صورة خبرات المصورين
المصور لايل أويركو

لم يعرف أحد أن مثل هذا اليوم الدافئ الجميل سيكون بمثابة خلفية لواحد من أكثر الأحداث إيلامًا وإرباكًا في قلب البشرية. هذه الصورة هي جزء صغير من هذا الحدث الضخم الذي يربط خيوط آلاف القصص وملايين الأشخاص معًا. لن تنقل الكلمات المكتوبة مطلقًا النطاق الكامل للحدث ، ولن تلخص الأصوات أو الروائح أو حتى الأصوات المجمدة في بنك ذاكرتي منذ ذلك اليوم. لقد قمت بأفضل عمل ممكن في تصوير أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى يكون لدى الأجيال القادمة فكرة عن نطاق ما حدث ، للحصول على الدليل على كيف يمكن بسهولة انتزاع البراءة بعيدًا في لحظة حادة في الوقت المناسب. آمل أن تلتئم الجراح والألم في الوقت المناسب وأن تسود الحكمة والسلام في ظلمات هذا الحدث ، حتى تتمكن البشرية من المضي قدمًا في زمن النعمة والتفاهم .

الشاب الذي صوّر “أبوكاليبس” نيويورك: يومٌ غيّر حياتي إلى الأبد

11-09-2021 | 11:13 المصدر: النهار العربي


النيران تشتعل في مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 أيلول

A+A-
في 11 أيلول (سبتمبر) 2001، كان لايل أويركو المصور الوثائقي يبعث رسائل إلكترونية إلى صديق عندما سمع صوتاً لا مثيل له. ما رآه بعد ذلك والتقطه بالكاميرا، كان شيئاً لا تستطيع الكلمات وحدها وصفه.

نزل أوريكو إلى شوارع حي تريبيكا في نيويورك بعد الساعة 8.47 صباحاً، وبدأ يركض في كل الاتجاهات. ولم يكن لديه أي فكرة عما كان على وشك اختباره. عرف فقط أنه يطارد مصدر الصوت الأعلى والأقوى الذي سمعته في حياته.

ويقول إن لا كلمات يمكن أن تصف ما كان يحدث في ذلك الصباح. فقط مجموعة من الأشخاص المصممين للغاية عايشوا السيناريو، فيما شهدت بقية العالم تلك الأحداث المروعة كل من موقعه الخاص. وبالنسبة إليه، كان ذلك الموقع، الزاوية اليمنى لمركز التجارة العالمي.

ويروي اليوم قائلاً: “رأيت الكثير من الأشياء في حياتي. ما قادني إلى مركز التجارة العالمي في ذلك الصباح بدأ عام 1999، عندما غادرت نيويورك وحياتي المهنية في مجال الإعلان، لاستكشاف العالم كمصور وثائقي. أمضيت عاماً في السفر إلى طوكيو وكيب تاون وجزيرة زنجبار والعديد من الأماكن بينهما. الآن في فنائي الخاص، مكان الأمان الخاص بي، ستتغير الحياة إلى الأبد.”ويقول: “ما بدا كأنه دهر حدث بسرعة”.

0 seconds of 0 secondsVolume 0%

استيقظ باكراً ذلك الصباح وأرسل رسالة إلكترونية إلى صديق. حطم الانفجار الهادر وصوت طائرة تحطمت في حيه، هدوء ذلك الصباح.

وفي غضون دقائق من وصوله إلى زاوية شارع فيزي وتشيرتش، بدأت أحداث 11 أيلول 2001 تتكشف. ويقول: “لم أطارد المأساة أبداً بكاميراتي. الصور التي التقطت في ذلك الصباح هي حقائق رأيتها في ذلك اليوم والأيام التي تلت ذلك. صور تمثل الإنسانية على مفترق طرق لواحدة من أكثر اللحظات هشاشة وبطولية”.

يقولون إن الوقت يداوي كل الجروح ولكن من الصعب استيعاب مثل هذه العبارات عندما يتجاوز حجم أحداث الحادي عشر من أيلول، حدود أعنف التصورات. بعد عشرين عاماً، لا تزال هذه الصور ساحرة في جاذبيتها وعاطفية للغاية في طابعها. ويضيف: “أنا محظوظ لكوني على قيد الحياة. لقد فعلت ما بوسعي في ذلك اليوم، ومن حسن حظي أن لدي صوراً لأصف ما لا تستطيع الكلمات فعله”.

وأكد أنَّه لن ينسى أبداً اليوم الذي غير حياته، والسماء الزرقاء، وعمود الدخان الداكن الذي تصاعد في الأفق، والهدوء الذي ساد في المدينة التي لا تنام، مضيفا: “علمتني تجربتي في أفريقيا معنى الرحمة. وفي نيويورك أتعلم كيف يتم استخدامها”.

وذكر أنَّه يشارك تجربته اليوم ليدرك الآخرون حجم هذا الحدث ويتعرفون على ما رآه في يوم جميل ودافئ وصافٍ من أيلول (سبتمبر).

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.