آخرِها، وفيها قِيلَ (بأوّلِ سعد السعود بترتجف القرود وبآخره بيدفا كلّ مبرود).

مع نهايةِ سعد السعود في منتصفِ اليوم العاشر من آذار يبدأُ سعد الخبايا ويستمرّ حتّى نهاية يومِ 21 آذار بداية فصل الربيع، ومدلول التسمية في قصّةِ سعد هو أنَّ الدفءَ قد حلَّ في كلِّ أرضٍ في هذه الفترة واستقرَّ الجوّ، واطمأنَ سعد بأنّه يستطيعُ الخروجَ نهائيّاً من مخبئِهِ والعودة إلى قبيلتِهِ، وفي هذه الفترة تخرجُ كلُّ الحيواناتِ المختبِئةِ كالأفاعي وغيرها، ولهذا قِيلَ المثلُ: (بسعد الخبايا بتطلع الحيايا) و(بسعد الخبايا بتتفتل الصبايا).

د.رياض قره فلاح
أستاذ وخبير علم المناخ في قسم الجغرافية جامعة تشرين
__JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ

خمسينية الشتاء…ما هي قصة سعد الذابح مع السعودات والعجوز مع المستقرضات ؟ – خالد الصطوف.

بالرغم من قسوة الشتاء ..برده..وصقيعه
لكنه يوقظ في دواخلنا مشاعر الحنين ..وماضي الذكريات
فصوت فيروز الدافئ مع قهوة الصباح ينسينا برد الشتاء
أصوات البرق والرعد تشعرنا براحة البال تنسينت هموم الانسان
وصوت المطر المنهمر على زجاج البيوت وأسقف المنازل يجعلنا نقف نتأمل ونأمل بأن يديم الله نعمة الشتاء

خمسينية الشتاء:
يقسم أهل بلاد الشام فصل الشتاء الذي يمتد /90/ يوماً إلى قسمين:
(( كل مايذكر هنا لن يتغير في شباط القادم ..لكن..قد لانشعر بدفئ شباط ولابشمسها الي بتعلم عالبلاط فبرده وثلجه ومطره هذه المرة رح يعلم عالبلاط

وخمسينية الشتاء وتبدأ في أول شباط وتنتهي في 22 آذار ومدتها ( 50 ) يوما.
خمسينية الشتاء تبدأ من اليوم الاول لشهر شباط وتنتهي بتاريخ 21 آذار وتقسم الى أربعة أقسام هي سعد الذابح وسعد السعود وسعد بلع وسعد الخبايا ولكل اسم معنى خاص بالفترة الزمنية له وتنسجم في الغالب مع الواقع حيث تشتد البرودة في سعد الذابح وتبدأ الخبايا بالظهور في سعد الخبايا مع بدء ارتفاع درجة الحرارة .

وتقسم الخمسينية إلى أربعة أقسام متساوية كل قسم منها اثنا عشر يوماً ونصف اليوم وسميت السعود الأربعة.

السعود الأربعة:-
ويروى عن سبب هذه التسمية أن جماعة قد خرجوا للغزو ومعهم شخص اسمه “سعد” فهبت عاصفة ماطرة شديدة البرد ولم ينج منهم إلا شخص واحد، ولما رجع لقومه سأله والد سعد عن سعد فأجاب لقد ذبح سعد ناقته واختبأ بداخلها لشدة البرد فابتسم الوالد لأنه تيقن أن سعداً قد نجا، ولما عاد سعد ورآه والده من بعيد قال “جاء سعد الذابح”.

وفي رواية أخرى أنه قد حدث وفي أيام الدولة الأموية ولما عرف البريد بواسطة الخيل والإبل كان سعد هو الذي ينقل البريد في بلاد الشام، وفي أوائل شباط الخمسينية خرج سعد بالبريد من دمشق وكانت الأمطار والعواصف والبرد الشديد، فذبح ناقته واختبأ بداخلها فسمي سعد الذابح.

وفي الفترة الثانية التي تلتها والتي يسمونها سعد بلع أي أن سعداً كان يبلع أي يأكل من لحم الناقة التي ذبحها، ولهذا فهم يعتقدون أن الأرض في سعد بلع تبلع كل المطر الساقط فلا يظهر بركاً على سطح الأرض.

وبعد سعد بلع قالوا سعد السعود، لأن سعد نجا فسعد حيث يبدأ الدفء والحرارة ولهذا يقولون في سعد السعود بدور الدم في العود أي تحرك الدم في شرايين سعد بعد أن كان مُتجمداً من البرد؛ والمثل صحيح حيث إنه في أواخر شباط تنتهي فترة سبات النبات فيبدأ امتصاص الغذاء من التربة، حيث تكون قبل ذلك العصارة ساكنة وتتم تغذية النبات من المواد المخزونة.

وبعد سعد السعود يأتي سعد الخبايا إذ تخرج جميع الحيوانات المختبئة من البرد كالأفاعي وغيرها، وفيه أيضاً خرج سعد من مخبئه فسمي سعد الخبايا.

هذه السعود الأربعة قسمت كالآتي:

سعد ذابح: من 1-13 شباط وهي فترة تتسم بالبرد الشديد فيقول المثل “سعد ذابح ما بخلي كلب نابح”.

سعد بلع: من 13-25 شباط وهو كناية عن الأرض في تلك الفترة تبتلع ما يسقط عليها من أمطار نتيجة بدء ارتفاع درجة الحرارة.

سعد السعود: 25 شباط إلى 9 آذار حيث تزداد درجة الدفء وتبدأ ذوات الدم البارد بالحركة مثل الأفاعي وغيرها يقول المثل: في سعد الخبايا بتطلع من الأرض الخبايا أو تطلع الخبايا.

المستقرضات
وخلال فترة سعد السعود 25 شباط إلى 9 آذار تأتي المستقرضات ومدتها سبعة أيام: ثلاثة من أواخر شباط وأربعة أيام من أوائل شهر آذار؛ وتمتاز في أغلب الأحيان بالمطر الشديد والفيضانات وهبوب الرياح الشديدة والبرد القارس.

ويقول المثل الشعبي: “إذا تأخر المطر عليك بالمستقرضات” والمستقرضات هي الأيام التي سمتها العرب قديماً أيام العجوز وهي: صنّ، وصنبر، ووبر، والآمر، والمؤتمر، والمعلل، ومطفي الجمر. ويعبر المثل الشعبي: “بالمستقرضات عند جارك لا تبات” دليل شدة البرد والمطر الغزير.

ويذكر أن هناك سبعة أيام في سعد السعود بين نهاية شباط وبداية آذار تسمى (المستقرضات ) أو ( مستقرضات الروم ) وهي ثلاثة أيام في آخر شباط وأربعة في أول آذار أو بالعكس إذا كانت السنة كبيسة ، وتشهد هذه الأيام مطرا غزيرا وبردا شديدا وريحا هوجاء ، وهناك رواية تقول أنّ شهر آذار كان توّاقا للقدوم بالدفء بعد أن ملّت الناس من برودة وتقلبات شباط ، فخاطب شهر شباط قائلا ( شباط يا إبن عمي ثلاثة منّك وأربعة منّي بنخلّي دولاب العجوز يغنّي ، المقصود دولاب المغزل ، وهكذا كان ، فبدأ الطقس بالتحول إلى الدفء وقامت العجوز بالخروج من البيت وجلست في الحاكورة ، تحت الشمسات ، وبدأت بغزل الصوف مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة والجو المعتدل ، وقالت شامتة ( راح شباط وحشينا بقفاه المخباط ) فسمعها شباط ، فغضب لهذه الإهانة أيّما غضب واستنجد بإبن عمه آذار قائلا ( آذار يا إبن عمي ، أربعة منّك وثلاثة منّي ، بنخلّي العجوز تحرق دولابها والمغزلة ) وفي رواية أخرى ( آذار يا إبن عمي ، أربعة منّك وثلاثة منّي ، بنخلّي الصبيّة تحرق قبقابها ، والعجوز تشعل دولابها ، وتنضّب ورا بابها ) فاستجاب له آذار ، وكانت أيام سبعة شديدة المطر والبرد ، مما اضطر العجوز أن تحرق كل مالديها من حطب لتتدفأ عليه ، حتى أنها اضطرت لحرق مغزلها وإشعاله طلبا للدفء . !!!!

وفي هذا يقول المثل ( ما إلك طرش يقوم ، و لا مركب يعوم ، إلا بعد مستقرضات الروم )

العجائز
أيام العجائز دون أن ينتبه أحد وقديماً سميت الأيام السبعة التي تقع في الأيام الأربعة الأخيرة من شهر شباط والثلاثة أيام الأولى من شهر آذار بأيام العجائز كعادة العرب القدماء الذين سموا أيام معاركهم بأيام العرب كأيام حروب الداحس والغبراء وغيرها وسموها أيام العجائز لأن بردها شديد يؤدي بحياة الكثير من الناس حيث لم تكن التدفئة متوفرة على ما هي عليه اليوم من مدافئ كهربائية وغازية والمازوت إلى جانب وسائل التدفئة وانتشار الأوبئة والأمراض ولم يكن هناك علاج لها .

وقيل أن سبب تسميتها بأيام العجائز أن امرأة عجوز من العرب كان عندها حاسة الاستشعار عن بعد كما يقولون اليوم حيث أخبرت قومها أن برداً سيقع آخر الشتاء وسيتلف الزرع والضرع فلم يصدقوها لكن حدث في آخر الشتاء ما كانت قد نبأتهم به فسموها أيام العجائز .

وقالوا إن عجوزاً لها سبعة بنين سألت العرب أن يزوجوها فقالوا:
نزوج على أن تعرض جسدها للهواء سبع ليال ففعلت فماتت سابع يوم فسموها أيام العجائز.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** سَعْدُ السُّعُودِ : الْمَنْزِلُ الرَّابِعُ وَالعِشْرُونَ مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ
ويقال :لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ : دُعَاءٌ، أَيْ أنَا خَادِمُكَ..وأيضاً:سعِد الشَّخصُ:أحسّ بالرِّضا والفرح والارتياح، عكس شقي.
ويقال كذلك :السَّعْد: اليُمْن، وهو نقيض النَّحْس، والسُّعودة: خلاف النحوسة، والسعادة: خلاف الشقاوة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.